أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !














المزيد.....


تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الانسداد الذي لازم المشروع الامريكي في العراق يكاد يكون مطبقا ، على الرغم من التشبث البوشوي المستميت في محاولاته المتتابعة لفك حصار الفشل الذي يشد الخناق على عصب الاحتلال وعمليته السياسية المتآكلة ، وبكل الوسائل المتاحة ، ودون اكتراث اورحمة او اعتبار لاي واعز او حصيلة ميدانية ، حتى لواقتضى الامر التضحية بكل اعوانه اوبعضهم !
ان التخويف الاحتلالي المنظم للعراقيين من عواقب مطالبتهم بالانسحاب ، عبر الاستخدام المباشر والمفرط للقوة اوعبرالاستخدام غير المباشر من خلال ذيولهم وفرق موتهم ومجنديهم وميليشيات احزاب عمليتهم السياسية من ـ عراقيين وغير عراقيين ـ لاشاعة الذعر والياس والانكسار يهدف الى جعل الاكثرية العراقية تستجيب صاغرة لمطالبهم وما يريدوه من تبعية شاملة ، اي ان يظهر العراقيون وكانهم هم من يطالب المحتلين بالبقاء ، وحتى يكون الامر مهضوما يجب ان يدفع ابناء شعب العراق دفعا للتوسل بالمحتل والتحايل عليه ليطيل البقاء وبشروطه مهما كانت هذه الشروط قاسية ـ كالقواعد الثابتة او تمليك الحقول النفطية للشركات الامريكية ـ نعم يريدون ايصال ابناء العراق الى حالة من الانفصام بحيث يطالبون بعدها بانفسهم القوات المحتلة بالبقاء لحمايتهم من الاقتتال الداخلي والارهاب الدخيل !!
لقد ركز المحتلون على هذا المنحى في سبيل مواجهة الرفض الشعبي المتصاعد والمقاوم والمطالب بالانسحاب والتحرر من التبعية ومنذ العام الاول للاحتلال ، ولم يحققوا النتائج المرجوة ، فاخذوا يركزون على اثارة الاقتتال الداخلي طائفيا وربما عرقيا لاحقا باعطاء الضوء الاخضر لاقطاعيي شمال العراق لضم كركوك الى ممتلكاتهم الاقطاعية حتى تتنوع مواقد الطبخ التقسيمي ، وكان تفجير مراقد الائمة في سامراء علامة بارزة لتماديهم بالتعويل على الاقتتال الطائفي ، اضافة الى تسهيل عمل الميليشيات الطائفية لانجاز مستويات مرتفعة من التطهير وعلى الهوية في بغداد وبعقوبة والحلة والبصرة وغيرها ، وكذلك جعل القوات الرسمية التابعة للحكومة العميلة شريك فعال في اشاعة الاقتتال الطائفي والمناطقي والبيني كما حصل مؤخرا في تلعفر وقبلها في مدينة الحرية وشارع حيفا والفضل في بغداد وايضا ماحصل في كربلاء من مجزرة بحق زوار العشائر العربية المناوئة للخطاب الطائفي ، كل ذلك وغيره بات امرا مألوفا ومن يوميات الوقائع العراقية ، لكن هذا كله لم ينجح في جرابناء شعبنا الى الحرب الاهلية ، بل جعلهم يصرون اكثرعلى انسحاب قوات الاحتلال ، فالمقاومة تتعزز وتزداد صلابة بحيث صار بعض برلمانيهم يرددون مجاملة ما يردده الناس بالمطالبة بجدولة انسحاب قوات الاحتلال ! وفي الذكرى الرابعة لاحتلال بغداد خرج مئات الالوف من ابناء العراق متحدين الجحيم الاحتلالي ومطالبين بالانسحاب وترك العراق لاهله ، وفي هذه الاثناء خاض رجال الديوانية معارك ضارية ضد قوات الاحتلال وكبدته خسائر غير متوقعة ،والامريكان يستعدون لابدال وجوه عمليتهم السياسية المتهرئة دون ان يعلنوا ذلك مباشرة ، فهم يشككون بنجاح خطة فرض القانون ، وبوش يطالب المالكي بتنفيذ التزاماته لان لصبر امريكا حدود !
في ظل هذه الاجواء يجيء تفجير الجسر الذي كان يساهم بتصريف الازمة المرورية الخانقة التي يعيشها مركز العاصمة بغداد ، ويساهم بايحاءاته التي ترمز للقدم والهدوء والاسترخاء في اشاعة ذاكرة بغداد القديمة التي يريد تغييرها المحتلون واعوانهم من اصحاب فرض خطط الا قانون ، تفجير جسر الصرافية كتفجير مراقد الائمة ستبقى اثاره شاخصة وبتعمد اي لا اعادة لاعماره ، لان المطلوب هو بقاؤه كطلل يثير الياس والاحساس بالغربة ، حتى لا يغامر زوار الائمة بالزيارة ، وحتى لا تنصرف الامور الى مجاريها الطبيعية ، وحتى يجبر زوار الكاظم بالمرور على جسر الائمة ، وهناك يمكن تصريف مالا يمكن تصريفه على جسر الصرافية وهو سالك مسلوك !

قلوب اهل العراق سواقي وجسور :

تبت يدا كل باغ ومغرور ، جسور اهل العراق الحقيقية ليست تلك التي يفجرها المحتلين ، انما هي الكامنة في ارواحهم ماضي وحاضر ومستقبل هي تواصل تطلعاتهم وصفاء سريرتهم هي احلامهم التي تعبر كل العوائق ودون استاذان ، والله لو فجر الاوغاد كل جسور بغداد السبعة ، بل لو فجروا كل جسور العراق سوف لن يفلحوا بقطع حبال الوصل والتواصل بين اهله واحبابه !

كل عمل جبان في عراق اليوم يتكفله الاحتلال ، وتداعياته مرهونة برصيده الناضب ، لذلك وبالفطرة ودون ان يلقنهم احد يعرف الاهلون ان الاحتلال وعملاؤه هم وراء كل الخراب الحاصل للبشر والحجر ، وعليه يزداد التمسك بمقاومة الاحتلال لاجباره على الرحيل، حيث صار الشغل الشاغل لهم هو طرده من ارضهم التي تلوثت بما لا يحتمل من الادران ، صارالتحرير الحقيقي للعراق وشعبه اكثر من مطلب ملح يجمع عليه كل وطنيي العراق مع مقاومتهم الباسلة .
ان ادارة بوش تتعرض لضغوط داخلية امريكية قوية وليست بالهينة من اجل جدولة الانسحاب ، وكلما تعمقت ضغوط المقاومة العراقية وبكل اشكالها داخل العراق وخارجه ، وكلما ازدادت خسائر المحتل الامريكي بشريا وماديا ومعنويا كلما اشدت اكثر واكثر ضغوط الداخل الامريكي على تلك الادارة الخرقاء لترضخ بالنتيجة وتهروب من عراق المقاومة .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة احتلال بغداد
- الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد
- تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
- المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
- كلمات في حجاب الفصل !
- دولة الله ودولة الناس
- استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
- الفضح سلاح المقهورين !
- فساد نظرية الحسبة السلالية
- سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
- لايستقيم أمرالاعتدال مع واقع الاحتلال !
- شيزوفرينيا الديمقراطية !
- لجنة في القمة ولجنة في الحضيض !
- عندما يتحول الحزب الثوري الى اقل من جمعية خيرية !
- مابعد الشيوعي الاول ومابعد الشيوعي الاخير
- ايحاءات اللقطات الاخيرة من تصوير اعدام صدام !


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !