|
في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
نائل الطوخي
الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 11:39
المحور:
الادب والفن
كنت واقفا مع أخي نشرب البيبسي. تعالت صرخات من الشارع. دخلت فجأة صاحبة المحل صارخة أنهم قتلوه. من قتل ولماذا لم أعرف ساعتها. أشارت لي أنا وأخي وهي تبكي: ياللا اطلعو بقى. خرجنا. في المنزل حكيت لأمي ما حدث ولم تعره هي اهتماما. في الصباح كانت الأهرام قد حملت لنا نبأ الجريمة التي حدثت بالأمس في شارع الدلتا قرب محطة سبورتنج بالإسكندرية. شيخ يطلب من شباب التوقف عن تشغيل أغان بصوت عال في عرض الطريق. تحدث مشادة بينهما. يغيب الشباب لمدة نصف ساعة ويعودون ومعهم سيوف صغيرة. يقتلون الشيخ. قبل صدور الصحيفة بساعات كان ثمة ضيف يزور بيتنا. أخذ الضيف يداعبني أنا وأخي. كان يصنع بوجهه حركات مضحكة وكنا نكركر بالضحك ونبادله الحركات المضحكة بالوجه، وبالأخص تعظيم السلام. في الصباح: أبي جالس مع الضيف. يحكي له أبي تفاصيل الجريمة التي حدثت بالأمس في شارعنا. أعود إلى الضيف الذي يستمع بملامح متجهم لما حدث. أقلد تعظيم السلام الذي أتحفني به بالأمس و أنا مبتسم. يرحب بي بتكشيرة. لا يرد على مداعبتي. هو مشغول بالحوار الذي يديره مع أبي حول الحادث. فجأة أصبح أنا لا شيء، يصبح تعظيم السلام هذا، هو رمز التفاهة، الحياة اليومية الطفولية التي لا تقارن بعالم الجريمة السفلي والتي تستحق كل الاهتمام والتقطيب، مثلما كانت بالضبط زجاجة البيبسي التي شربتها بالأمس مع أخي ساعة وقوع الجريمة، يتم إبعادي بقسوة من عالم الكبار، تفضيل قصة أخرى، بعيدة، لا أعرف عنها الشيء الكثير، عن رغباتي، عن سعادتي الصغيرة. أنظر بحنق إلى الضيف وإلى الصحيفة. أشعر بأن عالمي يتهاوي علي.
2 كنت أريد اللعب مع الضيف بالتأكيد، كنت أرغب في إكمال زجاجة البيبسي. برغم هذا، ليست الحكمة المستفادة أن شخصيتي، ومعها شخصية الأطفال في مثل سني ساعتها، هي شخصية لاهية، لامبالية أمام قسوة العالم وجرائمه. العكس تماما هو الصحيح. الرجال، والذكور، هم اللامبالون في مقابل الإخلاص البالغ للأطفال والإناث. في الكويت، كان أبي يعود متعبا من عمله، وكنت أنا ألح عليه بالذهاب إلى مدينة الملاهي "المدينة الترفيهية" فيجيبني بأنه غير قادر. كنت أبكي حتى تحمر عيناي. اهتمامي مقابل بروده، رغبتي الجادة في اللعب مقابل رغبته اللامبالية في الراحة. أحيانا ما كان يستجيب لي بعد إلحاحي الباكي، ولكن بعد أن تزول رغبتي الحقيقية والجادة في اللعب، وتتحول باتجاه آخر، رغبتي في البكاء، رغبتي في رثاء حالي، في الظهور بمظهر الضحية أمام نفسي. هي الجدية المطلقة، الرغبة المخلصة في النواح. ومن جانبه، هي اللامبالاة المطلقة، ذهابه لا يختلف عن عدم ذهابه. في فترة ما من فترات حياتي، شعرت أني تعيس حقا، أني تعيس بشكل مبالغ فيه. تعيس لأني لا أملك أشياء كثيرة، تعيس لأنني أحببت قراءة القصص المصورة، في وقت سخروا فيه جميعا مني بسبب هذا، تعيس لأنني لامبال إزاء مصائب العالم الكبرى، لأنني رأيت أن منعي من شرب البيبسي، وعدم مبادلتي تعظيم السلام، هو أكثر إجراما من جريمة شارع الدلتا، أي بمعنى آخر، تعيس لأنني كنت شخصا آخر غير ما أرادوني أن أكونه. كنت غير اجتماعي و غير مشارك فيما يحدث في العالم، وكنت حزينا لهذا، وكان حزني هو ما يجعلني ضحية، ضحية تقف على قدام المساواة، بل وتتجاوز، في مأساتها الكبرى، قتيل شارعنا.
3 في القاهرة، بعد هذا بسنوات عديدة، اصطحبني أبي مع أختي إلى مدينة ملاهي "السندباد". حرم أخي من الذهاب معه. عاقبه لسبب لا أدريه. ولم تذهب أمي طبعا. ذهبت مع أبي وأختي. هناك صعدت إلى المراجيح الدوارة في السماء وشعرت بدوار رهيب. زن رأسي من الدوار. في البيت استقبلتني أمي. لم أكن أرغب إلا أن أحكي لها عن هذا الدوار. كنت أريد منها كلمة مواساة، ربتة علي، لم أجدهما. كانت منشغلة بما هو أهم ساعتها في نظرها. أخي الذي ظل يبكي طوال الليل بسبب العقاب القاسي الموقع عليه من أبي، والذي ذهب للنوم مبكرا وهو يبكي. ليس فقط أن أمي لم تواسني بكلمة بل أنني لمحت في عينيها أيضا ما يشبه النقمة علي. أنا من تمتعت بالمزية الحاسمة في مصاحبة أبي بينما أعلم أن أخي محروم منها بسبب عقاب ربما كان لا يستحقه. كنت مجرماً أنانياً في نظرها. وبشكل طبيعي، كنت مدينا لأخي باعتذار، ولكنني لم أفعل. كان هو مسئولا من وجهة نظري عن غضب أمي علي. كان هو، بكونه ضحية، من جعلني مجرما. لم يكن وعيي بالمسئولية قد تبلور بعد. و سيتأخر كثيرا كثيرا حتى يتبلور، أو ربما لن يحدث هذا أبدا. كنت قد قرأت كثيرا و استطعت أن أكون نفسي من جماع ما قرأته. قلت وقتها، وأنا الآن أكملت العشرين، أن مفهوم المسئولية هو مفهوم غير حر. أنه يتجاوز ذات الإنسان وأعماله ليجعل منه سلطة على من هم دونه. أدركت وقتها أن هذا المفهوم، عبر تقنية السؤال، المرتبط وجوده بالمسئولية، يقوم بتحديد درجات ثلاث، من يسأل هو الأعلى، من يتم سؤاله هو الأوسط، من يتم السؤال عنه هو الأدنى تماما، أدركت أنه "للمسئولية" دورا كبيرا في التحديد الدقيق لشكل الطبقية التي يقوم عليها المجتمع. من هنا نبع رفضي للمفهوم، ولكن من شيء آخر. ما لم أصرح به وقتها، أنني لم أقتنع أيضا بمسئوليتي عما أفعله، نظرت إلى المسئولية باعتبارها مفهوما ثقيل الظل ولا ينتمي للفن، الذي كنت بدأت أؤمن به في هذه الفترة بقوة. ربما كان هذا صائبا بشكل ما. ربما كان يجب معاقبة المجرم الأساسي، أبي، الذي رفض اصطحاب أخي معه، والشباب قتلة الشيخ، وليس أنا، أنا الذي حرمت من حقي بسبب تضامن لا أرغبه مع الضحية، ولا يطالب به المجرم الأصلي الذي جعل منها ضحية. كنت وقتها بعيدا عن إدراك ذلك التواطأ الشفاف الذي يقوم بين المجرم و ضحيته، وبالأخص ضحيته المستثناة، الممنوحة مميزات ترفعها درجة عن أختها، الضحية المسحوقة بشكل كلي. للأسف الشديد، كنت ماهرا في أداء دور ذلك النوع من الضحية، الضحية المستثناة.
4 في إحدى شجاراته الطويلة مع أبي، قرر أخي مقاطعته إلى الأبد، وبالتالي، تم منع نقود البيت التي كانت تصلنا بعد وفاة أمي عنا. نظرت إلى أخي بنوع من النقمة، هو من تسبب في قطع باب الرزق الذي نملكه. أنا، بصفتي ضحية مستثناة، كنت أنظر للأمر هكذا: لا جدوى للثورة على أبي، لا جدوى لأي شيء ما عدا تلقي بعض النقود التي كان تصلنا منه بين الحين والآخر، في عز أوقات لم نكن أنا وأخي نجد فيها الطعام، بشكل حرفي أحيانا، ونعيش لأيام على رغيف واحد يوميا. أخي إذن هو من يتسبب في الانحدار السريع لبيتنا وليس أبي، في وقت لم أكن أعمل فيه بشكل منتظم بعد ولا هو. كنت أستجيب بسرعة للعبة السلطة الأثيرة: تأليب الضحيتين على بعضهما، وبالأخص، تأليب ضحيتها المستثناة على ضحيتها الثائرة والمسحوقة، عبر تعميم العقاب على كليهما. العقاب الجماعي هو دوما الحل المثالي، و الهدف: نبذ المحرومين للقلة الثائرة التي "تتسبب" دوما في توقيع العقاب عليهم. يمكننا فحص هذا في مظاهر عديدة، ويمكننا ملاحظة نجاحه أيضا، أوتوبيس يتوقف بسبب راكب فقير لا يمكنه دفع الأجرة ومطالبة سائر الركاب الراكب بترك الأوتوبيس، أستاذ جامعة يقرر التغيب عن المحاضرة بسبب طالب مشاغب، و، وهو ما ينجرف بنا سريعا إلى السياسة، الحواجز العسكرية. واقعيا، تسهم الحواجز العسكرية في تعميم العقاب على المجتمع المدني الذي تحاصره، أي أنها تقوم بتوحيده، و لكنها، عبر الخطاب الذي يسندها، تقسمه إلى اثنين. ولأنها تريد دفع تهمة القمع عنها هي نفسها فإنها سريعا ما تبرر نفسها بأن هناك مطلوبين تحرص على استيقافهم، و غير مطلوبين لا تريد استيقافهم و لكنها لا تملك حيلة في تمييزهم عن القلة المشاغبة. تتوجه سريعا تهمة الإجرام إلى الطرف الثاني الذي ضخمت من وجوده وجعلته حيويا إلى كل هذه الدرجة. أي أنها تجاهلت القمع الموحد للمجتمع الواحد، وقسمت المجتمع إلى قلة من المتمردين وأكثرية من الشعب المسالم، و يؤخذ هؤلاء بجريرة أولئك. مع مكافأة صغيرة للمريحين: ينال الطرف الأكثر ميالا للمسالمة التقريظ، و ينال الآخر الاتهام بالتسبب في الضرر الواقع على المجتمع المعادي له، و لكن أيضا المجتمع الذي ينتمي له. المثال هنا هو الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، ولكن أيضا تلك الموجودة في شوارع القاهرة.
5 في ذروة المظاهرات التي قامت بها حركة "كفاية" في الشوارع، لم يكن بعض كتاب الأعمدة اليومية في الصحف القومية يهتمون إلا بشغل المظاهرات لحركة المرور في الشارع. بدا وقتها وكأن هناك عقابا توقعه القلة المتمردة ضد سائر المجتمع. كان الخطأ في أحيان كثيرة هو خطأ الكانتونات الحديدية التي تحجز المتظاهرين عن الشارع، وهو خطأ الصفوف الطويلة من جنود الأمن المركزي التي تحيط بالمتظاهرين والتي تفوق أعدادهم بمراحل. غير أن هذا لم يسترع انتباه السادة كتاب الأعمدة. شكلوا هم دور الطفل اللامبالي الذي كنته يوما أمام إجرام العالم، وبدأوا يشكون من الأضرار الصغيرة الواقعة عليهم. لم يكونوا بالضرورة أشرارا. فقط كانت رؤيتهم ذاتية مثلما كانت رؤيتي. أي أن عالمهم انحصر يومها في زجاجة البيبسي التي كنت أشربها أو تعظيم السلام الذي طلبته من ضيفنا بالإسكندرية. ربما بالفعل انحصر عالمهم في اختصار وقت المرور بالسيارة في شوارع وسط القاهرة و رأوا أن هذه هي الجريمة الحقيقية. شيء كهذا يثور مع احتدام الجدل في مصر حول "أطفال الشوارع". يرغب أطفال عالمنا المخلصون لطفولتهم في عالم أكثر جمالا وأمنا لهم. يبدو أطفال الشوارع بالنسبة لهم سبة في حق القاهرة العظيمة. بالنسبة لهم ليس من فارق كبير بين تأهيل هؤلاء البشر ليكونوا أطفالا مثل سائر الأطفال، أو إعدامهم في ميدان عام. المهم الحفاظ على نظافة مدينتهم. المهم سيرهم بأمان إلى بيوتهم في الليل مع أطفالهم، أطفالهم الرائعين طبعا.
6 كنت طفلا مدللا بلا شك. كنت شابا قاهريا انطوائيا لا يعرف أي شيء عما يدور خارج مدينته. ربما تحصنت يومها ببعض الكلمات عن التساوي بين جميع البشر، غير أن كل شيء قد تهاوي عندما دخلت الجيش. الجيش الذي يحوي سيمفونية هائلة من اللهجات المصرية. استطاع الجيش أن يبلور وعيي في اتجاهات عدة. كنا نأكل معا و ننام معا و نمارس التمرينات معا ونسهر معا، لم تكن لي حيلة أمام هذه الحالة الجماعية التي تحاصرني بوحشية، أنا الانعزالي البعيد عن المشاركة في أي نشاط عام. يصهر الجيش الشخص داخل مختلف المجتمعات المصرية، وبالأخص المجتمعات الفقيرة، التي لا تملك حيلة في التهرب من الخدمة العسكرية أو تحويل وحداتها باتجاه أكثر راحة. في الأسابيع الأولى للخدمة العسكرية شعرت بأنني ملقى في العراء. كرهت جميع من حولي. كنا في عنبر لا يضم إلا الجنود من القاهرة والجيزة. غير أن اللهجات الأخرى قد بدأت تطل برأسها في تلك الأيام المبكرة. شعرت بقرف منها، ذلك الشعور الذي أنكرته بعنف غير أنه كان موجودا بقوة. بدأت أكون أفكارا أنا كذلك، مثلما فعلت ابنة الرأسمالي، في مقالي الذي لم أكتبه، عن الريفيين الخبثاء. استعنت وقتها، تخيلوا، بأفكار ماركسية عن أبناء المدينة، الذين كنت ممثلا لهم، ذوي الوعي المتطور، في مقابل أهل الريف، أشباه البرجوازيين غير القادرين على الثورة، الذين ينبغوا أن يكونوا تابعين للعمال المدينيين، هنا يتوقف دورهم ووظيفتهم. في الجيش يشكل مبدأ "الحسنة تخص والسيئة تعم " القاعدة الذهبية والمفتاحية. بهذا يمكن عقاب كتيبة كاملة لأن فردا من أفرادها حرك يده خلال الطابور، بهذه القاعدة يمكن نبذ الخطأ من بين أفراد الوحدة. تتحول نقمة الجنود ضد النظام العسكري الذي يتعرضون له إلى الجندي المخطئ و ليس إلى من طبق العقاب الجماعي عليهم. بشكل مشابه و حسن النية تماما، كرر الكثيرون في حرب لبنان الأخيرة أن حزب الله كان هو من تسبب في كل المجازر التي وقعت على لبنان في الحرب. تردد وقتها أن "حسن نصر الله يعلم طبيعة عدوه الإسرائيلي، يعلم أنه مجنون وهائج و يمكنه فعل أي شيء. لماذا يستفزه إذن للدخول في حرب ضده؟" وعى الجميع بجنون الإسرائليين بدقة مذهلة، أي أنه لا يمكن اتهامهم بشيء في هذا الصدد. هم أخطأوا فقط في توجيه إصبع الاتهام. خطاب كهذا من الطبيعي أن يخدم الطرف الآخر بقوة، الطرف "المجنون"، الذي يحرص على ألا يستفزه أحد، بما يعني أن تظل هيبته، كبلطجي، حاضرة لدى جميع أبناء شارعه. يعتمد هذا البلطجي على أطفال شارعه، على الأطفال الذين لا يرغبون إلا في شرب البيبسي بهدوء ولتذهب إلى الجحيم جريمة قتل تحدث على مرمى شارعين، جريمة قتل ما كان ليحس بها لو لم يتم طرده من محل العصير وقتها.
7 رغبت يوما في كتابة مقالة بعنوان "عنصرية بلا عنصريين" عن حالة طبقية شفافة، ليست شريرة، و إنما هي تمارس الشر. حالة طفولية أو أنثوية، أي أنها لم تمارس العمل بشكل جدي. لنفترض وجود ابنة رأسمالي شرس، رأسمالي يستخدم جميع أنواع العمالة الرخيصة لديه، أفارقة وأسيويين وريفيين، يعي الرأسمالي أن هؤلاء البشر مربحون بالنسبة له، لأنهم لا يطالبون سوى بلقمتهم، ولكن ابنته لا تعرف بالضرورة شيئا عن موضوع الربح. وبالعكس، قد تكون قد درست أشياء عن حقوق الإنسان والثورة الفرنسية، وقد تردد بإيمان أن كل البشر متساوون. ولكن في الواقع، هناك أمامها من هو أدنى، لن تتخيل يوما ما أن ترتبط بواحد من هؤلاء الذين يخدمونها. وستظل ملامحهم هي التيمة الرئيسية لأي كابوس يزورها عن محاولة اغتصاب تتعرض لها. في بيئة كتلك، تنمو الخيالات عن الآخر، الأدنى بالخصوص، بصفته وحشا. هذه الطفلة قد تكون جميلة جدا بالمناسبة. انظروا إلى الأطفال الذين كانوا يكتبون الرسائل للجنود الإسرائيليين على رؤوس الصواريخ. أليسوا فاتنين بحق الله؟ أليسوا بيضا وأبرياء تماما؟ هنا تعمل العنصرية، بدون توجيه من فاعلها، تلد العنصرية نفسها، تتناسل، بدون أي تدخل خارجي. عبر الرسائل المبثوثة في الخطاب الإعلامي اليومي تجعل المجتمع قطيعا بلا رأس، بريئا كالورقة البيضاء، طفوليا وناعما وفاتنا في نقاءه. ليس للعنصرية تاريخ مفصل، ليست لها مفكرة تحدد التاريخ الدقيق لحلولها، إنها تولد بشكل ساحر، يستيقظ الفنان المرهف ليجد نفسه قد تحول إلى كاره للآخر، أو ربما لا يكتشف هذا أبدا، لأن رهافة إحساسه لا تفارقه أبدا في جميع حالاته. الفارق دقيق للغاية، وليس هناك فارق أحيانا، بين حالة الوجد التي يبكي فيها المصلي خشوعا في الصلاة وبين وسواسه من مصافحة المسيحي بعد الصلاة خوفا من نقض وضوءه.
8 الآن أؤمن بقوة، برعب كذلك، أن العنصرية هي ألطف الكائنات. أنها، بعكس جميع التشبيهات الشائعة، هي أكثرها حيوية ومرونة وقدرة على تطويع نفسها. أنها أكثر الكائنات براءة.
#نائل_الطوخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمسة من عالم ميت
-
جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
-
الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
-
قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
-
فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل
...
-
معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
-
عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم
-
الشاعر بني تسيبار: البلدوزر سلاح ضيوف القدس غير المهذبين
-
الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفرا
...
-
محمد اركون: لا يمكن الربط بين الدين و الديمقراطية
-
أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب
-
الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
-
محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
-
محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
-
سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل
...
-
الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية
...
-
روعة الديكتاتور وعمى المثقف.. مخلوقات محفوظ الملتبسة
-
محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين
-
صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية
-
رسائل من غرفة اعدام صدام
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|