أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناصر الياسرى - كنت ضيفا على المقاومه / الخاتمه















المزيد.....



كنت ضيفا على المقاومه / الخاتمه


ناصر الياسرى

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يدر بخلدى ابدا ان اكون يوما ما وجها لوجه مع ما يسمى با ( المقاومه العراقيه )
لكن رنين هاتفى بعد الهزيع الاول من الليل جعل هذا الحلم يتحقق.. مددت يدا مشلوله
نحو الهاتف ... أن لرنين الهاتف بعد منتصف الليل يعنى لنا نحن العراقين ان خطبا ما قد حدث
وفاة قريب او استدعاء لجهه امنيه كان ذالك فى عهد الطاغيه اما الان الامر سيان !! استشهاد قريب بسياره مفخخه يقودها انتحارى كان يستعجل
تناول العشاء مع الرسول !!!!! او خطف احدهم من قبل المقاومه ( الشريفه ) !!
كان فى الطرف الآخر من الهاتف ابن عمى وهو يعلمنى بأختطاف اخيه ( حامد ) من قبل
( المجاهدين ) فى الانبار بعد ان وصلها ظهرا وهو يحمل بضاعه بسيارته لصالح احد التجار فىالمدينه وقد طلب الخاطفين مبلغ ( 40 ) ألف دولار ثمنا لااطلاق سراحه !!
وعلمت ان الجهه الخاطفه قد املت شروطها ونقلتها عبر هاتف المختطف
غادرت الى بغداد كى اكون قريبامن الحدث وهناك اتصلت با الخاطفين هاتفيا عبر ( موبايل ) بن عمى وكانوا على الطرف الاخر
من انت ؟
انا ناصر ابن عم ( حامد ) !
( سمعت عبر الهاتف ان احد الخاطفين يسأل ابن عمى حامد هل تعرف ناصر ؟
اجاب نعم أنه ابن عمى )
اسمع يا ناصر اعترافات ابن عمك حامد ( وكان يمليها لى عبر الهاتف !!!)
( كنت انقل البضائع الى القوات الامريكيه فى مطار بغداد وكذلك الى القاعده الامريكيه فى الانبار !!! ؟؟ )
هل سمعت يا ناصر ماذا كان يفعل ابن عمك حامد ؟ انه يعمل مع اليهود هل تقبل بذلك ؟
اجبت ... بالطبع كلا لكن المسامح كريم
لقد سامحناه لأنها اول مره وفى المره القادمه نطبق عليه شرع الله ونذبحه !!!!
بارك الله بكم وبكل ( المجاهدين ) الذين يعملون على طرد المحتل ومعاقبة العملاء !!
لكن عليكم دفع الديه ومقدارها ( 40 ) الف دولار !!!!!
ماذا تقول ديه وهل قتل احدكم حتى ندفع عنه الديه ؟؟؟
انها دعما للمجاهدين ليس الا !!!
ومن اين لنا بهذا المبلغ ؟
هذه مشكلتكم وفى حالة عدم الدفع سوف نسلمه الى الاخوه فى التوحيد والجهاد !!!
عزيزى ان الاسلام لا يقتل على اساس الشبهات
اجابنى بحده .... وهل تعلمنى بأسلامى يا رافضى يا احفاد ابن سبأ اليهودى ؟؟!!
لا لا لا اقصد ذلك بل انتم علمائنا ومشايخنا وتعرفون اكثر منا !!!
على أى حال لديكم فرصه لغاية الساعه ( 12 ) من بعد ظهر غدا وبعدها لكل حادثه حديث !!!!
( ثم غلق الهاتف )
اصابنا الهول والجزع من هذه المصيبه التى حلت بنا ماذا نفعل ؟؟ ومن اين نأتى با المال ؟؟
تدارسنا نحن اولاد عم المختطف واخوته وقررنا الاتصال ببعض الاصدقاء ممن يسكنون فى الانبار
وكان الاخوه هناك اهلا لهذه المهمه غادرت أنا وشقيق بن عمى الى الرمادى ومنها الى الخالديه صباحا
استقبلونا الاخوه هناك من آل بو فهد بنحر الخراف حين وطأة اقدامنا ابواب مظائفهم فيما
كانت دلالهم تفوح منها رائحة القهوه وبعد السلام والتحيه تسائل مضيفنا ابو ( ماجد ) عن
احوال مدينة كربلاء الذى لم يزورها اكثر من عام وكذلك سأل عن ال ابو دكه و آل البير وبيت
آل كمونه فأخبرته انهم بخير
ثم توجهت بالحديث نحو ابو ماجد قائلا : لقد تم اختطاف ابن عمى من قبل مجموعه تتخذ من الانبار مقرا لها واعرف ان اهل الانبار بريئين منهم لأن هذا العمل يخاف الشرائع السماويه والتى لا تعاقب الانسان على اساس الشبهات وقد طلب المختطفين مبلغ كبير لااطلاق سراحه وارجو منكم المساعده فى حل هذه المعضله
( ساد المضيف جوا من السكون ولم يقطع هذا السكون سوى صوت ( المكيف ) الذى ينفذ بهوائه البارد نحو تلك الوجوه المتسمره !!!! )
( رفع ابو ماجد يده واخذت اصابعه تمسد على شاربيه برفق وهو يحاول ان يجد مدخلا لحديثه ثم قال )
هل تعلم يا سيدنا اننا نحن اول ضحايا عمليات الخطف التى يرتكبها ممن يدعون المقاومه والله انهم
ليسوا بمقاومه !! انهم قطاع طرق ولصوص وكنا نعتقد بشرعية اعمالهم لكن حين علمنا حقيقتهم فضحناهم امام عشائرهم وطالبناهم بالكف عن تلك الاعمال التى لايرضى بها الله والرسول والتى تشوه وجه الانبار و اهل الانبار منهم براء !!!
لقد اختطف ملثمون اخى وطالبوا بمبلغ مائة الف دولار ثمن لااطلاق سراحه بحجة انه قام بترميم
مدرسة القريه بأموال يهوديه بارغم من انها مدرسة القريه والذين يدرسون فيها هم ابنائنا !!!
وبعدها اختطفوا ولدى والذى لم يبلغ الحلم بعد بحجة ان والده ذهب الى بلدية المحافظه من اجل تبليط شارع القريه !! والله والله انهم ليسوا بمسلمين وان الاسلام منهم براء على اى حال ولكى لااخيب املكم فيما جائتم من اجله فلقد اصبحت لدينا الخبره فى التعامل من ( المجاهدين ) لذا سوف ارسل على احد ( المجاهدين ) والى يعمل سيافا لديهم !!! بعد ان كان يجزر لنا الخراف للضيوف سابقا اضافه الى عمله الجديد !!!
بعد قليل جاء ( المجاهد السياف ) وكم وتمنيت ان لا اراه كى تبقى فى ذاكرتى تلك الصور الجميله
عن فرسان القرون الوسطى ولحاملى السيوف الابطال والذى يجزون الرؤؤس بلمح البصر !!!!
لقد جاء واسقط من ذاكرتى صورة ( سبارتيكوس ) الى الابد !!!
انه شيبوب !! وربما انحف منه لايقوى على حمل سكينة مطبخ فكيف بسيف يطاوله؟؟
نهض الحضور اكراما للقادم ثم جلس بعدها جلس الواقفين !!!
كان جلوسه الى جانبى وكأنه عرف بأننى صاحب القضيه ؟؟؟
تسائل اين خطف ؟؟؟
يقولون انهم اختطفوه فى الطريق الواصل الى القاعده الامريكيه فى الانبار
اجاب بحزم اذن يتعامل مع الامريكان !! هذه جريمه وكم طلبوا منكم ؟؟!!!
قلت ( 40 ) الف دولار
انهم متساهلون معكم بالرغم من جسامه العمل !!!
نريدك فاعل خير لااكثر
طلب رقم هاتف بن عمى ثم ذهب خارجا ليتصل ( بالمجاهدين ) بعد دقائق عاد وهو يتمتم ( ان شاء الله خير )
ثم طلب منى ان اصطحبه ومضيفى .... الى اين لاادرى !!؟؟
استقلنا سيارته مضيفنا وطلب منه التوجهه الى حى ( التأميم ) !!؟؟
فى الطريق اتصل تلفونيا بأحدهم وكان يكنى با ( الحجى ابو مهند ) وفهمت منه خلال الاتصال
اننا قادمون اليه ( ثم التفت نحوى وقال سوف تلتقى با ( الحجى ) لتشرح له قضية ابن عمك
استغرق الوصول الى المكان المراد اكثر من نصف ساعه واذ به حى مترامى الاطراف انه حى
( التأميم ) ويكاد ان يكون مهجورا لولا بعض الماره القلائل هنا وهناك طلب من السائق التوقف عند منعطف احد الشوارع الفرعيه ثم طلب منى الترجل والتوجهه الى سياره متوقفه عند الطرف البعيد من الشارع المقابل والركوب فى الكرسى الامامى فيها !!!؟؟
وعندما هممت بالنــــزول من السياره نظرت نحو مضيفى وكأنى استجير به
عرف مايدور فى رأسى وقال توكل على الله مع ابتسامه يشوبها حزنا شفيف !!!
فى تلك اللحظه استحضرت فى ذاكرتى كل سنين عمرى بخيباتى بهفواتى بنـزقى
الذى ليس له حدود بمعاركى الخاسره وتلك التى لم احسمها بعد !!؟؟
بمشاريعى التى خطتها للتو وتلك التى بنيتها على الرمال ؟؟
ما اصعب الموت وانت تواجهه بملىء ارادتك وانت اعزل من السلاح !!
اذن ماذا تركت خلفك من الوصايا والذكريات ؟؟
خطواتى المتثاقله تقطع ببطىء تلك المسافه الممتده الى حيث يربض المجهول!!!
احسست ان يد حانيه تمتد نحوى ..... كانت يد امى الحنون وهى تتشبث ببنطالى كى لاابتعد بعيدا
كانت نداء اولادى ( جمال وغيث والمنتصر بالله ) تعلوا متوسلة كى لا اتركهم وحيدين
لا ادرى لماذا يستحضر الانسان فى لحظات الخطر اكثر الازمنه امانا فى حياته ؟؟
كثيرا هى مواجهاتى مع الموت ولم يرعبنى ابدا لأانى كنت احمل سلاحى بيدى وأحمل ايمانى بقلب خاشع
لكن اليوم احمل ايمانا بعدالة القضيه التى من اجلها اغامر بحياتى لكن افتقد الى السلاح !!!
تقدمت نحو السياره خطوات قليله بقيت و أصل مددت يدى نحو مقبض الباب
فتحركت السياره الى الامام !!!!
فتصلبت مفاصل جسدى واصابنى شيْ من الدوار!!!
ومثل فراشه تحوم حول لبابة شمعه .... تحركت قدماى نحو السياره التى كانت تسير الهوينا محاولا اللحاق بها أمسكت بمقبض باب السياره فنفتح الباب فدلفت بها فلفحتنى موجة من نسيم بارد بدد كل النيران المتأججه داخلى حين جلست على المقعد الامامى للسياره والقيت برأسى على مسند الخلفى للمقعد .. تحركت السياره .. برهة من الزمن لا اعرفت مداها ايقضتنى بعدها كلمات من يجلس فى حوض السياره وهو يردد ( الله بالخير) تنبهت لوضعى المرتبك .. فلتفت نحو مصدر صوت الرخيم فكانت لرجل مهيب بغطاء رأس أبيض و لحية كالثلج وعيون عميقه زرقاء تسبر اغوار المقابل لكنها منحتنى بعض الأطمئنان حين ارتسمت على محياه ابتسامه شفافه كشفت عن صف من الأسنان الناصعة البياض .. أذن أنه حجى مهند الذى اخبرنى به صاحبنا المجاهد .تكلم ياولدى ... قالها بصوت رخيم أنتزع بها كل جذور الخوف الغريزى
ياعم .... جأتكم من كربلاء وهذه المره الاولى التى ازور بها مدينتكم ولى الشرف ان اكون بين ظهرانيكم
أسئلكم عن حاجتى عل اجد حللا لها ...
سمعا وطاعه يا اخى فى الاسلام والعروبه !!!!
لقد تم اختطاف بن عمى هنا بين دياركم وهو يقوم بنقل بضاعه من بغداد الى هنا وقد اخبرنا الخاطفين انه محتجز لديهم ويريدون فديه مقابل اطلاق سراحه ولا نعرف الجهه الخاطفه .
تسائل .... ومن قال لكم أنهم هنا وليس فى غير مكان ؟؟
هم أخبرونا بمكانهم وطلبوا منا المجيىء هنا للتفاوض حول الفديه
تسائل ... وكيف عللوا مسئلة الاختطاف ؟
قلت .. ادعوا أنهم القوا القبض عليه أثناء خروجه من القاعده الامريكيه !!
تمتم بكلام غير مفهوم .. ثم طلب رقم الموبايل الذى أستخدموه الخاطفين
سمعت رنين الهاتف الذى طلبه شيخنا وقد طال أنتظارالرد عليه .. تسرب الشك داخلى مع كل لحظه تمضى والطرف الآخر لا يرد !!!
تسارعت نبضات قلبى حين رد الطرف الآخر ... نعم تفضل من أنت ؟
أجاب شيخنا الوقور : بل من أنتم !!؟؟
ماذا تريد ! ؟
أنا حجى مهند ؟؟
وكان الرد سريعا .... نعم .. نعم حجى كيف الحال !!؟؟
تسائل صاحبى مرة أخرى .. من أنتم ؟؟
ماذا تريد يا شيخنا ...؟
أجاب .. هل انتم الذين اختطفتم ( حامد ) ؟؟
نعم .. نعم .. حجى
ولماذ ؟؟؟
اجابوا .. انه يتعامل مع الاحتلال ..... وقد اقمنا الحد عليه وطالما أنه ارتبك هذا العمل لأول مره فلقد قررنا أن يدفع أهله الفديه عقابا لفعلته !!!
تسائل .. ومن سمح لكم أن تأخذون الفديه .. طالما أنه ارتكب الجريمه لأول مره .. هل حذرتموه من قبل ؟؟؟
أنقطع الأتصال مع الطرف الآخر .. ويبدوا أنهم أنهوا المكالمه لسبب ما !!؟؟
حاول صاحبنا الآتصال مرة أخرى .. ولكن دون جدوى !!
تضائل الأمل فى عودة بن عمى سالما بعد أن اسقط شيخنا بيده عذر الخاطفيين !!
حقوقل شيخنا الجليل أكثر من مره وهو يكرر .. والله أنهم ليسوا من المجاهدين .. أنهم يسيئون للمقاومه بأعمالهم هذه !!
ثم خاطبنى وكأنه يواسنى .... ياولدى لقد أبتلت المقاومه بمثل هولاء .. أنهم قطاع طرق عاثوا فساد فى غياب سلطة القانون الذى جاء بها الاحتلال البغيض !!؟؟
يمكنك الاتفاق معهم حول شروطهم ... فنحن لا نتعامل مع قطاع الطرق وانى اقدم اعتذارى لأنى لم أستطع تقديم المساعده لك .... ثم ختم كلامه ... فى امان الله ... ثم مد يده مودع فمددت يدى اليه فضعط عليها بقوه وكانه يقول لى ... نحن مقاومه وليس قطاع طرق !!
توقفت السياره فى نفس المكان الذى انطلقنا منه ... فتحت باب السياره مودعا .. فلفحتنى موجه من هواء قائض ..
سرت بغير بغير هدى .... فى دروب لم تطئها قدماى من قبل .. كنت شارد الذهن ... بين مصيرى ومصير بن عمى .. فلربما نعثر عليه مرميا فى أقرب مكب للأوساخ اذ لم نحسم الأمر ماديا ... وربما نراه على شاشة أحدى الفضائيات يذبح على الطريقه الأسلاميه تحت صيحات البسمله !!!
صعقنى منبه سياره وهو يزعق بشكل متواصل فلتفت الى الوراء واذ بها سيارة مضيفنا توقف وصعت اليها ....
تسائلوا ... هـــــــــــــــا !!
قلت : لاشىء !!
وصلنا الى دارمضيفنا فى منطقة الخالدبه وترجلنا من السياره
شكرت الجميع على حسن الضيافه وأستأذنت منهم للمغادره الى بغداد وخاصه وان الوقت أدركنا والمسافه أمامنا طويله وخطره !!
احسست بحراجة موقف مضيفنا ورهطه من الحضور وأبدوا أستعددادهم لدفع مبلغ الفديه مشاركة منهم فى دفع الأذى عن بن عمى .
شكرتهم على شعورهم وتعاطفهم معنا فى محنتنا ..... واخبرتهم بأننا سنتخذ الموقف المناسب حين نصل الى بغداد
وقبل ان نغادر قال مضيفنا ... قليلا من الصبر فأن هولاء سرعان ما يتنازلون عن كثيرا من شروطهم لآنهم لديهم كثيرا من الاشغال .. ولم تكن قضيه أختطاف ( حامد ) الا قضيه بسيطه بالمقارنه مع باقى أشغالهم المربحه ....!!!
تحرت السياره بنا .. وسط الوجوه التى ارتسمت على محياها علامات الحزن ...
غادرنا مدينة الخالديه متخذين من الطريق السياحى المحاذى لنهر الفرات منفذا لنا للوصول للطريق السريع المؤدى الى بغداد ... وكانت على جانب الطريق السياحى آثار لصهاريج الناقله للنفط التى سقطت بكمين للمجاهدين ..... رن جهاز الموبايل وكان على الطرف الآخر خاطفوا بن عمى .. تريثت قليلا ... واخيرا قررت عدم الاجابه .... لان ليس لدي ما اقول لهم !!!!
وصلنا الى بغداد ...... رن جهاز الموبايل مرة أخرى
فتحت الخط ... واذ بأبن عمى وبصوت جهورى يعلوه الآلم والاستغاثه .. انقذونى من المجاهدين سوف يذبحونى بعد قليل !!!!!
سقط جهاز الموبايل من يدى ...... حينها تسائل شقيق بن عمى
ما الخطب ؟؟؟؟
قلت ... لاشيىء !!!!
نحن الآن فى بيت أخى فى بغداد .... فكانت تعج بمعظم أقاربنا ممن وصلهم الخبر
شرحت لهم كل تفاصيل الرحله ... كانوا يصغون بأنتباه لم يقطع صمت المكان الا حديثى وأنين زوجة المختطف
تسائل أخى ... لكن المبلغ كبير جدا ولا نستطيع جمعه
قطعت زوجة المختتطف صمت المكان قائله ..... ابيع كل ذهبى !!!!!
اجبتها ... نعم ..نعم بيهن كيلو الا 900 غرام بالضبط !!
ارتفع رنين الموبايل وكان فى الطرف الاخر ( المجاهدين )
رأفه بحال حامد فلقد قرر الأمير خفظ المبلغ الى 20000 ألف دولار !!
أجبته .. لكن حتى هذا المبلغ لا نملكه ..... حينها خطفت زوجة حامد الموبايل من يدى وراحت تتوسل بهم ..( بخاطر الحسين عليكم ... بخاطر العباس أبو راس الحار ... عليكم سيد محمد وبنات الحسن .. أتركو حامد ... والله فقير وماعنده دولارات ... والله ........ ) انقطعت أنفاسها وأغمى عليها !!
حدث هرج ومرج ... أحدهم يصيح ألقوا الماء عليها .. والاخر يصيح أتصلوا بالمستشفى
بعد لحظات ... أستفاقت من غيبوبتها وهى تتسائل ..... ها أجه حامد !!!؟؟
عاد الاتصال مره أخرى ... وكانوا على الخط مرة أخرى
أشفافا بحالكم فلقد قرر الأمير خفظ المبلغ الى 10000 دولار وأن آخر موعد لكم هو غدا صباحا .. ثم أغلق الهاتف !!
علق احد الحضور .... يمكن السوك خرط !!
فيما علق آخر ... اخوان القضيه تحتاج الى الصبر .. الجماعه مستعجلين فى أنهاء القضيه مثل ما قال ألاخ أبو ماجد
ردت زوجة حامد قائله ( أموت اذا ما أجه اليوم ) !!
أجبتها .. وهل أنتى خيرا ممن يقتلون كل يوم ..... الرجاء أكرمينا بسكوتك .. فكل ما جرى لحامد هو بسسبب طلباتك الدائمه التى لا تنقطع ؟؟
ثم أقترحت أن لا نرد على أتصالاتهم ... وندوس عل عواطفنا ولو قليلا ؟؟!!
وافق معظم الحضور على أقتراحى .... حينها قررت أغلاق هاتفى !!
مساءا وعندما كنا نتناول طعام العشاء سوية ...... رن هاتف زوجه حامد وكان بالطرف الآخر حامد !!!!
ولج ..... رحوا يذبحونى ... وأنتى عايشه لحد هذه اللحظه .... سويلى جاره .... أخوتى وولد عمى يريدونى أموت ... !!)
لحظه وكان على الخط أحدهم ......هل أنتى زوجه حامد ...؟ أجابته نعم خويه ... هل تريدين زوجك يعود اليك
أجابته باكيه ... نعم ... نعم ...
طيب .... رحمه بك وبأطفالك فلقد قرر الامير خفظ المبلغ الى 5000 دولار
قاطعته ... شكد يصير بالعراقى ؟؟؟!!
خطفت جهاز الموبايل من يدها ..... مخبرا ( المجاهدين ) ليس لدينا الا 70 ورقه ... أذ قبلتم بالمبلغ أتصلوا بنا ... ثم أغلق الهاتف نهائيا .....
بدأ الامل يعود الينا ونحن نرى تراجع الخاطفين عن طلباتهم تدريجيا .... بعدها قمت بأعادة فتح جهازالموبايل الذى كان مغلقا .. فلقد أحسست ان الامور وصلت خاتمتها ....
فى الواحده صباحا .... وصلنى خبر موافقه ( المجاهدين ) على المبلغ ولكن هذه المره على موبايل أحد اشقاء حامد ولكن بدون سيارة اللورى !!!
أتصلت بهم على موبايلى .... فكان ردهم ( لا نريدك أن تكون وسيطا ..... ثم أغلقوا الهاتف !!!!! )
عرف الجميع بمضمون الرد فعلق أحدهم ...... يبدو أنك وسيط غير محايد .... كان عليك أن تكون مجاملا لهم لتحصل على القومسيون ....
ضحك الجميع .... وهذه المره الأولى التى أسمع فيها صدى الضحكات وقد أرتسم سيماء الفرح على الوجوه
اطرقت رأسى على الوساده ... وانا أحلم بغد أكون فيها وجها لوجه مع مايسمى ( بالمقاومه الشريفه )
صباحا .. أتصلت بهم مستفسرا عن كيفية أيصال المبلغ ... فشرحوا لى بعد تردد ....
أنطلقوا ألان بسيارتكم ... ُثم اتخذوا الطريق السريع الواصل الى الانبار .... وسوف نتصل بكم لأعطائكم التعليمات ... ثم أستدرك .. ماهى مواصفات سيارتكم ؟؟!!
قلت ... سياره برازيلى 86 أجره مسجله فى كربلاء
اجابوا محذرين ... أياكم ... اياكم .. واخبار الشرطه فأنتم الخاسرون !!!!
أجبتهم أطمئنوا ..... فليس من شيمتنا ان نخون ممن يمد يده لمساعدتنا !
أنا وبن عمى والسائق ..... نسير بوحشه الطريق السريع الخال من أى حركه تذكر !ّ!؟؟
آخر سياره كان قد ألتقينى بها كانت قبل ربع ساعه من أجتيازنا تقاطع الفلوجه
بانت من بعيد منائر جوامع مدينه الانبار ..... اتصلوا بنا .... حاولوا أن تقللوا من سرعتكم !!!
الى أن تجتازكم السياره التى خلفكم !!!!!
أجتازتنا السياره ..... ولم يكن بها ألا سائقا الذى لم يلتفت الينا ....
بعد قليل أتصلوا بنا مرة أخرى .. متسائلين ..... هل سيارة البك آب التى خلفكم معكم ؟؟!!
أجبته كلا .. أتينا نحن الثلاثه
هل تشاهدونا الان ؟!
كلا ..
على يمين الطريق السريع وفوق التله !!!
راحت عيوننا تجرى بحثا يمينا ويسارا على طول الطريق وعرضه دون جدوى
اين أنتم ... رحت أتسائل ؟؟
طيب ..... سوف ننتظركم فى حى التأميم !!!
تسائلت .... فى نفس المكان الذى التقيت فيه حجى مهند ؟؟!!
كلا .... ولكن بالطريق الواصل الى ( جملونات ) معمل الزجاج !!
وصلنا الى مدينة الرمادى وكانت شبه مهجور .... أتخذنا الطريق الواصل لحى التأميم
أتصلوا بنا من جديد .... هل السياره التى خلفكم تابعه اليكم
كلا جئنا وحدنا ...
هل تشاهدون الجامع الذى على يمينكم ؟؟؟
نعم .. نعم ....
توقفوا بقربه !!!
لحد هذه اللحظه لم نرى أى أثر لسياره ( المجاهدين )
كانت بالقرب من الجامع محل لبيع المواد المنزليه ... نزلت من السياره وطلبت من صاحب المحل قنينة ماء
حدق صاحب المحل فى وجهى وكأنه احسن بأننى غريبا عن المنطقه
تحركت نحو الجامع ... فكان مغلقا
تسائل صاحب المحل ... هل تريد ان تصلى ؟؟
كلا .. كلا ... فقط أردت أن أغتسل ..
خلف المحل توجد حنفيه يمكنك أن تستخدمها .....
غسلت وجهى مزيلا آثار التعب الذى أعترانى منذ أيام
سمعت بن عمى وهو ينادبى ... الجماعه على الموبايل
أسرعت نحو السياره ... نعم ... نعم
ماذا كنت تتحدث مع صاحب المحل .... هل عرف بالموضوع ... هل تعرفه من قبل ...؟؟؟!!
كلا ... فقط أردت تمضية الوقت ..
غادر المكان حالا
الى أين ؟؟
نحو الجملونات التى أمامك
قطع الخط ... وتحركنا سويه .. فيماكانت نظرات الرجل تتابعنا !!؟؟
وصلنا بالقرب من ( الجملونات ) والتى يبدوأنها كانت عباره عن مخازن تابعه للشركه العامه للزجاج
لاحت فى الافق سياره ( بى أم دبل يو ) سوداء أتضحت حينما أقتربت منا أنها بدون لوحات تسجيل !!
توقفت عنا بمسافة (50) متر .. ثم أتصلوا بنا
هل المبلغ المتفق عليه موجود لديكم
نعم .. نعم والا لماذا جئنا !!
حاولوا لف المبلغ بقطعه من القماش قبل تسليمها ألينا ... فلا يجوز ان نمسها قبل ان تصل الى يد أميرنا !!!!
حاولنا العثور على قطعة قماش دون جدوى ... فما كان من الا ان اخلع قميصى وألف بها المبلغ وخاصه وان أحد المجاهدين قد أقترب من سيارتنا ..... كان حافيا القدمين حاسرالرأس يرتدى ( دشداشه ) قصيره بعض الشىء .. أشعث الرأس تفوح منه رائحة كريهه !!ّ
أين المبلغ ... ؟؟؟ تسائل
سلمته المبلغ ... فوضعه فى جيبه .. ثم أنطلق نحو سياراته .. تم تحركت ... وتركونا فى هذا المكان المقفر !!؟؟
غابت السياره فى الافق ... فيما بدأت الدهشه مرتسمه على الوجوه !!
أتصلت بهم ...
ها ... اين حامد ؟؟؟
أن الامير نائم ... ولا نستطيع أيقاظه .... تعلوا غدا !!
ماذا ؟؟؟؟؟
لايهمكم ... يمكننا أن نستضفكم فى مضائفا فهى مفتوحه لكم !!!
ماذا ؟؟؟
ثم اغلق الهاتف !!
ماذا نفعل ؟؟
تسائل تسائل زميلاى .....
حولت الاتصال بهم ... ولأول مره أجد الهاتف المقابل مقفلا !!!
قال سائقنا لقد خسرنا حامد وأموالنا .. اقترح العوده الى بغداد قبل ان يدركنا المساء !!
ماذا تقول صحت فى وجهه ؟؟
ماذا نقول لأهلنا ... لزوجته ... لأطفاله للأخرين الذى ينتظرونا ؟؟؟
رن هاتفى .. فأشتبشرت خيرا ....
وكان على الطرف الآخر أخى من بغداد وهو يتسائل عن الموقف !!
نعم .. نعم .. سيجلبونه لنا بعد قليل !!!
قال شقيق بن عمى ... لماذا تكذب عليه قل له الحقيقه !!
ابتسمت ... سيجلبونه حتما فلديهم ما هو أهم من أخيك ؟؟
ترجلت من السياره وأنا أتطلع فى الأفق البعيد .... لا شىء فاطريق مقفر ..!!
تطلعت الىساعة يدى فكانت الثانيه والربع ... لاحت سياره فى الافق القريب قادمه من حى التأميم .. فأدخلت بعض الامل فينا ..
ربما جلبوه ... قال السائق
لا .. لا أعتقد .. رد عليه شقيق بن عمى !!
اقتربت السياره منا وترجل منها رجل يحمل بندقيه كلاشنكوف !!
هأ اخوان محتاجين مساعده .. تسائل الرجل المسلح ؟؟!!
حاول السائق أن يرد عليه .. لكننى سبقته فى الرد .... لقد نفذ وقود السياره !!
ابشروا .. عندى ( جلكان ) أحتياط فى السياره .
اسرع الرجل المسلح نحوصندوق سيارته واخرج منه ( الجلكان ) .. حملت ( الجلكان ) بدل منه فرفض .. وهو يقول أنتم اليوم ضيوفنا !!!
شكرناه على كرمه .. واخبرته بأننا على موعد مع صديقنا أبو ماجد فى الخالديه
رد بتودد ... لا فرق بين آلبو فهد وآلبو عيثه فهم اولاد عموم !!!
شكرته مره أخرى ... غادرنا المكان مودعين ......
لقد تخلصت من هذا الموقف بسرعة بديهيه .. قال السائق
رد عليه بن عمى ... اصبح يمتلك خبره .. أتوقع له مستقبلا زاهر فى مجال المفاوضات ....!!
طلبت من السائق ان لايسرع فى سيره ... كى لا نبتعد عن موقنا كثيرا .
حاولت الاتصال بهم مره أخرى ..... فكانوا على الطرف الأخر
قلت لك أما ان تأتون غدا أو نضيفكم فلماذا هذا الألحاح !!!
بالله عليكم ... أكملوا فضلكم علينا وأدخلوا الفرحه على قلوب زوجة وأطفال حامد ..
أجاب .. وسيارة حامد متى تحسموها ... هل معكم عشرين ورقه لأنهاء القضيه ؟؟!!
والله أذ كان عندنا ربع هذا المبلغ لما ضننا به عليكم ... ولن سنحسما حين تسلمونا حامد حتى نحس بصدق النوايا !!
طيب .. ومتى تسحسموها ؟
خلال ايام قليله حتى نكمل المبلغ الذى تطلبونه .. آخذين بنظر الأعتبار رأفتكم بنا فحامد فقير الحال ... وكذلك نحن ..
يبدوا ان كلامى قد اقنع الطرف الآخر ... فأجابنى .. لأطرح هذا الرأى على أميرنا فلربما له رأى آخر .. ثم أغلق الخط !!!!
أبتسم السائق ... ومعه بن عمى ..قائلين سويه ... لقد أصبحت كيسنجر آل ياسر
لقد أقنعته .... ولو كنا بدله لأعدنا المبلغ اليك مع طلب العفو ...!!
أجبتهم ... السياسه فن أدارة الأزمات ...
رن الهاتف .. فتلقفته ... أنتظرونا فى تقاطع حى التأميم مع الشارع العام سوف نأتيكم !!!!
مع حامد .. تسائلت !!
نعم ... نعم .. لكن أرجو حسم موضوع السياره ثم اغلق الخط ؟؟؟!!
تسائل السائق .. أنه يترجى .. أنه يترجى ... يا مغير الأمور يا الله !!!
لقد فرجت ورب الكعبه ... صاح بن عمى !!
لاحت فى الافق سيارة الجماعه ... أنها نفس السياره
وقبل أن تقترب منا بمسافه قليله أنفتح الباب الخلف للسيارة فتدفعت منها جثه رجل راحت تتدحرج على الاسفلت الى ان ركنت داخل حفره على جانب الطريق .. بينما أختفت سيارة الجماعه تاركه خلفها ذيلا طويلا من الغبار ..!
أتجهنا نحو الجثه فأذا به حامد وقد غطى جسمه بالدماء بينما كان ساعده الايمن قد لف برباط مع آثار الدماء باديه عليها وكذلك ساقه ويبدوا انه مكسور ...
حاولنا أن ننهض به فلم يستطع ... فحملنا نحو السياره وهو يئن بصوت خافت ..!
ادخلنا الى الحوض الخلفى للسياره فطرحناه على المقعد وهو شبه غائب عن الوعى !!
طلب من السائق الاسراع .. فأنطلق بسرعه تاركا أثرا لعجلات سياراته على الاسفلت الساخن !!
طلب من شقيق حامد ان يسقيه قليلا من الماء وينثر قليلا منه على وجهه .
دخلنا وسط مدينة الرمادى فكانت كما عهدناها مقفره ..!!
وصلنا الجسر الرابط مع الطريق السريع .. فتلقفناه دون هواده !!
الطريق السريع خل من السيارات كما عهدناه فى المره الاولى .. بينما كان على جانبى الطريق وعلى مرتفعات متباعده نقاط مراقبه للقوات الأمريكيه ... ولا أدرى تراقب من ؟؟!!
أتصلوا بنا .. فقترح صاحبيى عدم الاجابه فلربما يغيرر الجماعه من آرائهم !!!
فكانوا على الطرف الآخر .... نرجوا الأعتذار.... ربما أتعبناكم معنا ... !!!
لحظات وكان الاهل على الخط .... فرد عليهم شقيق حامد ... ( غط بالماى .. وجاب الدره )
فتعالت الزغاريد والهلاهل ... طلب زوجة حامد ان تسمع صوته لتتأكد .... فأغلقت الخط !!
وصلنا بالقرب من أبو غريب فكانت نقطة السيطره الوحيده التى ألتقينا بها طوال أكثر من 80 كم !!
توقفنا عندها .. فتسائل رجل الشرطه عن الشخص االممدد فى الحوض الخلفى ..... فأجبته
لقد صدمته سياره وفرت هاربه ..... ونحن الآن ذاهبون به الى المستشفى ..
طلب منا رقم ونوع السياره ...فأعطيته رقم ونوع سيارتنا !!!!
ونطلقنا نسابق الريح !!
عقب السائق .. سوف يلقون القبض علينا بأقرب سيطره قادمه !!
فقلت له .. اقبض حسابك من دبش !!
وصلنا الى دار أخى فكان بأنتظارنا عند الباب جمعا من الأهل .. وعندما أطلت زوجة حامد برأسها المكور من نافذه السياره وشاهدت زوجها مستلقى على ظهره والدماء تنزف منه ....
رفعت عقيرتها وهى تصيح بأعلا صوتها .. ييييييييـــــــــــــــــبو حامد ذابحييه .. ثم غمى عليها !!
تم عرض حامد على جارنا الذى يعمل طبيبا فى مستشفى اليرموك فتصحنا ارساله حالا للمستشفى لخطورة حالته الصحيه ..
حامد لم ينطق بعد ببنت شفه .... سوى انه غائر العيينين وقد بان عليه الجفاف ربما لعدم تناوله أى طعام منذ أختطافه قبل خمسة أيام ..!
تدارسنا نحن .. أولاد عمومته وأخوانه فى كيفية ارساله الى المستشفى وماهى الاعذار التى سوف نسوقها للعاملين فى المستشفى عن أسباب اصابات كى يمنحونا الموافقه على ادخاله المستشفى ..!
نقول أنه كان مختتطف .. وقد تم أطلاق سراحه اليوم ... قال أخى
لا ..لا نقول أنه قد اصطدمته سياره وولت هاربه .. و نعطى أى رقم وهمى للسياره .. عقب شقيق حامد !!
تعددت الآراء ولم نستطع ان نتفق على رأى واحد بحيث نسينا حامد وهو ممدد على السرير !!
صاحت أحدى شقيقات حامد ... حامد يريد ماى ... حامد كام يحجى ... !
أختلط الحاب بالنابل وتجهمر الكل حول السرير وهم يترقبون الموقف ..... !!
صحت بصوت عال .... جيبوله ربع (عرك ) خلى يلطه ساده ... وبركبتى اذا ماصحه !!!!
ردت شقيقته ... يمعود سم بالرحمن لا تكلبه علينه !!
يمعوده ... مو آنى أعرف البير وغطاه !!
شرب حامد رشفه من الماء ... ثم راح فى غيبوبه .... حينها كممت فاه زوجته قبل ان تصيح بصوتها الجهورى ( ييييييييييييييببببببببببببببببو ) وحين رفعت كفى عن فاها سقطت مغمى عليها ..!! فسكبت ماء بارد على وجهها .. فستفاقت وقبل أن تنطق قلت لها.. حامد عدل ومات !!؟
حملنا حامد الى مستشفى اليرموك ... بعد ان اتفقنا ان حادث مرور هو سبب الأصابه ..
شاهد الاطباء حامد فى وضعه المزرى .. ثم طلبوا أدخاله صالة الطوارىء
راحوا يجرون الفحوصات وتضميد الجراح .
التفت نحوى احد الاطباء وهو يتسائل ..... حادث تفجير ؟؟؟
فأجبته .... نعم .. نعم .. دكتور ؟؟
اراد شقيقه ان يعقب على كلامى ... فطلبت منه ان يذهب الى مصرف الدم للتبرع بالدم حالا ..!!
رد بتهكم .. هو آنى يرادلى واحد يتبرعلى بالدم !!!
نهرته .... روح من كدامى ... روح أتبرع حتى لو بنص ... ربع بطل !َ!َ!
أنصف الليل ولا زال حامد تحت يد الاطباء .....
سأل أحد الاطباء .. من هو شقيق حامد ؟؟
قلت .. انا !!
قال شقيقك وضعه حرج ... لديه رجه فى الدماغ .. و كسور فى ساقه وساعده الأيمن !!! سندخله غرفة العنايه الفائقه !!

مضت الايام .. وحامد تتحسن صحته رويدا رويدا ... بدأ يأكل ويتكلم .. وبعد شهر نهض من سريره .. ولكن على عكازتين ..!
وفى أحد الايام .. تسائل حامد ... شنو الشغله .. آنى وين ... هاى أشبيه .. وين سيارة اللورى !!!؟؟؟
ارتسمت أمارات الدهشه على وجوه الحضور ...
تسائل سقيقى .... ليش أنته متدرى أشصار بيك ؟؟
ألتفت حامد نحو مصدر الصوت متسائلأ ... ليش الاخ منو !!!!!!
بكت زوجة حامد لحالة زوجها ............. لكن هذه المره بدون ان تجعر ( يييييبببببببببو ) ؟؟
ثم تسائلت .... حامد آنى منو ؟؟؟؟
حدق بها حامد مليا ... ثم أغمض عينيه برهة من الزمن ثُم قال ... يمكن وحيده خليل .. الله لا يجذبنى .... مو ... لا لا ... متأكد ... أنتى وحيده خليل .. لعد بناتج وين ؟؟؟!!!!!!
أخفت زوجته وجهها بعبائتها ... ورحت تنحب // وتضرب على رأسها وهى تنوح ( راح الرجال من أيدى ييمه.... وين أطى وجهى بخلافه ييمه ) ؟؟؟!!
مضت الايام واخذ حامد يدرك واقعه .... عرف معظم الزائريين ألا زوجته .. فلا زال يعتقد أنها وحيده خليل .. وفى أحد الايام تسائل ... شنو وحيده هالأيام زعلانه .. صارأله يومين ما بينت ؟؟
أجبته مبتسما .. أنطتك عمره !!
صفق بيديه .. ثم صفق جبينه بيده .. وهو يتمتم ... يمكن بناته أتهجولن ... !!؟؟
راح أنزوجك وحده من بناته ... شتكول ؟؟
رد بحده .... لا لا مو مرتى أمل متقبل !!
حينها .. تعالت الهلاهل .. والزغاريد وكان مصدرها هذه المره من زوجة حامد .. فما كان منها الا ان ترتمىبنفسها بحضن زوجها وهى تقبله وتبكى من الفرح !!
بانت علامات الاستغراب على وحهه حامد وهو يتسائل ..... منو يكول أنى قابل بيج .. مو الاربيعين مال المرحومه أمج بعده ماطالع .. شنو هل الصفاقه وقلة الأدب
ولكن وبعد أكثر من أربعة أشهر غادر حامد المستشفى ولكن هذة المره بصحبة زوجته ( أمل ) بعد ان عرفها ومعاتبا أياها ..... شلون عايفتنى وحدى !!؟؟
ذات ليله من ليالى تشرين وبينما كنا متحلقين حول حامد .... طلبت منه أن يسرد لنا ما حدث له وبالتفصيل الممل
فأخذ يسرد لنا ما حدث .. بعد أن اشعل سيكارi وأخذ نفسا طويلا منها .. ثم زفر بدخانها نحو سقف الحجره ...
ثم قال ضقت ذرعا من البطاله ... بعد ما أغلقت ابواب العمل بوحهى وأنا أحمل الشهاده الجامعيه ... !!
فكيف الحال ممن لا شهاده له ؟؟؟؟
ردعليه شقيقى ... له شهادة حسن سلوك ممهوره من أحدى الآحزاب الحاكمه
تؤيد أنه كان من التوابيين !!
أو شهادة من قوات الأحتلال تؤيد انه كان من أدلاء الخيانه !!!
أجاب مع أبتسامه أرتسمت على محياه ..... حمدا لله فلم أن عميلا لأيران أو عميلا للأحتلال .... ثم أكمل
وكما تعلمون .. ولا أنسى موقفكم حين جمعتم لى مبلغا من المال أستطعت من خلاله المشاركه مع أحد الاصدقاء الذى يمتلك سيارة حمل . وكانت لى فيها الربع من رأس المال بالأضافه كونى السائق فيها ولى أجرة مقابل ذلك .
كان العمل فى البدايه جيدا جدا وكان الوارد يتصاعد يوما بعد يوم . بحيث أستطعت أن اشترى ما يستر أطفالى من زمهرير البرد ولكن هذا المره من خارج سوق ( اللنكات ) الذى أدمنت عليه منذا بدأ الحصار الأمريكى عام 1991 !!!
بعد عدة أشهر ونتيجه أعمال العنف تضائل العمل بحيث كنت أعود الى البيت دون أن أستطع الحصول على قيمة وقود السياره ...
لكن كان هنالك عدة عروض عمل ............. لكنها كانت من قبل مقاولون يعملون مع قوات الأحتلال وكانت الأجور تسيل لها اللعاب ............... ولكن ؟؟؟؟
مضت الأيام .... على هذه الشاكله .. وبدأ شريكى يلمح لى بأمكانية بيع السياره .... وفى هذه الحاله سوف أعود الى البطاله من جديد ...
ظهر أحد الأيام كان هنالك مقاول يبحث عن سيارة حمل وكان كرديا وكانت الحموله عباره عن حاويه لا أعرف ما تتحتويه ... والوجهه هى مطار بغداد !!!!
كان العرض مغريا ... رفضه معظم أصحاب السيارات .... كان المبلغ ألف دولار !!
ولا أحد من مجيب للدعوه .... !!؟؟
كنت .. بين .. بين .. وتسائلت مع نفسى هل أغامر ؟؟؟
قد يوش البعض بى .. أو أكون عرضه ( للعلاسه ) يبيعونى حيث الذى يدفع أكثر !!!
أخيرا قررت أن أجازف ... فلو يبقى فى القوس ثم منزع !!
أيماءه .. منى بأتجاه المقاول .. أستلمها بنجاح !!؟؟
تحركت نحو سيارتى مودع أصحابى .. موحيا لهم أننى عائدا للبيت .. تبعنى المقاول بينما كانت بعض العيون تتابعنى خلسه !!!!
دخلت فى شارع فرعى بعيدا بعض الشيىء عن مكان تواجدنا الدائم.... فقفز المقاول داخل ( البدى ) .. !!
أومى لى المقاول نحو شارع ليس ببعيد وطلب منى التوقف أمام باب أحد المخازن
وبسرعه تم تحميل الحاويه بواسطة رافعه شوكيه كانت تنتظرنا ........... ونطلقنا بسرعه نحو طريق المطار .... كانت نبضات قلبى ترتفع وتنخفض مع كل نقطة سيطره ؟؟
وأخيرا دخلنا فى شارع قبل أن نصل الى مبنى المطار ........... كانت تتواجد فيه القطعات العسكريه الأمريكه وعشرات الجنود ....... وممن ما أثار أندهاشى هو مشاهدتى لرجل دين معمم وهو يتحاور مع ضابط أمريكى خلف زجاج شبه معتم !!!
حينها تسائلت .... ( قابل بقت عليه .......... الكل هنا عملاء ) !!!
أنزلوا الحموله واستلم أجرتى ..........عشرة أوراق خضر لم تمسها أصابعى من قبل
عدن مسرعا حيث أتيت ......... وكأنى بلص عاد بصيد دسم !!!
أخفيت الأورق العشر بين طيات لباسى الداخلى !!
وأخيرا وصلت الى البيت مساءا ............ وعندما شاهدت زوجتى المبلغ أ غمى عليها
ولم تستفيق الأ وهى بين أخضانى .......... آخر الليل بعد أن أخلد الأطفال الى النوم ؟؟
طأطأة زوجة حامد برأسها خجلا من فضائح زوجها ..!!
فهمست شقيقة حامد بأذنها وبصوت مسموع قائله... كلنا على هذا الطريق !!
واصل حامد سرد قصته
صباحا كنت فى نفس مكان تجمعنا نحن أصحاب سيارت الحمل فى شارع الشيخ عمر .
وكانت العيون تتفرس بى ......... وكأنها تنبأنى عما حدث بالأمس !!!؟؟
خوش كروه .............. تسائل صديقى فاضل
أردفه ماجد .......... يابه دعوفه ......... موأكلنه الهبرى !!!
لم أخبر شريكى بالموضوع !!!
لكنه أتانى فى اليوم التالى وهو يعنفنى محذرا أياى بعدم تكرار عما فعلته .. رافضا بالوقت نفسه تقاسمى الأجره كونها أموال سحت وحرام !!!!
لم أكتثر لموقفه هذا ... فلقد أغرانى المبلغ .. وحاورات نفسى ... ( سبع كراوى يمكن أشترى بيهن سياره تكسى وأترك هذا العمل ... هي مراهنة حظ على حصان مجهول قد تنجح .......... وأطك ............ أو أفشل فأخسر كل شيىء ) !!!!
بعد عشرة أيام لمحت صاحبى المقاول ........... تحركت بسيارتى نحوه فصعد اليها !!!
سألته ............ نفس المكان !!؟؟
لا ..... اليوم للقاعده الآمريكيه فى الرمادى !!
حاولت التراجع ............... فأخرج المقاول رزمه من الأوراق الخضراء وراح يعدها
واحد ... أثنان ..... خمسه ... عشره ..... خمسة عشر ( فأرتفع وجيب قلبى ) .... عشرون ......!!
حينها لم أستطع أن أقول لا ...... أمام هذا العرض المغر !!
قاطعته ........... لك هذا راتب موظف مال سنه ........... أضرب بعد شريد ؟؟ !!!
تم تحميل البضاعه بسرعه .......... وأنطلقنا نحو الأنبار نسابق الريح !!!!
أخرج المقاول من حقيبه كان يحملها علبة بيره مثلجه قائلا .. يله كاكه برد كلبك !!
أجبته ... لا كاكه ما أشرب !!
بابه يكول أشرب .......... متسوه الدنيه !!
بين متردد ......... وموافق ........... تذكرت كلام شريكى وهو يقول أنها ( أموال سحت وحرام )
فقلت ............. لك حامد أنته ضكت فلوس الحرام ....... بقت على قوطية بيره مجرشه .............. لك أشرب وخطيتك بعلبات الكردى ... !! )
أحتسيت الأولى فتبعتها بالثانيه والثالثه ... !!
فعقب المقاول الكردى ............ كاكه أنته يمكن مدمن على المشروب ؟؟؟
لم أجب فلقد ........... دارت الخمره فى رأسى ... فأطلق العنان لصوتى الجهورى وهو ينشد ... هل رأى الحب سكارى مثلنا .... كم بنينا من خيالا حولنا ..... !!
لم أنتبه الأ على صوت صاحبى وهو يصرخ وبرأس مترنح........... كاكه ..كاكه مو فرع القاعده صار ورانه .... أرجع ....ليكدام !!!!!!
أجبته بعيون شبه مغلقه ................... شتكول ... أتقدم ليوره !!؟؟
عدت من حيث اتيت .... ودخلت الشارع المؤدى الى القاعده الأمريكيه فى الرمادى
عشرات الجنود والمدرعات تنتشرفى هذه الارض الجرداء الا من الرمل ؟؟
الأجراءات الأمنيه المشدده فى هذه القاعده أخت منا الوقت الكثير
واخبرا دخلنا القاعده
هلو مستر ... !!
هلو كاكه ..!
كود مورنك سير
هلو .. هلو ... كان يو درنك بيره
ااااوووو .... بيره فرى كود
عرك زحلاوى ... فرى كود !!
وات .. عرك ؟؟؟
حليب اسباع ... لاون ملك ...!
أأأوو ... لاون .. فرى سترونك !!
أفرغت آخر علبة بيره فى جوفى ... وألقيت بها نحو الجندى الأمريكى فتلقفها بيديه .. وأنا اردد .... أسلامك بيره !! حلال ..حلال !!
ابتسم الجندى وواصل أفراغ السياره من حملاتها
تجاوزت الساعه الرابعه عصرا .. وانا مستعجل فى أمرى
تم أفراغ حموله السياره ..... فصعد اليها صديقنا الكردى وهو يترنح تحت تأثير الخمر !!
اخرج رزمه من الاوراق الخضراء من فئة المائة دولار .. وراح يعدها .. وكان يأخطأ أكثر من مره .. أخذ رزمه منها ورمها فى حضنى
وهو يقول ... شوفه أشكد كاكه ؟؟!!
تسائلت مع نفسى .... لك حامد اليوم يومك ..... عد بين سطر وسطر .. لك هذى كله افلوسنه ... باكووه منا الجماعه .. البوك حلال .. البوك منهم حلال !!
تريد فتوى من سيد ... خابر بن عمك ناصر ... راح ينطيك فتوى مقابل بطل ابو الحصان ......... لك ذبه بركبته ... وأفلت !!!
تسائل المقاول الكردى .... مضبوط كاكه ؟؟
أجبته .... كاكه عن الحلال والحرام هذى ورقه زايده !!!!
ابتسم صاحبى وهو يقول وقد أخذ منه الخمر مأخذا .................... كاكه أنته شكد أمين ... آنى جنت أختبرك ... أخذ الزايد والله وياك !!!!!
أنطلقت بسيارتى وانا اسابق الريح وفى جيبى تسعه وعشرين ورقه خضراء بالكمال والتمام !!!
أتخذت الطريق العام .. وانا اردد مع نفسى ............... لك روح حامد والهوه بظهرك .. بعد كروه ثالثه وأطك سياره صالون بطه !!
من بعيد .. لاحت أمامى مجموعه من الاشخاص يقطعون الشارع العام ؟؟!!
فركت عيون وانا احاول طرد الخمره .. لكن دون جدوى ...
ضغطت على فرامل السياره محاولا التقليل من سرعتها .... اقتربت منهم
فكانت المفاجئه .......... مجموعه مسلحه تسد الطريق .... فتبخرت آخر قطره من الخمر من رأسى !!
حاولت الاستداره عائدا من حيث اتيت ..... لكن ضيق الطريق حال دون ذالك .. فأندفعت بسرعه نحو الحاجز الذى وضعوه أمامى
فتحوا النار نحو السياره .. فأصابو ا الدولاب الخلفى ..... فواصلت المسير محاولا الوصول الى اقرب تجمع بشرى أستجير به
أنطلقوا خلفى بسياراتهم وهم يطلقون النار .... احسست ان سرعة السياره راحت تتباطىء وانا اضغظ على دواسة الوقود دون جدوى .
وصلت بالقرب من محطة للوقود .. فأندفعت نحوها مسرعا بالرغم من ان عمال المحطه كانوا قد اغلقوها بمجموعه من البراميل الفارغه .
دخلت المحطه بعد ان تهاوت البراميل من امامى نتيجة سرعة السياره !!
أوقفتها .... وترجلت من السياره .. محاولا الأختباء فى غرفة الأداره .. وأنا أستغيث بهم !!!
لحقنى المسلحيين ..... داخل الغرفه وهم يصيحون .... عميل .. خائن ... كضبوه .. كضبوه !!
لم يحاول عمال المحطه حمايتى !!!
فقتادونى سحلا نحو سياراتهم وهم يضربونى بأخمص بنادقهم !!
اوثقونى .. والقوا بى داخل الحوض الخلفى للسياره واقفلواه .............. ثم أنطلقوا نحو جهه مجهوله !!!!
بعد اكثر من نصف ساعه .. توقفت السياره و انزلونى منها .. وادخلونى فى احد البيوت بعد ان عصبوا عيناى !!
تسائلت زوجته ..... بس لا بسطوك ؟؟!!
اجاب ... مو بالحيف .. استقبلونى بالهلاهل ..... ولج تاليهه وياج أكووم أطلكج واخلص منج .. لو أرجع للجماعه ؟؟
اجابته ........... غير اريد أعرف شعملو بيك ؟؟!!
اجبته .... يله طلكه ... وازوجك بنت وحيده خليل ؟؟!!
فأجاب ضاحكا ........... لك شكد أنته عتيك ... مو صارن عجايز !!!
فأجابت زوجته بزعل ..... مشوف الله اسووه بيك ........ كل هذا الضيم وبعدك عينك تزوغ .. ؟؟؟
واصل حديثه .....
أدخلونى فى غرفه .. وبدأ التعذيب ......................
وبعد اكثر من ساعه .... وضعونى داخل حمام البيت وانا معصون الرأس
بعدها ألقوا لى برغيف من الخبز ثم اغلقوا الباب !!
مساءا تم اقتيادى نحوغرفه تم فيها تعليقى بحبل متدلى من سقفها ...!
ثم أنهلوا ضربا بواسطه قضبان حديديه ساخنه .. بعد زمن لا اعرف مداه اغمى عليه .............. حينها احسست أنى سابحا بين السحاب وخدرا شفيف يسرى فى أوصالى .... قدماى متدليتان نحوالأسفل دون أن أستطع رفعهما بمستوى طيرانى المتأرجح ...... رياح تنساب ببطىء تحملنى وتخفضنى برفق ... !!
أحس بأن رأسى بدأ يتضخم رويدا رويدا ...... وشيئا من الدوار يسرى بين تلاليف دماغى ..!! يهبط بى مسرعا نحو القرار سرعان ما تحملنى موجه من الأثير نحو الذرى .... فقدت الاحساس بأطرافى العليا والسفلى .... وكان سائل لزج حلوا المذاق ينساب من فمى حاولت بلعه أكثر من مره فلم أستطع !!
فقذفت فيه نحو الارض .. فلتصق فى جبهتى ...؟؟!!
عاصفه هوجاء قذفت بى نحو الاسفل .. ارتطمت بالأرض بقوه ا حسست بتكسر أضلعى دون الم .. !!
من جديد رفعتنى العاصفه نحو الشمس فأحسست بلسعاتها الحاره وضوء غامر سطع فى عيونى ... أغلقتها .. ثم فتحتها ببطىء .. فوجدت نفسى مطروحا على الارض .. ومصدر ضوئى موجهها نحو عيناى وانا مبتل من قمة رأسى الى أخمص قدماى ..!!
احسست بالعطش .. طلبت قليلا من الماء .......... فسكبوا على رأسى كثيرا منه .. فأرتشفت منه ما يروى عطشى !!
اجلسونى على كرسى ........... احسست ما يدور حولى ..
كانوا أربع رجال ملثمون .
سأئلونى...........
أسمك ..؟
من أى مدينه ..؟
مذهبك ..؟
متى عملت مع الاحتلال ..؟
ماذا طلبوا منك ..؟
ماهى المعلومات التى زوتها بهم ..؟
من هم الذبن يتعاملون مع الاحتلال ... أسمائهم وعناوينهم ..؟
من هو عقيد عبد الامير الموجود اسمه فى موبايلك ..؟
من هو سيد ناصر الذى ارسل لك ( مسج ) يطلب من فيها منك ارسال العده ..؟؟!!!!
من هى أم عمر التى ارسلت لك ( مسج ) تقول فيها ( ليش تأخرت .... الجماعه منتظريك ) ...؟؟!!
حينها على صوت زوجة حامد وهى تصيح ( ييييييييييييييييي--ييببببببببببببببببو ) أمنبن أجتنى هذى أم أعمير ؟؟؟!!
فلم يتأخر رد زوجها حامد عليها حين رفسها بقوه بقدمه قاذفا بها نحو الجدار .... والذى التصقت عليه برهه من الزمن ثم أنزلقت عليه نحو الارض ببطىء جثه هامده .............!! وهو يلعن سلفه سلفها ... وحظه العاثر الذى جمعه وأياها ...!!
تم صاح ..... بطلت بعد ما أسولف !!
تناهد الجميع لأسعاف زوجة حامد فيما تعالى صوت النساء وهن يحثن على الاسراع بجلب الطبيب فما كان من حامد الأ وان يسكب وعاء من الماء المثلج على وجه زوجته والتى استفاقت بعدها ثم نهضت بدون وعى لترتدى عبائتها وهى تولول .... آنى عايفتلك البيت أنته وجهالك .. خلى تفيدكم أم عمر ... ثم خرجت !!
رد عليها حامد بتهكم ............. دفعة مردى ... ولج تروحين فدوه لعمر وأمه !!
ناديت عليها محاولا أصلاح ذات البين ......... فلم تستجب لندائى
تسائل حامد .. وين وصلنه ؟؟
قلت يم صاحبتك أم عمر!!
نظر الي شزرا ............ مسترسلا بالحديث
أعطيتهم كافة المعلومات التى طلبوها منى .... ويبدوا انهم لم يقتنعوا بحديثى
اعادونى الى الحمام ثم اقفلوه دون ان يعطونى كسرة خبز اسد بها رمقى !!!!
مساءا استدعونى مرة أخرى ... تسائلوا بمن نتصل من أهلك ؟؟؟؟
أجبت بأبن عمى ناصر ؟!
قاطعته متسائلا ... ليش مالكيت غيرى موعندك كومة أخوه ؟؟!!
أجاب .. مونته عندك خوش لسان لبلبان .......... وعندك خبره فى التعامل مع الجماعات المسلحه تتذكر من سلبوك ( المقاومه ) بجرف الصخر !!
قلت ... يله أكمل
لم يعجبهم حديثك معهم عبر الهاتف ............. فقال احدهم
يمكن جماعتك ما بيهم فايده .. أحس شى نسلمك ( للتوحيد والجهاد ) ونستلم منهم المكافئه !!
توسلت بهم ........... ان يحاولوا الاتصال بأبن عمى مره أخرى ويقللوا مبلغ الفديه
أعادونى من حيث أتيت !!
صباحا سمعتهم يتصلون بك ......... وكانوا يرفعون أصواتهم وكأنهم يحاولون أسماعى بما يدور !!!
كنت أسمع تهديداتهم .......... وكان قلبى يرتجف خوفا !!
جائنى احدهم وطلب منى الاتصال بك على شرط ان اقول لك ان المجاهدين سوف يذبحونى وان اصرخ بصوت عال متوسلا ان تدفع لهم الفديه مهما كانت !!!!!
نفذت ما طلبوه منى ........ فمدحنى أحدهم قائلا ....... تصلح ان تكون ممثلا !!
حينها جلبوا لى وجبة فطور دسمه !!
مضى هذا اليوم .. دون نتيجه تذكر . أحسست ان الجماعه يحاولون أنهاء الموضوع بسرعه !!
مساءا ... فتحوا باب الحمام وقالوا لى ... يبدون أن بن عمك لا يريد سلامتك !!!
تسائلت .. والنتيجه ؟؟
نسلمك للجماعه !!
اصابنى الهلع ......... وتوسلت بهم ان يتصلوا بزوجتى فربما تدبر المبلغ !!
فأجبته ... لك أمنين أدبر المبلغ ... تبيع كملاتك ؟؟
رد بصوت عال ... ولكم صيروا بمكانى .. واحدكم يذبه شلب !!!
اغلقوا باب الحمام وتركونى .......
سمعت ان خلافا حادا جرى بين (المجاهدين ) لم اعرف كنه !!
لكن الذى عرفته بشكل غير واضح هو الأسراع فى أنهاء موضوع أحتجازى ؟؟
شكرت ربى ورجوته ان يدركنى برحمته .. واعدا أياه بترك كل الموبقات ومعاودة الصلاة والعباده !!
فى اليوم التالى سمعت وقع اقدام كثيره .... أنتابنى الخوف ؟؟!!
فتحوا الباب ....
تسائل أحدهم
من اين عرفوا أهلك ( حجى مهند ) ؟؟؟
أجبتهم : من هو حجى مهند ؟؟
تكلم والأ ..... ثم وضع فوهة المسدس فى صدغى !!
والله ما أعرفه...
رفسنى بقوه ثم اغلقوا الباب .
حينها أدركت ان ألأمور وصلت الى نهايتها .......... وان موعد النحر قد قرب !!!
بكيت بصمت .... متذكرا أطفالى وأهلى
تم تليت الشهادتين .............. وأطرقت برأسى نحو الحائط ونمت بهدوء وسكينه لأول مره !!!
أنفتحت باب الحمام بقوه .............. حملونى بسرعه تم تقييدى وكم فمى ووضعونى فى الحوض الخلفى للسياره .... ثم انطلقت السياره بسرعه وكأن أحدهم يتعقبها ..... سمعت أحدهم وهو يقول ( جماعة حجى مهند .. طوقوا المنطقه ) أتجه نحو الجملونات !!
كانت السياره تتأرجح يمينا ويسارا .. وكأنها تسيربشوارع غيرمعبده ...... وفجئه أنقلبت ... وراحت تتهاوى فى منحدر ... حينها لم أعد ادرك ماذا حدث !!!
لم أستفق الأ وقطرات من ماءا بارد تنساب على جسدى ... فتحت عينى فوجت نفسى ( جملون ) كبير وأحدهم يسكب الماء على وجهى .....
حاولت تحريك يدى فلم أستطع ... قدمى شبه مشلوله .... ودوار فى رأسى ؟؟؟
تسائلت بصوت متعب ... أرحمونى !!
بكيت بصمت ..... ثم رحت فى غيبوبه لا اعرف مداها ..
ايقضنى أحدهم وهو يخبرنى بقرب عودتى الى أهلى !!!!
أبتسمت وانا أتمتم .... أن شاء الله
أستغرب محدثى من الرد .... ثم تسائل
أراك غير مهتم ؟؟!!
لقد سأمت من الحياة
أجاب لأ تيأس من رحمة الله !!!!!
تسائلت بصمت ..... وهل تعرفون معنى الرحمه .......... أنكم وحوش بشريه ورب الكعبه ....
ظهرا .... احسست ان الأمر بالعوده الى أهلى بدا أكثر قربا .......... فلقد تغيرت طريقة تعاملهم معى .صاروا أكثر توددا .... ورحوا يمازحونى ..... أعطونى مصحف وقالوا هذه هدية المجاهدين !!
ثم طلبوا منى ان اشرح للآخرين حين أعود ان المجاهدين لا يستهدفون الأ المحتل وعملائه .... !!
بعدها حملونى برفق الى احدى السيارات والتى انطلقت بسرعه
كنت معصوب العينين ............. احسست ان سرعة السياره اخذت بالتباطىء فتحوا باب السياره الخلفى ... وأذا بيدا تدفعى للخارج ... رحت أتدحرج على الأسفلت وأخيرا سقطت بحفره بجانب الطريق ................ أنتهى

ملاحظه : 90% من الحكايه كان حقيقه والباقى من مخيلات الكاتب



#ناصر_الياسرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت ضيفا على المقاومه !!!!! / 6
- كنت ضيفا على المقاومه /5
- كنت بضيافة المقاومه /4
- كنت بضيافة المقاومه/3
- 2 / كنت بضيافة ........ المقاومه
- حبيبستان T.V بغداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ...
- البعث بدون (صدام ) بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
- البعث بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
- سيدى السيستانى ... اتركهم هذه المره !!؟؟
- من ينقذك يا عراق ؟؟
- عندما يختزل مفهوم المواطنه فى مصطلح ( اتباع اهل البيت )
- دعوه تبرع ( للمقاومه ) !!!
- كنت بضيافة ..... المقاومه !!؟؟
- العلمانيه .... طريقنا للخلاص من الأستبداد الدينى


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناصر الياسرى - كنت ضيفا على المقاومه / الخاتمه