الفتى عند الغدير
Der Juengling am Bach
للشاعرالألماني شيلر ( ترجمها بتصرف د. بهجت عباس )
" كان جالسا عند الغدير يضفر من الأزهـار إكـليلا، يقذف به النـهر، فُيُسرٌ لوقعه "
ياعابثاً بالـزهر في كَـفِّه ِ
والنهـرُ ينسابُ كطيفٍ رقيقْ
ويقذف الإكـليلَ في مَوْجِـهِ
والأفـقُ يدنـو لمغيـبٍ عـميقْ
وهـكذا الأيـامُ تـجري بلا
هـدىً إلى الـبحـر ومنأىً سحيقْ
وتذبلُ النظرةُ في وجْنةٍ
أزهارُها جفَّـتْ وغاضَ الرحيقْ
**************
فـيا ربـيعَ العـمرِ، يا مَنْ بهِ
لهـوُ الصبايا وأريجُ الورودْ
وصـوتُكِ الحـالمُ يـا جـنـةً
مـفـقودةَ الأمـس وليستْ تعودْ
وذكـرياتُ العمرِ ليست سوى
حـلم ٍتـوارى في دياجي العهودْ
لا يـوقظُ النشوانَ مـن حـلمِه
سوى صدى الحزنِ وبُعْدِ الحدودْ
**************
فـما عـسى تُجدي ليالي الهوى
وقد خبتْ جذوةُ ذاك اللهيبْ؟
ومن أرى، والقلبُ يـشتاقهُ،
في الأفق ينأى وهو مني القريب
يداي تمـتدان فــي لهــفـةٍ
وراءَ آفاقِ الخـيالِ الـرحـيبْ
لا يستطيع القـلبُ إدراكَـهُ
كالبرق لايألو ويبقى الـوجـيبْ
***************
أيا جـميلا في ربوعِ الهـوى
تـعالَ واهـبطْ في دجى الـهائم ِ
فإنً أزهـارَ الصـبا غَـضَّـة ً
أنـثرُها فــي جـوِّكِ الـحـالم ِ
إصـغِ للـحـن ردَّدتـْهُ الـدنــا
عِـبْرَ إنسيابِ الـجدول الساهم ِ
كوخٌ صغيرٌ في ربوع الهوى
لإثنين عاشا الحُبَّ فـي العالم ِ