محمد صفدي
الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 05:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان رواية اولاد حارتنا للراحل العظيم نجيب محفوظ تعتبر من اكثر الروايات اثارة للجدل في مصر والعالم العربي على اثر ما تم تاويله وتفسيره من ان شخصياتها ما هي الا رموز لله ورسله وان الاحداث قد تشابهت مع قصص الانبياء والمرسلين. من تصفحي للقصة في بداياتها وجدت ما يبرر راي النقاد فالجبلاوي(الذي يجبل الطينوالذي خلق الله الانسان منه) هو صاحب البيت وهو الذي انجب (دون ذكر الام) ابنه ادهم (ادم بدون الهاء) وادهم قد تزوج وانجب قدري وهمام (ق من قدري وهاء من همام = قابيل وهابيل) وقتل قدري همام ودفنه في الارض التي عملا فيها) ثم بنى جبلاوي حارته وكثر نسله (كما خلق الله الارض ووضع الانسان فيها) )ثم عاش ادهم واخوه ادريس زمنا طويلا ثم يخبرنا محفوظ بان المرحلة الاولى من القصة تنتهي بموت ادهم وقدري وادريس وان ابناءهم شيدوا الحارة وبنوها وعاشوا فيها الا ان محفوظ يقول لنا فجاة ان الجبلاوي ما زال حيا والجبلاوي لازم جميع الاجيال التي كونت احداث القصة ولم يمت(لا اله الا هو الحي القيوم) وكان للجبلاوي سيطرة على الجميع وسطوة عليهم فمن لم يمتثل لامره كان يعاقبه فادهم ابنه حين عصى امره طرده من بيته الواسع الكبير (كما طرد الله ادم من الجنة) .من هنا فان وجود التلميحات الى ان الشخصيات في روايته ما هي الا الله وانبياؤه تحتمل التاويل. الا ان هذا لا يمنح السلطات المصرية اي تصريح بمصادرة الراوية ووأدها وهي في رحم المطابع ودور النشر. ان محفوظ كتب ما كتب وقد صرح مرارا بانه مسلم لا يشك بوجود الله وبانه يفهم الاسلام ويؤمن بانه دين رحمة ومغفرة لذا فانني اقول لكل من تجند ضد هذه الروايه ان يتركوا التاويل للقارئ وان يضعوا امام القارئ الادوات التي تنمي تفكيره فالله لم يحرم التفكير ولا التاويل وانما حرم الكفر والشرك ومحفوظ لم يكفر ولم يشرك انما وضع بين يدي القارئ قطرة من فيض ادبنا العربي. وكما يقول المثل في بلادنا : " الله ما انشاف بس بالعقل انعرف" فاحتكموا للعقل يا ذوي الحجى.
#محمد_صفدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟