أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!














المزيد.....

انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 06:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في عام 1991، الحملة العسكرية التي ضمّت ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مسحت العراق من الخارطة. فبعد 42 يوماً من القصف المستمر ليلاً ونهاراً، تُرك القليل من الهياكل الأساسية للبلاد دون تدمير. لكن الإدارة الأمريكية لم تتوقع معجزة إعادة نهضة miraculous rebound العراق خلال السنتين الأولى لمحق البلاد.
تصَوّرَ بوش (الأب) أن تدمير عشرات الآلاف من المباني (بما فيها أربعة آلاف مدرسة وعشرين ألف دار سكنية) علاوة على تدمير نظم الصرف الصحي، الكهرباء، خدمات المياه، الاتصالات، الجسور.. ستدفع بالعراقيين الركوع للإرادة الأمريكية. عندما لم يحصل هذا، وضع أنفه في شئون البلد بمنع دخول أي شيء للعراق. ومع ذلك بقي العراقيون صامدين محافظين على احترام ذاتهم. وفي محاولة أخيرة، أمر بوش تدمير محاصيل البلاد، لكن العراقيين لم يموتوا جوعاً ولم يستسلموا. وهكذا استمر العراقيون في إعادة بناء بلدهم دون معونة خارجية.
في مقالة بعنوان "الاستنتاج الخطأ" لمراقب عراقي بتاريخ 19 يوليو/ تموز 1992، شرحٌ لمأزق quandary بوش:
"بعد وقف الحرب العدوانية على العراق، ظهر المتبجحون من السياسيين الأمريكيين على شاشات شبكات التلفزيون العالمية ليتفاخروا بإرجاع العراق إلى ما قبل المرحلة الصناعية، بعد أن أدى القصف المستمر إلى تدمير معظم الهياكل الأساسية العراقية، وتوقف محور نظام حياة العراقيين..
"كان رأي الخبراء والفنيين الأمريكان الحاجة إلى عشر سنوات، على الأقل، لإعادة بناء منشآت الطاقة العراقية المُدمّرة. لكن دول العدوان أُصيبت بخيبة أمل عندما قاد العراق عملية إعادة بناء صارمة أثبتت خطأ تلك المزاعم المريضة. ففي أقلَ من عام استعادت البلاد 90% من طاقتها لما قبل الحرب، وتمكنت من إعادة البناء بسرعة قياسية، كما عادت الصناعة النفطية إلى سرعتها الطبيعية على نحو أدهش الأعداء قبل الأصدقاء."
لا تُفكر على نحو خاطئ.. لم يكن من السهل أبداً إعادة بناء البلاد. المقاطعة كانت فاعلة وحُرّم العراق حتى من استيراد أبرة أو مسمار. ورغم هذه الحالة الشاذة anomaly أنجز العراقيون المهمة الصعبة بفضل براعة خبرائه من مهندسيه وفنييه باستنباطهم طرقاً جديدة لاستخدام الأدوات الاحتياطية من الأجزاء المُدمّرة في جهود إعادة البناء.
مع الدخول في يونيو/ حزيران 1992 تم إصلاح نظم المجاري. وفي نفس الشهر كان المهندسون والفنيون يعملون على مدار الساعة لإصلاح شبكة المياه ومعالجة نواقص امداداتها. وتم إنجاز خطوة كبيرة في صيانة وتحديث شبكة مياه الشرب بالاعتماد 100% على الخبرة العراقية.
ومع بلوغ النصف الأول من عام 1992 تصاعدت طاقة منشآت معالجة مياه الفضلات في بغداد إلى أكثر من عشرين ألف متر مكعب في اليوم. وتمت إضافة الأنابيب البلاستيكية لأغراض مياه الأمطار والمجاري في بغداد.
بالإضافة إلى إصلاح شبكة نظم مياه بغداد، تم نصب حوالي 210 خزان ماء، علاوة على نصب عدة آلاف من الأمتار المكعبة لشبكة المياه الخام منذ نهاية عاصفة الصحراء.
وفي سبتمبر/ أيلول 1992، كانت كافة برامج إعادة البناء في مرحلة الإنجاز الكامل. شكل وزير المواصلات أربع لجان للكشف وفحص عمليات البناء والصيانة، الإصلاح وإعادة التصنيع، الأدوات الاحتياطية لنظام النقل والاتصالات..
بحدود خمسة آلاف خط تلفون تعود إلى بدالة منطقة al- Sahiya وخمسة آلاف خط تلفون آخر لبدالة منطقة Bab al-Mu’adham تم إصلاحها نفس الشهر/ سبتمبر 1992. كلا البدالتين تعرضتا للتدمير الكامل بسبب القصف أثناء عاصفة الصحراء. ومع نهاية 1992 اكتملت، في الغالب، عمليات إصلاح نظام الكهرطيسية الموحد microwave للاتصالات.
قيم الوفاء للعراق، مكّنت البلاد العودة إلى مستواه والاستمرار إلى الأمام، رغم أن التحرك كان بدرجة أقل كفاءة مقارنة بفترة ما قبل الحرب وفي ظروف المقاطعة. وهذا الانبعاث الكبير للمجتمع العراقي أربك إدارتين أمريكيتين وأوقعتهما في الحيرة من هذا الإنجاز السريع.
لنقارن بشكل موجز الإصلاحات وإعادة البناء لحالات الدمار التي لحقت بالعراق عام 1991 بتلك التي أحدثتها الولايات المتحدة مرة أخرى بقيادتها غزو/ احتلال البلاد عام 2003.
خلال شهرين بعد انتهاء عاصفة الصحراء عام 1991 عاد التيار الكهربائي إلى معظم أنحاء البلاد.. خلال أربعة أعوام منذ 2003 لا زال التيار الكهربائي يصل بضع ساعات يومياً بالنسبة لغالبية مناطق العراق، وفي بعض الأحيان فقط ساعات قليلة على مدى أسبوع. أما خطوط التلفون والماء الصالح للشرب وحياة العراقيين عموماً فهي لا زالت دون مستواها لفترة المقاطعة- قبل الغزو/ الاحتلال.. الولايات المتحدة لا تواجه مقاطعة وتعتبر أغنى دولة في العالم.. ومع ذلك فشلت على مدى أربع سنوات تحقيق ما أنجزه العراقيون بإعادة بناء بلدهم في بحر عام واحد!!
مممممممممممممممممممممممممـ
Up FROM THE ASHES!, (Malcolm Lagauche), uruknet.info- April 4,2007.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تخفيف المعاناة: ارفسْ العادة
- نفط العراق ملك الشعب العراقي
- مَنْ يهرب من العراق؟
- قمة عربية.. وقنبلة هوائية!
- أحسبوا ضحاياكم!
- المسلمون ضحايا مؤامرة الإمبريالية الأمريكية
- صناعة القتل: مرتزقة الجيش الأمريكي الخاص وتجارة الحرب
- أمريكا: دولة الحزب الواحد
- الهدوء من ذهب!
- الضحايا الصامتون: أطفال العراق.. إلى أين؟
- مشكلة بناء سفارة تُناسب إمبراطورية: الإمبريالية الأمريكية!
- وأخيراً كُشِفَ النقاب عن الهدف
- دمعة عراقية.. لم يعد بعد الآن.. السكوت من ذهب!
- ثلث سكان العراق يُعانون من سوء التغذية1
- أزمة اللاجئين العراقيين
- انتزاع نفط العراق1
- تهديدات بالموت أو الهجرة: قصة مأساوية
- مجرد معارضة الحرب.. غير كاف بعد الآن
- اضطراب حياة النساء في العراق: خيار سلفادور
- أطفال العراق بين كوابيس القذائف وهلع الاختطاف


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!