أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جمو - ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟














المزيد.....


ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يحتاج المرء إلى جهد كبير للإجابة على السؤال , فالاحتلال الأمريكي للعراق لم ينجح حتى الآن بسبب عدم قياس الأمريكيين للحساسيات الكامنة في الشرق الأوسط , فالاقتتال الطائفي بين السنّة و الشيعة في بغداد و العراق انعكست حتّى على السنّة و الشيعة في باكستان و بدرجة أخطر على لبنان , ليدخل السجّال الطائفي في الموقف من تشكيل المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري . و انحازت الدول السنّية في المنطقة إلى العرب السنّة في وجه التغلغل الإيراني في العراق عن طريق الشيعة .
ما بقي من الشرق الأوسط هو انهيار مشروع الدولة الوطنية التي لم تر النور أصلاً إلا في الخطابات التي كان يسوّقها السياسيون في الشرق الأوسط . و شهدت المنطقة بصورة تراجيدية سقوط الزعامات المحلّية في العراق لتحل محلها مراكز القرار الإيرانية و الأمريكية , فمن يستطيع الادعاء أنّ فرق الموت تأتمر بأمر مقتدى الصدر أو عبد العزيز الحكيم , أو أنّ التفجيرات الانتحارية في الأسواق الشيعية تتم بأمر حارث الضاري و طارق الهاشمي ؟ ما تشهده المنطقة بعد أربع سنوات من الحرب على العراق هو واقع بروز الزعامات العابرة للحدود و المتمثلة بتنظيم القاعدة و أجنحتها في العراق و المنطقة برمّتها , بالإضافة إلى الزعامات التي يمكن تتبع أثرها باتباع خط الامتداد الطائفي. الذي بقي من الشرق الأوسط هو سقوط الحدود في الدولة التي تعم فيها الفوضى , و ما الانفلات الأمني في العراق سوى نتيجة لنشوء دولة بعد الاحتلال لا تملك حدودها البرية , و السبب ليس فقط ما يعلنه العراقيون عدم تعاون دول الجوار في ضبط الحدود , بل لأن حدود العراق اليوم تقف عند انتهاء امتدادها الطائفي غرباً حتى المغرب و شرقاً حتى باكستان مروراً بإيران .
ما بقي من الشرق الأوسط , تطرف غريب الأطوار , حيث لا أيديولوجية تحكمه كما في اليمين المتطرف في الغرب , و لا مشروع محدد له سوى إخلاء أحياء بغداد من "العناصر الغريبة " السنية أو الشيعية . جامعات العراق أصبحت مستودعات للأسلحة و أماكن لإحياء الشعائر الدينية و مجالس العزاء . 250 أستاذاً جامعياً غيّبهم الثرى لأنهم رفضوا الإصابة بجنون التطرف الطائفي , و النتيجة أنه تم إخلاء العراق من 2500 أستاذ جامعي تمّ تهجيرهم أو هاجروا .
في لبنان سقط حزب الله شعبياً في طول البلاد العربية و عرضها بسبب أصول الحزب الطائفية و تقاطع مشروعها مع المشروع الإيراني. العلمانية سقطت في الشرق الأوسط , و تحوّلت مضطرة إلى الإيمان و الدعوة إلى الاهتداء و التوبة و الانحياز لأحد الطوائف المقاتلة في العراق و لبنان . و انحسر اليسار و تقهقر باستقرار مثقفيهم و سياسييهم في مقاهي دمشق و بيروت و القاهرة , و في العراق التقى بعض الشيوعيين مع متطرفي القاعدة في قتال الامبريالية- الكافرة . في تركيا يسخر المتطرفون القوميون من اليسار التركي المتعايش مع الرأسمالية , و يقتلون هرانت دينك و يهددون أورهان باموك بالمصير نفسه .
الشرق الأوسط ينفجر بأحقاد التاريخ الطائفية و قريباً ستنفجر بأحقاد الجغرافيا القومية في كركوك و كردستان و تركيا .أخطأ الأمريكيون كثيراً عندما اعتقدوا أنّ المشكلة العصيّة في الشرق الأوسط هي الدكتاتوريات الحاكمة فقط , و نسوا آلاف الدكتاتوريات الصغيرة التي كانت مختبئة في جحورها الطائفية منتظرة نهاية الدكتاتور الكبير . لكن يبقى الأمل قائماً من تشكّل أطروحة شرق أوسطية مضادة للأطروحات الحالية – أطروحة النظام العالمي و النظام الدكتاتوري العربي و المتطرفين – تكون الديمقراطية غايتها و وسيلتها.



#حسين_جمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات التحرك السياسي للطلبة الكرد
- نحو استراتيجية كردية شاملة
- الصمت في زمن الثورة
- ديار بكر حزينة لأجل أنقرة
- القضية الكردية و أزمة الطرح
- الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- -رأيت نفسي كجارية جنس-.. CNN تتحدث مع ناجيات من اعتداءات مزع ...
- أعنف هجوم منذ سقوط الأسد.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في ...
- هل يمكن أن تطبع الجزائر مع إسرائيل؟ - مقابلة مع لوبينيون
- تحقيق عسكري: فشل خطير في منظومة القبة الحديدية خلال الساعات ...
- السعودية والإمارات ضمن الخيارات لاستضافة قمة بوتين وترامب
- أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول المم ...
- مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!
- أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
- تأثير غير متوقع لمسكنات ألم شائعة على الذكاء وسرعة التفكير
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جمو - ماذا بقي من الشرق الأوسط الجديد؟