|
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:.....20
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:17
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
خاتمة: وبعد: فهل يمكن أن تصل المرأة إلى درجة الريادة؟ وهل يمكن أن يتحقق الأمل في تحرير المرأة حتى تأخذ طريقها نحو الريادة؟
وهل تسمح العادات، و التقاليد، والأعراف، بتحقيق تلك الريادة؟
هل يمكن وضع حد لاعتبار المرأة متعة، أو سلعة، أو عورة؟
هل يمكن الحسم في صيرورتها إنسانا؟
إننا من خلال هذه المعالجة، نستطيع أن نؤكد أننا لازلنا في بداية الطريق بالنسبة للنضال من أجل تحرير المرأة، نظرا لكون الإيديولوجيات المتخلفة لازالت سائدة، ونظرا للمسلكيات الإقطاعية، والبورجوازية، والمؤدلجة للدين الإسلامي، التي لازالت متمكنة من أذهان الناس، مما يجعلهم يعتبرون المرأة عورة، أو سلعة، أو متاعا، ونظرا لكون استغلال الإنسان هو القيمة السائدة في المجتمع، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ونظرا لكون النضال الديمقراطي لازال لم يأخذ مجراه الحقيقي، في أفق تحقيق دولة الحق، والقانون، التي لا يمكن اعتبارها إلا دولة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ونظرا لأن حرية المرأة ترتبط بالدرجة الأولى بتحقيق حرية المجتمع ككل، كنتيجة للقضاء على جميع مظاهر الاستغلال المادي، والمعنوي. وفي أفق امتلاك الرؤيا الصحيحة، من أجل العمل على تحرير المرأة، فقد تناولنا بالتحليل موضوع: "من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا"، من أجل محاولة الوصول إلى امتلاك تصور نعتقد بصحته، في أفق الالتزام من قبل الحركات الجماهيرية المناضلة، والعاملة في المجالات النقابية، والثقافية، والترفيهية، والحقوقية، وفي مجال حقوق المرأة بالخصوص، وفي أفق التزام أحزاب الطبقة العاملة، بالخصوص، بذلك التصور أثناء نضالها من أجل الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، من منطلق أن قضية المرأة هي قضية الإنسان.
ومن أجل الوصول إلى امتلاك التصور الذي نراه صحيحا، فقد تناولنا بالتحليل مفهوم حرية الإنسان / حرية المرأة، الذي اعتبرنا من خلاله أن مفهوم الإنسان يجب أن يتجسد من خلال الرجل، و من خلال المرأة، عن طريق تمتيع الجميع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، واعتبرنا: أن علاقة المرأة بالواقع هي علاقة بالاستعباد، سواء تعلق الأمر بالعادات، والتقاليد، والأعراف، أو تعلق بنظرة الرجل للمرأة التي تكون محكومة إما بالمسلكية الإقطاعية، أو بالمسلكية البورجوازية، أو بالمسلكية المؤدلجة للدين الإسلامي، أو تعلق بالقوانين السائدة التي تراعي سيادة المسلكيات السائدة، والمكرسة لدونية المرأة، بسبب عدم ملاءمتها مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. ونظرا للحرص على تكريس دونية المرأة، فإننا نجد أن معظم الأنظار تضعها تحت المجهر. وفي هذا الإطار، فقد عملنا على تفكيك وضع المرأة تحت مجهر الواقع بتجلياته المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وحتى لا يلتفت إلى التفكير في سبل مواجهة الاستغلال الممارس على الرجل، والمرأة، على السواء، من قبل الإقطاع، والبورجوازية بكل شرائحها. ذلك الاستغلال، الذي تعتبر دونية المرأة مظهرا من مظاهره المعبرة عن تكريسه بشكل من الأشكال. ولذلك فوضع المرأة تحت مجهر الرجل، هو أكبر عملية لتكريس دونية المرأة من جهة، وأكبر دليل على قبول الاستغلال القائم في الواقع من جهة أخرى، باعتباره مصيرا لا يقاوم، أو قدرا يجب الإيمان به، حتى لا نقع في شبكة الكفر، لنفقد بذلك الدنيا، والآخرة. وتناولنا كذلك وضع المرأة تحت مجهر الثقافة، التي تهدف إلى رصد القيم المتخلفة، الهادفة إلى بيان مواقف مختلف التوجهات، ومختلف الفئات الشعبية من المرأة، واعتبار كل ذلك وسيلة من الوسائل التي تجعل المرأة معانية من الدونية، أو ممارسة لحريتها، ومتمتعة بكافة حقوقها، ثم عملنا على تفكيك علاقة المرأة بالإيديولوجية، انطلاقا من تفكيك علاقتها بأيديولوجية الإقطاع، التي تجعلها مجرد متاع في البيت، وعلاقتها بالإيديولوجية البورجوازية التي تعتبرها مجرد سلعة، و علاقتها بالإيديولوجية البورجوازية الصغرى، التي لا تثبت حال، ولا تستقر على وجه تجاه المرأة، وإيديولوجية مؤدلجي الدين الإسلامي، التي تعتبرها مجرد عورة، ثم إيديولوجية الطبقة العاملة التي تعمل على تحرير المرأة، وتمتيعها بكافة حقوقها. وعملنا على الإجابة على السؤال: هل يمكن أن تكون للمرأة إرادة من خلال تفكيك الرؤيا الإقطاعية، والرؤيا البورجوازية، والرؤيا البورجوازية الصغرى، ورؤيا الطبقة العاملة، ورؤيا مؤدلجي الدين الإسلامي، ووقفنا بعد ذلك على آفاق تحقيق كرامة المرأة، من خلال الإقرار بالمساواة بين المرأة، والرجل في قوانين الأسرة، والعمل على ملاءمة القوانين مع المواثيق الدولية، وخاصة، تلك التي لها علاقة بحقوق المرأة، بالإضافة إلى الاهتمام بتعليم المرأة في الريف، كما في المدينة، والاهتمام بعملها في المجالين: الحضري، والقروي، والعمل على تجريم ممارسة دونية المرأة على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والعمل على إتاحة الفرصة أمام انخراط المرأة في الجمعيات، والأحزاب، والنقابات، وتجريم الإيديولوجيات الحاطة من قيمة المرأة، وتجريم جميع مسلكيات تسليع المرأة، مهما كان ممارس تلك المسلكيات. والعمل على حذف جميع الفقرات، والجمل، والكلمات، والصور الموحية باحتقار المرأة من البرامج الدراسية، وتشجيع كل الكفاءات الساعية إلى إنتاج إبداع يرفع من مكانة المرأة، وعملنا بعد ذلك على مناقشة المرأة-الواقع، والأفق الجديد، من خلال التعرض للأفق الجديد في علاقة المرأة بالرجل، وعلاقتها بالعادات، والتقاليد، والأعراف، وعلاقتها بالتنظيمات الحزبية، لنصل بعد ذلك إلى مناقشة علاقة المرأة مع نفسها، من خلال المسلكية العامة، والمسلكية الإقطاعية، والمسلكية البورجوازية، والمسلكية البورجوازية الصغرى، ومسلكية مؤدلجي الدين الإسلامي، ومسلكية الطبقة العاملة، لنصل إلى خلاصة: 1) أن النضال من أجل تحرير المرأة لازال في بداية الطريق.
2) أن النضال من أجل تحرير المرأة هو نضال من أجل التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لجميع أفراد المجتمع.
3) أن النضال من أجل تحرير المرأة، هو جزء من النضال الديمقراطي العام، الذي يسعى إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
4) أن الجهة التي من مصلحتها تحقيق الديمقراطية، هي وحدها القادرة على النضال من أجل تحرير المرأة، باعتباره جزءا من الديمقراطية الحقيقية، التي لا تكون إلا من الشعب، وإلى الشعب.
5) أنه بدون تحقيق الديمقراطية لا يتمتع الناس بحقوقهم المختلفة، ولا تتمتع المرأة بحريتها، وبحقوقها الخاصة.
6) أن عدم تحقيق الديمقراطية في كل بلد من البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين لا ينتج عنه إلا حرمان المرأة من مختلف الحقوق، ومن حريتها، كامتداد للقهر الممارس على الكادحين.
7) أن استمرار الأنظمة التابعة في الحكم، يزيد من إغراق البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين في التخلف، الذي يعد أكبر وسيلة لانتشار، وتغلغل أدلجة الدين الإسلامي في صفوف الكادحين بالخصوص.
8) أن عولمة اقتصاد السوق، تزيد من همجية الاستغلال، ومن عمق تخلف البلدان ذات الأنظمة التابعة، التي تصير مجالا لتفريخ أدلجة الدين الإسلامي في هذه البلدان.
9) أن انتشار أدلجة الدين الإسلامي في أنسجة المجتمعات، تعتبر أكبر معرقل أمام تحقيق حرية المرأة، وأمام تحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وهو ما يعني في نهاية المطاف أن ريادة المرأة أمل لازال بعيدا.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس.
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
المزيد.....
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|