أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - من تاريخية الجمهورية الأولى: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة 2-3















المزيد.....



من تاريخية الجمهورية الأولى: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة 2-3


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 11:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


 أما بصدد الإستيلاء على قصر الرحاب فتقول الوقائع، أن القوة المكلفة بالإستيلاء عليه قد "... بُلغت بيوم الثورة الساعة الرابعة من صباح يوم 14 تموز، إذ في أثناء استراحة الرتل قرب معامل الطابوق في قرية الحسينية بين (بعقوبة وخان بني سعد) إي على مشارف بغداد الجديدة، اقول في اثناء توقف الرتل أرسل عليَّ آمر فوجي العقيد الركن عبد السلام محمد عارف فحضرت إلى مقره على الطريق العام وكان معه الرائد إبراهيم اللامي والمقدم الركن إبراهيم جاسم التكريتي والمقدم وصفي طاهر والملازم الأول عبد الله مجيد وغيرهم لم أتبينهم فأصدر إليَّ الأمر التالي:
 يا منذر أن الثورة ستعلن في هذا اليوم عند دخولنا بغداد، وسيكون هدفك قصر الرحاب وستكون بإمرتك كذلك سرية الرئيس (النقيب) عبد الجواد حميد الصايغ من (ف2) الذي يقوده العقيد الركن ياسين محمد رؤوف الذي اعتقل الآن لرفضه الاشتراك بالثورة وسيكون دليلك إلى هدفك (قصر الرحاب) الملازم عبد الله مجيد، آمر مفرزة تصليح الفوج الأول الحرس الملكي وسيزودك بالمعلوات الآخرى. نفذت الأمر وأخذت معي في السيارة النقيب عبد الجواد حميد والدليل عبد الله مجيد وعقبت السريتين السيارة... ولم استلم أية تعليمات أو معلومات، إذ في أثناء السير قال لي دليلنا عبد الله مجيد يا منذر هل انت واثق من سريتك وضباط الصف والجنود، فقلت له إني واثق منهم وكانت علاقتي بهم جيدة وهم يملكون شعوراً وطنياً وأنا واثق أنهم سينفذون اوامرنا، ثم سألته لماذا سؤالك هذا ولماذا مرتديا الملابس المدنية فقال يا منذر أنا من ضباط الحرس الملكي وسيارتي المدنية يقودها الملازم الأول منعم والتي تسير خلفنا معروفة من الحرس الملكي ولذلك سأذهب أنا ومنعم إلى دارنا وأترك السيارة هناك وسألتحق بكم مع منعم في ساحة البانزينخانة (المتحف العراقي الآن). فقلت له طيب بامكانكما اللحاق بنا في الساحة فتركاني وذهبا بالسيارة بعد أن توقف الرتل داخل بغداد الجديدة لاعادة تنظيمه وكانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحاً.
 توجهت سريتي إلى هدفها فوصلنا جسر الجمهورية والاذاعة ثم ساحة البانزينخانة (المتحف) حسب الاتفاق فلم أجد الادلاء بإنتظاري. فقال النقيب عبد الجواد لعل التأخير ناتج من عطل في السيارة دعنا ننتظرهم خمس دقائق أخرى، علهم يأتون وحتى تلتحق بقية السيارات بنا، فوجدت الاقتراح معقول وبقينا على يمين الطريق لمدة خمس دقائق وكانت الساعة تشير إلى 0520 فلما يئسنا توجهنا إلى هدفنا لأن الوقت قد أدركنا...فكان موجود سريتي ثمانين جنديا تقريبا وبمثل هذا العدد كان ملاك سرية عبد الجواد وكان لدى كل جندي 30 طلقة فقط ولكل رشاشة ثلاثة مخازن عتاد (المخزن30 طلقة)... ولم يكن في السرية آمرو فصائل خريجي الكلية العسكرية... وبعد مقتل العائلة المالكة إلتحق بنا الملازم الأول عبد الله مجيد... أخبرت العقيد الركن عبد السلام عارف بما تم فطلب مني الحضور إلى الإذاعة لسرد التفصيلات... بعدها عدت ثانيةً إلى قصر الرحاب لإستلام قيادة السريتين وكانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة وشاهدت جموع الناس من مختلف الطبقات تزحف على قصر الرحاب ...[1] ". ويشير المقطع الأخير فعلاً إلى عدم إكمال ما أنيط به.
وبالإستناد إلى ما ذكره الضباط المكلفين بواجبهم لإحتلال القصر، فقد توزعت القوة المهاجمة إلى ثلاثة أقسام، كل قسم يتكون من حوالي 25 جنديا، وطوقت القصر من الواجهة الامامية.. ومن ثم سيطرت على نقطة حرس مشاجب لواء الحرس الملكي وجردوهم من سلاحهم.. وتسلل فصيل آخر حتى دخل الباب الخلفي وكانت الساعة تشير حسب ذات المصدر إلى0545، ولم تطلق لحد هذا الوقت أية رصاصة. ووزعت السريا المهاجمة حول القصر الملكي من الواجهة الامامية له المحاذية للشارع العام وفصيل  يكون واجبه الجانب الأيمن وفصيل يكون واجبه الجانب الأيسر من القصر.[2] 
عندها بدأ الحرس في الباب النظامي يتساءلون عن هذه الوضعية ويتصلون عبر الهاتف بالضابط الخفر وبآمر لواء الحرس ويستفسرون عن ماهية هذا التطويق للقصر في الوضع القتالي, وتم أخبار الخفر النقيب عبد الرحمن محمد صالح بالحركة  وإن " الجيش ثائر على الأوضاع الفاسدة ولا حاجة لسفك دماء أبناء الجيش الواحد ودماء العراقيين فأرجوك تذهب للعائلة المالكة وتطلب منهم التسليم وعدم المقاومة ونحن نوصلهم إلى مقر الثورة. فأجاب (الضابط الخفر) سأذهب لولي العهد والملك وأبلغ ما قلته لي وسأرجع بالنتيجة.. وبعد خمسة دقائق من ذهاب النقيب محمد صالح سمعنا أصوات اطلاقات ترمى من شرفة القصر العليا (غرفة حرس العرش) فما كان من جنودي إلا وردوا على الرمي بالمثل وفتحوا نيرانهم وأستمر الرمي من كل الجهات ورمى مدفع الهاون اربعة اطلاقات 3عقدة... وكان هذا يحدث والساعة لم تبلغ السادسة بعد والبيان لم يذع من الإذاعة واستمر الرمي متقطعا وأذيع البيان.. واستمر الرمي متقطعا. وفي هذه الثناء سمعت انفجارا قويا ثم أعقبه ثان وثالث هزت القصر واشتعلت النار في الطابق العلوي وتبين أخيراً أن هذه الانفجارات كانت من مدفع 106ملم من مدرسة الأسلحة الخفيفة... استخدمه ضباط ومراتب الأسلحة الذين هبوا لمساعدة الثورة ومساعدتنا. وبعد قليل رأينا ستة (وقيل ثلاثة-ع.ن) مدرعات على الطريق العام فاعتقدت أنها نجدة للواء الحرس الملكي ضدنا فأرتبكنا ارتباكا شديدا وتوقفت المدراعات أمام قصر الأميرة راجحة وإذا بأحد الجنود من أخواننا الأكراد يأتي إلى مقري ليقول لي أن قائد المدرعات يطلبك... فوجدت أن الضابط الذي استدعاني والذي يقود المدرعات هو العقيد عبد الرحمن عارف آمر كتيبة المدرعات... فقال لي ما هو الموقف يا منذر؟ فقلت له يا سيدي أن هناك مقاومة ولا يقبلون الاستسلام فقال سوف ننهي مقاومتهم، فأرسل مدرعتين الأولى... إلى باب قصر الرحاب الرئيسي والمدرعة الثانية أخذت موضعا وراء جسر الخر...[3]".
 لقد لعبت القوة المساندة من مدرسة الأسلحة الخفيفة برئاسة الملازم الأول عبد الستار سبع العبوسي ومجموعة من الضباط  الديمقراطين دورا مصيراً في الواقعة، رجحت كفة القوة المهاجمة وحسمت الموقف القتالي/ التعبوي وكذلك النفسي لكل الأطراف وعجلت بإستسلام ولي العهد. إن ما قام به العبوسي، وهو من الضباط الأحرار غير المبلغين بساعة الصفر ولم يكن مكلفاً بأي واجب ضمن خطة الثورة، قد جاء نتيجة اجتهاده النابع " من مشاعره الوطنية المتراكمة على إمتداد السنوات التي سبقت قيام الثورة، حاله في ذلك حال أي شاب وطني غيور ومخلص لوطنه وأمته. وإن ما قام به من أفعال قد شكلت في سياق مسيرة الأحداث عوامل ايجابية وحاسمة لصالح تحقيق نجاح الثورة في يوم تنفيذها[4] ".
كان العبوسي صباح يوم 14 تموز آمراً لدورة الأسلحة الخفيفة في معسكر الوشاش، وبعد سماعه تبادل إطلاق الرصاص حول قصر الرحاب وسماع البيان الأول للثورة، قام بإستطلاع المنطقة لتقدير الموقف ومعرفة متطلبات الدعم للقوة المهاجمة.. ومن ثم عاد إلى طلاب دورته المتكونة من 18 ضابطاً و68 ضابط صف الدورة.. حيث حثهم على مساندة الثورة وتأييد حركة التغيير، فوافق الجميع بإستثناء ضابط الحرس الملكي فالح زكي حنظل, وقد شكل منهم مجموعة مساندة، وكسر مشاجب السلاح،على مسؤوليته الخاصة، ووزعه عليهم مع الأعتدة ثم ركب مدفع 106ملم ضد الدبابات على أحدى السيارات العسكرية، وسار بهم نحو القصر لمساندة القوة المهاجمة التي كان ينقصها الرجال والعتاد. وحال وصولهم فتح نيران مدفعه ورمى قنبلتين كان لهما تاثيراً معنويا كبيرا على كل الأطراف [5]. لقد إستطاع العبوسي " بعلو همته وبالتأثير الايجابي للقوة النارية والشرية أن يفرض سيطرته على العقيد طه البامرني... الذي لم يكن قد بادر إلى إتخاذ أي إجراء عسكري مضاد ساعتئذ، وإجباره على جمع قوة حراسة القصر وتجريدها من أسلحتها وعتادها وتسليمها... وقد أدى بالنتيجة الفورية إلى إسقاط دعامة رئيسية لنظان استهدفت الثورة تغييره، وأدى سقوطه ذلك إلى زعزعة المرتكزات الأخرى للنظام وتساقطها بالتالي بأقصر وقت وبأقل التضحيات...[6] ".    
 في الطرف الآخر.. وقبل وصول آمر الحرس الملكي إلى قصر الرحاب لمقابلة ولي العهد " حدث أن فتحت النار من شرفة القصر العليا التي فيها الملك وعبد الإله.. ورداً على هذه النار التي رجحت انها فتحت بأمر من عبد الإله أعطيت الأمر بفتح النار من الأسلحة المتيسرة لدينا على القصر من جميع الجهات، في غضون ذلك وصل آمر فصيل مدفعية الهاون3 عقدة... وكانت سيارته قد تعطلت قرب الصالحية، فقلت له أنصب الهاونات هنا... ورمى قذيفتين وقعت احداهما خلف مطبخ القصر ونشب حريق بسبب صفائح الزيت الموجودة هناك[7]".
يقول العقيد طه البامرني آمر الحرس وكالةً: " عندما وصلني خبر الشاحنات (التي تطوق قصر الرحاب-ع.ن) من رئيس الخفر أمرته أن يعاود الاتصال بالنقيب عبد الرحمن ويؤكد أوامري الخاصة بعدم فتح النار إلا بأمر مني وحينما ذهب رئيس الخفر ليؤدي رسالتي هاتفياً سمعت صوت رمي متقطع من بعض البنادق والرشاشات الخفيفة لمدة دقيقة أو دقيقتين بإتجاه قصر الرحاب وقد انقطع الرمي بعدها، فأتاني رئيس الخفر واخبرني بأن ولي العهد يطلب حضوري إلى قصر الرحاب... كلفت مساعدي الرئيس هاشم كمال أن يتولى قيادة الفوج وملحقاته إلى حين عودتي من قصر الرحاب وطلبت منه أن يتحاشى الاصطدام بقطعات الجيش العراقي إذا اقتربت من منطقة الفوج...[8] ". علماً بأن هذا الفوج يمثل القوة الرئيسية في لواء الحرس الملكي. كما يبدو من تصريحات آمره البامرني ومن إدارته لعملية الاستيلاء على القصر كما لو أنه كان متخذا موقفا مسبقا من الاحداث القادمة حتى قبل معرفة ما هي مطاليب القوة المهاجمة وما موقف ولي العهد من الحركة.
وتفصيلاً.. أشار طه البامرني، أنه عندما كان في مقر ثكنة فوج، أُعلم من قبل الضابط الخفر في قصر رحب أن الملازم فالح حنظل قد أتصل تلفونيا به وأخبره أن بعض ضباط اللواء العشرين أعترضوه على الجسر الحديدي ومنعوه من العبور. كما منعوا بعض ضباط الحرس الملكي من العبور والالتحاق بمقراتهم، كما أن البامرني سمع صوت اطلاقات بنادق من اتجاه قصر نوري السعيد وبعد ذلك سمع صوت رمي متقطع بإتجاه قصر الرحاب. آنذاك طلب ولي العهد حضوره لمواجهته ومعرفة ما يجري والتداول حول ما يجب القبام به عسكرياً، بعد أن علم " بأن قصر نوري السعيد يتعرض للرمي كذلك.. وإن هاتف رئيس أركان الجيش لا يجاوب أيضاً.. وإن كافة هواتف وزراة الدفاع والبدالة لا تجاوب... [9]"
يقول البامرني بعد دخوله القصر "... وبعد لحضات دخل الأمير عبد الإله وهو بملابس النوم وقد ارتسمت على وجهه امارات التعب والخوف فأديت له التحية العسكرية.. ثم حضر الملك وكان يرتدي سروالاً وقميصاً مدنيين فاديت له التحية العسكرية فرد عليها بإيماءة من رأسه. قال لي ولي العهد: ما هذا يا طه؟
أجبته: لقد قام اللواء العشرين بحركة انقلاب..
فقاطعني بقوله: نعم..وقد شكلوا حكومة.. ألم تسمع الراديو؟
أجبته: كلا.. لم اسمع... وفي نهاية اللقاء القصير ذاك قال لي ولي العهد:
قدم الفوج إلى منطقة القصر.. واستعد للمقاومة إلى أن تحضر النجدات قريباً منا ولكن لا يجوز لك إعطاء أمر الرمي إلا بأمر من عندي.. تفضل لواجبك. أما الملك فلم يتفوه بكلمة واحدة مطلقاً. فأديت لهما التحية العسكرية وأنصرفت  [10] ".
  عند تحليل هذا الحوار المبتسر وتلك الواجبات الشفوية التي أصدرها البامرني، بعد خروجه من المقابلة.. يتضح بلا شك مدى تردده وموقفه غير الحازم، وكما لو أنه لا يريد الدفاع عن النظام الملكي، قدر كونه يبحث عن مخرج من هذا المأزق الذي وجد نفسه فيه، بغض النظر عن الدوافع الكامنة وراء ذلك. ترى لماذا تصرف آمر الحرس الملكي بهذه الطريقة؟ وما الدوافع (الخفية) التي كانت تحركه حتى قبل أن يعرف طبيعة الحركة العسكرية وماهيتها وقادتها وأهدافها ؟.
 يمكنني من دراستي للحدث، أن اضع النقاط أدناه وأزعم أنها وراء، أو على الأقل ساعدت وعجلت، في قراره بعدم مقاومة القوات المطوقة لقصر الرحاب وإنحيازه للثورة. منها:
-       اعتقال عبد الله المضايفي كبير مرافقي الملك وبعض ضباط الحرس الملكي[11]؛
-       الإرتباك والذهول الذي أصاب ولي العهد والملك وضباط الحرس الملكي ومن ثم سيطرة روح الاستسلام عليهم[12]؛
-   عدم استطاعت ولي العهد من الاتصال بقادة الوحدات العسكرية والامنية المناط بها حماية بغداد بسبب قطع الاتصالات السلكية واللا سلكية؛
-       إدارة عبد الإله للمعركة عسكرياً دون إستشارة البامرني نفسه؛
-   معرفة البامرني من أن الحركة ليس حول قصر الرحاب حسب بل حتى قصر السعيد. ولمعرفته " الجيدة بإخلاص ووطنية عبد الكريم قاسم وحبه وحرصه الزائد لمساعدة الفقراء والضعفاء... " حسب قوله في تقريره الرسمي[13]؛
-        التأثير الإيجابي للقوة النارية والبشرية التي قدمها ضباط مدرسة الأسلحة الخفيفة؛[14]
-       وصول المدرعات المساندة الثلاثة من كتيبة المدرعات في الوشاش؛
-       التأثير المعنوي لنيران القوة المهاجمة بالبنادق وبمدفع البازوكا؛
-       إشتعال النيران في الطابق العلوي للقصر، لإسكات الإطلاقات الصادرة منه؛
-   ما لعبه عبد الستار العبوسي (بعلو همته وفرض سيطرته المعنوية) على البامرني الذي لم يكن قد بادر على اتخاذ أي إجراء مضاد ساعتئذ؛
-       وصول الزحف الجماهيري نحو القصر تلبيةً لنداء عارف من الإذاعة للهجوم عليه؛
-       إنضمام كتيبة الهاشمي إلى الثورة وإستسلام آمر قوة البلاط ؛[15]
-       عمق التأييد الشعبي وتأثيره المعنوي وبرقيات التأييد من الوحدات العسكرية؛
-       ما لعبته الإذاعة من أخبار التعينات للقادة الجدد والإقالات لأركان النظام السابق؛
-   الإصرار القوي للقوة المهاجمة على بلوغ هدفها (إعتقال الملك وولي العهد) وإستمرارهم في الهجوم على سرية حراسة القصر.
هذه العوامل أربكت آمر الحرس الملكي وشوشت تفكيره، حتى بلغ به المطاف إلى أن ينادي النقيب العبوسي بكلمة (سيدي). لكن في الوقت نفسه ربما لعب تعاطفه المعنوي مع حركة التغيير ذاتها من خلال معرفته السابقة بقيادتها وبالأخص قاسم، وهذا ما يشير إليه بنفسه في تقريره إلى حكومة الثورة!. لأن العقيد البامرني كان بإمكانه أن يُغير الأحداث رأساً على عقب، خاصةً في النصف ساعة الأولى، لو تصرف ضمن السياقات العسكرية البحتة، نظراً لما يملك من قوة مادية أكبر بكثير من القوة المهاجمة. إذ ليس من المنطق العملي أن تتغلب سريتين لديهم إطلاقات محدودة أن تتغلب علىسريتي بندقيات في القصر وموجودها لا يقل عن300 عسكري وبالقرب منها في الوشاش وثكنة قصر الزهور فوج كامل ورعيل مدرعات بكامل الأسلحة؟ لكن يبدو أن جملة العوامل المذكورة أعلاه كانت من الأسباب المحبطة[16] ، والذي إزدادت بمرور الوقت بعد بروز عوامل جديدة لم تكن في صالح من يدافع عنهم، في الوقت الذي لعبت دعوة عبد السلام لجماهير الشعب وتدفقها للهجوم على القصر دورها المعنوي والمادي الكبيرين.
كانت سياسة عبد الإله لمواجهة الحركة صباح ذلك اليوم، فيها الكثير من المناورة والمراوغة  وهذا ما تطلبه الموقف ذاته الذي كان يرمي كسب الوقت لمعرفة ماهية الحركة وجوهرها من جانب وما موقف بقية الوحدات العسكرية منها بالأساس, لذا كان موقفه يتكون من عنصرين:
-   الأول: ارسال آمر الحرس الملكي لإلهاء القوة المهاجمة من خلال المناوشات المحدودة معها أو الكلام وإياها لإيجاد مخرج لهم بغية تدبير خطة للهروب إما نحو المطار المدني القريب أو التسلل إلى خارج بغداد، كما حدث في عام 1941؛
-   الثاني: ونظرا لفشل إمكانية التسلل لعدم وجود ضمان بالآمان خارج القصر، ومن ثم تطويق القصر ووصول قوة مساندة، إلتجأ إلى إطالة المفاوضات لكسب الوقت عسى أن تتقدم الوحدات العسكرية المناط بها حماية بغداد في مثل هذه الأحوال.
-    وعند إنغلاق كل المنافذ في الهروب والتسلل من القصر، حاول الاستحماء بالأسرة لذا عند خروجه لمواجهة قوى الثورة كان ترتيبه بالخروج الرابع بعد الملك وأمه وشقيقته، عسى أن توقف هيبة الملك ونساء العائلة مشاعر القوة المهاجمة.
وفي كل الأحوال كان عبد الإله يأمل أن تنفرج الأزمة.. لكن إصرار القوة المهاجمة على عدم التفاوض بل الاستسلام والذهاب معهم إلى دار الإذاعة.. قد أثرت فيه سلباً فإستسلم إلى الأمر الواقع وسلم نفسه بعد يأسه من وصول المساندة له نتيجة إحالة القادة العسكريين الكبار على التقاعد ولم يخضع لمنطق التوسل بالهروب الذي كان بعض ضباط الحرس يلحون عليه لإنغلاق المنافذ الممكنة.
وقيل أنه أثناء هذه المناروات أقترح بعض ضباط الحرس الملكي على عبد الإله التسلل إلى خارج القصر (أو على الأقل تهريب الملك خارج القصر)، وكان أكثرهم إلحاحا النقيب ثابت يونس، والملازم أول ثامر الحمدان اللذان حاولا إقناع عبد الإله بالتسلل والهروب من القصر، ويلحون عليه بعدم الإستسلام " وبضرورة القيام بهجوم معاكس لطرد قوات الهجوم لمسافة عن القصر إلى أن يتدبر الأمر... إلتفت إليهم الأمير عبد الإله وقد بان الشحوب القاتل في وجهه وبكلمات بسيطة قال لهم: لا أريد قتالاً حقناً للدماء... وأنه يرغب في مغادرة البلاد [17]". بعد تطويق القصر من قبل قوات معسكر الرشيد تساندها جموع غفيرة من الناس. هذا الرفض جاء نتيجة تعقد الوضع في داخل القصر وتغير كفة الصراع في غير صالحه.
جرت حثيثات استسلام العائلة المالكة، قبل وصول البامرني لمقابلة عبد إلإله الذي أرسل ضابط خفره للإستفهام من القوة المهاجمة عن مسببات تطويق القصر ويطلب حضور أحدهم لمقابلته " فقدرت الموقف وقررت عدم الذهاب إذ لربما كانت خدعة يجري بعدها إعتقالي" حسب قول النقيب منذر سليم. بعد ذلك وبعد إشتداد الرمي من القوة المهاجمة، ارسل عبد إلإله النقيب ثابت يونس "... وأمره بالتوجه نحو المهاجمين ومحاولة التكلم معهم بلطف وجلب أحدهم إلى الدار للتفوض معه. وبالفعل قام النقيب ثابت بتنفيذ الأمر، وغادر القصر من البوابة الأمامية النظامية وتوجه إلى حيث يقف المهاجمون. وعندما شاهد الضباط المهاجمون النقيب ثابت، وهو يتقدم إليهم صرخ فيه قسم منهم... بالتسليم أو العودة من حيث أتى. ولم يأبه لتحذيراتهم بل إستمر بالتقدم نحوهم، ولما اقترب منهم أكثر صاح فيه بعضهم بأنهم يريدون من الملك والأمير أن يسلما نفسيهما ويخرجا من قصر الرحاب. فأجابهم النقيب ثابت بأن الملك والأمير غير موجودين حالياً في القصر، وأنه يطلب واحد منهم أن يدخل القصر للتفاوض على تسليم النساء والاطفال ... [18]".(التوكيد منا-ع.ن)
 وبعد وصول البامرني ومقابلته ولي العهد الذي طلب منه ملاقاة القوة المهاجمة ثانيةً، للاستفسار من ضباطها عن غايتهم من عملهم. وقد إلتقى بهم البامرني هذه المرة خارج القصر وكان يقودهم عبد الستار العبوسي فإستفسر منهم عن قيادة الحركة وأهدافها وطبيعتها. وبعد أن عرف أن قاسم وعارف يقوداها، في هذه اللحظة حسم البامرني موقفه بالكامل، إذ يقول: " عندئذ قلت لهم أخواني اعتبارا من هذه الدقيقة أنا مع الثورة ومعكم. إلا أن عبد الستار قال لي سيدي فرغ مسدسك ثم تقدم معنا ففرغت المسدس وانضممت إليهم وقلت لهم تعالوا معي إلى داخل القصر لنأخذ الملك وولي العهد إلى مقر قيادة الثورة فتوجهنا جميعاً إلى الباب النظامي لمدخل القصر وتقدمت بسرعة أمامهم وشاهدت في تلك الأثناء وصول مدرعتين من كتيبة مدرعات فيصل التي يقودها العقيد عبد الرحمن عارف... ولما وصلت إلى داخل القصر لم أجد أحدا معي من الضباط فتراجعت فوراً ووجدتهم واقفين في مدخل الباب النظامي. فقلت لهم لماذا لم ترافقوني  فرد عليَّ الملازم الاحتياط محمد جواد غصيبة: سيدي هل أنت واثق من كافة ضباط ومراتب الحرس بانهم لا يغدرون بنا؟ فأيد بقية الضباط. فقلت لهم صحيح أني واثق من 80% منهم. فرد ضابط الاحتياط ولهذا لا يمكننا من الدخول معك. فقلت لهم تفظلوا سأخابر مساعد الفوج بحضوركم لكي يأخذ أسلحة الفوج والمفارز في ثكنة الحارثية ويدخلها المشاجب ويدخل العتاد إلى مستودع الإعاشة قبل أن يتمكن أحد الضباط من السيطرة عليهم ويضربونا من الخلف[19] ".(التوكيد منا-ع.ن) وهذا ما تم فعلا ومن ثم جمع السريتين الموجودتين بالقصر بناءً على طلب القوة المهاجمة، وتم تطويق القصر بعد أن ترك جنود الحرس الملكي مواقعهم، ووزع عتادهم للقوة المهاجمة. بمعنى آخر إن هنالك نوع من الإرتياب المشترك بين القوة المهاجمة والحرس الملكي.. وهذا ما تعكسه الحوارات المشتركة بينهم. بعدها بدأت عملية استسلام الحرس الملكي في داخل القصر.. بعد تبدل موقف آمره و إنضمامه لقوى الثورة.
 


[1] - خليل إبراهيم حسين، الموسوعة. ج.7، ص. 9. ويقول محمد مجيد عندما: وصلنا ساحة عقبة بن نافع فوجدنا عبد الله مجيد وسيارته مصدومة بإخرى". الذاكرة التاريخية، ص. 68. ويثير حامد مقصود، في كتابه ، الشكوك في ما سرد أعلاه من قبل الضابط منذر سليم، إذ يقول: " فاتفق الضابطان الر ئيس عبد الجواد و الرئيس منذر سليم على إيجاد مخرج يخلصهما من هذه المسؤولية التي لا قبل لهما بها، حيث تملكهما الرعب و الإنهيار النفسي وشاركهما في المصير فارسهم الثالث الملازم الأول عبد الله مجيد عند اقترابهم من القصر الملكي. فاتفقوا على إيجاد مبرر ينقذ جلودهم من المسؤولية بعد فشل الثورة (حسبما تراءى لهم خيالهم المريض)، فتوجه الرئيس منذر سليم إلى أقدم ضابط يليه في الرتبة وكان ملازم احتياط ليتولى قيادة السرية، بحجة ذهابه إلى عبد السلام عارف لجلب العتاد. فما كان من ضابط الاحتياط إلا الإمتثال لتوجيهات آمر سريته بإصدار أمر إلى جنود سريته بالإنبطاح على حافة الشارع العام المواجه للقصر، وفتح النار على القصر بشكل عشوائي (في وقت هرب الثلاثة ولم يبق لهم أثر وظهروا على المسرح كأبطال قادوا جنودهم نحو النصر)"، ص. 136. لم يوضح المؤلف طبيعة مصدر كلامه هذا وممن استقاه وهو كان في وقتها في بعقوبة في معسكر سعد.. وقد أكدت الوقائع بعض ما ذُكر مما يؤكد مصداقية بعضها، التي أكدها طه البامرني عندما قال:" ترك الضباط السرية وبقيت السرية بلا قيادة وتحت رحمة الأقدار". الموسوعة ،ج.7،ص. 24. وربما رأي حامد مقصود يدخل ضمن عملية الصراع الفكري والحزبي الذي ساد بعد الثورة.. حيث لا يتطرق ضباط التيار القومي إلى دور الضباط التقدميين إلا بالقدر الذي لابد منه.. والعكس صحيح. وأغلب المصادر التي كتبت عن تموز وما بعده كانت تحمل بصمات الموقف اللا موضوعي للحكومات القومية طيلة الجمهورية الثانية. كلها مصادر سابقة.
[2] - عبد الجبار العمر، الثلاثة الكبار، ص. 156، مصدر سابق. لكن يشير البعض إلى أن القوة المهاجمة لم تطوق القصر من كافة الجهات، وهذا ما أكده البامرني في تقريره المرفوع لحكومة الثورة في تموز 1958.
[3] - الموسوعة، ج.7، ص.13-14. لكنه لم يشير إلى المدرعة الثالثة التي يقودها عبد الرحمن عارف نفسه والتي وقفت عند البوابة الغربية؟ ويقول حامد مقصود، أن المدرعة الثانية كانت بقيادة الملازم عبدالرزاق غصيبة (والصحيح محمد جواد-ع.ن.) فوقفت عند المدخل الرئيس للقصر تسند ضباط دورة الأسلحة الخفيفة والثانية يقودها عريف دروع أخذت موقعها عند البوابة الشرقية للقصر لمنع الملك وولي العهد من التسلل للوصول إلى الطائرة المجهزة لسفرهم إلى اسطنبول،. ص. 137، مصدران سابقان.
[4] - الموسوعة، ج.7،ص. 55، مصدر سابق.
[5] -  راجع نص تقرير العبوسي في الموسوعة، ج.1، صص. 42-48، المصدر سابق.
[6] - حسب قول الضابط سامي مجيد، مستل من الموسوعة، ج. 7، ص. 56، مصدر سابق.
[7] - المصدر السابق، ص.161. في حين ينفي فالح حنظل (ص. 117) اطلاق النار بل أنها" عدد من بنادق الصيد.. وما إن مستها ألسنة النار حتى تقرقعت من أعلى البناء. فظن المهاجمون أن نيران رشاشات أخذت تطلق عليهم من الطابق العلوي "، وهو لم يكن داخل القصر في حينها وما سرده من حوادث ما يخص القصر يوم 14 تموز، لم يكن شاهدُ عليها، بل جمعها دون أن يشير الى ذلك. ويقول مساعد فوج الحرس الملكي النقيب هاشم الحاج كمال (عميد ركن فيما بعد) أن ما كتبه الملازم فالح في كتابه هو حصيلة سنتين من الخدمة في الحرس الملكي و" أن ما رواه حول أحداث يوم أو صباح 14 تموز 1958 لم تكن إلا صورة مبالغ في تصويرها وموضوعة في إطار لا يمكن أن ينسجم مع الواقع. وأن المؤلف قد مزج بعض الواقع بالكثير من عكسه مما جعله يأتي بمواعيد تتناقض ساعتها وكانت إلى العشوائية أقرب منها إلى الحقيقة... وأعطى لنفسه مجالاً واسعاً خلق فيه كما يحلو له". الموسوعة، ج.7،ص. 65، مصدر سابق. ثم أن التقرير الذي كتبه العبوسي يشير إلى كون فالح حنظل كان ضمن دورة الأسلحة الخفيفة ورفض الاشتراك عندما طلب العبوسي ذلك، بمعنى أنه كان حاضراً في معسكر الوشاش. ربما بعد ذهاب طلاب الدورة للمساهمة في دعم القوة المهاجمة، وقف يتفرج على ساحة الصراع من امام قصر الرحاب. كما يذكر في ص. 102 من كتابه. 
[8] -  مستل من عبد الجبار العمر، الثلاثة الكبار ، ص. 157، مصدر السابق.
[9] - فالح حنظل، ص. 103، مصدر سابق.
[10] -  المصدر السابق، ص. 167
[11] - " أحيل على التقاعد وأعتقل وأخرج من الجيش من ضباط الحرس الملكي كل من: اللواء عبيد عبدالله المضايفي، العميد الركن محسن محمد علي، العقيد عبد القادر محمود، العقيد جميل خليل، المقدم جواد كناوي، المقدم حسين علي العبيدي، المقدم محمد الشيخ لطيف، المقدم حمدون سعيد، الرائد ماجد عبد الستار، النقيب  ثابت يونس، النقيب سالم رشيد، النقيب إبراهيم الطالبي، الملازم أول فاروق عبد الرحمن آل ياسين، الملازم أول سالم عبد الكريم النوري، الملازم فالح زكي حنظل". د. فالح حنظل، ص. 132، مصدر سابق.
[12] - يقول مرافق الوصي ثامر الحمدان: " وفي داخل القصر إلتقى الضباط جميعاً.. فابلغهم الملازم ثامر حقيقة الموقف بدقة في الخارج، وأن الهجوم أصبح شديداً.. وأن قوات معسكر الوشاش تساندها جموع غفيرة من الناس، قد أطبقت على القصر من جهة الشارع ". ص. 115، مستل من المصدر السابق.
[13] - راجع نص التقرير في المصدر السابق. ص. 152.
[14] -  كان قوام القوة المهاجمة المطوقة للقصر في حدود 150عسكرياً. في حين كان الحرس الملكي يتكون من: الفوج1 ويتألف من ثلاث سرايا مشاة وسرية مقر وسرية إسناد، ومقره بالقرب من قصر الزهور؛ الفوج 2 يتكون من سريتا مشاة ومقرهما في قصر الرحاب؛ وكتيبة خيالة مقرها في معسكر الوشاش وإحدى سراياها في البلاط الملكي؛ بطرية مدفعية ميدان 125 ومقرها معسكر الوشاش .المصدر السابق، ص. 164.
[15] - " كانت كتيبة الهاشمي تحت رحمة النقيب عبد النبي حامد..الذي استلم مكالمة العقيد طه وأخبره بزهو و افتخار بأن الكتيبة قد جندت نفسها لخدمة الثورة منذ الساعات الأولى" د. فالح حنظل ص. 122 مصدر سابق.
[16] - كان البامرني من الضباط القديرين إذ سبق له وأن " قاتل ببسالة وشجاعة وإقدام في الهجوم المقابل الذي قام به اللواء السادس لطرد الإنكليز من الفلوجة في حرب 1941التي احتلوها قبل ثلاثة أيام من الهجوم وكان أول الداخلين إلى المدينة حسب تقيم سليم الفخري. مستل من الموسوعة، ج.7، ص. 60، مصدر سابق. علما بأن ما أفاد به لمؤلف الموسوعة، يتناقض في التفاصيل وخاصةً ما له علاقة بموقفه، مع الشهادات الأخرى وبالتحديد إنضمامه إلى قوى الثورة، كما وردت في تقريره الرسمي عن ذلك الصباح.
[17] - د. فالح حنظل، ص. 116. لم يستند المؤلف إلى مصدر بعينه ولم يكن ضمن الحضور. ولم يؤكد الضابط محمد الشيخ لطيف هذا القول في مختصر حديثه كما جاء في الموسوعة،ج.7.ص. 62، سوى قوله: إذا كانوا لا يريدونا فنحن مستعدون لمغادرة العراق ". ويبدو أن الدكتور حنظل أعطى لمخيلته حرية التصور. مصدران سابقان. 
[18] - د. فالح حنظل، أسرار مقتل، ص. 114، مصدر سابق.
[19] -  الموسوعة، ج.7، ص. 21-22.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخية الجمهورية الأولى:واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة ا ...
- مرثية الروح.. في وداع الدكتور عطا الخطيب
- 14 تموز_ العطاء الدائم، مقابلة
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري : ثورة 14 تموز وا ...
- من وثائق الجمهورية الأولى النيرة، تموز 1958- شباط 1963 ، 2-
- من رسائل عبد السلام عارف الى عبد الكريم قاسم
- وثيقة تاريخية: وصايا عبد الكريم قاسم أثناء الحرب الفلسطينية ...
- قراءة في: ثورة 14 تموز وإخراجها القسري من الحياة:
- مقابلة صحفية للدكتور عقيل الناصري
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز(5-5) - ...
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 4-5
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 3-5
- دراسات في التاريخية الفعلية للتغيير الجذري في 14 تموز 2-5
- دراسات في تاريخية التغيير الجذري في 14 تموز 1-5
- محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق
- عبد الكريم قاسم... رؤية ما بعد الثامنة والأربعون
- عرض مكثف لمحاضرة المرأة – الرجل.. السلطة كحق تاريخي مخوّل
- تموز14: الضرورة والماهية 4-4
- 14 تموز : الضرورة والماهية 3-4
- 14 تموز.. الضرورة والماهية 2-4


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - من تاريخية الجمهورية الأولى: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة 2-3