أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء لهب - انهضي امي فقد ضاع صوتي














المزيد.....

انهضي امي فقد ضاع صوتي


سناء لهب

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:21
المحور: الادب والفن
    



لماذا؟؟؟؟
لا أدري...ولكن كل ما أدريه ولا أعيه، أن لكل شيء صوت ورائحة ومذاق إلا حياتي أليوم.
في هذه اللحظة ألصق بأذني كأس الماء وبداخلها قطعة من ألثلج، فأسمع صوت فوران ألماء كالغليان
إلا حياتي، صارت دون ألغليان أو التبريد، كل شيء صار له صورة الموت وهموده ووقوعه.

أبحث عن أوردتي فلا أجدها....أبحث عن نزفي، عبثاً...أبحث عن جذري فأجد نفسي بلا جذور.....أمي...وطني...نفسي...روحي تبحث عن روحي.

موجع هذا ألحزن الصامت المتحضر...ولو كنت في غابة لعويت طويلاً كذئاب الأساطير.

كان الدوى هائلاً بحيث لم يسمعه أحد، تحطمت وتناثرت وانتشيت في بهو الحزن الفاخر ....

سيدتي تعلمي الاحتفاء ليلاً بالألم كضيف مفاجئ، متأخرَ هذا البكاء وهذا ألنزيف لموت جاء سابقاً لأوانه....، لوداع أقول له لالالالالالالا وتقول له الحياة... نعم.

لفترة بلغتْ من العمر عمرْ، ومن الزمن ساعة، وداع وفراق، فيها نزفت من الوريد الى الوريد "وما زلت"، وعشقت أمي من الوريد الى الوريد "وما زلت"، وكرهت الحياة من الوريد الى الوريد..... ولم أزل.
أفكر فيها وأستحضرها وذاكرتي ألرجيمة لا تغفل شيئاً.....

عيناها، كانتا مدينتا نسيان وحنان، أوصد على نفسي جفونهما أبواباً بلا أقفال، لأضيع داخلاهما عمراً ما.
أهدابها راعشة كأهداب طفل اشتعلت فيه ألأغاني والصلوات.
وصوتها...ضحكتها..حتى لومها..ينساب كالموسيقى العذبة من الروح الى الروح.
ولحضنها رائحة غابات من المطر، وصدرها شاطئ واسع شاسع كالكون، أركض فيه حافية القدمين والذكرى.

وماذا أقول.....

صباح الخير يا وطني النائم بين يدي الله.........
انهضي أمي فعند عتبة القبر....قد شّلني الانتظار، اخرجي إلي واقبضي على الشمس براحتيك، اخرجي وعانقي الحياة...فالحياة أنت وأنت الحياة.
احن إليك لأبحث عنك، هناك وراء الأفق والسحاب، وألهث وراء نجم يٌشير.....هناك.. هناك...
.هناك الوطن ....هناك الأرض....هناك..... أمي.
وها هي ذاكرتي كالمحراث تنبش أرض الهشيم بحثاً عن وتد يقين.
وكانت المسافة بين جرحي وغيابك عمر احتضار، وكانت المسافة بين صرختي وأذنيك قارة لا مبالاة.
وها أنا أمي اجلس هنا وعالمي قد فرغ تماماً من حضورك.
رحيلك مزقني..بعثرني..ونثر ني مطراً ملوناً في ليل الغرباء.
وتحدني من الشمال..الغربة، ومن الجنوب الغربة، ومن الشرق الغربة، ومن الغرب...الغربة
واردد في صباحات وليال الفراق وعدك لي...
" أينما كنتِ سأكون معكِ وأينما كنت’ ستظلين معي"

حتى ضاع صوتي

سناء لهب



#سناء_لهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهضي أمي فقد ضاع صوتي
- كم يشبه هذا الحب الثلج
- ظلان متعانقان على جدار عفن
- ظلان متعانقان على جدار ٍٍ عفِن
- كالحمار صرنا !!!!!.
- أتعبني الموت أماه
- الأزمنة المتعرية
- جدران شطة تصرخ خجلا
- هل نحن غلطة مطبعية؟؟
- امل تسأل يا نصر الله
- عدوي سلبني ارضي والقواد العرب سلبوني كرامتي
- اذا كان ربكم رب اطفال قانا وفلسطين فنحن كافرون به


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سناء لهب - انهضي امي فقد ضاع صوتي