أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48















المزيد.....


د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))
آثرت أن ابدأ مقالتي بالتعريب كهويتنا الأسمى, وتعمدت التعريب للنكسة قبل النكبة.كما يطيب للبعض ترديد هذا المصطلح (عرب ال48) وربما اعترض البعض وفضل تسمية أهلنا في الجزء الأخر من الوطن المحتل,بفلسطينيي داخل الخط الأخضر, فجميعها مسميات أفرزتها خطوط النكبة والنكسة,وقد يكون مسمى عرب 48 عبارة عن شهادة شرف,وأسطورة صمود,حيث تمترس أهلنا في شتى بقاع فلسطين, حيفا ويافا وعكا واللد والرملة والناصرة وأم الفحم والطيبة والسبع وغيرها ,فكانوا الجذور المتينة للتمسك بالحق رغم الهجمة والمذابح والإرهاب الصهيوني قبل وبعد الإعلان عن قيام كيانهم الاستيطاني, الاحلالي المسخ. فكان أهلنا والذين نفتخر بتسميتهم عرب 48 , لأنهم رغم الحملة البربرية لتهويد الأرض والإنسان, حافظوا على هويتهم العربية الفلسطينية, حافظوا على ثقافتهم العربية الأصيلة وسط عواصف الطمس, بل حافظوا على شعار الجذور المتأصلة الصامدة رغم القمع والعنصرية الإسرائيلية, التي استهدفت دائما وجودهم الذي يعد بمثابة الشوكة في حلق المشروع ألتهويدي الصهيوني,حتى فشلت كل المخططات الرامية لإقصائهم, وفشلوا كذلك في دمجهم بالمفهوم الثقافي والانتمائي, وذلك رغم الهوية الإسرائيلية, ورغم منحهم بعض ميزات المواطنة المنقوصة, وما زال أهلنا هناك كقلاع شامخة ضاربة بجذورها في قلب وكبد الأرض الأم,وسيبقون مسمارا في نعش حلم الدولة اليهودية, وربما تصريحات قادة (الشاباك) الصهيوني لخصت بوضوح , ماذا يعني عرب 48؟ على أنهم اخطر قنبلة موقوتة داخل إسرائيل !!!!

هؤلاء هم أهلنا, جذور القضية الفلسطينية , بل رموز العروبة في عقر المغتصبة العبرية, والتي تناصب العروبة عداء ديني ودنيوي وان اظهروا غير ذلك(فليس معنى بروز أنياب الوحش انه يتبسم) ,إنهم اكبر فعلا من كونهم رقما لايستهان به يزيد على(المليون ومائتي ألف عربي), بل هم بيارق الصمود الذين آثروا البقاء والموت في حضن مسقط الرأس على الهجرة في زمن النكبة العربية الكبرى 1948, فاستحقوا وسام العروبة, وأصبحوا الهاجس المخيف الذي يضج مضاجع غلاة الصهاينة , ورموز العنصرية, لأنهم مهما تم تسميتهم, ومهما انتقص من حقوقهم, يبقوا كثابت في الفقه الصهيوني, يمثلون حلم العودة, لان العودة في فقههم الصهيوني, هي كذلك القنبلة الحقيقية, التي تهدد مصير الكيان الاستيطاني, الجاثم على الرمال الوطنية المتحركة.

وقد سردت هذه المقدمة لأنها بيت قصيد مقالتي, التي تتمحور حول مصير الأخ المناضل المثقف (عزمي بشارة) , فقد كثر القيل والقال, وأنصاف الحقائق, والإشاعات, نتيجة غياب الحسم في صحة المعلومات التي تناولتها الصحف المحلية والعربية والدولية, وكذلك الصهيونية , بان (عزمي بشارة) غادر الكيان الإسرائيلي ولن يعود, بل وذهبت بعض الصحف الصفراء لحد التقويل ان (عزمي بشارة) طلب حق اللجوء السياسي لدى دولة قطر, وكل يوم تطل علينا تلك الصحف وسط المجهول بسبق صحفي دون أصل, مما يثير حزننا وقلقنا حول مصير رجل اعتبر من أهم رموز الحركة الوطنية العربية, بل نعتبره صاحب قضية سياسية واجتماعية وطنية مقدسة, وذلك بصموده في ذلك الخندق العربي الاستراتيجي, في قلب ذلك الكيان الذي سيعتبر هجرة أو تهجير بشارة وأمثاله من الرموز, هو انتصار استراتيجي للمؤامرة الصهيونية, القاضية بإستراتيجية((الترانسفير)) لما سيبنى على أنقاض ذلك الغياب أو التغييب ,وهنا أركز بقولي: إن سقوط الرموز في وجه العاصفة بعد صمود أكثر من نصف قرن, فهذا لايعني غياب شخص بالمعنى العددي, فأهلنا هناك ينجبون من عرينهم الذي لاينضب مناضلا ومرابطا كل دقيقة وطنية, وهذا مايربك ويخيف قراصنة المستقبل الصهاينة, ودائما اذكر بمقولة(جولدامئير: الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت), بل غياب الرموز أو تغييبهم عن كابينة القيادة , يعني بداية التداعي والانهيار للهرم الصلب, الذي استعصى على معاول المُخطط والمتربص الصهيوني.

فلا نتخيل غياب بشارة ,الطيبي , دراوشة ,رائد صلاح , محاميد , الصانع , بركة والعديد العديد ممن أنجبهم رحم الصمود المبارك, هؤلاء الذين يسقطون ليل نهار ورقة التوت عن العورة الصهيونية العنصرية,فشكلوا العصا الصلبة وسط الدواليب التهويدية, التهجيرية, فطامة كبرى ان يكون لهؤلاء الرموز بدائل وظيفية كلما اشتد الكرب, كما طالعتنا بعض الصحف المبشرة والمنذرة ,بان النائب (عزمي بشارة) ينوي تقديم استقالته, والتفرغ للعمل كمفكر أو محلل سياسي, لينحدر من قائد سياسي وبيرق ثقافي ووطني إلى مجرد سلعة حصرية لقناة فضائية تخدم العدو كما تخدم الصديق, وهذا الوصف الوظيفي لمن عرف(د.عزمي بشارة) بشخصيته الوطنية والفكرية لايقبلها على نفسه, ولا نقبلها لمناضل نعتز بكيانه وفكره وتاريخه ومهمته القيادية الريادية, لان الرموز ملك شعوبهم ورهائن قضاياهم المقدسة.

وقد هالنا وأزعجنا مهاترات الصحف الإسرائيلية, التي تناولت غياب أو تغييب (عزمي بشارة) تحت عناوين كبيرة مثل(لغز بشارة) بل ذهبت تلك الصحف لأبعد من ذلك ,جعل من المعلومات التي نتحرى دقتها لأهميتها على مستوى القضية الوطنية, متناقضة وغامضة وسط الصمت الذي يعزوه البعض لأسباب سياسية تتعلق بوجود الغائب في العواصم العربية حرصا على العلاقات العربية_الإسرائيلية الحميمة, والتي لاتتيح لبشارة الرد على تلك الصحف الصهيونية, التي مابرحت تنقل رسائل التهديد والوعيد الإسرائيلي لبشارة, وتشكك في إمكانية عودته إلى وطنه, خشية الاعتقال الذي لايخشاه مناضل صاحب رسالة وطنية قومية مقدسة, أو حتى خشية تلفيق التهم كما تحدثت المعتوهة (شلوميت الوني) محذرة بشارة من إمكانية حياكة وتلفيق التهم بواسطة الجهاز النازي(الشاباك) المتخصص بحياكة المؤامرة!!!

ونتيجة غياب بشارة ومكوثه حاليا في العاصمة الأردنية, وانضمام أسرته إليه,وعدم مشاركته فعاليات يوم الأرض وعدم وضوح الرؤيا, فقد زادت الإشاعة, فقد تحدثت صحيفة(معاريف) الإسرائيلية , ان بشارة متهم بقضية أمنية متعلقة بزيارته للعاصمة اللبنانية بيروت إبان العدوان,لكن هذه الصحيفة وعلى عكس صحيفة (يدعوت احرنوت) ,قالت بادعاء النقل عن لسان بشارة انه سيعود لإسرائيل ليدير معركته.

بل تجرئ البعض للتخمين بان المحكمة العليا قبلت التماس بشارة بعدم رفع الحصانة عنه كي تتيح له الفرصة لاحقا بالهجرة الاختيارية تجنبا للمسائلة القضائية على تصريحاته المناصرة لأعداء إسرائيل مثل قوله(لأول مرة نذوق طعم النصر!!! بفضل حزب الله الذي حقق لنا الفخر والذل لإسرائيل!!! وبالتالي يتم إصدار حكم فعلي بحقه.

نعم إنها المعركة الحقيقية في ارض الصمود, ارض الجذور والأجداد والآباء, هي فلسطين منزلة الشرف, وان تم تسمية بشارة وغيره من المناضلين سياسيا بالمواطن الإسرائيلي, فالموطن فلسطين, والإحلال إسرائيل, انه ممثل شرعي عن شريحته العربية الفلسطينية الصامدة الصابرة, وسط سيل جارف من أنواء العنصرية.
العودة هي معركة الحق في وجه الباطل, فلو كان عزمي بشارة يهاب المسائلة والملاحقة, لوفر على نفسه عناء التحدي والمواجهة, ولصمت بدل إطلاق التصريحات النارية التي تفضح زيف ديمقراطيتهم, وينتقد السلوك العدواني الإسرائيلي, والاستيطان والعنصرية.

مناضل بهذا الوصف وهذه الشخصية السياسية الفكرية المصقولة وطنيا, والذي أهلته فراسته القيادية ليترأس حزبا من أهم الأحزاب العربية, التي أخذت على عاتقها مهمة مقارعة هؤلاء العنصريون, لا أخاله يخشى المسائلة على ماصدر منه عن قناعة ووعي ودراية بتبعية ذلك, ولا أخاله يهاب الاعتقال كحامل للواء الحق, لأنه وأمثاله من الرموز الوطنية هم بمثابة الجسر المتين الذي يربط عرب النكبة بعرب النكسة فله بيننا موقع القائد, وهؤلاء في الكشوف لايحتسبون أشخاصا لهم من الأرقام الفردية أصول, بل هم ضمير شعب على ضفتي النكبة والنكسة, شعب امن بالصمود والنصر , امن بالأمر الواقع الاحتلالي بان مصيره الزوال, فلا اعتقد أن أي منهم سيبيع تاريخه بثمن بخس, ليقال متخاذل أو جبان لاسمح الله.

والى أن يعلو صوت بشارة بالفعل الذي يهزم التهديد الصهيوني في جولته الأولى من الحرب النفسية, إلى ان تنتصر غريزة الصمود والتجذر في الأرض, إلى ان تسقط مقولات نخالها هشة كقائليها , هجرة اختيارية!!خشية اعتقالية !! وظيفة فضائية !! وينتصر البقاء القهري والعودة المباركة التي ننتظرها جميعا مهما على زئير الجلاد الصهيوني الهمجي, فالاعتقال بطولة أهون من الفرار, الذي يتمناه بني صهيون, بل وربما يستخدموا نفوذهم ودسائسهم وسحرهم السياسي, لدى العرابين من الأنظمة المستعربة, كي يقدموا كل الإغراءات ويضخموا أنصاف الحقائق والإشاعات لهذا الفارس العربي الفلسطيني الأصيل, من اجل إقناعه بعدم العودة.

وهنا نقول للأخ والرفيق والمناضل والمفكر والقائد عزمي بشارة, العودة العودة تعني الحياة, وعدم جعلها سابقة تسيل لها لعاب الوحش الصهيوني, وينهار الهرم, فكما لهرم ال67 مهامه ورجاله الصابرين المرابطين, فلهرم ال48 مهامه كواجب ديني ووطني وان اختلفت الأدوات.

والى ان يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتظهر البشارة بعودة بشارة نتمنى ان ينتصر الحق لصالح القضية الوطنية العربية الفلسطينية فوجودنا تحدي فرضه نداء العرض والأرض.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**
- **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!
- الدولة والاستقلال في فضاء المؤامرة, التبعية, الاحتلال؟؟
- دستور هر تسل الدموي ينفذ بيد اولمرت؟؟
- مصير صدام((نفي أم إعدام )) ؟؟
- المواجهة القادمة والاحتلال الحدودي
- نصيحة من القلب إلى رفاق الدرب
- عوامل النجاح والفشل: للدور السياسي القطري البديل ؟؟
- ((اجتياح لطهران ودمشق من شمال وجنوب غزة))
- حكومة متعددة التسميات...أزمة بلا حدود !!!!
- (( انفصام الخطاب السياسي وازدواجية شرعية الاحتلال))
- انتخابات مبكرة = كارثة مبكرة
- حماس وقبول الدولة الفلسطينية العلمانية!!!
- حرب المنازل جَبانة!!
- الأحد الأسود((غزة برميل بارود مشتعل))؟؟؟!!!


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48