طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 06:49
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كلمات
-154-
حدثت هذا الاسبوع عمليتان إجراميتان في تلعفر وكركوك، كان القتل فيهما بالطحين!!
ففي الأولى كان الشيعة التركمان ينتظرون شاحنات الطحين، بعد انقطاع تقول الأخبار المحلية أنه دام نحو تسعة أشهر، وحدث الذي لم يكن في الحسبان : خبأ الإرهابيون أكياس التي أن تي تحت أكياس الطحين، ومالبثت أن انفجرت أثناء تجمع الجياع والمحتاجين، ماأودى بأرواح المئات من الأبرياء.
العملية الثانية حدثت أمس في كركوك، وأوردت الأخبار( قُتل ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم ثمانية تلاميذ وطفل رضيع، وأصيب حوالى 200 مواطنا بتفجير انتحاري بواسطة شاحنة محملة طحينا، أمس أمام مديرية التحقيقات الجنائية في كركوك)!!
كان أحد الأصدقاء في الناصرية أخبرني قبل فترة - بتراجيكوميديا ولاأقول نكتة – تقول : يحدث في السيطرات الوهمية في مثلث الموت مايلي : يوقف ملثمون السيارة المتجهة شمالا أو جنوبا ويسألون الراكبين : كَول طحين!!، فإن قالها بتسكين الطاء (من الله يطيح حظ القاعدة وإبن لادن)، يقتل العراقي المسكين لأن الشيعة في الجنوب خاصة، ينطقون الطحين بالتسكين!!،وبالعكس يخلي المجرمون سبيل من ينطق الكلمة بفتح الطاء، وأولئك هم إخوتنا السنة، ولافرق عندي فكلهم عراقيون!
من هذا العجب العجاب الذي يحدث في العراق، لم أقف على مهزلة من هذا النوع على حد علمي، ويبدو أن رعاع القاعدة هم من اجترحوها، فمنذ أول ظهور للمطاحن في العالم الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب، ويقال على يد رجل فارسي، لم يمتحن المسلمون لغويا بخبزهم اليومي، ثم يقتلوا بعد ذلك قتلا جماعيا، ولم يكن الدخيل على العراقيين، عبر تأريخهم الطويل، إلا سائلا ولم يكونوا إلا مجيبين، رحماء طيبين يصلون الرحم وذوي القربى والأيتام وأبناء السبيل، وهؤلاء جميعا منصوص عليهم في القرآن الكريم، الذي لم يتصفحه مجرمو ابن لادن ولقطاؤه!
إن أبشع أنواع قتل العراقيين هو على يد من أتى من وراء الحدود ليطبق الشريعة بالتي أن تي، أو بالعصيّ على طريقة الوهابية في السعودية كما شاهدتها بأم عيني في جدة، أو نظام طالبان أو كما يفعل المتطرفون في باكستان مؤخرا، وحتى في أيام الحصار البعثي الأمريكي العالمي الجائر على شعبنا، الذي أودى بحياة الكثيرين من شعبنا ظلما، وزع الطحين على العالمين بالطابور، ولم أسمع أن موزع الحصص التموينية كان يسأل الشيعي عن اللفظ الصحيح!!، ولاالسنيّ عن تحريك الطاء وتسكينه!!
أويعتقد الإرهابيون الجبناء أنهم انتصروا بالشاحنات المفخخة بالطحين!؟، والتي أن تي يفجرونها بين الناس ويقتلون من يقتلون ويجرحون!!؟|
لقد حكم المجرم صدام العراق الأبيّ خمسا وثلاثين عاما، في السجون والمطامير والتجويع والقتل الذريع، لكن انتصرت الإرادة العراقية في نهاية الأمر، وليس أمامنا إلا الزبالة الطالبانية اللادنية سنزيحها عن وجه العراق العزيز إن شاء الله.
#طارق_حربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟