أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شيرين هيزار - البحث عن الذات في زمن الفوضى














المزيد.....


البحث عن الذات في زمن الفوضى


شيرين هيزار

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    


تائهة منذ الأزل ، قذفتني عاصفة بشرية ورماني في بحار العدم، أجوب مشارقها ومغاربها، أبحث عن ذاتي الضائعة في سرائر الحياة الغامضة، فقدت القدرة للغوص في عمق البحار، تلاشة قوايا ما عدت اقوى المسير في عالم الغموض والتضليل، حكمت علي الإقدار بالعذاب الأبدي ، ومازلت سائرةا في مسيرتي للبحث عن الإنسان بين الإنسان، أندهش الناس بي .
قائلين. عن ماذا تبحثين ؟
فا أخبرتهم عن الحقيقة المخفية في نفوسهم ، عن تلك الحقيقة الدفينة في أطباق غبار الزمن، استهزة الناس بي فقالوا عني مجنونة، تبحث عن السراب، انها تطارد خيطا من دخان، استغربت من موقفهم ، فتراجعت إلى الوراء، سائلة نفسي هل حقا انا مجنونة وانه لا شيء اسمه الحقيقة، وأن الحقيقة هي الواقع الذي يعيشه حاضرنا في مستنقع الذهنيات الدوغمائية الرجعية، فالإنسان يخرج من مصانعها اكواما من العظام لا فكر ولا روح فيه.
الثورة تطضرم في اعماقي وحيدة في معركتي اتحدى هذه الحياة الصاهبة الإنانية فاغوص في بحار الأنظمة بدءا من الإشتراكية والدكتاتورية واليغارشية والأتوقراطية والثورية الإسلامية الديمقراطية، الجمهورية ، وجدت الأختلاف في المظهر ،ولم اجد الإختلاف في الجوهر، لأن الجوهر يحمل تحت طياته ، السلطة ، والتسلط، الرجل يضطهد المرأة ، الكبير يستغل الصغير، الغني يتطفل على الفقير، القوي يستعبد الضعيف، المعلم يتلاعب بجاهل، الصداقة الزائفة يغدر بصديقه لأتهف الأسباب، وما أنا إلا في وسط زوبعة المستبدين الطاغين الظالمين.
أصغي الى الدول فلا اسمع سوى صوت الطلقات والمعارك والأشتباكات والقتل والتدمير والعمليات الأنتحارية في وسط الشعب، لأجل منافع ومصالح بعض الأقليات على الحكم الذين يناشدون في خطاباتهم الزائفة كل شيء من أجل الشعب، ولا يدرك الشعب بإنه ضحية تلاعب هذه الطبقة من المستبدين.
حين تصغي إلى الشعوب فلا تجد سوى الشكاوى والمعاناة في الفقر و الجوع والفساد والإنتحاروالتشرد، والتعامل مع الأفيون، الجاريغبض جيرانه، المرأة تطضهد فلا تجد سبيل إلا في الإنتحار أو الفحوش، ويستحمون عقول الشبيبة بالكليبات الغنائية، وافلام سكس وتجريدهم من شخصياتهم، وايضا يربون على العنف والكره عن طريق الأفلام الحربية والأرهابية.
يلد الطفل على أصوات الأسلحة وتعاويظ الدينية، يترعرع في التضليل والضباب ، فينحرف عن مساره الصحيح، فينمو في الغابة ويصبح وحشاً بعيدا عن حقيقته كإنسان.
كلما اسهبت في هذه المواضيع فلن اخرج منها، الفوضى عارمة في روح الإنسان وذهنيته، صعب ايجاد ذاتي الحقة في هذا الأزدحام . تهتُ دربي في هذا المستنقع الرهيب المفزع، حاولت النجاة فبادت محاولاتي بالفشل، فلم أجد نفسي إلا وانا في محكمة الإشباح يحاكمونني بالإعدام ويتلاعبون بي كدمية ، اي قدرا ساخرا هذا! وبحق من إجرمت حتى تعاقبونني بهذه القساوة، آ جزائي هو انني بحثت عن ذاتي كإنسان، واردت الخير والفضيلة للإنسانية ، وها أنا أحتضر أخر أنفاسي، شاحبة الوجه، بائسة في مسيرتي التي انطفئت مصابيحي في منتصف الطريق، أغرق في بحار الضياع.
اسئل نفسي؟ من انا ؟ من اكون؟ لماذا اعيش؟ ولماذا أنا موجودة؟ فلا اجد جوابا لأسئلتي.
ابحث عن يد حانية تختطفني من بين براثن الحياة القاسية، فلا أجد سوى أيدي مليئة بالأشواك، أدخل في عالم الذئاب ابحث عن الوجدان، وفي عالم الوحوش والمجردين عن ذواتهم ابحث عن الإنسان، وفي عالم الغموض والظلام ابحث عن الحقيقة، غلبتني اليأس والخيبة، فهم يشربون من روحي وفكري ولا ابقى إلا هيكلا، وألة لأعمالهم الشريرة.
هنا اعلن عن هزيمتي في معركتي ضد الحياة، وفد نستني سنين الظلم، وفي حب الإنسان والحقيقة اتهمونني بالمحكوم والجنون، فا اصبحت منبوذة في نظر العالم، فلم يبقى لي من سلاح سوى قلمي الذي أهملته في حياتي، وبقلمي أقول " ان بين الحاكم والمحكوم يفنى الحقيقة" وأن الحياة مخفية في أعماق تفاصيلها وليست بخطوطها العريضة، بين السيد والعبيد يموت الإنسان.
رسخت الذهنيات الدوغمائية في روحهم واذهانهم وأصبحت كقدر ألمهم، وأن الحياة جادت هكذا وسينتهي هكذا، ويجدون خلاصهم في تعاويظ الدين وثرثرة العلم واكاذيب الإيديولوجيات، ومكر الدول المصطنعة، هذه هي حاضرنا.



#شيرين_هيزار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير الأفلام السينمائية الواقعية دليلا على غنى ثقافة تلك ال ...
- شريدة بلا مأوى
- مسيرة فتاة كردية
- الطبيعة عمياء حين تهب الحياة بقدر ماهي بريئة حين تدمرها-- شي ...


المزيد.....




- أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي
- اختيار فيلم فلسطيني بقائمة لترشيحات جوائز الأوسكار
- شغف المسرح يعيد الأخوين ملص إلى دمشق: تحدينا نظام الأسد في ع ...
- القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 79
- فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
- -آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
- سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو ...
- من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شيرين هيزار - البحث عن الذات في زمن الفوضى