نبيل محمود والى
الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:26
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كشف مصدر مسئول بلجنة شئون الأحزاب عن أن جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني يستعد بالفعل لتقديم أوراق حزب جديد يحمل اسم حزب المستقبل إلي لجنة شئون الأحزاب خلال الفترة القليلة القادمة .
وأضاف المصدر أن الرئيس مبارك أعلن رفضه لمبادرة نجله بتأسيس حزب جديد مبررا ذلك بأن تلك الخطوة ستعطي فرصة للمعارضين لتبريرها بأنها محاولة لاعتلاء رأس حزب حتى يتثني له خوض الانتخابات الرئاسية في الفترة المقبلة إلا أن جمال لم يستحب وأبدى رغبته في خوض التجربة معرباً عن أمله في انضمام الشباب إليه !
يعنى هذا أن غالبية أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم من الحرس القديم خذوا بمبه ولن يلتحقوا بحزب المستقبل الجديد فالطبل والزمر والنفاق والتزوير وترقيع الدستور لن يجدي نفعا هذه المرة ! ويعنى أيضا أن الخطوات العملية لوراثة مصر خرجت إلى حيز النور وأصبح اللعب على المكشوف ! ويعنى ثالثا أن الوريث أصبح صاحب الكلمة الأولى في مصر المحروسة ! كما يعنى كذلك طلبات بالهجرة الواسعة والكبيرة من صفوف الحزب الحاكم إلى حزب المستقبل ! ويعنى أيضا أن السيد جمال مبارك على غير ولاء وانتماء للحزب الحاكم الذي يرأسه السيد رئيس الجمهورية فقرر الانسلاخ وتأسيس حزب مستقل بذاته وشخصه ونعته يساعده في خوض انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة !
ويعنى أيضا أنه بمجرد الإعلان عن تأسيس حزب المستقبل ستشهد مصر حراكا سياسيا عظيم الشأن إيذانا بزوال نظام حكم عسكر يوليو 1952 في وجهه العسكري والانتقال إلى الوجه المدني لذات النظام ! وسيبقى الحزب الديمقراطي الحاكم يافطة وعنوانا للزمن الذي كان ! وقد تنضم بعض القوى الجديدة إلى حزب المستقبل وأيضا قد نشهد انسلاخ عدد من أعضاء الأحزاب السياسية القائمة وانضمامهم إلى الحزب الوليد ! بعد أن أصبح معلوما بالضرورة أن جمال مبارك هو رجل المستقبل وحاكم مصر القادم شاء من شاء وأبى من أبى!
ولكن يظل السؤال الأهم هل يستطيع السيد / جمال مبارك مع الحزب الجديد التعامل بحرفة سياسية لحل مشاكل مصر القائمة والمستقبلية فيما فشل نظام حكم العسكر بأكمله على مدى أكثر من نصف قرن في ذلك ! وما هو برنامج حزب المستقبل الجديد هل سيكون ليبرالي قريبا من حزب الوفد أم يساري أقرب إلى التجمع ! أو لعله خلطة سحرية انجليزية بين هذا وذاك ! لقد كنت أتمنى أن يعود الرئيس جمال عبد الناصر إلى الحياة ليشاهد ويرى بأم عينيه الآثار الجانبية السيئة لما فعله في فجر 23 يوليو 1952 وماذا قدم لهذا الشعب نظام الحكم الذي أسسه وأرسى قواعده !!!
#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟