حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:54
المحور:
الادب والفن
أُقسمُ بلهب ِ هذه النار بين خطى الفراشات !
وبلزوجة هذا الطين في راحات الصفصاف!
و ببذورك التي لن تتناهى أبدا في الصغر !
إنّ براعمك تفتقت ْ في غربة هؤلاء الهائمين في برية اللانهايات،
و إن ّ أمْسَكَ مُراقٌ في سلال نبالة الشمس في وادي الذئاب.
إنّك أتيت َ مع سكينة الصخر، ولهاث الريح ،
جريت َ مع قلق الحُلم حين يستحيل حُلمك ساقية تسقي جذور ثعابين النار بالدم.
تحت قبّة الأصيل ،
أنت آخر المستطرقين في هيبة البرية في المساء،
فانسج ْ بجمرات أناملك أعشاش النظرات في السماء!
هذه الشجرة الكهلة مفعمة بزهو الرمّان،
هذه الشجرة الأبيّة تنز ّ رحيق العشب ِ على زعيق السناجب المغادرة إلى دكنة السؤال.
هذه الشجرة المتمردة على راحة الأجساد،
مليئة بيفاعة البصل البرّي ، وبتوترات ناي راعي الأقمار، وبزبد بحر الألوان.
فاكهات هذه الشجرة حكايات الطيور في رحلات سندباد،
وأنداء هذه الشجرة زهرة النور في طليعة قوافل اللمعان.
طيور النهار،
نجوم الليالي،
تنمو في تصدعات صدرك أنغاما
رشقات الأسماك السوداء في بحيرة الخراب تسقط أوراقك الصفراء ، مثلما الشمس تفرق أشعة بيضاء من أشعة سمراء.
تبسط السماءُ المخملَ المائيَّ على قمة جبلك الشتوي،
مخملا أهدأ من صدر اليمام.
قال لك المطر إن نبعك سيتدفق عبر الضباب ،
ويكبر على شفتيك ربيع موشى باختلاجات أنثى فصول الجموح المحبوس في الليل.
جس ّ نبض السماء ِ ،
لتعرف أنك لست َ حديدا، ولا عشبا، ولا صخر،
فإنك علوم لأسماء الخطوات و أصداء الصهيل،
وحين توقد شعلتك الأولومبية ،
ستكون مضرجا بأناقة الصمت، ، و متوجا بجوع المرايا إلى جديلة الصباح.
منذ دهور وعيونك مفتوحة على السماء،
السماء التي وعدتك بأن تأتي إليك بتفاحة حمراء ،
لكن صاحبك مضى من أمامك ذاك المساء،
مضى ولم يرجع ،
و لا تنفك السماء تبشرك بعودته يوما ،
أن يأتي بخطى الصهيل ،
خطى مدثرة بريش اليمام حين تندلع الكلمات كغيمة سمراء عن معنى الرحيل.
12/04/2007
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟