|
في الذكرى الحادية والثلاثين ليوم الأرض الخالد الاحتلال مستمر في النهب والتهويد وكل ايام فلسطين اعياد للارض
حسن العاصي
باحث وكاتب
(Hassan Assi)
الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:28
المحور:
القضية الفلسطينية
من منكم يعرف ( يسرائيل كننغ ) ؟ انه الرجل الذي أعد وثيقة سرية عنصرية في الأول من مارس العام 1976 تضمنت عشرات الصفحات بعنوان ) مشروع مذكرة معاملة عرب اسرائيل( , وكان حينها يشغل منصب متصرف لواء المنطقة الشمالية , واشتهرت هذه الوثيقة فيما بعد باسمه ودعت الى افراغ منطقة الجليل في شمال فلسطين من سكانها الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهوديها , ومحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا بذريعة ازدياد أعداد الفلسطينيين والذي أصبح مساويا لعدد اليهود في حينه الأمر الذي يشكل خطرا جسيما على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني . وعلى الفور قامت السلطات الاسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل الأوسط في قرى عرابة وسخنين ودير حنا وقامت باغلاق المنطقة رقم 9 في وجه الفلسطينيين وهي المنطقة التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم , وقد كانت هذه المنطقة مستخدمة من قبل الجيش البريطاني كمنطقة تدريبات عسكرية بين الأعوام 1942 لغاية 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية الى أن قامت اسرائيل باغلاقها العام 1956 لبناء مستوطنات عليها . على أثر هده التطورات أعلن الفلسطينيون في منطقة الجليل ممثلون بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية التي دعت الى الاضراب العام الاحتجاجي على مصادرة الأراضي وانطلقوا في 30 مارس من العام 1976 بمظاهرات غاضبة وهبوا كرجل واحد في العديد من المدن والقرى وتصدوا ببسالة لقوات الشرطة الاسرائلية التي حاولت تفريقهم بقوة السلاح فسقط منهم ستة شهداء بعد ان استعانت السلطات الاسرائيلية بقوات من الجيش .
وأصبح يوم الارض هذا منارة ساطعة في مسيرة شعبنا الفلسطيني الطويلة والدامية والمجيدة دفاعاً عن أرضه وعن وجوده وكيانه, ويدرك شعبنا اليوم وبأجياله المتعاقبة وعبر تجربته الكفاحية المديدة أن لا كيان ولا استقلال ولا سيادة له بدون حماية أرضه وبدون التصدي للاحتلال الاسرائيلي والاستيطان الصهيوني بجميع الوسائل المتاحة لديه.
وتأتي ذكرى يوم الارض لهذا العام وقد بلغ الزحف الاستعماري الاسرائيلي على أرضنا المحتلة، أوجاً لم يبلغه من قبل حتى في عهود اكثر الحكومات الاسرائيلية عنصرية وتطرفا. فالهجوم الشامل الذي تشنه على القدس العربية لتهويدها يطال كل جزء منها ويكتمل طوق المستعمرات الاسرائيلية حولها. وتتواصل عمليات القرصنة الاسرائيلية في مصادرة أرضنا وبناء مستوطنات جديدة عليها وشق الطرق الالتفافية وهدم البيوت في جميع انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. وبغطرسة المحتل الغاصب تتحدى الحكومة الاسرائيلية قرارات الشرعية الدولية ومواثيقها، ولا تحترم حرفاً مما وقعته من اتفاقيات مع السلطة الوطنية . وتواصل إسرائيل إنكارها لحق اللاجئين الفلسطينيين لاستعادة أراضيهم وممتلكاتهم داخل الخط الأخضر (بما في ذلك دعاوى الفلسطينيين المهجرين في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واللاجئين في دول الشتات). منذ العام 1948، قامت إسرائيل بمصادرة ما يزيد عن 17 مليون دونم (17 ألف كم2) من الأراضي التي تعود ملكيتها للاجئين الفلسطينيين (تقريباً مليون دونم منها للمهجرين الفلسطينيين في الداخل)، وأيضاً صادرت و/أو تسيطر على 4.7 مليون دونم من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس. في العام 1948، امتلك اللاجئين ما نسبته 90% من أراضي فلسطين الانتدابية، أما اليوم فإن السكان الفلسطينيين لا يملكون/يسيطرون على أكثر من 10% من الأراضي ضمن حدود ديارهم التاريخية (داخل الخط الأخضر والأراضي المحتلة عام 1967). في نفس الوقت، تم طرد/تهجير أكثر من نصف السكان الفلسطينيين الأصليين إلى خارج حدود ديارهم التاريخية. التهجير الجماعي الذي ارتكبته إسرائيل ولا تزال، بحق الشعب الفلسطيني يعد خرقاً فاضحاً للمبادئ الأساسية لأكثر من أربعة هيئات قانونية دولية، بما في ذلك قوانين تعاقب الدول، قوانين حقوق الإنسان، القوانين الإنسانية وقوانين اللاجئين. العديد من منظمات حقوق الإنسان المختلفة تعرضت للسياسات الإسرائيلية الخاصة بالأراضي وأصدرت تقارير أجمعت كلها على أن السياسات والممارسات الإسرائيلية التي تتعلق بمعاملتها للفلسطينيين تنتهك قوانين حقوق الإنسان. لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لجنة الحقوق المدنية والسياسية، ولجنة إزالة كافة أشكال التفرقة والتمييز العنصري جميعها دعت إسرائيل إلى "الوقف الفوري لسلوكها وممارساتها وقوانينها الاجتماعية العنصرية" فيما يتعلّق بالأراضي والإسكان، كما دعتها إلى "احترام حقوق الملكية بغض النظر عن الأصل العرقي والقومي" وكذلك "حق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم داخل إسرائيل". الأرض هي كل الأيام الفلسطينية، وإذا كان ثمة يوم للأرض في فلسطين فمن أجل ألا تتحول الأرض نفسها إلى ذكرى أو مناسبة، وكان لا بد من ملحمة يوم الأرض لتوحيد العقل والقلب معاً وفي لحظة واحدة تتذكر أن فلسطين عربية. ومن هنا سقطت المقولة الصهيونية أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وسقطت معها أيضاً نسيان أجيال المنافي لفلسطين الأرض والوطن، الأكثر طهراً وصفاءً وتحدياً، والأكثر عطاءً وصدقاً وانتماءً . لقد أثبت يوم الأرض أن الجماهير الموحدة قادرة على التصدي لمخططات الصهاينة التي تهدف إلى إفراغ الأرض العربية من أهلها، ونشر سياسات التجهيل والعدمية القومية ، ومحاولات التذويب وفك الارتباط بالأرض،.وأثبت أن الجماهير المسلحة بالوعي السياسي عصية على الاقتلاع والتذويب،.وأثار الفزع والرعب في المحافل الصهيونية التي كانت تحلم بأنها تمكنت من تدجين العرب وعزلهم عن انتمائهم الوطني والقومي .. ولأن الأرض هي الوطن فالصراع مع الصهيونية ابتدأ بغزو هذا الوطن، ولن ينتهي هذا الصراع بالتالي إلا باسترجاع الأرض، كل الأرض، الوطن كل الوطن. وفي ظل هذه الخصوصية أيضاً شكلت الأرض الكيانية الفلسطينية ثنائية غير قابلة للتجزئة .
#حسن_العاصي (هاشتاغ)
Hassan_Assi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغرب .. بهجة الحواس .. يسكنها الزائر فتسكنه
-
منطق بلا منطق
-
السلام على السمراء .. سيمفونية الوطن الضائع
-
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ... اللوحة التي فقد
...
-
غواية الاستبداد ... تاملات في الحالة الامريكية
-
العرب والانتخابات الاميركية
-
هل نحن مشرفون على حرب اهلية فلسطينية
-
قول في حركة التحرر العربية
-
ابرز مظاهر الازمة الثقافية في الواقع العربي
-
موقف من الاصلاح في البيت الفلسطيني
-
الاختراق الاسرائيلي للقارة السوداء
-
الصهيونية الشريرة
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|