أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حمد - أولاد الحارة والطائرة














المزيد.....

أولاد الحارة والطائرة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 564 - 2003 / 8 / 15 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


 

( من مجموعة من خزان الذاكرة)

 

"أولاد الحارة والطائرة"

*

نشعل السيجارة

من حرائق تشعلُ بيوتنا..

نسحبُ خيوط سراويلنا

ونخيط بها جراحنا..

فتختلط  آهاتنا بمواويلنا.

 

تصرخ الجارة:

يا أولاد !

يا أطفال !

ألى الملاجئ

ألى الطوابق السفلى،

ما من أحد يسمع هدير الطائرة

تتعالى أصوات الإنفجارات

تتعالى سفارات الإنذار

ونداءات نسوة الحارة

يخسأ الأشرار..

يلعن الله الكفار..

ويصرخ طفل شاهد الغارة،

لقد غار السفلة،

فلنطفأ السيجارة

ولنسرع للطوابق السفلى

قبل أن تشاهدنا الطائرة..

 

---

2

يطفئون سجائرهم على أجسادنا

لكنا برماد تلك السجائر

نداوي جراحنا..

لا الشمس بأشعتها تحرقنا

ولا القمر يكشف مسارنا

تلك هي عين الآلهة

تحرس دمع أعيننا

من شتاء الضمائر

وتسكن آلامنا..

تلك هي سجائرهم المستوردة

للتعذيب وللتهريب وللتجارة

تلك هي سجونهم

معتقلات أشقائنا

لأجلهم إخواننا

ندفع دمنا ثمن انتماءنا

--- 

3

لا تشد على أياديهم

لا تترك البيت يحترق بنارهم

عندما يمتلئ قلبك بحبهم

سترى عينك،شظايا حبك

قربك،

وستراهم يشدون على يدك

ويقولون :

تابع خطاك

ولا تخف من شياطينهم..

 

---

4

هي الطفولة،هي الصداقة

لم يبنها التجار بالعملة الصعبة

أو بالسرقة المباحة..

هي العلاقة

بين دمي ودمك

بين مخيمنا وصلاة العودة

هي الأزقة

زواريب عين الحلوة

مدرستنا، تلة سيروب

كرم الزيتون

وادي الثعالب

جبل الحليب

مغاور الطفولة

هي الصداقة

هي العلاقة

أدت بنا لشق خيوط الشمس الحارقة

ونسج حياتنا بطرق خاصة..

 

لم يكن وائل من اليسار

ولا هو من اليمين

إختار الوسط

ولم يكن خياره بالغلط..

فكل الفصائل تعمل لفلسطين

كان وائل مع لقمة العيش

وحياة هانئة للعائلة

لم يكن من التجار

كان زميل طفولة

رفيق صبا وشباب

تبخر يوم تبخرت

 أحلام الصغار

ويوم قتلت..

ويوم تاه الكبار

عن الدربِ

 وضيعوا

المسار

مثلما ضيع الشرق الغرب..

 

وائل فتى عشق الحساب

لكنه لم يحسب موته بالأيام

ولم يعد الليالي بأصابع الذئاب

وائل قتل

وائل استشهد

وائل رحل

وائل ابتعد

وائل حاضر

رغم أنه غاب

بعد أن اغتيل

القمر

وسلب النور

من شمس الأصيل..

هو ضوء الليل

نشيد الذين ماتوا ليعيشوا

صهيل الخيول العربية..

ألم أقل لكم ،أن العروبة مهر

والخيل، في بلادنا حارة الدماء

أما القادة !

بلا دماء

بأقنعة

وبلا ماء

وجوه..

 

*

كتبت في بولندا 1986

 

نضال حمد

 

أوسلو

 

يونيو 2003-08-14

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه


المزيد.....




- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي
- خسر ابنه مجد مرتين.. مشهد تمثيلي يكشف -ألم- فنان سوري
- -مقبولين، ضيوف تومليلين- فيلم وثائقي يحتفي بذاكرة التعايش في ...
- السينما العربية تحجز مكانا بارزا في مهرجان كان السينمائي الـ ...
- أسبوع السينما الفلسطينية.. الذاكرة في حرب الإبادة
- سينما: فرانتز فانون...الطبيب الذي عالج جراح الجزائر وناضل من ...
- -وئام وسلام-.. تحفة فنية فريدة في مطار البحرين الدولي (صور) ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حمد - أولاد الحارة والطائرة