مايحة ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يعتبر عهد انتهاء عصر الطاغية عهدا جديد بكل ما فية من معاني للحياة وبكل ما فية من تغيرات سواء على مستوى فردي اوشخصي او اجتماعي او ثقافي او اقتصادي حتى ,وبالتاكيد حصول هذة التغيرات ادت الى تغير شكل الحياة وصورتها بشكل من لاشكال سواء أكان هذا بشكل عام او خاص وهذا ادى الى تغيرات قادت الى خطوات الى الامام حتى لو كان هذا التقدم بسيطا جدا فالحياة متحركة ومتغيرة وسرعة التغير والتقدم داخل المجتمع ناتجة من سرعة حركة المجتمع التي تحكمها مجموعة من القوانين ولانظمة .ولكن ما حصل للمرأة العراقية عكس ذلك تماما فبعد الحلم بالتغير الكبير الذي من الممكن ان تحصل علية وبعد الاماني بتحسين اوضاعها العامة ومستواها الثقافي ولاجتماعي والمادي نجد ان ما حدث للمراة هو على العكس من ذالك تماما ,فالكثير منهن وقف وساند القوى الظلامية مما ادى بالنتيجة الى تردي اوضاعها اكثر واكثر من العهد السابق لابل ان اغلبهن فضل العودة الى عهود الفترة المظلمة من التاريخ بمبرات دينية مرة واجتماعية متخلفة مرة وثقافية ظلامية مرة اخرى ايضا.ولقد ساعدتها عقليتها المتخلفة القادمة من عهود استبداد وظلم اجتماعي وتحيز فكريا ضدها خوف مكبوت منذ سين متقادمة مستمرة معها الى الوقت الحاضر وواحد من اسباب هذة المشاكل هو مرحلة لانحطاط الفكري التي وصل اليها الفرد العراقي في عهود البعث المنتهي ,فبعد سقوط الصنم نلاحظ ان المرأة العراقية (الاغلبية الساحقة منهن) ابتعدن عن كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية واعتبرن انها تتكلم بلغة غريبة عنهن او هي غير مناسبة لثقافتهن فالمراة العراقية بالرغم من دخولها الى المعاهد والكليات ودخولها الى ساحة العمل جنبا الى جنب مع الرجل لابل وتفوقها احياننا على الرجل نلاحظ انها مازالت تتكلم بلغة جاهلة ومتخلفة لاتتناسب مع روح العصر وشكل الحياة الجديدة فهي راضية وقابلة بوضعها كفرد اقل داخل المجتمع على الرغم من معرفتها ان هذا مظلم ومجحف بحقها وبتاريخ نضالها كأنسان قبل ان تكون فردا داخل المجتمع ولكن مع ها نرى انها لاتعمل شيء لتغير هذا الواقع وهذة الصورة المنتقصة من قيمتها بشكل مؤلم لابل هي راضية وقانعة بهذا لانتقاص , وكانة نوع من حب تعذيب النفس فهي عقت المها واحساسها بالظلم والغبن ولم تعد قادرة على رؤية نفسها خارج هذة العذابات او التخلي عنها ,وبالرغم من هذا لاحساس فهي لم تتوقف ولم يمنعها هذا الظلم من ان تتقدم الى الامام في العمل والمسيرة بالحياة .انها مزدوجة كمجتمعها المزدوج الذي تعيشة ولا نرى انها عنيفة باعمالها وعنيفة بردود افعالها وبحياتها زولكي نكون منصفين لهذة المخلوقة فيجب علينا ان نعرف شيئا من الحالات السابقة التي كانت تعيشها وحتى نستطيع ان نكون عنها صورة منتجة وفعالة ,فهي مغيبة عن الحياة ولابداع طوال العهد السابق فهو لم يعطها حقوقها كما ادعى وان النزر القليل الذي كان يخرج فهو قادم من بيوتات ومدارس ثقافية معروفة باهلهاوناسها ولم تكن هذة صفة الاعم من الناس ولم يعمل النظام السابق على ترقيتها واحتضانها لابل هو كان دائما يحاول لاقتصاص منها والتطاول عليها بقدر ما يستطيع .ونلاحظ ان النضام السابق اقتص من المراة ايضا فلقد اخذ زوجها واخوهاوابوها وابنها الى جبهات قتالة وساحات معاركة لياتيها بهم وهم شهداء او معاقين او في احسن الضروف جرحى فهل يكون انصفها بهذا ؟او هوكان ياخذ النساء ويقتص منهن ايضا اذا ما عارضنة فزجهن بالسجون كما تزج الخراف ليتعرضن لحالات من التعذيب البشع والمهين للنفس البشرية باجمعها وليس للمراة فقط ومن نجا منهن من كماشتة الرهيبة التي كان يحكم البلد بها فكن مهماشات ومغيبات ومعرضات لابشع انواع السباب والشتائم وجعلهن غير قادرات على مواكبة الحياة والحضارة ,فكان جل لاهتمام لها هو لملىء البطون لها ولافراد اسرتها وخير مثال ممكن ان نذكرة هنا هم افراد عائلة الطاغية بانفسهم فلم نشهد منهم خروج امراة مميزة او صاحبة دور او طابع مميز سواء بالحياة الاجتماعية او الثقافية او العلمية سواء من بيت صدام حسين او من عائلتة ,اي انهم وبالرغم من كل امكانيات البلد التي كانت بيدهم ومسخرة لهم لم يستطيعوا ان يقدموا نموذج لامراة يتناسب ولو قليلا مع وضع المراة العراقية وحالها على الرغم من ان المراة العراقية لم تكن بذاك التقدم والرقي الموجود بالمجتمعات المتحضرة .اي انها كانت متخلفة قياسا بالمرأة العراقية المتخلفة
وفي الوقت الحاضر لم تختلف الصورة كثيرا فعلى الرغم من التحرر الذي يعيشة المجتمع وبالرغم من الانعتاق من العبودية والطغيان وولكن هذة العبودية والطغيان اخذت تحكمه من جديد وهذة المرة باسم الدين الذي اخذ يفتك بها ويبطش بها من دون ان يقدم لها اي حلول لمشاكلها او لازماتها ,فنسبة عدد لارامل والمطلقات والايتام قد ارتفعت وهي في حالة صعود مستمر ولم نجد من اي جهة قانونية او اجتماعية او تشريعية قد شرعت قانونا لانصاف هذة الشريحة من مساكين المجتمع ومن الجانب لاخر نجد ان حتى مؤسسات المجتمع المدني لم تستطع ان تقدم ما يساعد المراة على مواكبة الحياة الحضارة والعصرية واستخدام التقدم الحاصل بالعلم والحياة داخل حياة المرأة بل على العكس من ذالك نجد ان بعض هذة المؤسسات تؤسس لحالات الظلام والتخلف والجهل المطبق ولاعتماد على التفسيرات الغيبية المليئة بالخرافات والجهل لتفسير امور حياتها من ابسطها حتى اعقدها ؟وبالرغم من اشتغالها بالامور العلمية التي لاتقبل الغيبيات او المسلمات .هذا لازدواج ان دل على شيء هو على تفشي حالة الازدواج داخل المجتمع باجمعة من حكومتة التي هي اقوى عنصر فية الى المراة التي هي اضعف عنصر فية وخير مثال على ذلك هو وصف المرأة في شهادة الميلاد بان عملها ربة بيتّّ!! و بذلك تتنصل القوانين و التشريعات من مسؤوليتها العصرية و الحضارية بسجن المرأة بين الجدران الاربعة و شرع للنصف الاخر الاحقية في كل الامور حتى في الاقتصاص منها دون الخوض في اسباب تدني ضع المرأة و الذي لا يمكن ان تقبله اي امرأة مثيلة لها او اقل منها في المجتمعات المتحضرة .و بالرغم من الانفتاح على العالم المتحضر و ثورة المعلومات و الانتر نت التي دخلت كل مكان فلم ان نسمع ان قامت جمعية او مؤسسة بنصرة او تأييد او مساندة الارامل و المطلقات او حتى النساء البسيطات المستوى و اللواتي يعملن في المجالات الخدمية المرهقة لتعمل على تطويرهن او تقدم لهن يد العون او العمل على تطوير مفردات حياتهن وعلى الرغم من الخدمات الجليلة التي يقدمنها فلقد تم تغييبهن عن الحياة والتقدم مرة بسبب نظرة الاحتقار و الانتقاص منهن لكونهن نساء و مرة نتيجةاشتغالهن بالاعمال التي اشرنا اليها و مازال هناك الكثير من الرجال يستخدم كلمة (تكرم مرتي) عندما يتكلم عن نصفه الثاني و كانها فردة نعل يلبسها او ينزعها متى شاء
ان هذه المرأة التي اظطرت بالامس القريب ان تبيع في ظروف القهر و العوز شرفها بعدما فقدت حتى الفراش الذي تنام عليه من اجل وجبةطعام لاطفالها , نجد ان التغيير الذي حصل قد شمل كل شيئ تقريبا الا مفردات حياتها و معاناتها الا اللهم الزيادة الهائلة في اعدادهن و طوابيرهن الملتمسة للعطف الديني ان يشملهن بالعناية الالهية !!!
ان الافكار العلمانية و التقدمية تقترح حلولا معقولة تنبع من اتساع دور المرأة في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و العملية وتحقيق استقلالها الاقتصادي جزئيا او كليا لتساهم في رفد الحياة و المجتمع بالتوازن الذي لا يمكن بدونهاجتياز المأسي التي يعيشها مجتمعنا المثخن بالجراح و الفقر و الجوع و التخلف و لا شك ان الموقف الرجعي من المرأة يشكل اكبر عقبة و اخطر حلقات اعاقة الوصول حتى الى القيم التي يدعيها اولئك المتزمتون الواهمون .
و مع ذلك فان بعضا من مدعي المشارب العلمانية لدى بعض السياسين لم يفته ركوب موجة الانتهازية في المطالبة بحقوق المرأة ليس لموقف اجتماعي ملتزم و منهج ثابت و قناعة راسخة باهمية هذا الدور بل من اجل استدراج مواقف التاييد لمجمل سياسات و مواقف هذا التيار او ذاك على المستوى المحلي او الدولي او الموجة الجديدة في محاولة لمقارنة الوضع الحالي والوضع الذي كانت تعيشة في الزمن الفائت وهذا كلام مغلوط من اساسة فلاصدام حسين قدم نموذجا متطور يمكن لاعتماد علية وكما بينا ذالك سابقا ولا الاسلام السياسي يستطيع ان يقدم لنا ذاك النموذج فتجارب الاسلام السياسي في ايران وافغانستان والسعودية تقدم لنا هذا الدليل ,واذا كان هناك نموذج متميز فهو قادم من المعارضة التي هي ضدهم وضد افكارهم ,وحتى في مجتمعنا نستطيع ان نلمس هذا الموضوع بصورة واضحة حيث نلاحظ كثرة عدد الظلاميات المعبايات داخل البرلمان من دون اي فائدة تذكرالا اذا كان في تقديم المثال والنموذج الظلامي المتميز والذي يؤدي الى ازدياد عدد الظلامياتوالمتخلفات داخل المجتمع وارتفاع مستويات البطالة والفساد الاداري وغيرها من المشاكل لاجتماعية ولاقتصادية وحتى السياسية منها والتي من اهم اسبابها هو الاعتماد على الغيبيات والمسلمات الثابتة التي لاتقبل النقاش او الجدال ,فكما هو معروف ان الدول المتحضرة والمتقدمة علميا لم تستطع ان تصل الى حلول لمشاكلها التي تواجهها بالاعتماد على الغيبيات او المسلمات الدينية فلم نسمع مثلا ان من صعد الى سطح القمر اول مرة انة اعتمد طقس ديني معين حتى وصل الى ما هو لة بل على العكس من ذالك فهذة الدول قامت باعمال وخدمات جليلة لشعوبها اولا ودرس الحقائق بجد وموضوعية ومثابرة ,لابل هي احياننا رفضت بعض الغيبيات لانها تناقض روح العلم حتى استطاعت في اخر لامر ان تصل الى القمروالحال ينطبق ايضا على رائدات الفضاءعلى اعتبار انهن جزء من مجتمعاتهن بينما في مجتمعاتنا الدينية نجد ان هناك بعض الجهات الدينية كذبت هذا الحادث عند حصولة واعتبرت الامر نوع من انواع الكفرلايجب التحدث بها
وبالرغم من كل هذا فهناك مجاميع علمانية حقيقية تؤمن بقضية المراة وتقف معها وتساندها وتحاول اخراجها من حالة التهميش والتغييب الذي تمارسة عليها السلطة الدينية ولانها تؤمن ان اخراج هذة الفئات من حالة الضياع والتهميش والشتات الذي تعيشة هو المفتاح الحلول لوضع عراقي امن ومزدهر يضاهي دول العالم المتقدمة فكل بناء يبداء من لاسفل من لاساس ليصل بالنهاية الى الاعالي وليس العكس كما هو حاصل في مجتمعنا الحالي المليء بجيوش ظلامية لاتستطيع احتمال صوت علماني نقي لايتكلم بثقافة الدم والقتل ولاقصاء ويدعو الى ثقافة تسامحية غير مبنية على العنف والدماء ,وخير مثال علىذلك ما يوجة الى الفتاة العراقية شذىحسون من كلمات والفاظ تخرج من افواة اناس يدعون بانهم اهل ثقافة وعلم واصحاب مستويات راقية كما يدعون بينما في حقيقتهم هم اناس جهلة ومتخلفين لايستطيعون التفكير في ابعد من غرائزهم .بينما هذة الفتاة العراقية التي استطاعت ان تجمع ملايين العراقيين حولها لالشيء الا لكونها عراقية اولا ولانها ذات صوت شجي اسعدنا كثير وذ كرنا بايام الطرب الاصيل وام كلثوم .هذة البنت التي استطاعت ان تجمع العراقيين وتوحدهم من شمالة حتى جنوبة لم يكن حلمها بكرسي بالبرلمان ولم يكن حلمها ان تكون وزيرة او مديرة او مسؤولة لم تاخذ تاييدا من مرجعية دينية او سياسية ولاهم من كل هذا وذاك ان يدها لم تلطخ بقطرة دم عراقية واحدة فالعراقيين احبوها بدون ثمن وصوتوا لها من دون اي مقابل فلم يريدوا منها مقابل غير رفع اسم بلدهم عاليا .هذة البنت التي افتخر كل عراقي شريف ويحب بلدة انها منة(العراق)والتي يحتاج العراق الكثير مثلها ليستطيع النهوض من كبوتة هذة ,فهنيئا لك ياشذاوي ذاوي ذاوي على راي زملائك بالاكاديمية على هذا الفوز الذي حققتة فلقد حققت ما عجزت كل القوى السياسية والدينية على عملة وصنعت المعجزة واثرت حنق وغضب ظلاميين جهلة اثاروا حنق وغضب العراقيين جميعا وكثيرا من دون ان يتمكنوا من الرد عليهم ولكنك رددت عليهم بشجاعة وثقافة عراقية معهودة وليست بغريبة على ارض الرافدين وبناتة الواعيات
#مايحة_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟