أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - تاريخ العرب--ويل ديورانت














المزيد.....

تاريخ العرب--ويل ديورانت


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


وفي تلك السنة من التاريخ القديم ، حاصرت جحافل الأمريكان بغداد ، مدينة هارون الرشيد ، ولم يستمر الحصار طويلاً ، فقد اجتاحتها جيوش الأمبراطورية الأمريكية ، وأعملت فيها القتل والذبح والاغتصاب والتفجير والتفخيخ والتهجير ، حتى اقترب العدد من عدد ضحايا خالد بن الوليد الغازي الأسلامي السابق ، والذي استطاع مثل بوش ، وان كان بنسبة أكبر القضاء على 70 الف مسيحي . سبعون ألف مسيجي ، في موقعة أليس ضمن عملية غزوه للعراق .
ولم تكتف جحافل الأمريكان بالغزو العسكري ، فقد مارسوا الغزوا الحضاري ، واستطاعوا اجبار ملك دولة نفطية ، على ارتداء الجاكيت الأمريكي أثناء استقباله لرئيسة برلمان الدولة الغازية .
وفي تلك السنة من التاريخ القديم ، استعمل العرب البدو الأنترنت ، وانطلقوا يشتمون به بعضهم البعض ، وينشرون فكرهم الأرهابي ، وطرق صناعة القنابل ، وأسرع الوسائل من أجل حضور عشاء أو غذاء رباني ، مع تحديد نوع الوجبات الألهية اليومية ، حيث أن بعض المجاهدين الأنتحاريين ، لا يحبون مثلاً طعام الكبة ، والكبة هي وجبة رئيسية في الآخرة يوم الأحد ، لذلك تقل عمليات الانتحار والقتل يوم الأحد ، على العكس طبخة الكبسة ، لها رواد كثر من الأخوة الأنتحاريين ، وتُقدم في الآخرة يوم الثلاثاء ، لذلك يُسارع الأخوة المجاهدين الى تفجير أنفسهم يوم الثلاثاء ، ولكن المشكلة في من يقتلوهم ، قد يكونون من الذين لا يُحبون طبخة الكبسة . وهكذا استعمل العرب البدو كل منجزات الحضارة العالمية ، من أجل نشر دينهم السمح ، فالموبايل تحول الى داعية ، والمذيعة والمذيع في الفضائيات تحولوا الى دعاة . والمناهج الدراسية تحولت الى دراسات لبث الحقد والكره والتكفير .
مع أن الثقافة العربية المرتبطة بالتقاليد تعتبر القديم أفضل من الجديد ، وبالتالي فان المحافظة على التخلف العلمي يعتبر فضيلة . فلا شك بأن الدين المنزل عامل قوي في تطوير الروح التقليدية عند العرب----فكل اختراع يعد خطيئة لأنه يزيد المسافة بعدا بين عصر الوحي والعصر الحاضر.

وكان هؤلاء العرب ، يعقدون بشكل دائم مؤتمراتهم وآخرها جرى في دولة صاحب الجاكيت ما غيره ، وغالباً لا يتفقون على شيئ ، فأمرهم لم يكن بيدهم ، وهذا الميل إلى المؤتمرات، أو ما يعرف بالروح المؤتمراتية، يرجع به إلى التقاليد البدوية في عقد مجلس لشيوخ القبائل. حيث يعتمد وزن رأي كل رجل على سنه وحجم أسرته ونفطه ودولاره ، وارتباطاته والمبالغ التي يقبضها كمساعدات وخلافه . إن مجلس القبائل لا يصوت بل يتذاكر ويناقش. إن شيخ القبيلة ليس رئيس الاجتماع بل مضيف المؤتمرين-فإذا ما شعر الشيخ بأن الأكثرية تميل إلى رأي ( وهو في الغالب متأثر في رأيه) لخص الآراء الغالبة. عند هذه النقطة ، ودون أي تصويت رسمي يعرف الجميع أي قرار قد اتخذ .

يبدأ شيخ القبيلة ( الملك الأمير الرئيس ) مشواره الطويل جدا، وكفاحه، ونضاله، بالحكمة التي تقول: (اعتقل وتوكل ) ويستمر العمل بهذه الحكمة حتى تتحقق معادلة المساواة، والتي تعني رياضيا: عدد الذين داخل المعتقلات= يساوي عدد الذين في خارج المعتقلات. وبهذا (يُعلم الغايب الحاضر).
ثم يتجه إلى الحكمة الخالدة: (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود) وهناك عدد من علماء الاجتماع، يرون أن الحكمة الثانية في حياة أي زعيم عربي ليست(خبي قرشك ---) بل ( جوع كلبك يتبعك) ويبدو أن لكل من الرأيين أنصاره. وحديثا ظهرت نظرية جديدة في علم الاجتماع الحديث، تقول بإمكانية دمج الحكمتين مع بعضيهما، على أساس، أنه عندما يبدأ الزعيم بجمع قرشه الأبيض فان شعبه سيجوع ويُصبح مثل الكلب (أجلكم الله) حسب نظرية السبب والنتيجة.

وفي تلك الحقبة ظهر زعيم عربي ، مخلوق لا تستطيع أن تقول أنه كائن انساني ، أقرب الى القرد منه الى البشر ، يضع في أعلاه ما يُشبه الرأس ، ولكنه ليس برأس . يرعى في مراعي الأمبراطورية الأمريكية ، وينام في خيمة ، يصرخ ويُصرح ، والجميع يضحك ويتندر . تصلح خطبه لبرامج الأطفال ، يُدخل البهجة والفرح الى قلوب كل الزعماء العرب . عندما يُقارنون أنفسهم به ، يشعرون بالفخر ويشكرون ربهم ليل نهار ، على أنهم لا يشبهونه . وعلى أن الله أعطاهم خلقة تامة .
توزع خطبه وتُباع في كل محطات التلفزيون ، وآخرها تلفزيون لبناني ، قبض مبلغاً كبيراً من أجل بث خطابه المضحك الأخير . العرض الأخير الذي وصله ، من جماعة سبيس تون ، يُقدر بملايين الدولارات ، جيث لوحظ أنه عندما يبدأ بخطابه ، تنتقل جموع الأطفال لمتابعته ، فأسلوبه السلس ، يجعلهم يفهمون عليه ، لا بل يُشعرهم بأنه واحد منهم .
ويمتاز العرب عن غيرهم من الشعوب بأهم ميزة عرفها التاريخ : في كل أركان العالم الأربعة ، يأخذون المعاقين والمتخلفين عقلياً ، ويُراعون وضعهم ، ويهتمون بهم ، ويضعونهم في مصحات من أجل ترفيههم ، الا العرب .فإنهم يُكرمونهم ويسلمونهم قيادة شعوبهم ، وما استلام هذا المخلوق الا دليل كبير على هذه الميزة التي ينفرد بها الوطن العربي . وما المظاهرات التي قامت في المصحات العقلية ، بعد سماع خطاب هذا الزعيم العربي الكبير ، حيث صرخ الجميع : انت القائد والرمز والحبيب والقدوة !. بالروح بالدم نفديك ! الا دليلاً أكيداً على المحبة التي يكنها سكان هذه المصحات لرمزهم وقائدهم وحبيبهم .
دمشق
6-4-2500



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وخرجنا شعانين--رسالتنا الى ميركل وبيلوسي
- نظام حارج الزجاجة-- ومعارضة حرامية-- وشعب بائس
- العقد الاجتماعي عبر فلاسفة الليبرالية
- القمة انتهت فائزان وخاسران --ومتفرجون
- نشيد الصباح :-سوريا يا حبيبتي أخذتِ مني كرامتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ...
- ماذا لو طلبتني المحكمة الدولية ؟
- وبشر الذي علق في كذبة عين علق بالفضيحة ورفع الفلق
- الاعلام العربي -سياسة تنجير الخوازيق
- فلم لبناني طويل -13-3-2007
- قراءة واقعية لسوريا سنة 2008
- رد على رئيس مجلس الشعب السوري السابق
- --أهمية المراجع --اقتران روح الانسان بروح الشيطان
- انتخابات مجلس الشعب---ولا أحد يثمثل الشعب تصحيح
- أين الشفافية يا مواقع وطنية سورية في رفض نشر هذا المقال--تحي ...
- أخطر ما يواجه سوريا اليوم
- خصخصة الفساد في سوريا---
- سيدي صموئيل---حياتنا عبث
- مرمر زماني يا حكومة مرمر-----
- العقلانية في الاسلام ---وتمنى في نفسه لو أن أمه الحمارة لم ت ...
- انور البني----


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - تاريخ العرب--ويل ديورانت