|
الإرهاب و الاحتلال ..من السبب ومن هو النتيجة ؟!
محمود حمد
الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
1l3 بعيدا عن التعميم الذي يغطي شعارات محاربة الإرهاب كظاهرة عالمية،والتشويش على هذا المفهوم والالتباسات المتعمدة التي تحيط به، فان الإرهاب هو : أي عنف دموي منظم يستهدف أو يهدد حياة الأفراد أو المجتمع أو الممتلكات العامة أو الخاصة أو البيئة بشكل عشوائي أو انتقائي ، أو يثير الرعب في الحياة العامة أو الخاصة ، أو يؤدي إلى تعطيلها جزئيا أو كليا، بغض النظر عن الجهة التي تقوم به ، سواء كانت فردا ، أم منظمة أم حزبا،أم دولة، أم عصابة. أم إذا كانت محلية أو إقليمية أو دولية، ومهما كانت الوسيلة الإرهابية:(سلاح تقليدي للقتل الفردي، أم سلاح تقليدي للقتل الجمعي، أم أسلحة دمار شامل ،أو تحريض على الإرهاب أو تبريره، او نشر ثقافته او معتقداته) وعلى اختلاف أساليب التهديد والقتل والتخريب او نوع الضحايا:(الإبادة العرقية، أو الدينية، أو السياسية، أو الطائفية، و العشوائية). وتؤثر عوامل متعددة ومتنوعة في طبيعة الإرهاب، وقدرته التدميرية ونطاق تأثيره ومنها: 1. المضمون العقائدي المتطرف الكامن وراء الإرهاب والذي يؤجج الميل للانتقام بين أفراده، ومدى تفشي هذا الميل للتطرف والعنف في عقول وسلوك أفراد المجتمع. 2. قوة تأثير الجذور التاريخية للإرهاب في سلوك المجتمع الذي ينشأ فيه، سواء في طبيعة الأنظمة القمعية المتعاقبة على السلطة أم في نمط العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات.واثر ذلك على نشوء بؤر إرهابية واتساعها وتفاقم وحشيتها. 3. وجود بيئة معرفية متدنية لفئات اجتماعية يسهل تضليلها بالوعود أو تخويفها بالوعيد، والتي استمرأت لأجيال طويلة أن تقتات على الوعود المبهمة،والاستسلام لمشيئة الوعاظ والمشعوذين.ودور ذلك في قبول شعارات الإرهابيين واحتضان نشاطهم وتبريره. 4. تراكم الخبرة التنظيمية والتدريبية لأعمال العنف والنشاط المسلح في البيئة التي يتحرك فيها الإرهاب،وخاصة في المجتمعات التي خاضت حروبا طويلة ومريرة كما هي حال المجتمع العراقي ، أو تلك المجتمعات القبلية التي تعتبر اقتناء السلاح (شرفا) لا يجوز المساس به، لا اقتناء العقل المبدع والبناء. 5. توفر حاضنة اجتماعية تتعاطف معهم أو تؤيدهم تؤمن لهم الحماية والاختفاء ومباغتة أهدافهم، وخاصة تلك الأهداف السهلة المسالمة كالأسواق والمدارس والشوارع وأماكن العبادة ومؤسسات الدولة والمجتمع المجردة من الحماية المسلحة،وتنشأ تلك الحواضن عادة في المناطق السكانية المعرضة لسياسة الإقصاء التهميش. 6. وجود طبيعة جغرافية تسهل حركة الأفراد والإمداد والاختفاء والمباغتة،وتوفر ملاذات آمنة للإرهابيين، تمكنهم من المطاولة في نشاطاتهم التخريبية، وتجنبهم ملاحقة الأجهزة الحكومية، وخاصة تلك التضاريس الوعرة، او الصحراوية، أو المكسوة بغابات الأشجار أو النخيل،أو مناطق المستنقعات. 7. توفر مصادر تموين لوسائل العنف الإرهابي (مختلف أنواع الأسلحة التدميرية بما فيها المحظورة دوليا)، وارتباطها بشبكات وعصابات تهريب وبيع الأسلحة داخل البلد وخارجه، وتشابك مصالح الإرهابيين مع مصالح شبكات تهريب الأسلحة وغيرها من شبكات تهريب المواد المحظورة،وخدمة تلك العمليات لسياسة بعض الدول الإقليمية أو الدولية. 8. نشوء منابع – حكومية أو أهلية – علنية أو سرية لتغذية وتمويل الإرهاب في الدول أو المجتمعات المحيطة بالبلد الذي يتعرض لأعمال إرهابية،وتقارب أو تطابق غايات تلك القوى الخارجية أو الدول الأجنبية مع هدف الإرهابيين في إشاعة الموت والخراب في البلد الذي يستهدفه الإرهاب، لأسباب مرحلية أو أهداف إستراتيجية. 9. وجود غطاء سياسي محلي أو إقليمي أو دولي يساهم في حماية الإرهابيين من القوانين – المحلية أو الدولية - التي تحد من نشاطهم، لأسباب بعيدة عن المصالح الوطنية لأبناء الشعب الذي يخترقه الإرهاب، وغالبا ما يتحول البلد المستهدف بالإرهاب ساحة للصراع الإقليمي أو الدولي ولكن بدماء أبنائه، وتظهر قوى سياسية وفكرية وإعلامية واجتماعية محلية لها ارتباطات بقوى خارجية تبرر الاعمال الإرهابية بدعوى معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء الاحتقان الذي يفجر الارهاب او يغذيه،رغم البون الشاسع بين حتمية وأهمية معالجة الأسباب التي تؤدي إلى الاحتقان الاقتصادي والاجتماعي الذي يعد بيئة صالحة لتفاقم الارهاب، وبين ضرورة إدانة ورفض الإرهاب والتصدي له بشجاعة ووضوح ودون لبس ، كمنهج في التفكير وأسلوب في الصراع السياسي،وسلوك في الحياة العامة. 10. تدني المستوى المعيشي والثقافي لقطاعات واسعة من الشباب، وتفشي البطالة بين صفوفهم،مما يجعل أعدادا منهم هدفا سهلا يستقطبه الإرهابيين للقيام باعمال ارهابية ممولة بسخاء!. 11. وجود مظالم اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو طائفية أو سياسية أو عرقية يتعرض لها المجتمع أو جزء منه، تؤدي إلى تراكم الكراهية التي تشكل بيئة صالحة لتلقف الأفكار المتطرفة، والاندفاع نحو العنف العشوائي اليائس بمواجهة الإذلال الحكومي المتفاقم والمتواتر والواسع. 12. وجود أفراد أو مجموعات مرتبطة بالإرهاب تنظيميا أو عقائديا أو تتعاطف معه تتبوأ مراكز في أجهزة الدولة وخاصة الأمنية والعسكرية منها، وأحيانا قريبة أو - في مراكز القرار في الدولة - التي تتعرض للإرهاب.مما يجعل الدولة مخترقة وعاجزة أمام تكتيكات الإرهابيين ، كما هي الحال في العراق. 13. شيوع ظاهرة (الأوهام الشمولية الموعودة في الغيب) على حساب (التنمية الفردية والمجتمعية الشاملة) في عقول وسلوك الأفراد وفئات مؤثرة من المجتمع ، مما يساهم في انزلاق فئات اجتماعية إلى هاوية تخريب الوطن وسفك دماء أبنائه ،لإرضاء الماضي الكامن في القبور، أو لتقديس الخراب والفناء ( في الخطاب الديني )على حساب الحياة والبناء. 14. ارتداء ثوب الإخلاص: الديني، أو الطائفي، أو القومي، أو الوطني، أو القبلي..وتأجيج تلك المشاعر المكبوتة بالقمع أو المقصية بالازدراء، وزجها في الخطاب السياسي الذي يتخندق خلفه الإرهاب، باسم الدين او الطائفة او القومية او العقيدة.
#محمود_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-يوسف-* يَصنعُ مَنْجاتاً لِبُناةِ الفَجر
-
سبل خلاص العراق من محنته؟!1-3
-
ديمقراطية -السقيفة وخصومها-
-
يَتعقبُني المُكَفَنونَ
-
احتلال العراق..بين-التهليل- و-الاجتراع المرير-
-
كَفّي سارِحَةٌ فَوقَ جَبينِ الفَجرِ
-
المرأة والحرمان من السلطة؟!
-
-فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟
-
أوراق -مؤيد نعمة-...أقوى من نبوءة الحكام
-
لماذا يطالب الفنان(والمثقف)بما لا يطالب به السياسي؟!
-
تَرانيمُ الحُزنِ
-
إقصاء المثقف عن البناء الوطني يخلق فراغا يملأه التخلف والإره
...
-
لماذا اغفل الدستور العراقي احتياجات الثقافة والفن؟
-
الفنان العراقي بين مرحلتين-الفنان والحرية-2/21
-
في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الح
...
-
1/21 :/الفنان والاستبداد/الفنان العراقي بين مرحلتين/
-
التاسع من شباط1963
-
الازمنةُ العراقيةُ!
-
صِبيانٌ غابوا في مُنتَصفِ الدَربِ إلى-اللُقْمَةِ-!
-
بيتٌ -عليٍ- والفانتوم!
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|