أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - جوقة الحرب أين هم الآن؟















المزيد.....

جوقة الحرب أين هم الآن؟


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 07:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إختر أي تاريخ من الرزنامة وستجد أن الولايات المتحدة إما بدأت حرباً،خرجت من حرب،ارتكبت مجزرة بشعة،أو أرسلت مندوبها في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن لإعلان إنذار بحرب .إنه يشبه السفر عبر الغرب الأمريكي و إشارة ( علامة تاريخية ، 1 ميل) التي تعني أنك بعد دقيقة سوف تجد نفسك فوق جثث الهنود الحمر ،"في هذه البقعة " الميجر (T) وفرقة الفرسان الأمريكية .
إنها الثالثة بعد الظهر يوم الأحد الموافق 18 آذار يوم قصير في التاريخ الأمريكي شرعت القوات الجوية فيه بمطاردة ( Pancho Villa ) عام 1916،رفض مجلس السيناتور للمرة الثانية إجراء مفاوضات مع (Versailles ) عام 1920،أنهت فيه الولايات المتحدة المرحلة الفعّالة من اجتياح أفغانستان عام 2002 ،وأعلن الرئيس الأمريكي في 19 آذار 2003 أن العمليات الجوّية ضد العراق قد بدأت .
كان هذا هو الهجوم على مزارع دورا خارج بغداد حيث همس أحد العراقيين عبر هاتفه أن صدام حسين يزور عائلته هناك، قُصفت المنطقة بأربعة قنابل ضخمة (2000 باوند) لاختراق الغرف المحصنة و40 صاروخ كروز،واحتفل الجمع في غرفة العمليات في البيت الأبيض أن صدام حسين سيتم انتشاله من بين الأنقاض لكن ذلك كله تحول إلى هراء مثل معظم البلاغات العسكرية الأمريكية عن العراق .
القذائف دمّرت البنايات ، صدام لم يكن هناك ، عدي وقصي لم يكونا أيضاً ، قًتل 15مدنياً من ضمنهم 9 من النساء والأطفال .
كنت قبل يومين في مخزن كتب قديمة في مول صغير في Olympia أحذّر من أربع سنوات قادمة عندما رنّ هاتفي الخلوي وكان على الطرف الآخر أخي باتريك يهاتفني من السليمانية ثلاث ساعات سياقة في الجبال إلى الشرق من العاصمة الكردية أربيل في شمال العراق.وقد أعطاني خلاصة حادّة من تقرير يعدّه لليوم التالي :كل شارع فيه خطر قاتل ، كل عراقي قابله له قصة مرعبة عن حالة قتل،اختطاف،البحث عن أقارب مفقودين ، وعمليات ارهابية خاطفة الحياة مزرية لمعظم العراقيين وأسوأ بكثير مما كانت عليه قبل عام 2003 .
لقد تحدّث في نفس اليوم لسائق صهريج النفط قاسم ناجي الذي حلّ محل أخيه القتيل في قيادة الصهريج ، ناجي هو المعيل الوحيد لعائلة مكونة من 18 فرداً من النساء والأطفال لأن العديد من أقاربه الذكور تمّ قتلهم، " أنا لا أستطيع زيارة قريتي ، الجنود أو المسلحين أو حتى رجال مقّنعون قد يقتلوني ، أنا أحتار حتى في كيفية ايصال المال لهم" .
لقد تلقيت عدة مكالمات كهذه من باتريك الذي يزور العراق دورياً منذ عام 2003 إما بغداد أو الشمال ، وخلافاً للمراسلين المطوّقين فلم يشعر باتريك أبداً أن هناك ( نقطة تحوّل ) مثلما حدث يوم قُتل عدي وقصي في 22 تموز 2003 حيث قال كبير المعلقين في CNN أنها ضربة قوية للمقاومة العراقية. ونعي وسائل الإعلام الأمريكية بابتهاج للمقاومة يوم انتشال صدام من حفرة في 15 كانون أول 2003 . ثم جاء فجر عراقي جديد بعد آخر ، تشكيل السلطة العراقية ، الانتخابات والدستور في 2005 ، والآن عندنا ( الاندفاع نحو بغداد ) العملية التي صممت لضرب الشيعة وإعادتهم إلى رشدهم.
ومحتقراً معظم البلاغات الامريكية فإن باتريك منذ البداية قاس في وصف تحطيم العراق بمقاييس كبيرة وصغيرة ،تذّكروا أن 13 سنة من الحصار ( الانقضاض الدولي المرعب ) على صحة وحياة المدنيين العراقيين تم دعمها من الليبراليين في الولايات المتحدة واوروبا و تركت العراق في حالة كارثية ، عندما بدأت الحرب كانت بغداد تُزوّد بعشرين ساعة كهرباء في اليوم والآن انخفضت إلى ساعتين .
ليس الآلاف ، ليس عشرات الآلاف بل مئات آلاف العراقيين قًتلوا .ليس مئات الآلاف لكن نحو مليوني عراقي هجروا العراق الى الاردن وسوريا في الغالب في أكبر هجرة في الشرق الأوسط بعد نكبة فلسطين عام 1948 .
فجر بعد فجر يشرق على العراق ويتم انتشال الجثث من الأنهار ، مكبات النفايات ، وعلى جانبي الطرق ، جثث أًطلق عليها الرصاص وأخرى تم حفرها بالدريلات وأخرى مضروبة بالسياط . جثث متناثرة في كل مكان.
قالت الأمم المتحدة أن 5000 عراقي تم قتلهم شهرين قبل عيد الميلاد في أسوا شهرين في العراق ، لقد حوّل صدام العراق إلى خرائب وجاءت الولايات المتحدة لتنقل العراق من هذه الخرائب إلى مقبرة جماعية وأثناء ذلك نهبت الجثة .
ويقع اللوم على الجميع فقد تفكّر اليوم أن قادة الحرب هم عصبة من المحافظين الجدد لكن الأمر ليس كذلك إن التحالف بين المحرّضين يمتد بعيداً عن فريق ديك تشيني والعائلة الممتدة لنورمان بودهوريتس ،الاتجاه الصحفي المسيطر في نيويوك تايمز والنيويوركر الذي بذر الدعاية الإعلامية قبل الاجتياح في النيويورك تايمز بواسطة الكتّاب جودث ميللر ومايكل جوردون وتوماس فريدمان وملفات الاكاذيب من جفري جولدبرج في نيويوركر والتي ما زالت غير نادمة حتى اليوم .لقد حرّكت جماعات الحرب المحطات التلفزيونية أيضاً فمن راديو AM تدّفق سيل جارف من التهديدات القذرة والقذائف على الشبكة العنكبوتية مثل سلمان رشدي .
و من بين التقدّميين فقد قرع الليبراليون طبولهم للحرب وغالباً عن طريق كتابات رنّانة تهاجم اليسار المتصلب الذي يقف ضد الحرب.
لعب الناقدان(Todd Gitlin and Michael Berube) اللعبة بلهفة ،فقد هاجم Berube نعوم شومسكي ومعارضي الحرب الآخرين واساء لهم متحدثاً عن التدخل العلاجي للقوى العظمى وعن تقاليد الورع الديني لليسار الدولي.
آخرون مثل Ian Williams لعبوا دورا داعماً في غرس فكرة ان الحرب القادمة قابلة للنقاش وبدلاً عن التحدث عن النية المبيتة لإدارة بوش كتب ويليامز في تشرين الثاني 2002 ستكون الكرة الآن في ملعب صدام فهل سيتعاون ويتخلص من اسلحة الدمار الشامل او ينافق ويتم ذلك على أيدي القوات الأمريكية ؟( وفي الحقيقة فإن صدام كان قد تخلص منها وتم إغلاق الملف بعد اعترافات حسين كامل لمحققي UNSCOM و CIA عام 1995 وهذا لم يكن سرّاً ) .
وعندما بدا العراق في السقوط في الهاوية بسرعة ليس طويلاً بعد آذار 2003 بقيت هذه المجموعة مع إدارة بوش ،فضائل الحرب العظيمة غير المرئية كان عنوان مقال لبيرمان في شباط 2004 .لكن اليوم ووسط سكرات الموت التي يعاني منها العراق أين جنود ردهات الاستقبال ؟ وهل أعاد المغتربون العراقيون النظر في التضليل الذي تعرضوا له انّ الاجتياح المنعش كان لإعادة الحقوق للعراقيين ؟
هل يعاني أحد منهم من مكية إلى هيتشنز وبيرمان من ليالي سوداء يسالون أنفسهم بها كم يتحمّلون من المسؤولية في قتل العراق والمقامرة بشعبه ؟ في قتل الجنود الأمريكيين و إصابتهم بالإعاقات نتيجة استعجالهم ؟
أحياناُ أحلم بهم فريدمان وبيرمان وأمثالهم مثل شخصيات مسرحية Beckett مدفونون حتى أعناقهم في إحدى مكبات النفايات على أطراف بغداد يسردون على بعضهم كتاباتهم حيث النساء المحليات يقلّبن الجثث لمعرفة هل إحداها لزوجها أو ابنها ؟
حرب الليبراليين الباردة بدأت منذ دعمهم للحرب في صربيا والهجوم على أفغانستان وتوّجت بدعم الحرب على العراق ، الآن وقد اقترب الغروب وتهشمّت الدعايات المضللة حول هذه الحرب للأبد نحني رؤوسنا احتراماً للذين عارضوا الحرب منذ البداية ، اليسار الحقيقي والليبراليون غير المضللين ب ( المهمة الحضارية ) للقوى العظمى .

Alexander Cockburn-Counterpunch.org
مترجم بتصرف



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز إسرائيلي 2
- ضحايا الجدار
- لونا العراق : اغتصبت ولم تظهر على الفضائيات
- العراق : عملية إعادة البناء بالتجربة والخطأ
- أشباح أبو غريب
- اليورانيوم المنضّب ( القاتل الخبيث يواصل القتل )
- النساء في الهند :أمّهات للبيع- امّهات للحظات
- غزة :حلقات الجحيم
- العراق : أطفال الحرب
- النساء في أفغانستان - لا توجد مساواة
- ألأطفال العراقيون ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقدون الدعم


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - جوقة الحرب أين هم الآن؟