علي جرادات
الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:28
المحور:
القضية الفلسطينية
ترى هل مِن غرابة في تبني واشنطن الكامل للموقف الإسرائيلي في مطالبة العرب "بالتطبيع أولاً" مقابل مجرد إبداء الإهتمام بمبادرة السلام العربية؟!!! خاصة وأن واشنطن بحاجة النظام العربي لمعالجة ورطاتها في المنطقة، خاصة في العراق والمواجهة مع إيران.
بدون إطالة، فإن لا غرابة، ولا هم يحزنون، بل ستواصل واشنطن، وبرغم ورطاتها وحاجتها للنظام العربي، الإنحياز للرؤية الإسرائيلية، وستتخذ مستقبلاً ما هو أكثر صلفا وعجبا مِن المواقف، أما لماذا؟!!! فلأنه حقا لم تقم قائمة لمشروع قومي عربي جاد وجدي في مواجهة واشنطن، وذلك منذ إغتال السادات ما كان للخالد عبد الناصر مِن مشروع قومي، ولأن:
أولا: واشنطن تعلم ما لا نعلم عن عدم جدية موقف غالبية النظام العربي الرسمي في معالجة قضايا أمة العرب، وأولها القضية الفلسطينية، أم تظنون أن ما يتم التصريح به لوسائل الإعلام، هو ذاته ما دار مثلا بين رايس ووزراء خارجية ورؤساء أجهزة إستخبارات أربع دول عربية في أسوان؟!!!
ثانيا: واشنطن تعلم ما لا نعلم عن حقيقة موقف غالبية النظام العربي الرسمي مِن الملف النووي الإيراني، أم تعتقدون أن ما يقال في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع هو ذاته ما قيل في إجتماع أسوان، ومِن قبله في إجتماع سبع دولٍ إسلامية في الباكستان؟!!!
ثالثا: واشنطن تعلم ما لا نعلم عن حقيقة موقف غالبية النظام العربي الرسمي مِن الاحتلال الأمريكي للعراق، أم تظنون أن واشنطن تقبض الحديث العربي الرسمي الإعلامي حول ضرورة خروج الجيش الأمريكي مِن العراق، وتنسى أن هذا الجيش عَبَرَ المنطقة مِن قنوات مائية عربية، وبإذن وطلب عربي، وترسو أساطيله على أرضٍ عربية؟!!!
رابعا: واشنطن تعلم ما لا نعلم عن حقيقة ما كان مِن موقف لغالبية النظام العربي الرسمي مِن العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام الماضي، أم تراها لا تعي معنى تحميل المقاومة اللبنانية مسؤولية الحرب، وبصورة علنية، وعلى لسان أكثر مِن نظام عربي نافذ؟!!!
بلى، واشنطن، ومِن خلفها تل أبيب تعلم ما لا نعلم، وعليه، سيتواصل صلف تل أبيب وإنحياز واشنطن له، ولا غرابة في ذلك.
#علي_جرادات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟