|
المستنخبون البررة..!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أظرف ما يراه البني أدم السوري في هذه الأيام الاستنخابية المباركة، تلك الصور الملونة التي ترفرف في سماوات الأمكنة، وهاتيك اللافتات المحلِّقة التي تحمل أقوى العبارات التي يزفها المرشّحون الاستنخابيون للإعلان عن استقلاليتهم المستقلة، وحياديتهم المحيّدة، فمعظمهم كما يدعي بائع بقدونس مسترزق وهو مسترشح عن فئة القروض البنكية الميسّرة مع أن القروض هذه الدورة غير مضمونة، كانوا منذ نعومة أظفارهم، أي قبل أن تكون هناك منظمة لدول الحياد الايجابي، حياديين أصيلين بالمرة.. ومستقلين جلنخ.! وهم، أي الربع المسترشح، يؤكدون في هذا الكرنفال التنكري على استمرار حياديتهم وعدم انحيازهم لأيها طرف أو محور أو تجمع أو تكتل أوما شابه ذلك من منغصِّات العيش المستدام.. ولكن، حين سألت الأنسة ـ أم علي ـ أحد هؤلاء المستقلين الحياديين عن أي شيء هو مستقل ولماذا لا يكون منحازاً مثلاً لجيرانه في الحارة على الأقل نطَّ من فوق شاربه المشذَّب قائلاً: وما خصني بالأحزاب والمنظمات والسياسة والبتاع وجع الرأس هذا..!؟ المهم الحين كم هوية عندك.؟ أم علي كما عرف عنها إبان الأزمات القومية وبخاصة المصيرية منها، لا تتوقف أيضاً عن الهذيان والردح كلما حلَّت مناسبة من هذا النوع المفرح.! وسبق أن تحدثت في كتابها العتيق: فن الاستنشاق وعبير الاسترقاق عن المواسم الانتخابية في سورية الثورة حيث وكيف يصبح جميع الأفندية المسترشحين أبناء بررة للشعب، وخدام ـ غير تلك العصفورة التي وقعت في الجورة ـ مخلصين له أيما إخلاص..! ومستعدين لأن يغسلوا قدميه على مدار سبعة وعشرين ساعة في اليوم الانتخابي الحاسم، ومن قال إن غسل قدمي الشعب عيب.؟ وبالطبع فإن مثل فرصة الغسول هذه لا تعوَّض وذلك لأنها لا تحل مرة ثانية إلا بعد انقصاف عمر المجلس الكريم .! لذلك، تشكِّل الانتخابات فرصة نادرة وساحرة تتيح للشعب المستلقي بشرف أن يتنعم برؤية كل هذا العدد من الأبناء الأوفياء والخدام النجباء وهم يدورون من حوله وقد اجتاحتهم انفلونزا الكرم والكياسة.. وهذا الوباء يبقى سارياً لأيام طوال تسبق الاستنخاب فكيف لا يفرفش شعبنا، ويقرمش، ويدخن المعسّل، وقد أزف وقت انجلاء الهموم وانزياح الغيوم..!؟ والأهم من كل ذلك وتلك هو ( هكاكا ) السيل من العواطف الجرارة المشتعلة التي تنشب على حين غرة بين القوم وصفوة القوم.. وبين الدون والما دون حيث يحل بين جميع المكونات الواقف منها والنائم، منتهى التعايش الطبقي، وشرنقة الوئام الوطني، وما خلا ذلك من مصطلحات يعتاش عليها في مجتمعات اليباس والموات اللذيذ أهل اليسار سلباً وأهل واليمين إيجاباً وبحبوحة.! أما الجبهات التقدمية، والتجمعات الديموقراطية، والتحالفات الخلبية، فحدث ولا حرج يا حيا الله.! لكن، أكثر ما يثير استهجان ـ أم علي ـ في هذا الموسم العامر هو أن الفطاحل الصحفجيين في الجورنالات المحلية، وكتاب ( الكلا كلا ) في الشوالات الخارجية، وأصحاب الكرامات السياسية وعنوانهم البريدي نحنا وبس قرب وشوف، أنهم جميعاً يقبضون المسألة جد بجد فيظرطون كتابات طيلة أيام الاسترقاق وما قبلها وفيها ما هب ودب عن الأسباب الوجيهة التي تقف حجر عثرة في طريق الانتخابات لأن تكون انتخابات.. وفي طريق المجلس في أن يكون مجلساً.. وفي طريق النواب لأن يكونوا نواباً..! ولأن الذين ينتخبون أو ينتحبون لا يقرأون تلك التظريطات بل يستمعون مرغمين للمحلِّلين الفضائيين وهم يفصفصون بزر الظاهرة الاستنخابية في البلدان العربية ناقصة موريتانيا باعتبار أنها أصبحت دولة مارقة ولم تبق على نهج الإخوة النشامى، فإن برنامج سوبر ستار هو الرابح الوحيد وهذا الادعاء على ذمة أم علي ما غيرها.! ونظراً لطول لسان ـ أم علي ـ في هذه الدورة الاستثنائية و التي تحلّ في أصعب الظروف، وأحلك الأيام، فإن صاحب الحزب الجد ـ أبو وحيد ـ قرر طردها من الحزب شر طردة وبخاصة أنه اكتشف أنها تحفظ عن ظهر قلب أسماء كافة النواب اللبنانيين، وبعض النواب المصريين، وبضعة نواب أردنيين، في حين أنها عجزت دائماً عن ذكر أسماء ثلاثة من النواب المحليين وهذا هو فقر الدم الوطني بعينه كما ينعته الرفيق المعلم الذي لم يسلم بدوره من طول لسانها فسرعان ما كالت له تهمة العمالة..! وأنه مدعوم من حراس الليل، والنهار، والأفواه والأرانب.. وأن رصيد الحزب من المقطّر والمخمّر صار من عندهم..! وأنه لذلك صار ( يكلكل ) من دون حسيب ولا رقيب ..! و لأن و ربما خير ضارة قد تكون نافعة، فإنه من الطبيعي والمؤمل أن هذه الطردة قد تشكِّل فرصة سانحة لأن يصبح عدد أعضاء الحزب الفلاني في المدينة المسيوطة ثلاثة بالتمام والكمال..! هذا إذا لم يسبقه الحزب الحليف في التجمع المنيف ويجذبها لعنده فيرتفع رصيده هو من الأعضاء لا حليفه ليصبح أربعة لا يغلبهم غلاب وعين الحاسد تبلى بالعمى.! وهكذا يكون أمام الرفيقة ـ أم علي ـ بعد طردها من حزب الكلكة للمرة العاشرة أن تتغنج، وتتبختر رافعة راية الدلال وأن تتفرغ للتنظير على خلق الله الذين لم تعد تعنيهم كما هو واضح للعيان كل تنظيرات الأستذة والهشك بشك يعني التفلسف..! و بالطبع لها أن تصرّ على البقاء في خانة الحياد والاستقلالية أسوة بالذين تطاولت عليهم ذات ليلة كلكاوية والحمد لله رب العالمين آمين.!
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجلس الشورى الليبرالي..!؟
-
زمن العداوات القبلية..!؟
-
فن الصفاقة والإست حقاق..!؟
-
القمة ولسان أم علي..!؟
-
حديث العرافين..!؟
-
براءة اختراع سورية..!؟
-
محكومون بالأمل..!؟
-
انتخابات دايت..!؟
-
العبودية المقدسة..!؟
-
موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟
-
العقل عورة الرجل العربي..!؟
-
خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟
-
الرسول ( صلعم ) يتمشى في القاهرة..!؟
-
حين يقلق الأوباش..!؟
-
الشرف لمرة واحدة..!؟
-
العميانيون الجدد..!؟
-
النصر الإلهي..!؟
-
الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
-
الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
-
العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|