عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 10:45
المحور:
الادب والفن
ساعة حائط ....
احتضار آخر الجمرات في ليل بارد ...
عواء ذئاب تردد صداها أشباح الغابة ....
وسهام سراج يغالب مسائي ...
=========
أسأل الجدة المتثائبة ...
عن عودة السنونو ...
عن قمر تموز الضاحك...
عن سحابة لطيفة...
عن أغنية جارتنا في موسم القطاف ...
و عن عناقيد العنب المتدلية كالثريا....
ووقع نسوتنا على طريق وادي الصفصاف....
وأسألها عن عسل نيسان...
ورقصة السناجب ....
............
تتثاءب العتيقة ....
يصعد منها طيف ابتسامة .....
وضوء خافت...
لترسم بأصابعها الذابلة ألوان قوس قزح ...
و أحاديث الحطابين في ساحة قريتنا ....
تعبث أصابعها بآخر الجمرات....
ترشف آخر ما تبقى من فنجان قهوتها ...
ثم تحدثني ....عن دوح الغابة العتيق....
و عن حكم الأقدمين...
وزجل الأسلاف النائمين هنـــــــــــــــــــــــاك على أبواب قريتنا ...
تذكرني العتيقة بدفء الكهوف البعيدة .....
وبكرم الجبال...
تحدثني عن جنية الوادي وهي تنمق تلالنا بالزنابق....
و تطرز مروجنا بـأزاهر سليمان ....
فأنام على إيقاعات نبراتها .....
و على إيقاع الليل الطويل....
لأحلم بالسنونو....
و بأغاني الكرامين ....
==========
هــــــــــــيه .....
من دخل حلمي ؟؟
أنت ...
هـــــــــــــيه...........
عم تبحثين ؟؟
أنا لست مسائك ...
و لا يوحنا....
أنا كما أنت ...أضغاث أحلام....ليس إلا...
وشظايا صرخة تبددها جنبات الوادي السحيق ....
ولا أنت مسائي ....
بل دغدغة جنيات الغابة ...
رفرفة قصيدة عتيقة....
صدى نشيد متكسر ....ليس إلا
فلا بأس من دغدغة الأحلام و هدهدة الملائكة في غرة ليل ساكن...
لا بأس من قطعة أكذوبة خفيفة ...
لا بأس أن أعطيك في حلمي زهرة برواق من جبالنا ....
مقابل فجر عينيك...
وقطعة رمان من جناننا...
مقابل طيف ابتسامتك...
فتلك أضغاث أحلام مباحة ....
مباحة ...
مباحة بين أحضان ليل رتيب...
=========
سامحيني .....
سامحيني إن تحرشت بك في حلمي ....
فأنت من مر على قارعتي و أنا أرقب السنونو....
يرسم دوائره المعتادة فوق سقف بيتي...
فسحر ثوبك الغجري أنساني موضوع حلمي....
و رنين خلاخيلك جعلني أشرد عن دربي ...
=========
صباح صغير...
وضوء منسل...
صحوت على رائحة شاي المدفئة ورغيف ....
لن أتحرش بك في حلم قادم .....
صدقيني....
بل سأحفظ بعضا من قصائدك....
سأعلقها على أستار بيتي .....
و أردد بعضا منها في خلوتي ...
سأصرخ من حين لآخر ...
تذكارا لزيارتك المستعجلة وتشريفك لواضحة حلمي و أنا أرقب السنونو ....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟