|
فن الصفاقة والإست حقاق..!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 07:15
المحور:
كتابات ساخرة
استحقاق الانتخابات التشريعية في سورية ليست ميداناً يستثمره فقط البعيدون عن الشأن العام للارتزاق أو الوجاهة، أو الوصول على ظهر المجهول المعلوم، بل يشكِّل أيضاً فرصةً لعدد من الصيادين الذين دفعت بهم الظروف الموضوعية والذاتية إلى أن يجدوا أنفسهم في تعارض تام مع الواقع السلطوي الراهن.! والحقيقة أن مثل هؤلاء وقد باتوا منذ زمن طويل عراة حتى من ورقة التوت، تعودوا أن لا يفوِّتوا مثل هذه الفرصة المناسباتية فهم يهرولون إلى الوسائل الإعلامية المحدودة المتاحة لإعلان موقف من الحدث الاستحقاقي بحيث يصيغونه وكأن الشعب السوري بقضه وقضيضه ينتظر منهم ذلك بلهفة كيما يستطيع تحديد موقفه وهذا الشعب لا بد أنه سيشعر بالحسرة على غيابهم، وسيندم على مقاطعتهم، وسيسكر حتى الثمالة من جراء افتقادهم.! وفي هذه المرة لم تختلف الحكاية عما سبقها فقد أكَّد الصيادون على أن النية المخلصة لوجه الله تعالى كانت متوفرة، وأنهم كانوا عقدوا العزم على المشاركة ترشيحاً وتصويتاً لو أن.. وليت.. ويا ريت.. ومن هذا وذاك و الذي منه..!؟ والحقيقة أن كل هذا الطنين لا يثير غير مخيلة رسامي الكاريكاتير والزبائن في أسواق الجمعة والآحاد إن كانت داخلية أم غير ذلك.! وبما أن الشعب السوري فطم منذ مدة طويلة ولم يعد يعير من الأساس التفاتا جدياًً للاستحقاق كله على بعضه، فإنه من البداهة أن لا تعنيه مثل هذه البهلوانيات الصفيقة ومواقف القيقى قيقى هذا إن سمع بها أصلاً..! وكون هذه الحقيقة متفق عليها من الجميع بمن فيهم هواة الصيد السياسوي، فإن ذلك يعني أن هدف الصيادين لا يتعدى تبادل الرسائل بين بعضهم البعض لكن في الهواء الطلق. لقد كشفت الممارسات الحياتية المديدة لعدد كبير من هؤلاء المعارضين وأولئك الصيادين إن كان منها ما يتعلق بالجانب الضِّيق أي على صعيد الأسرة والحي والبلدة أو ما تعلق منها بالشأن السياسي وفي العلاقات العامة، كشفت عن عيوب، وعورات، ونقص مصداقية، وانكماش أخلاقي، وتردي سلوكي، ومهارة في فن الكذب وبخاصة في حكاية الدمقرطة التي صارت بمثابة العلكة في أفواههم، وسوق الافتراءات، وجشع على بخل على طمع، وغير ذلك من موبقات تساوي أو تزيد عن الموبقات التي تكتنزها كل سلطة غاشمة عرفها تاريخ الشعوب المستضعفة الأمر الذي جعل من هؤلاء الصيادين و المعارضين مجرّد عصي إضافية في عجلة المسار السياسي للبلاد.. وحالة مذرية من حالات العدمية السياسية التي عرفتها المجتمعات الراكدة.. وأداة عرقلة وتنفير من صورة البديل المفترض..! ثم يأتي الأخطر من كل ذلك وهي أنها تشكِّل إضافة جليلة لجهود السلطة المستمرة في نزع الشرعية عن أحقية السياسة والعمل السياسي المفتوح وهي ما نجحت به خلال العقود المنصرمة أيما نجاح..! وكذلك في أن تجد أنه ليس هناك بعد من ضرورة لتشريع بعض الاستحقاقات كقانون الأحزاب و غير ذلك للمحافظة على حالة الركود المجتمعية من جهة ولقطع الطريق على الصيادين من مختلف الأصناف والألوان من جهة ثانية..! إنه لمن البداهة القول: إن الاستحقاقات الانتخابية في المجتمعات الفاقدة لكل أشكال الحراك السياسي لا تشكل مناسبة أو فرصة جدية لممارسة السياسة والعمل السياسي وهي الذريعة التي يتذرع بها الصيادون والمعارضون على اختلافهم إنه لمن البداهة القول: إن كل انتخابات تجري في ظل هذا الوضع ستعيد إنتاج نفس المحصول وبالمقاييس المعدة مسبقاً.! أما أن يكون هناك من يدعي الرغبة في استثمار الفرصة المتاحة بممارسة الحك والاحتكاك فإن ذلك يتطلب بدايةً نظافة الكف من البراغيث العالقة.! والانعتاق من المواقف المسبقة الصنع والتي تكشف عن مواقف أصولية أيديولوجياً وراسخة إلى الدرجة التي تبعد أصحابها أنفسهم عن السياسة من حيث هي فن التعامل الصادق مع الواقع الحي، والخلاص من عقدة الخواجة التي جعلت من أغلب التنظيمات المعارضة وصيغ تحالفاتها تنتهي إلى مجرّد ظواهر صوتية، وقبل كل ذلك الذكاء المتجسد في وعي اللحظة التاريخية المناسبة لعدم تفويتها.! وهكذا ستمر الانتخابات الحالية بصيادين محترفين وهواة أم من دونهم..! وهي ستكون كسابقاتها أي كأن شيئاً لم يكن.! صياد برتبة معارض من النوع الذي نتحدث عنه حصل في الدورة السابقة على ثلاثة أصوات لا غير تبين أنها أصوات المرافقين المشجعين له في حملته الدعائية ومن بينهم زعيم برتبة قائد حزب وهذه المعلومة ليست مزحة خنفشارية بل حقيقة يعرفها كثيرون.! قال كانوا سيشاركون في هذا الاستحقاق لو أن وليت وحيثما ولربما والذي منه.. يخزي العين..!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القمة ولسان أم علي..!؟
-
حديث العرافين..!؟
-
براءة اختراع سورية..!؟
-
محكومون بالأمل..!؟
-
انتخابات دايت..!؟
-
العبودية المقدسة..!؟
-
موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟
-
العقل عورة الرجل العربي..!؟
-
خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟
-
الرسول ( صلعم ) يتمشى في القاهرة..!؟
-
حين يقلق الأوباش..!؟
-
الشرف لمرة واحدة..!؟
-
العميانيون الجدد..!؟
-
النصر الإلهي..!؟
-
الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
-
الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
-
العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
-
تفكيك الانتصار..!؟
-
هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
-
حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|