|
حول آفة الخيانة الزوجية
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:18
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
حوار أجري و نشر جزء منه في مجلة المساء المغربية العدد الأخير حول الخيانة الزوجية . وجهت الأسئلة الصحفية خديجة باحماد .
- التعريف الإجتماعي للخيانة؟ هل لها أشكال وأنواع؟؟
1- الخيانة كمفهوم تعني الإخلال بوعد الوفاء والإخلاص كقيم رئيسية ترتكز عليها العلاقة ما بين شخصين .وفي الزواج تعني بمعناها المتداول ممارسة الجنس مع شخص آخر غير الزوج أو الزوجة هذا هو المفهوم السائد . 2- وهناك رأي آخر بدأ يظهر في مجتمعنا يعتبر ممارسة الجنس مع شريك آخر لا تدخل ضمن خانة الخيانة من منطلق حرية الشخص في التصرف بجسمه و كيانه كما شاء . حيث يرفض أن يتملكه الآخر ولو تحت يافطة الزواج ..و هناك من يعتبر هذه النزوات العابرة بمثابة متنفس يضمن للعلاقة الزوجية إمكانية الاستمرار وكسر الروتين . حيث يعود الزوج الخائن بحماس جديد للحياة الزوجية وقد يدفعه الشعور بالذنب إلى تحسين معاملته مع الزوجة كي لا تفطن إلى مغامراته الخارجية.
- لماذا يتعامل المجتمع بتمييز بين خيانة الرجل وخيانة المرأة؟
بالفعل هناك تمييز بين خيانة كل من الجنسين وذلك من منطلق القيم الذكورية السائدة التي تعترف بأحقية الرجل في ممارسة مختلف رغباته ، بل قد تعتبر ذلك تعبيرا عن مستوى الفحولة . من هذا المنطلق نجد الكثير من الرجال يتباهون بعدد العشيقات سواء كن حقيقيات أو مفترضات إذ يشكل الإعلان عن الفحولة أحد مقومات المركز الاجتماعي للذكر . وتجد هذه الفكرة مرتكزها الشرعي في الإقرار بأحقية الرجل المسلم في تعدد الزوجات المشروط بضرورة العدالة . علما أن تحقيق العدل هو شبه مستحيل في هذه الحالة وحيث أن شروط الواقع نادرا ما تمكن الشخص من تحقيق ذلك شرعيا فإنه يسعى جاهدا للقيام بغزواته العاطفية والجنسية متحديا مختلف القيود سواء منها الدينية أو الاجتماعية . ذلك أن ظاهرة الخيانة الزوجية جد متفشية لدرجة يتم الإعلان عنها بكثير من الوضوح نظرا لاتساع مساحة التساهل معها من طرف المجتمع .بل إن العديد من الزوجات يتعاملن معها كقدر لا بد منه حيث يعملن على تسويغها نظريا . الراجل برا يلعب كيف ما بغى يكفي أنه ذيالي في الدار وهذا هو المهم راه غير كيتسللى بيهم أما بالنسبة للنساء فإن العقاب الاجتماعي ضد الخيانة غالبا ما يكون قاسيا . والمرأة التي تعتبرخائنة تتعرض للتطليق بشكل تلقائي وحكم المجتمع تجاهها يكون جد قاسي ويتم احتقار الزوج الذي يستمر في الزواج مع خائنة بل يتم الطعن في ذكورته جملة وتفصيلا .
- كلمينا عن البيئات المغربية التي تتقبل ممارسة الخيانة، التاريخ والأسباب؟ بصراحة أنا لا أعرف بيئات تتقبل الخيانة اللهم إلا بعض الفئات الضيقة جدا والتي تقلد بعض السلوكات الغربية من حيث القيام بنوع من الحفلات يتم خلالها تبادل الزوجات والأزواج لتكسير الروتين وهذه الفئة توجد ضمن البورجوازيين الكبار الذين يحتكون بالمجتمعات الغربية كثيرا . أو بالأحرى بنظرائهم في الغرب . ويتفننون في البحث عن المتعة بمختلف الأشكال لأن الطرق المتداولة لم تعد تستهويهم .
- لماذا يحمّل المجتمع المرأة المسؤولية في خيانة الرجل له؟ا لأن العلاقة ما بين الزوجين ليست متكافئة وبالتالي فمطلوب من المرأة أن تتفانى في خدمة الزوج من كل الجوانب ، وخصوصا في الجانب الجنسي حيث لا يتم الاعتراف اجتماعيا برغباتها الخاصة . فهي مجرد مفعول به حسب الاعتقاد السائد ...وليس لها الحق في الحب والعاطفة . فالمرأة الوقورة هي التي لا تعترف أبدا بمشاعرها ولو تجاه الزوج . وتقبل وضعية القهر الجنسي والعاطفي بدون تلكؤات . و لا زالت هذه الحقوق النفسية للمرأة تدخل ضمن الطابو رغم أهميتها في تحقيق التوازن النفسي .ذلك أن الحق في الحب والحنان هو أحد المقومات الأساسية لإنتاج شخصية متوازنة . علما أن المرأة تتحمل وزر أخطاء الرجل فهي التي تغويه بفتنتها في الخارج وهي نفسها التي لم تتمكن من تكريس هذا الإغواء في الداخل . فإذا أخطأ الرجل فلأن زوجته أهملت نفسها و لا تحسن فنون الغواية . ثم لأنه ضعيف سرعان ما ترديه الفتنة المتحركة في المجال العام وترتكز هذه الأحكام إما على مفهوم تشييء المرأة التي تعتبر مجرد وعاء
أو على مفهوم شيطنة المرأة المترسب في أغلب الثقافات الأبيسية وثقافتنا العربية الإسلامية أحد أعتى هذه الثقافات. فهي والشيطان سيان حيث يتحملان معا وزر أخطاء البشرية .
- الشات هل يمكن اعتباره خيانة مقنعة لجأت إليها النساء خاصة للهروب من كلمة –خائنة-؟ الشات هو عبارة عن دردشة عبر الشبكة ،ومن المفروض أن تتضمن مختلف المواضيع القابلة للنقاش...إلا أن كيفية استعمال أسلوب الشات غالبا ما تركز على مواضيع الجنس والعاطفة . وهذا بالنسبة لكل المجتمعات ليس فقط في المغرب . حيث أن هناك بحثا أجري من طرف مايكروسوفت أثبت بأن تيمة الجنس تغلب على مختلف تفاعلات المسنجر وهو الموضوع الأكثر تداولا . مما يؤكد فرضية سيجموند فرويد في كون الجنس موضوعا محوريا في حياة الإنسان ويتحكم في الكثير من تفاعلاته . وأعتقد بأن كلا الجنسين يتعاطى لهذا النوع من التسلية . وأكاد أجزم بأن الذكور هم من يبحث عن الجنس بالدرجة الأولى أما الإناث فيبحثن في الغالب عن سراب عاطفة أو عن زوج عبر الشبكة . علما بأن هناك فئة من النساء يمارسن المعاكسة الجنسية عبر النيت وهن أقلية مقارنة بنظرائهن الذكور .
- هل هناك دراسات مغربية في الموضوع؟ ليس لي علم بهذه الدراسات ،وحتى إذا وجدت فغالبا ما تبقى حبيسة الرفوف . فالعلوم الاجتماعية لا زالت غير مستثمرة بالشكل المطلوب في مجتمعاتنا مما يجعل المشاكل الاجتماعية تتفاقم أكثر فأكثر. علما أن فاعليتها في التخطيط الاجتماعي جد مؤكدة إذا ما أردنا الاستفادة من تجارب من سبقونا في هذا المجال .
- هل طريقة التنشئة المغربية تعتبر من دوافع الطفل للخيانة في مرحلة النضج - - لا بد من الإقرار بأنه لا وجود لمجتمع فاضل إلا في أذهان بعض المثاليين من طينة الفيلسوف - أفلاطون .الذي أنشأ مدينته الفاضلة عبر كتاباته القيمة التي هي مجرد خيال ليس إلا . - ..الفضيلة كقيمة أخلاقية هي مجرد غاية يتم السعي لتحقيقها ...لكن شتان ما بين الواقع والسلوك ومصطلح الخيانة مشحون بأحكام القيمة .التي تنفلت من منطق البحث العلمي و الموضوعي فالعلوم الاجتماعية لا تنطلق من موقف الإدانة لأنها ليست وظيفته. الباحث السسيولوجي أو السيكولوجي يسعى لفهم الظواهرعسى أن تنفع الاستنتاجات في إيجاد حلول ناجعة . وبالتالي فمنظومة القيم والعادات والتقاليد هي التي تتحكم في سلوكات الأفراد . وإذا ما كانت هناك اختلالات ما فلا بد من البحث عن المسببات . و إذا اعتبرنا الخيانة خللا فإن أسباب الخلل موجودة في طبيعة العلاقة ما بين الزوجين وكذا في المحيط الاجتماعي نفسه الذي يشرعن أو يسهل حدوثه . وبالتالي فلا بد من الإقرار بأن نظامنا السسيوثقافي يتضمن العديد من المفارقات والتناقضات بحيث يحث على الشيء وعلى نقيضه في الآن ذاته مما يفرز سلوكات تبدو لا أخلاقية : كارتفاع نسبة الكذب والمراوغات والخيانة..و..النفاق ... و ...و وبالتالي فلا بد من رفع اللبس عن العديد من الطابوهات ومقاربتها بوضوح وشفافية حتى نتمكن من إنتاج ذوات بشرية متوازنة لا تضطر إلى الكذب من أجل التعبير عن رغباتها أو حاجياتها .
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
-
سيدي مومن والوصم الإعلامي
-
قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
-
إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
-
الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
-
رعونة شهريار عصري
-
.قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
-
كذب الصغار،كذب الكبار
-
التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
-
لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
-
رفيق الزمان الهارب
-
ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
-
أحلام نازفة.
-
ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
-
أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
-
الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
-
أكبر الخسارات : خسارة النفس
-
تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ
...
-
تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
-
تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.
المزيد.....
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
-
المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة
...
-
نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م
...
-
نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|