|
يعيش دستور 23 .. يسقط الخونة عملاء الاستعمار
إلهامي الميرغني
الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 11:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عاش كفاح الشعب المصري
مأساتنا.. إن الخونة.. بيموتوا بدون عقاب ولا قصاص..!! مأساتنا إن الخونة بيموتوا.. وخلاص. بدون مشانق في الساحات.. ولا رصاص!!. على كل حال.. صدقي مازال!!. صدقي على قيد الحياة بيفجر الدم النبيل ويبطش بالاستقلال ويمرغ الجباه تحت الجزم والخيل ويفتح الكوبري علينا كل صبح وليل.!! والإنجليز.. مازالوا بيقهقهوا ويضربوا.. ويسجنوا الشباب على كوبري عباس.. أو في "معرض الكتاب!!".
عبد لرحمن الأبنودي
كنا ونحن أطفال نسمع هذه الشعارات تتردد في المظاهرات التي تمت في الثلاثينات ، ودرسنا بعد ذلك في المدارس أن دستور 1923 كان ثمرة نضال الشعب المصري وانتصاره في ثورة 1919.وبكينا ونحن نري كمال عبد الجواد يموت في فيلم حسن الأمام كما هتفنا مع علي طه وهو يوزع المنشورات في فيلم صلاح أبوسيف. وعندما بدأت علاقتنا بهموم الوطن عرفنا أن تاريخنا هو سلسلة من الكفاحات والانتصارات والهزائم قرأنا الجبرتي وأبن إياس كما قرأنا الدكتور محمد انيس وعبد الرحمن الرافعي ثم صبحي وحيدة وشهدي عطية وفوزي جرجس وفي المرحلة الحديثة قرأنا للدكتور عاصم الدسوقي والدكتور رؤوف عباس ، كما خرج من جيلنا مؤرخين جدد مثل الدكتور عماد أبو غازي والدكتور قاسم عبده قاسم . وعرفنا أن دستور 23 بكل مميزاته كان مرحلة التف عليها الحاكم الخائن الملك فؤاد وأصدر دستور 1930 ليطيح بالحريات ويضغط علي حكومة الوفد ممثلة الشعب في تلك الفترة ، وعرفنا كيف ناضل عمال عنابر السكة الحديد والترام وفلاحي بهوت من اجل الاستقلال والدستور ، وان تاريخ مصر سلسلة متوالية من الكفاحات والانتصارات والهزائم.
لقد جاء صدقي باشا جلاد الشعب كما يسميه المؤرخين ليطيح بدستور 1923 ويفصل دستور يناسب تطلعات القصر والإنجليز هو دستور 1930 ولكن هجوم صدقي لم يقف عند هذا الحد بل لقد عطل البرلمان وأصدر قانون يلغي الانتخاب المباشر وجعل الانتخاب علي درجتين ، كما أصدر كادر جديد للموظفين خفض فيه رواتب موظفي الحكومة وألغي العلاوة الدورية فتفجرت الإضرابات العمالية التي أمتدت حتى سقط حكم صدقي وقدم استقالته في 21 سبتمبر 1933 . أي أن الطاغية لم يستمر سوي ثلاث سنوات وعاش كفاح الشعب المصري واستمر ، حتى الحكام الفراعنة الذين استمروا عشرات السنوات في الحكم حين تقييم تاريخهم تجده لحظة عابرة في تاريخ مصر الممتد الطويل.
كم من القوانين والتشريعات الاستثنائية صدرت وتم اختراقها بفضل كفاح العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، كم سنة قضتها مصر تحت الأحكام العرفية وكم سنة قضتها بدون أحكام عرفية أو قانون طوارئ ولكن ذلك لم يوقف كفاح المصريين من اجل حريتهم واستقلالهم وكرامتهم.
منذ جاء الرئيس مبارك للحكم وهو يحكم بسلطات استثنائية بحكم قانون الطوارئ الصادر عام 1958 ويحول المدنيين للمحاكم العسكرية ولكن ذلك لم يوقف كفاح الشعب المصري أو يحد من حركته ، ولو نظرنا لدروس الأمس القريب نجد أن القانون 12 لسنة 2003 المعروف بقانون العمل الموحد يمنع الإضراب دون إذن مسبق من النقابات العامة فهل حدث ذلك في أي إضراب منذ 2003 وحتى الآن ؟! لأن العمال انتزعوا مشروعية حق الإضراب المدعوم بالمواثيق الدولية وكفاحهم المستمر ، فما ضاع حق ورائه مطالب .
أسمحوا لي أن أتسأل أين ذهب قانون العيب رقم 2 لسنة 1977 وقانون حماية الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي لسنة 1978 ؟! إن مصر تحكم بقوانين منع التجمهر الموجودة من أيام الاستعمار الإنجليزي والتي تحظر تجمع أكثر من خمس أشخاص في مكان واحد ومن حق السلطات أن تطلق عليهم النار بعد تحذيرهم . هل أوقفت هذه القوانين الحركة الشعبية علي مدي عشرات السنوات من التظاهر والتجمهر؟!!!
أين ذهب إسماعيل صدقي ومحمد محمود ؟ أين ذهب السادات؟ أين ذهب محمد إمام وصلاح نصر وحمزة البسيوني وأين سيذهب مبارك وحبيب العادلي ؟ إنهم جميعاً إلي زوال ولكن مصر ستبقي . إن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة ، وما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع، والأيام دول . هكذا علمتنا تجارب التاريخ.
أجمل ما يميز الشعب المصري هو طريقة تعامله مع الواقع ومنطقه في رد الفعل والحركة ، لقد استخدم الشعب المصري مع التعديلات الدستورية الأخيرة منطق الشباب الكاجول (كبر) و (نفض) أي طنش وفوت وأصبر علي جارك السو يايرحل لتيجي مصيبة تشيله.ولكن أعجبني وسط تغطية الاستفتاء علي تعديلات الدستور واقعتين الأولي ذكرتها جريدة المصري اليوم عن سيدة مسنة حرصت علي التصويت لأنها جاية تنتخب الريس !!! والثانية من مدونة الزميل وائل عباس صورة لافته علقها عضو بمجلس الشعب يدعوا المواطنين للتصويت علي تعديل المادة 34 من الدستور ( بينما المطلوب تعديل 34 مادة وليس مادة واحدة ) ولكن هكذا فهم عضو الحزب الحاكم.
إن التعديلات الدستورية الأخيرة والقوانين التي ستتبعها ستضع المزيد من القيود علي الحريات العامة ولكن كما فعلها المصريين مع إسماعيل صدقي والنقراشي ومحمد محمود سيفعلها مع الآخرين وفي مزبلة التاريخ متسع لهم وسينساهم التاريخ ولكن ستبقي مصر بكفاح عمالها وفلاحيها وطلابها ومثقفيها.
فلتسقط الخيانة والقيادات الجبانة ندّاغة الإهانة كريهة الريحة كريهة الصوت!!"
ويسقط الخونة عملاء الاستعمار ، وعاش كفاح الشعب المصري
#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها اليساريون .. لا اقتنع بما تقولون لكم أفكاركم ولي أفكاري
-
عفوية الجماهير وأزمة اليسار
-
صحة المصريين للبيع
-
مستقبل التطور الرأسمالي في مصر
-
هل نبدا معركة تحرير النقابات العمالية؟
-
حول موقف اليسار المصري من بعض القضايا الاقتصادية والاجتماعية
-
اليسار المصري بين التحليل الطبقي وطق الحنك
-
يريد الشعب حزباً من نوع جديد
-
القديس يصعد إلي السماء
-
نيران الغلاء تحرق أصحاب المعاشات
-
يوم ترجل فارس جيل السبعينات
-
أمثال يوسف درويش لا يموتون
-
تأملات في أوضاع الطبقة العاملة المصرية 2006
-
الفقراء يدفعون الضرائب والأغنياء يتحايلون
-
المعاش المبكر والتخبط الحكومي
-
كل عام والحوار المتمدن بخير كل عام واليسار العربي بخير
-
تمزيق وتدمير الوطن ولى وطن آليت ألا أبيعه ولا أرى غيري له ال
...
-
تمزيق وتدمير الوطن
-
إعادة صياغة الوعي في زمن العولمة المتوحشة
-
اللحم الرخيص
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|