أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرحيم الوالي - انخراط شعبي تلقائي يفشل المخطط الإرهابي بالمغرب















المزيد.....

انخراط شعبي تلقائي يفشل المخطط الإرهابي بالمغرب


عبد الرحيم الوالي

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاشت مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المملكة المغربية، أربعة أيام بلياليها على إيقاع التفجيرات و المداهمات و المطاردات للعناصر الإرهابية التي يتكون معظمها من انتحاريين يحملون الأحزمة الناسفة.
فصباح يومه السبت 14 أبريل أقدم انتحاريان من المبحوث عنهم على تفجير نفسيهما بشارع مولاي يوسف بوسط الدار البيضاء مما أودى بحياتهما إضافة إلى إصابة بعض المواطنين إصابات خفيفة.
و قال شهود عيان بأن الانتحاريين ظلا يتجولان قرابة ساعة بشارع مولاي يوسف الذي توجد به القنصلية الأمريكية و أن يقظة المواطنين و عناصر الأمن حالت دون تسللهما إلى المنشآت الموجودة بالشارع مما جعلهما يقدمان على تفجير نفسيهما في الشارع العام.
و في نفس الوقت طارد المواطنون بمعية القوات الأمنية انتحاريا ثالثاً و تمكنوا من إلقاء القبض عليه دون أن يتمكن من تفجير حزامه الناسف الذي تم إبطال مفعوله في وقت لاحق من طرف الوحدات المختصة.
عدا ذلك تمكن مواطن مغربي من إحكام قبضته على انتحاري آخر بحي الفرح بالدار البيضاء حيث قام بشل حركته نهائياً قبل أن تصل قوات الأمن التي قامت باعتقاله حياً.
و كان هذا الانتحاري قد ظل مختبئا لمدة 56 ساعة تحت سرير إحدى السيدات بعد أن تمكن من الإفلات من مطاردة الوحدات الخاصة في العاشر من أبريل الجاري قبل أن يتم اكتشاف أمره من طرف السيدة المذكورة و أفراد من عائلتها.
و بعد أن لاذ بالفرار لحوالي 500 متر بعيدا عن البيت الذي كان يختبئ به استطاع أحد المواطنين أن يصطاده بذكاء عبر الالتفاف على المسار الذي كان يفر عبره الانتحاري. و قال هذا المواطن ـ الذي لن نكشف عن هويته ضمانا لأمنه ـ بأنه باغت الانتحاري بإدخال يديه تحت إبطي هذا الأخير و شد ذراعيه إلى رقبته ليمنعه من القيام بأي حركة قد تؤدي إلى تفجير حزامه الناسف.
المواطن المذكور، الذي يمارس عدة رياضات قتالية، ينتمي إلى وسط شعبي و لا يتوفر على عمل قار و هو زوج و أب و يعيل أفرادا آخرين من أسرته. لكنه، عكس الذين اختاروا طريق صناعة الموت، اختار الأخذ بأسباب الحياة و ظل يعمل بجهد و كدح دون أن ينحرف نحو المخدرات و الإرهاب و مصرا على الاستمرار في مشواره الرياضي الذي أصبح درعا لأمن المغرب و المغاربة و نجح حيث لم تنجح الوحدات الخاصة و الكلاب المدربة و المروحيات المجهزة التي أفلت منها الانتحاري لمدة 56 ساعة.
الانخراط الشعبي التلقائي لأبناء الشعب المغربي في مواجهة الخطر الإرهابي ظل حاضرا في كل العمليات الإرهابية التي استهدفت المغرب و المغاربة منذ 16 ماي 2003. ففي تلك الأحداث أيضا طارد المواطنون بتلقائية بعض الانتحاريين و ألقوا عليهم القبض قبل تسليمهم للأجهزة الأمنية.
و يرى المتتبعون أن التنظيمات الإرهابية في المغرب أصبحت يائسة و تشعر بالطوق الكبير المضروب حولها و الذي يتمثل في الاستعداد التلقائي للمواطن المغربي للمساهمة في مكافحة الإرهاب. هذا اليأس، كما يرى المحللون، هو الذي دفع انتحاريي تلك التنظيمات إلى تنفيذ عمليات بلا أهداف و حال دون وقوع خسائر كبيرة في الأرواح و المنشآت.
و على الرغم من أن وزارة الداخلية المغربية قللت من خطر هذه التنظيمات، و نفت أي علاقة لها بما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، فإن المحللين يرون أن حمل الأحزمة الناسفة باستمرار من طرف الانتحاريين، و تفضيلهم تفجير أنفسهم على الاستسلام، يأتي تنفيذا لتعليمات الشخص الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري التي وجهها خلال الأسابيع الأخيرة. كما أن القاعدة نفسها تبنت تفجيرات الدار البيضاء و الجزائر في بيان لها بموقع على شبكة الأنترنت حسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
المتفجرات التي استعملت في الأحزمة الناسفة خلال العمليات الانتحارية الأخيرة تتراوح كميتها بين 500 و 600 غرام للحزام الواحد. و في كل عمليات التفجير انشطرت جثت الانتحاريين و تناثرت أشلاؤهم على واجهات البيوت و المحلات و السيارات. و هو ما يعني أن المواد المستعملة تتوفر على قوة تفجيرية كبيرة شبيهة بتلك المستعملة من طرف شبكات القاعدة.
كما ترى التحاليل المتداولة مغربياً أن ما يسمى ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عجز عن تحقيق نفس الأهداف التي حققها في الجزائر حيث كان من السهل عليه استهداف وحدات النخبة ضمن قوات الجيش و الشرطة و الدرك. أما في المغرب فالوصول إلى أهداف مماثلة، أي مقرات الوحدات الخاصة المغربية، ليس أمرا سهلا. و هو ما قاد إلى حالة ارتباك في صفوف الخلايا الإرهابية داخل المغرب علاوة على الضربات الاستباقية لأجهزة الأمن مدعومة بالانخراط الشعبي الواسع في التصدي للإرهاب.
الانخراط الشعبي تجسد أيضا في محاصرة المئات من المواطنين المغاربة تلقائياً لكل مكان يكتشف فيه انتحاريون أو عناصر أخرى من الخلايا الإرهابية. و هو ما شكل دعما ماديا و معنويا كبيرا للقوات الأمنية في مواجهتها للخلايا الإرهابية.
ففي حي أناسي بالدار البيضاء عندما ظلت عناصر القوات الأمنية تحاصر أحد الإرهابيين سد المواطنون بأجسادهم كل منافذ الحي و رفعوا شعارات تهتف بالحياة للأمة المغربية و رددوا النشيد الوطني كما رفعوا شعارات مناهضة للإرهاب و حاصروا الإرهابي بمعية قوات الأمن رغم أنه كان مسلحا بسيف و يهدد بتفجير حقيبة ناسفة كانت على ظهره. و بعد حوالي أربع ساعات ألقي عليه القبض و اكتشف أن الحقيبة لم تكن بها أية مواد متفجرة.
و في حي الفرح طارد شباب الحي الانتحاريين فوق سطوح البنايات يوم 10 أبريل و فرضوا عليهم حصارا خانقا مساندين القوات الأمنية. و هو ما أدى إلى تفجير أحدهم لنفسه فوق سطح أحد المنازل، بينما قتل آخر برصاص وحدات الأمن، و انفجر ثالث في نفس اليوم أثناء مطاردته. أما الرابع فكان هو الذي ظل تحت السرير لمدة 56 ساعة إلى أن ألقي عليه القبض من طرف مواطن مغربي كان كل سلاحه هو إيمانه و وطنيته و ما تعلمه ـ على نفقته ـ من فنون القتال.
و في شارع مولاي يوسف صباح يوم السبت 14 أبريل ركض المواطنون جنباً إلى جنب مع رجال الأمن وراء الانتحاري الثالث و تمكنوا من إلقاء القبض عليه دون أن يفجر نفسه.
و في شارع للا أسماء اعتقل عنصران إرهابيان آخران داخل إحدى الشقق. و قال صاحب الشقة التي اختبأ بها الإرهابيان أثناء مطاردتهما من طرف القوات الأمنية، على شاشة التلفزيون، بأنه كان و ما يزال مستعدا للموت في مواجهة الإرهاب و الإرهابيين.
إجماع الأمة المغربية على رفض كل أشكال الإرهاب، و انخراط الشعب المغربي في التصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن تقاليده و قيمه،يفشل اليوم مخططات الإرهابيين. ففي يوم واحد تم إلقاء القبض على أربعة انتحاريين أحياء دون أن يتمكنوا من تفجير أحزمتهم الناسفة. غير أن لدى الجميع إحساساً بأن المعركة لم تنته بعد و أن الأسوأ ربما لا يزال قادماً.



#عبد_الرحيم_الوالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات 2007 أو معركة الأسلحة الصدئة: المغرب بين المراهنة ع ...
- أميركا والإسلام والعرب: من أجل العودة إلى الأصول
- تحسين صورة أميركا في العالم العربي: أسباب الفشل وفرص النجاح
- الحركة الأمازيغية بالمغرب: وليدة الديموقراطية أم بذرة الطائف ...
- التجربة -الليبرالية- بالمغرب: نحو مقاربة نقدية
- الإرهاب و الدواب
- تفجير الدار البيضاء الأخير: هل كان عملية عَرَضِيةً بالفعل؟
- شهادة من قلب الحدث: هذه بعض أسباب الإرهاب بالدار البيضاء


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرحيم الوالي - انخراط شعبي تلقائي يفشل المخطط الإرهابي بالمغرب