"أخبار الخليج" تحاور النائب الأول لرئيس مجلس النواب:
كتلة جديدة للنواب الوطنيين الديمقراطيين في دور الانعقاد الثاني للبرلمان
حوار أجراه :لطفي نصر
الاستاذ عبدالهادي مرهون النائب الأول لرئيس مجلس النواب.. أراه ويراه الكثيرون دائما الرجل الهادىء الوديع في حياته العامة.. طيب القلب جدا.. يحظى بقاعدة واسعة جدا من الصداقات والأحبة.. ولكنه في الجلسات العامة لمجلس النواب تراه إنسانا آخر.. عنيدا صعب المراس.. فهو من نوع النواب الذين يقفون دون رأيهم مهما كانت النتيجة.. ورغم معرفتي به منذ أكثر من ربع قرن مضت.. فقد عرفته من خلال جلسات مجلس النواب شخصا آخر تماما.. فهل هو يمثل المعارضة داخل المجلس كما يعتقد البعض ذلك؟.. أم انه المتوازن في نظرته للأمور؟. الاستاذ عبدالهادي مرهون يعتبر نفسه المواطن الصميم.. الغيور على مصلحة وطنه.. وفي سبيل إثبات ذلك يقوم بكل ما تمليه عليه هذه الشخصية.. فكل سبيل أو طريق يسلكه في سبيل تحقيق ذلك هو عنده مشروع. الحوار معه يؤكد انه إنسان عفوي وصادق مع نفسه فكل ما في نفسه أو قلبه على لسانه من دون أي تزويق أو انفعال. امتد الحوار معه على أكثر من ساعة ونصف الساعة.. وشمل كل الجوانب عن مجلس النواب ومسيرته ورسالته كما يراها هو.. فماذا كانت حصيلة هذا الحوار الهام؟.
بداية الحديث قبل أن أوجه إليه أي سؤال وجدته يقول: في البداية اسمح لي قبل كل شيء أن أؤكد لك أن إجاباتي تحتمل الصواب والخطأ.. فنحن جميعا نجتهد بآرائنا وأفكارنا المحدودة للمساهمة في بقاء الوطن الذي نشعر بالانتماء إليه والى شعبه العظيم.. لذلك نحن نأمل أن تكون مشاركتنا في مجلس النواب ومقالاتنا عبر الصحف ولقاءاتنا مع وسائل الإعلام تجسد جزءا ولو يسيرا يسهم في الوصول بحركة التطور الاجتماعي الى آفاق أرفع وأرحب.. وان يستوعب المجتمع كل الآراء والأفكار مهما اختفلت أو تباينت.. لذا فإن ما أقوله الآن يشكل الضمانة الحقيقية لنا كشعب ناهض. { يرى البعض أنك تمثل المعارضة داخل مجلس النواب.. فهل هذا صحيح؟ ــ قال: يشرفني أن يحسبني البعض هكذا.. ولكن المعارضة التي أتبناها معارضة إيجابية وليست سلبية.. وأقصد بها المشاركة الحقيقية في صناعة الحدث أو تغييره ليكون متناسبا مع متطلبات الواقع. وأضاف: أنا في السابق كنت محسوبا على صفوف المعارضة ومازلت.. ولكني انتقلت الى العمل الإيجابي الذي يسهم في عملية التعبير وتحقيق مكاسب شعبية ووطنية طالبنا بها عبر عقود ماضية. وهي لا تختلف كثيرا عما ألفناه من مطالب اجتماعية وسياسية لشعب البحرين ، وتتمحور حول تعزيز الاستقلال الوطني، ورفعة شأن الوطن والمواطن وتحسين سبل العيش الكريم، وتحقيق مبادىء العدالة الإنسانية على كافة المستويات.. الخ. وقال: هذه المطالب كلها نص عليها الدستور.. ونأمل ان نطرقها ليس كمجرد نصوص وإنما كمنافع يستحقها شعبنا على هذه الأرض.
"التكتلات" { ماذا تقول عن وجود التكتلات داخل مجلس النواب؟ ــ يقول النائب الأول لرئيس مجلس النواب: أرى أن وجود التكتلات يدفع مسيرة المجلس إلى الأمام.. ولن تكون هذه التكتلات عائقا في يوم من الأيام.. لأن هذه هي طبيعة المجالس السياسية وخاصة المنتخبة منها.. وهي توفر الاختلاف والتنوع في الطرح وفقا لمعطيات الحالة السياسية الراهنة من خلال المفاهيم السياسية التي يتبناها كل عضو منتخب والتي دعا إليها عبر برنامجه السياسي والانتخابي. لذلك فإن الاختلاف هو سنة الحياة وليس الاتفاق. ولست بذلك أؤيد الاختلاف المطلق وانما المحكوم بضوابط قانونية وأعراف ديمقراطية تسهم في عملية البناء الوطني. الخص إجابتي ــ يقول الاستاذ مرهون ــ ان الكتل والاختلاف في الطرح لا يخل بمبدأ الانسجام الذي يسيطر على مسيرة مجلس النواب.
لا خوف من التصدع { إذن لا خوف من أن يقود الاختلاف الى التصدع في يوم ما من الأيام؟ ــ إن مسيرة مجلس النواب تتسم حتى الآن بإيجابيات كبيرة.. وفي رأيي أنها سوف تتعزز بدرجة أكبر اذا طرحت برامج جيدة لفائدة الوطن والمواطنين وهذه مسئولية المجلس والسلطة التنفيذية والكتل السياسية الفاعلة خارج المجلس.. عليهم أن يشتركوا جميعا في صياغة برنامج يفيد زخم انطلاقة العمل السياسي الذي أجمع عليه معظم أهل البحرين على إثر طرح الميثاق للتصويت عليه.. فقد شهدنا انطلاقة قوية أسهم فيها الجميع بفعالية ونحن نستطيع أن نعيد جزءا من هذاالمشهد السياسي الرائع الى الواجهة الآن.. لو كانت هناك قواسم مشتركة بين الجميع ومن خلال احترام كل طرف للآخر.. وأن يعطى الجميع كامل الجدية لطروحاتهم السياسية.. وألا يضيق صدر أحد وخاصة الحكومة عندما تطرح قضايا يرى المواطنون أنها ذات أولوية.
تجاوب الوزراء { ماذا ترى درجة تجاوب الوزراء مع المجلس عندما يحضرون الجلسات؟ ــ يقول: رغم تفهمي وتقديري للتوجيهات التي أسمعها تتكرر دائما من خلال جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء الى السلطة التنفيذية بضرورة إبداء كل تعاون ممكن مع السلطة التشريعية.. إلا أنني لست راضيا حتى الآن عن مستوى التعاون بين السلطتين. لأنه بإمكان الوزراء ان يقدموا معلومات أكثر.. وان يحققوا مطالب سبق أن قدمها إليهم المجلس.. ولكن للأسف آراهم يضعون العصا في العجلة حتى تلتف حول ما تحقق من انجازات تفخر بها القيادة السياسية وينعم بها المواطن.. إلا أن بعض الوزراء لايزالون مسكونين بعقلية الماضي بالنسبة لبعض المسائل.. وعلى سبيل المثال تعميم ديوان الخدمة المدنية حول حق تشكيل النقابات لعمال الحكومة.. وفي رأيي أن هذا التعميم يشوه الصورة المضيئة التي تحققت للبحرين في الخارج.. وكذلك الحال عدم مد المجلس بالمعلومات المطلوبة عن مناقصة الجمارك وعن موضوع البنك البحريني السعودي.. الخ. وأضاف: على الوزارات ان تتناغم أكثر مع مقتضيات المرحلة.. وأن توافي المجلس بتقارير دقيقة.. فكيف يمكن لنا ان نمارس دورنا الرقابي بغير تقارير دقيقة من السلطة التنفيذية.
أسلوب أداء المجلس { ماذا تقول عن أسلوب أداء المجلس حتى الآن؟ ــ لقد بدأ النواب يتعلمون سريعا مهماتهم الحقيقية.. والحقيقة كنا نشعر بالارتباك في الشهرين الأولين وهذا شيء طبيعي بعد انقطاع 27 عاما عن العمل النيابي الأمر الذي جعل بعض المفاهيم مغيبة لدينا.. ناهيك عن فترة سيادة قانون أمن الدولة. لكن ورغم أن معظم النواب قد جاءوا من أوساط شعبية.. وكانوا ضمن الحالة السياسية.. إلا أنهم سرعان ما ألفوا الحياة البرلمانية واستوعبوا نقاط القوة والضعف.. المهم هو ان الحياة البرلمانية الآن أصبحت أكثر استقرارا. وقال: لكن المطلوب من النواب ان يضاعفوا جهدهم وأن تكون لديهم الجرأة في طرح القضايا العامة. وأقولها بأمانة ان رئاسة المجلس قد قادت دور الانعقاد الأول بحكمة ودراية وخبرة.. ويبقى انه مطلوب من النواب اجتهادات أكبر لأننا مقبلون على حراك سياسي كبير من خلال دور الانعقاد الثاني الذي سيبدأ في 11 اكتوبر القادم وستعود له مختلف الكتل النيابية والمجاميع المؤتلفة الأخرى. لذا فإن المطلوب حسم أكبر مما كان عليه الحال في دور الانعقاد الأول للإسهام في البناء الوطني.
حجم الأداء { هذا عن أسلوب الأداء.. فماذا عن حجم الأداء خلال دور الانعقاد الأول؟ ــ كان حجم الأداء طيبا من حيث الكم والكيف.. لكن كان المفروض ان يكون أكبر.. وقد استغرقت منا الميزانية العامة للدولة ولائحة المجلس الداخلية وقتا كبيرا.. ورغم ذلك كان الأداء مقنعا وان لم يكن على مستوى طموحنا. { واذا سألناك عن تقييمك للتجربة؟ ــ المجلس لم يكمل 8 أشهر حتى الآن.. وحقيقة سأكون نادما أشد الندم لو لم أدخل هذه التجربة السياسية لخدمة الشعب.. فالعمل السياسي الحقيقي هو إدراك حقيقة الصراع وتفكيك رموزه وعقده.. لذا فإن مشاركتي في هذه التجربة نابعة من إيمان حقيقي.. ونحن نلمس مجلس النواب بأيدينا بعد ان كنا نحلم به على مدى أعوام طويلة. { أقول: إن إمكانية التغيير عمل نسبي يجب ان يبني على وقائع وفهم الصراع وأداوته وشخوصه ومنعطفاته. وقال: كثير من الناس يسألونني: هل تجربة مجلس النواب شكلية أم جدية؟.. فأجيب: علينا ان نعترف ان البحرين اليوم ليست كما كانت قبل 3 سنوات، فلم يعد لدينا هندرسون ولا قانون أمن لدولة.. وقد قطع الشعب أشواطا بعيدة ونضالات شاقة ساهمت فيما تحقق لنا اليوم.. فالآن سجوننا خالية من أي مسجون سياسي.. وحرية التعبير نلمسها ونعتز بها.. وهناك الآن انطلاقة حقيقية للإنسان البحريني والذي أصبح رقما مهما في العمل السياسي يخطب وده النواب والجمعيات والفعاليات السياسية.. وقد يكون هناك من يريد لهذه التجربة ان تكون ضحكا على الذقون ولكن هناك رغبة كبيرة لدى كبار المسئولين والنواب وفئات واسعة من المواطنين بالدفع بهذه التجربة لتكون مثلا يحتذى يتعلم منه الآخرون.. ولذا وجب علينا جميعا كنواب ان نقف مع الخيرين وألا نعطي فرصة للمتربصين فالتجربة أولى بالرعاية منا جميعا.
المجلس مكسب عظيم. { وهل يرقى المجلس إلى طموحات المواطنين؟ ــ هو لا يلبي كل الطموحات.. وليس هو السقف الذي كنا نأمله.. لكن علينا ان نقتنع بأن الانتخابات تفرض حقائق أحيانا تختلف عن الآمال والأماني التي يتوقعها الفرد.. لكن اذا قسنا ذلك بالفرص التي أهدرت والجهود التي تعثرت فإن المجلس يعد مكسبا كبيرا.. وعموما نحن نجتهد والاجتهاد عرضة للصواب والخطأ. { البعض يقفون متسمرين أمام المسألة الدستورية بشكل مبالغ فيه؟ ــ المسألة الدستورية هي أولى الأولويات التي يجب ان تكون محورية لكنها ليست هي كل السياسة في البلاد.. فهناك قضايا أخرى يجب ان نتنبه إليها وهي القضايا اليومية في حياة الناس من بطالة وفساد إداري.. وتكافؤ الفرص لكل المواطنين.. الخ.. لذا علينا أن نخطو خطوة خطوة الى الأمام في اتجاه تعزيز وتوسيع الصف الوطني.. ثم المطالبة بالتعديلات الدستورية من خلال مناخ أنسب وأقل توترا في العلاقة مع السلطة التنفيذية وصولا الى عملية التحويل الديمقراطي وبعيدا عن المواجهة التي هي ليست في مصلحة القوى الداعمة للإصلاح.. لكن المهم ان تبقى المسألة الدستورية في الصدارة..
هجمة مبالغ فيها { ما رأيك في الهجمة على مجلس النواب ــ بصراحة مبالغ فيها.. وإن كانت هي تعبير حقيقي عن مقدار ما تشعر به العقلية السياسية من إهدار للفرص الضائعة؟ { وماذا تقول عن المقاطعة والمقاطعين؟ ــ هناك قواسم مشتركة بين مختلف قوى العمل السياسي في البحرين ونحن ننصحهم بأن يرتقوا بالممارسة والأداء السياسي.. وتلك مهمتنا التي يجب ان نحرص عليها ولن يتحقق لنا ذلك إلا من خلال المشاركة ويجب أن تكون أدواتنا في كل ذلك متحضرة.. وليست شكلية.. ويجب ان تكون هناك اهتمامات أكبر في حياة شعب البحرين من الضروري التركيز عليها. ثم قال: ما أثير مؤخرا عن قضية البرلمان الشعبي هو مدعاة للأسف.. فكيف تكون المطالبة ببرلمان فاقد لكل الصلاحيات.. بينما هم أنفسهم رفضوا برلمانا حقيقيا قالوا عنه منذ أشهر إنه فاقد لبعض الصلاحيات.. إنه لشيء مخجل ومحير!! ضمان استمرارية المجلس { ما هو ضمان استمرارية وبقاء المجلس من وجهة نظرك؟ ــ أجاب الأستاذ عبدالهادي مرهون: إن أبرز ضمانة لاستمرارية المجلس هو رئاسته.. فقد اجتازت بنا رئاسته المتمثلة في السيد خليفة احمد الظهراني منزلقات كادت ان تتسبب في بعض الإشكاليات.. الحقيقة ان هذا الرجل تحسب له خبرته وطيبة قلبه فقد استطاع ان يجمعنا حوله، وكان من الصعب ان نجتمع بهذه القوة حول شخص آخر. { لماذا اخترت النائب عبدالنبي سليمان حليفا لك دون غيره؟ ــ الحقيقة أنا أجد هذا الرجل قريبا من عقلي وذهني لأنه رجل مبدأ، وهو طاقة عمل جبارة، ويكاد يتفوق علي في محبته للبحرين وفي رغبته في ان يفعل كل ما من شأنه تحقيق طموحاته .. وكنت سأكون نادما لو لم أجد مثله يشد من أزري دائما. { وماذا تقول عن أسلوب ممارسات أعضاء المجلس؟ ــ بفضل من رب العالمين كل نوابنا لديهم الرغبة في تحقيق طموحات الناس.. وان كان بعضهم يفتقر الى الخبرة والتجربة نظرا لعدم الممارسات السياسية في السابق لكنهم يتعلمون بخطى سريعة. { ما رأيك فيمن يطالبون بالتعديلات الدستورية بشكل فيه الكثير من الحدة. ــ التعديلات الدستورية بقدر ما هي هدف رئيسي إلا أنها تحتاج الى وقت وضغط شعبي وتهيئة ظروف.. وهذا المطلب يفسده العناد.. وهذه مسألة تحتاج الى حسن إدراك ومنهم واضح ومسبق؟ وقال: لقد استطعنا في المجلس انجاز عدد من القضايا الجوهرية مثل قضية التمييز والمساواة وتكافؤ الفرص فقد أوضحناها كما يجب للسلطة التنفيذية، إضافة الى قضية البطالة، وقضية الحريات العامة، والفصل التعسفي، وإضافة ما نريده الى اللائحة الداخلية.. الخ.. وأنا لست مع من يدعي ان المجلس لم يحقق شيئا فالمسألة ليست بالعدد.. وأعتقد أننا لمسنا كل القضايا الجوهرية التي تمس البلد.. ونحن مستمرون.. وبقيت هناك قضايا أخرى يجب ان ننشغل بها دون غيرها في دور الانعقاد الثاني..
في جعبتي الكثير { وماذا في جعبتك لدور الانعقاد القادم؟ ــ سوف استمر على نفس المنهج.. ولدينا مشاريع محدودة سأطرحها بجرأة أكبر وعبر تحالفات من داخل المجلس وقد مهدنا لها الطريق ومن بين هذه المشاريع: تجريم ممارسة التمييز ــ مأسسة الأحزاب السياسية ــ مشروع خاص بالأجور ــ مشروع آخر خاص بحرية التعبير ــ مشروع تحريم ممارسة التعذيب مساءلة بعض الوزراء.. الخ. { ما رأيك في تركيبة المجلس؟ ــ تركيبة المجلس ليست منسجمة.. وليس المطلوب لها أن تكون منسجمة، فهي متنوعة تتمتع بعناصر إسلامية وسلفية ومستقلة.. إضافة الى مجموعة من الوطنيين والديمقراطيين بدأ ظهورها في نهاية دور الانعقاد الأول واعتزم الانتساب إليها.. وسيطلق على هذه المجموعة "تجمع الوطنيين الديمقراطيين.
سجن جو { ما رأيك فيما حدث في سجن جو؟ ــ هو من تداعيات مرحلة الانفراج السياسي.. وأرى ان المعالجة الصبورة والمتعقلة بالقضية تحسب للحكومة.. ونحن أمام محطة مختلفة وهي انتهاء العقلية التي كانت تعالج كل القضايا من منظور أمني ضيق كما كان في السابق.. وما يطالب به السجناء بعضه مشروع وسوف يكون من المناسب تشكيل لجنة من وزارة الداخلية ومركز البحرين لحقوق الإنسان للعمل على نزع فتيل هذا التوتر، والعمل على أن تكون المؤسسات القضائية مؤسسات إصلاح وإعادة تأهيل.. فلم يعد هناك أي إنسان خلق فقط ليكون مجرما.. والسجين مثل أي إنسان آخر له حقوق. { وماذا تقول عن ملامح الفساد المالي والإداري التي ظهرت في بعض المواقع الآن؟ ــ إن ظهور هذه المفاسد وإعلانها على الرأي العام هو من مظاهر الانفراج السياسي الذي تعززه العملية السياسية الوطنية.. ذلك لأن هذا الملف الأسود كان يتم التستر عليه في الماضي واعتباره من المحظورات.. فقد بدأت هذه المظاهر حديث الجميع: النواب ــ والجمعيات والصحافة.. وهذه أول خطوة للقضاء على الفساد.. ولكن لابد من السير في هذا الطريق حتى نهاية الشوط حتى ينال المفسدون جزاءهم.. سواء في الأوقاف الجعفرية أو البنك البحريني السعودي أو مؤسسة الشباب وغيرها.. وهذا يفرض علينا ضرورة المطالبة بجهاز للمحاسبة والرقابة يتبع مجلس النواب.
الصحافة ومجلس النواب { ماذا تقول عن علاقة الصحافة بمجلس النواب؟ ــ الصحافة المكتوبة تقوم بواجبها بشكل أعمق وأكثر جرأة وشمولية.. ونحن نستفيد من الصحافة وهي تستفيد منا أيضا.. لكن في نفس الوقت هناك تقصير كبير من الإذاعة والتليفزيون فهما يقتصران على عرض صوت واحد.. ولذا سنتقدم بمشروع آخر للمطبوعات والنشر يضيف الى ما هو موجود.. لأن الموجود فيه عيوب كبيرة.. لأنه قانون عقوبات أكثر منه قانون للمطبوعات. { ماذا سمعت عن مجلس النواب وتجربة البحرين الإصلاحية خلال جولتك في الخارج؟ ــ قال الاستاذ عبدالهادي مرهون: جولتي شملت: الأردن وسوريا ولبنان.. التقيت خلالها الوزراء والسياسيين ورؤساء الأحزاب والنشطاء بصفة عامة.. ودارت حوارات حول الهجمة الاستعمارية التي تتعرض لها الأمة وتستهدف تفتيتها.. وكانت السمة الغالبة في هذه الحوارات هي إشادتهم جميعا بما بلغته البحرين في العملية السياسية.. وانتهاء الاحتقانات السابقة.. وثمنوا جميعا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك والتجربة البرلمانية والحريات.. وطالبونا بضرورة الحرص على أن يكرس المخلصون في الوطن كل طاقاتهم لخدمة هذه المسيرة والتركيز على مصالح الشعب والأمة.