أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - ذكرى














المزيد.....

ذكرى


البتول المحجوب

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


وجدتها ذاك المساء منزوية في ركن قريب من نافذة مطلة على فضاء سفن مبحرة.تتصفح ورقة بين يديها، تقرب الورقة من أنفها يبدو،انها تعشق رائحة الورق كعشقها للحبر الأسود الزاحف على البياض.تتابع القراءة، بوجه تعلوه مسحة حزن..ربما بالخطاب خبر ما..؟
تضع الخطاب جانبا على طاولة يعلوها الغبار قرب منفضة سجائر، مررت أصابعها على الطاولة بتقزز.
وقفتُ قربها، جانب نافذة ذاك البيت المرمي على مشارف المحيط. دوما أحاول ان اثنيها عن زيارته قائلة:
-مايغريك في زيارة البيت المهجور ..؟
تغضب مني أحيانا فترد :
-تعرفين مدى عشقي للمكان.كلما زرت هذا البيت، أشم رائحة سيجاره الكوبي، أوراقه، رائحة عطره ورواية لم يتمم قراءتها بعد.أصمت وأدعها تقلب صفحات الرواية بحثا عن صفحة توقف عندها. تحاول ان تقرأ بعض الكلمات،لكن تعدل عن ذلك،عندما تتذكر انه كان يُشاركها القراءة بفرح طفولي.تطوي الصفحة وتضعها جانبا على الطاولة.أراها تمسك رأسها وتئن بصمت،اقترب منها،مابك..؟ينتابني صداع مؤلم. تتذكر فجأة أنها لم تشرب الشاي من أيام.أتساءل كيف ..؟وأنا أعرف مدى عشقها لكؤوس الشاي المعتق.
تجر خطواتها نحو مطبخ لم تدخله منذ رحيله لتعد كأسا، تمسكه بأنامل مرتعشة، ترتشفه ببطء وتتذكره عند كل رشفة، طالما عشق شرب كأس شاي معها.
تجلس على كرسي قرب النافذة، تضع الكأس جانبا على طاولة مغبرة.وتغفو عيناها على حلم جميل،لتستيقظ صباحا على أمل عودته.تتمشى قليلا على الشاطئ المهجور،الاّ من نوارس ومراكب صغيرة.تتأمل زبد الموج المنكسر عند قدميها الصغيرتين. تتذوق ملوحة دمعة منسكبة دون استئذان، عندما تتذكر أنك كنت هنا.. تُقاسمها السير وعشق البحر.تتطلع نحو السفن المبحرة والآتية من بعيد. بشوق وخوف، تردد:
أيكون على متن إحداها..؟
تلتفت يمينا ويسارا، لتجد نفسها وحيدة تناجي أمواج البحر. تشعر برهبة المكان.تجر خطواتها بصمت وتثاقل نحو المنزل المنزوي في ركن طالما عشقته.تسند رأسها على زجاج النافذة، تخط كلمات مبعثرة طالما خطتها أنامله على زجاج مبلل بأنفاس سيجارته، وهو يحيط خصرها الجميل بذراعه.فتبتسم له ابتسامة آسرة، يقدم على أثرها سيجارا كوبيا، فتعتذر منه بلطف،يرد عليها:
سيغضب منك جيفارا،مذكرا اياها بيوم جميل
كانا معا ببيروت،عندمارأى الفرح يغمرها وهي تتأمل صورة جيفارا أمام مبني سفارة. يضحك من عفويتها المجنونة .
وكأنها تعيد أيام نشاطها القديم.عبرت عن فرحها الطفولي بالتقاط صورة له.وأنت تنظر لها من بعيد وتضحك بفرح لفرحها.
تغمض جفنيها،ورأسها مازال مسندا على زجاج النافذة،كأنها لاتريد لحبل ذكراه أن ينقطع.شعرت بوحشة المكان من دونه ودمعة منهمرة تبحث عن كفه الدافئ ليمسح دمعا منسكبا على خدها الشاحب.
ترفع رأسها عن زجاج النافذة، فهو الأخر أصبح لايتحمل ثقل رأسها المهموم.ترجع بخطواتها للوراء بحثا عن كرسي يتحملها.تجلس..تحاول أن تسترد أنفاسها، علّها ترتب البيت المبعثر. بدأت في مسح الغبار عن الطاولة أولا، لكن تقاسيم وجهه يحاصرها في كل زاوية، رائحة سيجاره، عطره، ورواية لم يتم قراءتها بعد…
تتوقف عن الترتيب، وتسرع بحثا عن المفتاح لتغلق باب البيت المنسي على مشارف المحيط.



#البتول_المحجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية امراة
- اوتار
- برودة المنافي
- الجمعة الحزين
- علبة بريد
- مساء احد منسي
- الحلم الجميل
- الثامن عشر من ايار
- محطة القطار
- الطيور المهاجرة
- المسافات
- الهاتف
- انتظار
- طنطان:مدينة الوجع
- رحيل امرأة
- سيجارة اخيرة
- مرثية رجل
- قالت اليمامة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - ذكرى