أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عائشة التاج - لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار














المزيد.....

لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



يعيش المغرب العربي اليوم على إيقاع الانفجارات التدميرية .وإذا كان المغرب قد استطاع الإفلات من عمليات انتحارية كانت تستهدف مواقع حيوية بالعاصمة الاقتصادية حيث تمكن من محاصرة الإرهابيين فإن احترافية القتل والتدمير قد كانت أكثر نجاعة وأدت بالتالي إلى قتل العشرات وجرح المئات بالعاصمة الجزائرية ...
وبهذا يتوحد الجاران المتنافران على الدوام أمام لازمة هلع أراد له مهندسو التخريب أن يكون إنذارا لأنظمة المغرب العربي التي تبدو في نظرهم عميلة للكفار و.... ؟؟؟؟؟
قد تكون الجزائر الشقيقة أكثر استئناسا مع العمل الإرهابي الذي يدخل منذ مدة ضمن رهانات سياسية داخلية.
.. لكن المغرب بالتأكيد لا زال يعيش تحت تأثير الدهشة البالغة أمام هذه الظاهرة الدخيلة
و الغريبة على الجسم المغربي الذي انتفض انتفاضة جسد واحد ضد عنف ما فتيء يحدث تحت يافطة جهاد مفترض ؟؟؟
. حيرة واستغراب و مواجهة شجاعة من طرف الشعب والشرطة في آن واحد .
تعاقبت التفسيرات والتحاليل الساخنة والمتسرعة لإلقاء الضوء على ما يحدث .. .لكن لا شيء يبدو مقنعا و منطقيا لتعليل هكذا تخريب وحصد لأرواح الأبرياء ....؟

قيل بأنه الفقر المذقع واليأس وقيل بأنه الظلم والاستبداد و...و قيل وقيل ....
لكن لقد كانت كل هذه الأسباب موجودة بشكل دائم وأحيانا بشكل أكثر حدة بدون أن تفرز ردودا من هذا الحجم ...وبالتالي فالظاهرة تستلزم بالتأكيد تفكيرا متأنيا وهادئا قصد التوصل إلى مقاربة رصينة قد تقدم الأجوبة الشافية .
و عموما يمكن القول بأنه قد تتعدد الأسباب لكنها تبقى في نظري مجرد عوامل مساعدة وجد ثانوية أمام الجانب العقدي الذي يكون أكثر حسما في تكوين هذا البروفيل الجهادي الغريب . والذي يوجد بمختلف البلدان الإسلامية سواء كانت غنية أو فقيرة . فمنفذو أحداث 11 شتنبر أو العمليات المسلحة بالسعودية ليسوا بفقراء مثل انتحاريي دوار السكويلة بالدار البيضاء .
وبالتالي ففرضية العامل العقدي تظل الأكثر تأثيرا في تفسير الظاهرة .
فكر يعتبر العالم أجمع كافرا بما في ذلك العديد من المجتمعات بالبلدان المسلمة ذات الإسلام المنحرف في نظره
وبالتالي أعطى لنفسه مهمة إعادة صياغة هذا العالم عبر فعل جهادي يعود بالزمن 14 قرنا إلى الوراء و ينزع لمحو آثار البدع التي أتى بها الزمن غير الإسلامي إذ لا شيء يعلو على آراء السلف الصالح حسب رأيهم وكل ما عدا ذلك زيغ و كفر وإلحاد لا بد من اجثتاته بلغة السيف والقنابل وكل أشكال التفجيرات . ليس مهما أن تحصد العشرات بل حتى المئات من أرواح المسلمين والمسلمات ، بل الأهم من كل ذلك هي النتيجة : زرع الهلع
والانتقام من شيء غير معلن و ملتبس بالنسبة لأغلب السكان ضحايا العنف التدميري .

فكر يتبنى التدمير و حصد الأرواح وزرع الفتنة والقلاقل . معتمدا في ذلك على أدوات بشرية يستقطبها من ضمن المحبطين واليائسين و المارقين عن حب وطنهم و أهلهم و حب البشرية جمعاء وفق القيم الإنسانية الحقة ....واعدا إياهم بالخلود إلى الجنة مقابل انفجار جسد هو آيل للزوال لا محالة وبالتالي لا بد من استثماره قصد الوصول إلى الفردوس الأعلى الذين يدعون امتلاك مفاتيحه عبر هذه الأعمال الغريبة .
تضليل ديماغوجي ينطلي على بعض السذج من غير المتوازنين نفسيا فينخرطون داخل
هذه التنظيمات الظلامية بعد أن يتم غسل أدمغتهم بعناية بالغة .
مرجعية تتبنى الكراهية والحقد والعدوانية بوصلة لها نحو جنة الفردوس بما تحتويه من نعم
وملذات و حور عين ....وتبني بطولاتها الافتراضية على حساب دماء أبرياء لا علاقة لهم
برهانات السياسة وحساباتها الخفية أو الواضحة .
وبالتالي فلا تفسير لما يحدث إلا بكونه عبثا بالغا بأرواح أبرياء لهم الحق في الحياة الآمنة
و ممتلكات ناس آمنين لا علاقة لهم بحسابات خفافيش الظلام وأحقادهم الأبدية ضد البشرية جمعاء ...
لقد أضحى من المؤكد بأن الأجساد البشرية التي أريد لها أن تنفجر على بني جلدتها ليست إلا مجرد أدوات أو كراكيز تتلاعب بها أيادي بعيدة اختارت ضحاياها بعناية فائقة من داخل مشاتل البؤس البالغ والضياع الاجتماعي الصارخ .
وسواء في المغرب أو الجزائر فإن الضحايا هم أناس بسطاء و أبرياء كانوا ضحية مجانية
لعمل تخريبي مجاني ...
ويبقى لكل إنسان الحق في الحياة الآمنة مهما كانت معتقداته وأفكاره وآراؤه . فالله عز جلاله كرم بني البشر و اعتبر الروح البشرية أغلى شيء في الكون وبالتالي فأي قاتل لها بدون موجب حق هو مجرد مجرم وسفاح مهما اختفى وراء شعارات تبريرية ....

فلنناضل جميعا من أجل حب الحياة وضد ثقافة الكراهية والموت والتخريب.
والحياة هي بالتأكيد : بناء وتنمية وعدالة وتربية سليمة ومتوازنة ومواطنة إيجابية.
ووطن قادر على احتضان الجميع واجتثات مصادر اليأس والإحباط من بين ثناياه كي لا يستعملها أمثال هؤلاء مطية لأغراضهم الإجرامية الجبانة .
فهل يستخلص المسئولون الدرس و يسرعون بالإصلاحات المستعجلة ؟

عائشة التاج



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي مومن والوصم الإعلامي
- قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
- إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
- الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
- رعونة شهريار عصري
- .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
- كذب الصغار،كذب الكبار
- التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
- أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
- الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
- أكبر الخسارات : خسارة النفس
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عائشة التاج - لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار