أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!














المزيد.....


بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 570 - 2003 / 8 / 21 - 13:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أبعاد

بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!

كاتب أردني

 

نعرف بأن كلا من العراق وفلسطين يقعان تحت الاحتلال، وأن مقاومة الاحتلال حق مشروع لكل عراقي وفلسطيني وعربي بالوسائل المتاحة ومنها الوسائل العسكرية التي تستهدف الاحتلال. ولكن هناك أحيانا بعض العمليات العسكرية غير المفهومة وغير المبررة سواء في الجهة المستهدفة أو في التوقيت، والتي تتسبب في النهاية بالإساءة إلى القضية التحريرية وربما زيادة شراسة الاحتلال والمآسي التي يعانيها الشعبان الفلسطيني والعراقي.

وما حدث في بغداد والقدس يوم أول أمس يندرج ضمن هذا الوصف، وبالرغم من التباين في التفاصيل الخاصة بكل عملية فإن كلتاهما لم تحملا أية مبررات حقيقية وكان توقيت عملية القدس واستهداف الأمم المتحدة في بغداد يثيران الكثير من علامات الاستفهام، وبالتأكيد أن الشعبين الفلسطيني والعراقي لا يمكن أن يكونا المستفيدين من هاتين العمليتين بالذات.

ما يحدث في العراق منذ أسبوعين تطور مقلق. ونقصد بذلك استهداف السفارة الأردنية، ومن ثم تفجير أنبوب المياه الذي حرم العراقيين من المياه لفترة طويلة وهي من الموارد الرئيسية للحياة، وأخيرا العملية المجرمة التي استهدفت الجهة الدولية التي تحاول جاهدة وبحس حقيقي من الضمير الإنساني مساعدة العراقيين على الخروج من أوضاعهم السيئة الحالية.

ما يقوله البعض بأن العملية رد على اعتراف الأمم المتحدة بمجلس الحكم العراقي تبرير أسوأ من الذنب، فما هو ذنب العاملين في الأمم المتحدة من مختلف الجنسيات الدولية والعربية والذين يحاولون جاهدين ايصال الخدمات الأساسية إلى العراقيين؟ الواضح أن هناك رائحة مقززة من هذه العملية التي تهدف إلى إرهاب موظفي الأمم المتحدة وترك العراق نهبا للفوضى وقانون الغاب والذي لا يستفيد منه إلا سياسيو واشنطن الساعين إلى إلقاء الاحتلال الأميركي، وبعض الفئات الأصولية العربية التي تحاول تحويل العراق إلى ساحة جهاد ضد الولايات المتحدة والعالم أجمع على غرار النمط الأفغاني، وكلا الخيارين في غير مصلحة الشعب العراقي.

والأعجب من ذلك التعليقات الغريبة في الإعلام العربي والتي تظهر "شماتة" في الولايات المتحدة لأنها تفقد السيطرة على الأمن وأنها تستحق ذلك بسبب قيامها بغزو العراق، وكأن الضحية الرئيسية في الانفجار كان دونالد رامسفيلد نفسه وليس المسكين دي ميلو الذي قضى حياته في مساعدة الآخرين وتحسين ظروف حياة المنكوبين بالصراعات العسكرية في أرجاء العالم.

وربما يكون من الأثقل على النفس انتقاد تفجير القدس، ليس رضوخا للآراء الغالبة في الشارع العربي بأهمية العمليات الإنتحارية، ولكن لأنه من الممكن دائما الخروج بتبرير ما لتنفيذ هذه العمليات. ولكن هذه المرة أجد أنه من الصعب أن نجد تبريرا سياسيا لها. فهناك تفاوض صعب ومعقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعض المؤشرات البسيطة على وجود تقدم ما مثل الإفراج عن بعض الأسرى والانسحاب من بعض المدن الفلسطينية، ولكن عملية القدس تعيد الأمور الآن إلى نقطة الصفر، وتعرض الشعب الفلسطيني إلى دوامة جديدة من الهجمات الإسرائيلية والضغوطات الدولية.

لا نعرف كم سيتطلب الأمر من شهداء فلسطينين وتدمير للبنية التحتية حتى يقتنع كلا من الحكومة الإسرائيلية وفئات المقاومة الفلسطينية أن أحدهما لن يتمكن من إلغاء الآخر بالعنف، فلا العمليات الاستشهادية ستأتي بالتحرير سريعا، ولا الاجتياحات الإسرائيلية وجرائمها ضد الفلسطينيين ستحقق الأمن للإسرائيليين.  لن يتبخر الفلسطينيون والإسرائيليون من أمام بعضهم البعض يوما ما، ولا بديل إلا أن يتفقوا على طريقة للعيش سوية في هذه الأرض الصغيرة المحدودة، ولهذا السبب فإنني لا أستطيع أن أجد مبررا منطقيا للعملية الأخيرة في القدس.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟
- أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!