|
إصلاح النظام الانتخابي.. لماذا؟
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
بين سلبيات وعيوب كثيرة أبرزتها بشكل جلي الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة، تبدو عيوب النظام الانتخابي المعمول به حاليا في مقدمتها، خاصة لجهة التوزيع الراهن للدوائر الذي يقسمها إلى أربعين دائرة، لكل دائرة الحق في انتخاب نائب واحد فقط، ولعلنا نجد حاجة في تذكير القارئ بما كتبته في هذا المكان بعد الانتخابات بفترة وجيزة حول مصير من أسميناها بالقوى المتوسطة والصغيرة التي خرجت خالية الوفاض من السياق الانتخابي، حين نبهنا إلى أن بقاء التوزيع الراهن للدوائر لن يتيح أية فرص جدية لهذه القوى في الفوز في الانتخابات المقبلة أيضا وما بعدها، وان القوى الكبيرة التي برزت بشكل خاص في تحالف المنبر الإسلامي والأصالة من جهة والوفاق من جهة أخرى هي وحدها من يمتلك إمكانات الفوز الفعلية لاعتمادها على أدوات وآليات أخرى في حشد الناخبين ليست متيسرة للقوى الأخرى، خاصة الديمقراطية منها بالنظر للطبيعة الفكرية والسياسية والتنظيمية المختلفة لهذه القوى. منذ ذلك الحين ونحن نفكر في فتح ملف النظام الانتخابي، خاصة الجزء المتصل بتقسيم الدوائر فيه، وكنا حريصين على تبيان إننا نتعاطى مع هذا الملف من منظور مختلف عن ذاك الذي جرى به حتى الآن تناول هذا الملف. منطلقنا يرتكز على الحرص في إظهار ما في المجتمع من تنوع وتعدد سياسي وفكري واجتماعي، من المفترض أن يجد له تعبيرا في المجالس المنتخبة، وفق نظام انتخابي مرن يهيئ ذلك، ولهذا الأمر مزايا عديدة سنأتي على ذكرها في مقالات تالية، لكن أبرزها هو تأمين استقلالية القوى غير الكبيرة، متوسطة أو صغيرة الحجم، بحيث لا تجد نفسها أسيرة للقوى الأكبر منها طمعا في دعمها في الانتخابات، وبالتالي توسيع دائرة حركتها في إبراز أوجه تمايزها في البرامج والرؤى عن تلك القوى الكبيرة، ومخاطبة القاعدة الاجتماعية التي تمثلها بالشعارات والبرامج التي تفهمها هذه القاعدة وتجد فيها تعبيرا عن مواقفها ورؤاها، إضافة إلى أن هذا النظام الانتخابي المرن الذي ندعو إليه يتيح إمكانيات التحالف والتنسيق بين هذه القوى الصغيرة والمتوسطة لتشكيل كتل انتخابية أكبر قائمة على تبادل المنفعة بين أطراف هذه القوى، وهو أمر لا يوفره النظام الحالي، ذلك أن الكبير لن يتنازل عن مواقع نفوذه لمن هو أصغر منه قوة وتأثيرا، لأنه باختصار ليس مضطرا لذلك، فهو يرى أن من حقه طالما كان هو القوة الأكبر أن ينال ما يراه حقا مكتسبا له، على خلاف الحال في تحالف القوى الأصغر التي تجد لها مصلحة متبادلة في التحالفات التي تخدم أطرافها مجتمعة، وهو أمر وجدنا نموذجا له في التحالف الذي نشأ في الانتخابات الأخيرة بين الأصالة والمنبر الإسلامي والذي عاد بالمنفعة على الطرفين وجعل منهما قوة مؤثرة في مجلس النواب وفي المجالس البلدية أيضا. هذا التفكير كان في أساس سعينا لفتح ملف النظام الانتخابي الذي وجد تعبيرا له في الورشة الناجحة والمثمرة التي أقامها المنبر التقدمي نهار السبت الفائت، ودعا إليها ممثلي قوى سياسية أخرى، فضلا عن مشاركة الشخصية الوطنية والاجتماعية الكويتية البارزة أحمد الديين للإفادة من خبرة الكويت في هذا المجال.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما يعطى بيد يؤخذ بأخرى!
...
-
شكراً للسادة النواب !!
-
نساء من سنوات الجمر
-
أبعد من نقص الشفافية!
-
مصير القوى الصغيرة والمتوسطة
-
الرياح الساخنة للطائفية
-
إعدام صدام
-
بعيدا عن الأوهام
-
مرشحو البديل الديمقراطي
-
المجلس السابق المجلس القادم
-
كلمة الدكتور حسن مدن الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي
...
-
إضراب »ألبا«
-
خطورة أن يكون المجلس القادم من
...
-
المقابلة التي أجرتها جريدة الوسط مع الأمين العام للمنبر الدي
...
-
كلمة الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي الدكتور حسن مدن
...
-
يوجد بديل: الخيار الوطني!
...
-
لكن ماذا عن التقرير؟
-
الليبرالية المبتذلة
-
وفاء البحرين لابنها البار
-
المجتمع المدني أم المجتمع الأهلي ؟
المزيد.....
-
في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة
...
-
وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا
...
-
كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج
...
-
بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب
...
-
الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد
...
-
إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش
...
-
ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
-
إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار
...
-
مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
-
جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|