رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 07:55
المحور:
الادب والفن
في قصيدة حوارية متميزة عام 1968، أوجز الجواهري محبته، وعواطفه، للعاصمة التشيكية، براغ، التي "أطالت الشوط من عمره"، فدعا لها بطول العمر والخلود، وهي التي احتضنته سبعة أعوام متصلة (1961-1968) بعد اغترابه إليها وهو يعاني "هماً لا يجارى" في وطنه... ثم تلتها اقامة شبه دائمة امتدث أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، كان يتنقل منها ""في كل يوم إلى عش على شجر": في القاهرة وطنجة والجزائر وبودابست وطاشقند ووارسو ودمشق وعدن... وغيرها من عواصم ومدن الدنيا.
وفي براغ التي "على الحسن ازدهاء وقعت، أم عليها الحسن زهواً وقعا"، ولا فرق، كتب الجواهري أروع قصائده في شتى الأغراض والمناسبات، ومنها: "دجلة الخير" - 1962 و"أيها الأرق" و"قلبي لكردستان" – 1963، وفي ذكرى جمال عبد الناصر عام 1971، و "لا درّ درك" و"أبا مهند" و"صاح قلها ولا تخف" وغيرها في الثمانينات...
... ومعبراً عن الامتنان والتمنيات الأصدق، تغنى الجواهري بأكثر من قصيدة خاصة، أو شاملة، في براغ وأهلها وجميلاتها وطبيعتها، ولعل من أبرزها "بائعة السمك" - 1965 و"ياغادة التشيك" - 1970 و"آهات" -1973...
وبرغم كل ما وفرت براغ ، للجواهري من استقرار وطمأنينة، وقد سماها "مزهر الخلد"، بقيت أجواء الغربة تحيط به من كل الجهات... فهو "في عز هنا" ولكن في قلبه "ينز جرح الشريد" ... وكم أرِق و "سهر وطال شوقه للعراق"... واستمر شاعر الوطن على مدى أعوامه الثلاثين في براغ، يناجي بغداده "دارة المجد، ودار السلام"، و"مقهى يصطفيه نصف قرن" ويتذكر "أبناء وده" و"اخواناً إذا الدنيا دجت كانوا لها الفجرا"... كما بقي يتهضم من "منغولٍ من التاتار وغدٍ" ونهازين وشتامين، وكذلك الصامتين، الذين لم يفقئ الخجل عيونهم وهم يبصرون "وجه الكريم بكف وغدٍ تلطم"...
وطوال تلك العقود الثلاثة في براغ، لم يغب الوطن وهمومه، ونضال جماهيره وقواه السياسية، عن الجواهري الكبير، إذ استمرت المواقف، والصلات والعلاقات مع الشخصيات السياسية والثقافية العراقية الأبرز، التي لم تكن مهماتها في العاصمة التشـيكية لتكتمل – وفق تصريحات الكثيرين منهم-، إلا بالتواصل مع شاعر الوطن ورمزه... وعن ذلك، وحوله، توثيق وحديث لاحق.
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟