|
( 3) روابة - سائل حب خليجية
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 04:56
المحور:
الادب والفن
عزيزتي كريستين الشعور بالحب علامة ايجابية أكيدة من علامات الحياة . ريح الحب تدق براسي في هذه اللحظة وأنا ابدأ بكتابة هذه السطور إليك ِ ولا ادري لماذا أحس بوجود شيء ما ثقيل فوق عيني وفي داخل رأسي أيضا . آه من الكلمات الجميلة ، إنها تهرب مني سريعا . شعوري يتزايد بحبك . حين ابتعدتِ عني ازداد قلقي ، وكلما أحس بازدياد قلقي ازداد تعلقا بذكرياتك . لا أستطيع أن أسمع شكوى محب في أغنية بحانة ٍ من حانات لندن أو تأوهات عاشق ٍ ، في آخر الليل البارد ، في شارع من شوارعها لان ذلك يلهب عاطفة قوية في داخلي خصوصا وأنا أعيد قراءة رسالتيك ِ بين لحظة وأخرى أو أثناء كتابة هذه الرسالة أشعر بدوران البيت وبأنني ذهل ٌ في ظلام الوحدة الوحشية. شعرتُ بالإرهاق الشديد حين علمتُ ، من خلال رسالتيك ، عن علاقتك ِ ذات الصفير الحاد بلوسو . تلك حيرة حقيقية . من جهة أعتقد بضرورة قطع كل صلة ٍ بهذا الحيوان المحاصر بالفراغ والتفاهة وبالركض السريع وراء الثروة ووراء قلبه المرقع بالخداع وبالمبرقع بالكذب . من جهة أخرى تتولد في نفسي أحاسيس بضرورة التعامل مع الأشياء بذهن ٍ وقــّاد ٍ وبشيء ٍ من الهدوء الأصيل والحذر الواعي طالما يملك ملف معلومات هامة حصل عليها بطرق مختلفة نتيجة أوضاع استثنائية صارت تجبر أفراداً من مسئولين بريطانيين على التصرف معه بطريقة مرضية لطموحاته مثلما هي مرضية لطموحات أفراد بريطانيين آخرين من مختلف المشارب السياسية و من أصحاب رأس المال الصغير الحالمين بسوق متحررة من القيود الضريبية ، وهم لا يعلمون أن دربهم هذا يفضي إلى الإضرار بمصالح بريطانيا ويضعف سلطتها السياسية كما يضعف قوتها الإدارية . لا يهمهم هذا الحيف الواقع على خططنا طالما هم يعتقدون بإمكانية حصولهم على أرباح شخصية حسب تصورهم . مع ذلك فهذا الشخص ربما يقدم لنا ، في قادم الأيام ، إسهامات جيدة لتنوير الرؤية أمامنا إذ يجب أن لا ننسى أن للكلب منافع كثيرة . ربما يحوّل أنظارنا إلى المكان الصحيح في كل خطوة قد تحقق رفاهية متزايدة لشركاتنا التي نرغب جميعا أن تنمو مقادير أرباحها لتحقيق الأماني المنشودة لاقتصاد بريطانيا العظمى . ليس هذا حسب بل ربما يجعلنا ، إن كان صحيحا ما يقوله ويدعيه عن ملفات المعلومات ، نغذي نشاطنا نحن بالذات وكذا نشاط الخارجية بما ينتعش معه أملنا ويقربنا من الخط المستقيم الذي يوصلنا إلى أهدافنا البعيدة بوقت أقل لفرض مسارنا على المنطقة . أميلُ ، بعض الشيء ، إلى إبقاء علاقتك اليقظة به مع محاولة إبعاد وقطع جنون أحلامه للفوز بجسدك ِ إذ حالما يتمتع بحق امتلاك جسدك فأنه عندئذ يجد الحق والمقدرة في عدم الوفاء لخططك ِ وعدم الطاعة لأوامرك ِ . هذا هو شان وعادات أبناء الطبقة الثالثة يتمسكون بالصلة المباشرة بجسد المرأة هاربين بعد ذاك من كل التزام وقد يصبح عنده اعتقاد بأنك مدعوة للخضوع لسلطته التنفيذية وليس هو المدعو للخضوع . فكـّري دائما بجوهر الأشياء وتذكري أن لوسو هو ممثل قوة مضادة لفعالياتنا لأنه بالجوهر يحمل عنصرا من عناصر تقويض خططنا في المنطقة . اعتقد بضرورة الحرص على مراقبة جميع سلوكياته مع مواطنينا سواء الموجودين في السفن والبواخر او العاملين في الشركات والمؤسسات البريطانية في المنطقة كلها لكي نتمكن من إيقاف محاولاته في الفساد والإفساد ففي ذلك ضمانة ثمينة لحرية شركاتنا ومؤسساتنا في العمل الدائم الأمين بالمنطقة . حافظي ، دائما ، على إمكانية العزف على بيانو البهلوان وبالرقص الرشيق على الحبال خلال علاقتك ِ به . أطويه وطوعيه ، دائما ، للأوضاع الجديدة القادمة واجعليه خاضعا لأفكارك ِ واحترام قوة شخصيتك ِ . لا تكوني سهلة معه ، اجعليه معلقا في الهواء ومشدودا إليك بصبر ووداعة وخضوع . الحوار معه أراه سفسطائيا في جانب كثير منه لذلك أبقيه حوارا خارجيا يجري وفق أوهامه . ليكن حوارا متعلقا بالثروة التي يبحث عنها في باطن الخليج لأن أي نوع أخر من حوار الذات لا يجعله خيرا لنا إذ يسعى هو لان يحوله إلى اتفاقية تضم بنودا لصالحه . بمعنى انه يريد أن يقايض شيئا موهوما بشيء واقعي . شيء يحبه هو مقابل شيء يعجز عن تحقيقه . كوني ارستقراطية السلوك معه . تعمقي بكل أفكاره ومعلوماته وانظري إلى الأشياء التي يقدمها بتعال ٍ واضح ٍ من جانبك ليشعر انك بغير حاجة إليه وعند ذاك يغدو أكثر يسرا حتى وان كانت له صلات بشركات من دولة أخرى . تيقني جيدا من الحقائق التي يمكن الحصول عليها منه . لا تنخدعي بمظاهره . علمت ُ بعد استقصاء واسع قمتُ به منذ استلامي رسالتك الأولى انه يعمل لصالح شركة وهمية اسمها ( سميث وشركاه – لندن ) من اجل خداع أهالي الخليج وبعض الأغنياء منهم بقصد الحصول على أذن خاص للعمل في صيد اللؤلؤ . كما علمتُ انه وصل في شهر أكتوبر الماضي . منذ ذلك الحين وهو يعيش مدفوعا برياح شركة سميث لتكوين علاقات خاصة مع الشيوخ . ربما يحاول الآن آن ينبئك بمستقبل مشرق يتلألأ بالسعادة إذا ما تقربتِ منه ومن الشيوخ . يريد أن تدركي أصحاب القرار ليس بجهدك ومبادئك إنما بواسطته شخصيا ليلعب على حبلين في آن واحد . زوجته تركته ليس لأنها أصيبت بالسل كما أدّعى ، بل أراد منها أن تكون وسيلته لبناء جسر مع الشيوخ على عربات توفر تاج المتعة والمؤانسة في بيوت الشيوخ بينما هي لندنية أصيلة ولديها ثلاثة أولاد يكملون دراستهم بتفوق ونجاح في مدارس لندن ، وقد حدثني المستر كايدز شخصياً ، وهو عديل لوسو ومتعاون مع دائرتنا ، أنها منذ عودتها من الخليج حتى اليوم لا تشكو من أي مرض في رئتيها ، لا مرض السل ولا غيره ، لكن تظهر عيناها بشرارتين حمراوين كلما جاء اسم لوسو أمامها . حتى أنها ألغت كل الصور التي تجمعه بها أو بأولاده ومزقتها ثم حرقتها . لا احد يعرف الحفر التي أراد أن يوقعها فيها ، فهي لم تكشف معاناتها حتى لأختها زوجة كايدز لكنهم جميعا في عائلتها يعرفون ضراوة معاناتها ويتألمون لها . ما زال طلب سميث وشركاه قيد البحث في وزارة الخارجية وفي غرفة التجارة البريطانية . الطلب مصحوب بتقرير واسع موقع من لوسو نفسه الذي كان قد قابل أكثر من مرة مستر جرانت مدير شركة سميث الذي كان ضابطا في البحرية الهندية ، وقد ذهبا ، معاً ، لمقابلة المقيم السياسي الذي رفض مساعدتهما دون تعليمات خاصة من وزارة الخارجية . أنا أعرف انه سيتحرك في القريب العاجل باتجاه خلق علاقة بينك وبين صديقه الأعزب المقيم السياسي للوصول إلى أهدافه . مارس هذا المقيم تحرشا لمرات عديدة بزوجة لوسو التي رفضته وأدبته بكلمات خشنة فقامت بينهما حرب كلامية استمرت إلى يوم مغادرتها المنطقة لكن الشيء المثير للغرابة هو أن زوجها لوسو وقف على الحياد في هذه الحرب . المعلوم في الخارجية البريطانية أن المقيم السياسي الحالي خائر القوى ، غير فعال ، ضعيف ، مريض ، تتملكه حياة قلقة خالية من الأمن ومن التفكير بالمستقبل بالخليج . انه لا يشعر بأية سعادة من وجوده هناك . لقد أصبح في الوقت الحاضر أسير الذكريات والمحظورات . يقال انه يضحك مع نفسه حين يجازف بعقد بعض الصلات الجنسية مع الخادمات الهنديات المراهقات . يعتبر مثل هذه الصلات هي أرقى نوع من الحياة الروحية بنحو ٍ مشابه ٍ لسلوكه وتصرفاته مذ كان مسئولا عسكريا في أيام شبابه في مدينة دكا الهندية المزدهرة اقتصاديا التي نمت فيها طبقة رأسمالية بفضل شركاتنا البريطانية . لدينا معلومات مؤكدة انه يمارس الجنس مع كل فتاتين هنديتين ، من خادمات منزله ، في سرير واحد . تقريرنا التفصيلي عن نهجه العام ، الأخلاقي والسياسي ، مدعوما بالحجج والحيثيات عن سلوك المقيم السياسي موضوع الآن على منضدة الوزير ننتظر قراره الضامن للعدالة الحقيقية وللمصالح الحقيقية لبريطانيا . ومن الجدير أن أقوله لك ِ بهذا الصدد أن الوزير وحده هو السند القوي لوجود المقيم السياسي في المنطقة. يكاد يتفق الجميع في دائرتنا وفي بعض أجهزة وزارة الخارجية أن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذه الحالة التي عليها الآن ويتفق غالبية الاقتصاديين أيضا ، وخاصة العالم الاقتصادي جون ويلسون ، على ضرورة إصلاح أجهزتنا العاملة في الخليج وقد أدلى برأيه مباشرة أمام رئيس الوزراء وعلنا في بعض الصحف . ففي رأيه انه من دون الإصلاح الإداري والسياسي لأجهزتنا في الخليج لا يمكن لخططنا الحرة أن تحقق الخير الوفير لبريطانيا . لم انزعج لما احتوته رسالتك الأخيرة من أخبار ومن أفكار . على أية حال أصارحك أنني شغوف بك وبذكرياتك . بي رغبة شديدة تدفعني أن أراك قريبا وعندي شوق لا يتوقف إليك فأنت تظلين تفاحة حارة هائلة تسكن بين يدي سواء كنت تحت نور بيتي تضيئين وجودي أو حتى في رهبة غيابك عني . أمامي حاليا أمور في غاية الأهمية وهي لا تخلو من صراعات تحتاج إلى نفس ٍ طويل ٍ ومغامرات فكل الأشياء هنا تتحول بسرعة وتتغير الأفكار والخطط حولها بسرعة أيضا . هذه الأمور كلفتني بها الوزارة هي سبب تأخري في المجيء السريع إليك كما وعدتك وكما كان مقررا . لكن هذا التأخير لن يطول بل سينتهي قريباً . سأمشي إليك بلا توقف . سأحمل حقيبتي الصغيرة إليك . سأقدم لك ما في حوزتي من حب يقودني معك في رحلة الأحلام الكبيرة . بل أقول أن عشقي يدفعني في التهامك بهذه اللحظات رغم مرور عشرة أعوام على أول لقاء بيننا . أحبك يا كريستين المخلص فالون / لندن ************************ ( يتبع )
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
1303إلى الشاعرة العراقية وئام ملا سلمان .. جواب رقم (1) ..!م
...
-
(1) رسائل حب خليجية
-
شكسبير يحلم أن يكون عضوا في البرلمان العراقي ..!!مسامير 1302
-
1301لا ثقافة في وزارة الثقافة .. !!مسامير
-
1300طشطشوا الماء تحت قدمي الكويتية نورية الصبيح ..!! مسامير
-
1299مسامير جاسم المطير
-
1298مغص وزارة الثقافة يسبب صداعا حتى للأطفال.... مسامير
-
1297جاسم المطير
-
1295جاسم المطير
-
1294جاسم المطير مسامير
-
1293مسامير جاسم المطير
-
1292مسامير جاسم المطير
-
1291مسامير جاسم المطير
-
1290عار البصرة يتجلى في معمل الورق..! مسامير
-
1288 الكوكايين في سجن بادوش وليس في ملعب ماروش....مسامير ..!
-
1286مسامير جاسم المطير
-
1285مسامير جاسم المطير
-
1283 كثير من الناس يستخدمون كل أعضاء جسمهم إلا العقل .. !!م
...
-
1282 يريدون إعدام حرية نوال السعداوي ..مسامير .. !!
-
يا طارق عزيز : الأكاذيب لا تزيل الهموم ..!مسامير 1280
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|