أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد الهاشمي - المجاهدون وأخلاقيات الحرامية














المزيد.....

المجاهدون وأخلاقيات الحرامية


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 04:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



حكاية حقيقية:
حدثني أحد الأصدقاء عن أن والده كان حراميا في ستينات القرن الماضي، وأنه (والده) وأحد أصحابه كان يتسللون ليلا في الأرياف ليسطوا على بعض البيوت الغنية ليسرقوا من الماشية آو بعض الأشياء الثمينة. وان في البلدة القريبة كان هناك مقهى يلتقي فيه بعض الحرامية، فيأتي في الصباح الشخص المسروق ليعلمهم بأن شاة أو بقرة أو غيرها قد سرقت منه، فيعطي أوصافها، فيقول له بعضهم أو احدهم، أمهلنا حتى نردها لك، ولكن لتدفع لنا وللحرامي مقابلا، فيوافق الشخص على ذلك. وهكذا يعاد له الحلال إلى أصحابه كما يقولون.
ومن أخلاقيات الحرامية المتعارف عليها أنهم كانوا لا يروعوا نائما ولا امرأة ولا طفلا ولا شيخا ولا مريضا ولا يقصدوا بيت فقير.
وسرد لي هذا الصديق حكاية نقلا عن والده، أنه وصاحبه كانا في سطو على أحد البيوت الريفية، وقبل دخول البيت الذي يكون سياجه من أكوام الحطب ونباتات جافة تحيط حظيرة الحيوانات خاصة، أحسوا بحركة، فاختبأ كل منهما في مكان، فكان أن اختبأ ذلك الشخص في حفرة مجاورة للسياج، فصادف أن جاءت أحد نساء البيت للتتبول فيها، حيث لا تتوفر المرافق الصحية في البيوت الريفية التقليدية. وقد كان الظلام دامسا، فلم تر الحرامي الذي كان مقرفصا في الحفرة، فصبت بولتها على رأسه. ورغم كل هذا بقي الحرامي صامتا دون أي رد فعل، ليس خوفا منها آو من رد فعلها وأهلها تجاهه، إنما خوفا عليها. فلو صدر أي رد فعل منه لوقعت المرأة مغشيا عليها أو ساكتة ميتة.
هذه أخلاقيات متعارف عليها، يكبر الرجل في نظر مجتمعه وأمام نفسه، وربه بالتأكيد بغض النظر عن فعل السرقة.
هذه الحكاية تذكرنا بالتأكيد بمشاهد الترويع والإرهاب، التي تطال العراقيين وغيرهم في بقاع أخرى من العالم باسم المقاومة والجهاد والإسلام. ويبرر الإرهابيون أفعالهم الشنيعة الدنيئة من قطع الرؤوس، والتمثيل بالجثث وقتل النساء والأطفال وغيرها بأنها أفعال "في سبيل الله". أين هم من أخلاق الرسول الأعظم الذي كان يوصي جنده "لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا مدبرا، ولا تقتلوا امرأة، ولا تؤذوا شيخا، ولا ترفسوا حيوانا ...الخ". وأين هم من أخلاق خلفائه، وأصحابه وأخلاق الفرسان عامة.
بل أين هم أخلاق الحرامية.
www.al-hashimi.blog.com



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
- الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
- المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم
- هل الزرقاوي في الاعظمية؟؟؟
- كاد أياد علاوي أن يكون رجل المرحلة
- صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم
- المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
- لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
- الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم
- هل السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟
- هل ان بقاء القوات الأجنبية في العراق الآن شر لا بد منه؟
- الإرهابيون من خلال اعترافاتهم المتلفزة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد الهاشمي - المجاهدون وأخلاقيات الحرامية