أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - عن -انهيار اسرائيل الوشيك-














المزيد.....


عن -انهيار اسرائيل الوشيك-


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشتدت في الأشهر الأخيرة النغمة التي نسمعها كثيرا عن "قرب انهيار إسرائيل". وأحيانا، حينما تجلس "صدفة" تشاهد بعض الندوات التلفزيونية، يُدخلك بعض المتحدثين في أجواء وكأنه من الأفضل ألا تنام ليلتك استعدادا لاستقبال الجيوش المحررة من البحر إلى النهر، أو أن قادة إسرائيل أنفسهم سيقررون بمحض إرادتهم "تسليم المفاتيح" للأمم المتحدة.
ونحن نسأل: أهي حماسة زائدة، أم مبالغة متعمدة لزرع الأوهام؟ ولكي لا نظلم أحدا، فإن هذا وذاك صحيح. والمشكلة ليست مع ذوي الحماسة المفرطة، الذين كل ما هو مطلوب منهم القليل من المسؤولية والتروي وقراءة الأوضاع بواقعية وموضوعية، وهو شرط أساس لمعرفة كيفية مواجهة الواقع وتحسينه، إنما المشكلة الخطيرة هي لدى الذين يبالغون، عن سبق إصرار وترصد، من أجل الترويج لأجندة سياسية ليست واقعية، وبحيث يصبح بث الأوهام وتضخيم الأمور وسيلة للاقناع بتلك الأجندة، مهما كان ثمن هذا سياسيا.
ويحلو لهؤلاء أن يصنفوا المختلفين معهم، فإما أن يكونوا قد "رضخوا لسياسة الأمر الواقع"، أو أنهم "متحمسون جدا للكيان الصهيوني". ومن هنا، فإن الطريق قصيرة جدا للتخوين. والى جانب كل هذا، فإن المزاودة ترتفع إلى منسوب مُغرق.
ونؤكد ثانية أن قراءة الواقع بموضوعية هي شرط أساس لوضع رؤية سياسية واضحة قابلة للتحقيق في ظروف المرحلة، وليكون بالإمكان استخدام الوسائل كافة لتحقيقها. ومجال التحرك ضمن دائرة الواقع واسع جدا، وغير ذلك يبقى خارج تلك الدائرة، وفقط للتشويش.
حقيقة ان الأزمات تعصف بإسرائيل من كل حدب وصوب، ولا سيما في الأشهر الأخيرة؛ فهي فشلت في تحقيق أهداف عينية في عدوانها على قطاع غزة، وكذلك الأمر في حربها الشرسة على لبنان، وتلقت ضربات هزت عنجهيتها العسكرية، لكن -وكما قلت في مقال سابق- فإن إسرائيل لم تخسر الحرب ولم تُهزم استراتيجيا.
وفي هذه النقطة بالذات يجب التمييز بين مفهوم الفشل الذي يجري الحديث عنه في إسرائيل، وبين ذاك المتداول خارجها. فإسرائيل دمّرت وقتلت في لبنان وارتكبت المذابح؛ ورغم قتل أكثر من ألف لبناني، إلا أن هذا الكم من الدمار والدم لم يُشبع العقلية العسكرية التي تسيطر على المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل، ولهذا فإن الالتقاء هو حول اسم المصطلح وليس في المضمون.
وصحيح أيضا أن إسرائيل تعايش أزمة سياسية داخلية، لأنه رغم بطشها إلا أنها باتت تدرك أنها لا تستطيع مواصلة السيطرة على شعب بأكلمه، وهي تماطل في الدخول إلى مسار المخرج الوحيد الذي أمامها.
كذلك، فإن فضائح الفساد تتوالى، وتستفيق إسرائيل أسبوعيا تقريبا على فضيحة جديدة. فالفساد ينخر في المؤسسة، وهذا نتيجة حتمية لكل سياسة الحرب والاحتلال وتعظيم مبدأ القوة، ولا يمكن لدولة تمارس سياسة كهذه أن تحافظ على نزاهة حكم، خاصة وأن الموجّه لهذه السياسة هو أيديولوجية عنصرية استعلائية تنفي وجود الغير.
لكن علينا ان نعي حقيقة ان كل هذا يدور داخل دولة مؤسساتية، لا تسمح بوجود فراغ سياسي وعسكري، حتى في أحلك الظروف. فنحن، مثلا، مقبلون على تغييرات جدية في الحكومة الإسرائيلية، على صعيد وزراء من الدرجة الأولى. وقد يتطور الأمر إلى حد كرسي رئاسة الحكومة. لكن أيضا هذا يجري بشكل منظم، وله قوانينه وأنظمته في داخل المؤسسة.
في المقابل، يجب ألا تغيب عن نظرنا معطيات النمو الاقتصادي المتسارعة إلى الأعلى، وهذا يعزز ما سبق. فالممولون على قناعة بأن كل الاهتزازات السياسية الجارية في إسرائيل تبقى في داخل المؤسسة ولا تنعكس على الحياة الاقتصادية، وإلا لما كنا رأينا هذا الاندفاع نحو السوق الإسرائيلية، وبأرقام قياسية.
هذه هي العناوين العريضة للوضع الداخلي في إسرائيل، وهذه هي مقاساته، وكل حديث عن أن هذه مؤشرات لبداية النهاية لإسرائيل هو مبالغة وأوهام تتسبب بضرر بالغ وخطيرة لفرص النضال الحقيقي والواقعي، ينعكس على الشعب الفلسطيني الذي يخوض نضاله على مدى سنين ولم ييأس.
إن المبالغة وبث الأوهام هي الوصفة الأكثر فعالية لنشر الإحباط واليأس بين صفوف الجماهير، لأن الاوهام لا يمكنها ان تدوم، ولا بد وأن تتكشف، ولا هي تحتاج إلى الكثير من الزمن في عصر السرعة. ولهذا، فإن الإنسان العادي الذي بنى آماله على أوهام، سيغرق في إحباط خطير حين تتكشف له الحقيقة.
إن الشعب الفلسطيني قرر بأكثريته الساحقة جدا، ومعه أكثرية الشعوب العربية، ما هي وجهة الحل الدائم، وهذا هو هدف النضال، وعليه تقوم البرامج السياسية. وقد أثبتت التجربة ان لا مكان لغير ذلك من الجهتين.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنيست الإسرائيلي بين دورة شتوية -باردة- ودورة صيفية -ساخنة ...
- أولمرت وثرثرة السلام
- الإعلام الإسرائيلي والرجل القوي
- المشهد الحزبي الإسرائيلي عشية فينوغراد
- الانتخابات الإسرائيلية المبكرة: الواقع والبديل
- اسرائيل في مشهد عنصري
- أزمة القيادة في إسرائيل
- السباق على الرئاسة الإسرائيلية
- مشهد جانبي في إسرائيل
- شعبية الحكومة الإسرائيلية مرهونة بثلاث قضايا مركزية
- هل هُزمت إسرائيل في الحرب؟
- إسرائيل: التضخم للفقراء والنمو للأغنياء
- مركبات الحكومة الأساسية ليست معنية بحلها
- حسابات بيرتس واستقالة حلوتس
- تباين التقارير العسكرية الإسرائيلية
- عربٌ في حكومة إسرائيل!
- فساد السلطة الإسرائيلية يشلها سياسيا
- نسب الفقر في اسرائيل تتأثر من السياسة الاقتصادية أكثر من الح ...
- لجنة خبراء رئاسية توصي بتعزيز النظام البرلماني في إسرائيل
- إسرائيل 2006: قيادة اللا قيادة.. سياسة اللا سياسية.. والحرب ...


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - عن -انهيار اسرائيل الوشيك-