|
تعال اتفرج يا سلام على الانتخابات السورية...يا حرام !
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:49
المحور:
كتابات ساخرة
قبل أن نستعرض معا وندور في دوائر الانتخابات التشريعية السورية...علينا أن نحمل ( خرزة زرقاء) تحمي المرشحين والمشرفين على نزاهة الانتخابات من عين الحسود ونصلي على خير الأنام!! ونفتح نافذة أو كوة في" صندوق الفرجة السوري" وقانونه الانتخابي العصملي( أي عثماني التركيبة) ..بل تكاد فترة العهد العثماني تفوقه ديمقراطية وشفافية وقانونية حضارية ...لكن كي لا نغمر الانتخابات حقها في الشرح وتقدمها خطوات على طريق الدمقرطة..علينا ألا ننسى أنهم أوصوا على صناديق شفافة بلورية...بالضبط مثل الدول الأوربية وصورة طبق الأصل عن صناديق الانتخابات الفرنسية !!..كما أوصوا على الحبر السري...كي لا يحصل غش ولا تزوير!!..إذن النتائج مضمونة بالحبر السري والعلني..وبالصندوق البلوري والحديدي..شفافية مضمونة ..ونجاحات أيضا مضمونة...فالتنافس بين بعثي وبعثي محسوم...وبين بعثي وجبهوي بعثي أيضا محسوم لصالح الثلثين للحزب القائد ..اما الثلث الباقي ( المستقل شكلا والمنتمي واقعا أكثر من البعثي) ، فهو ثلث غير معطل( بكسر الطاء ).. لكنه مصوت بنعم وبرفع الأيدي الموافقة والمضبوطة على إيقاعات السلطة التنفيذية المحصورة بأضيق الدوائر المهمة والقابضة على مقدرات الدولة وعلى أعناق الشعب.
لا أدري لماذا نجدد الانتخابات كل أربع سنوات؟ مع أن الكثير من الوجوه فيها عتيقة أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت " كادوك" على رأي المرحوم " ياسر عرفات"لكننا في سورية لا نحب التغيير.. ولسنا مثل الفرنسيين ..كما أننا لا نحب الفرنسيين ..لهذا لنا صورتنا المميزة وديمقراطيتنا الشعبية النادرة ( أرجوكم ركزوا على كلمة شعبية)، والمحسودين عليها من أحسن ديمقراطيات الديناصورات المنقرضة... وزراء يحتفظون بمناصبهم لأكثر من عقدين أو ثلاثة ..نواب رئيس ورؤساء وزارة يظلون في مناصبهم حتى تفوح رائحة عفنهم وفسادهم وتكرش بطونهم لدرجة أنها تخلف وتتوالد عن كروش وأحفاد متخمين وجيوب ممتلئة تغص بها بنوك العالم ، في الوقت الذي تهترء فيها جيوب المواطنين وتصاب معدتهم بقرحات مزمنة وسرطانات أمعاء وقولون..من أكل الفلافل والمجدرة..ومن شدة الفرح بوجوه النواب والوزراء التي يتصبحوا فيها ويتمسوا عليها ..تلاحقهم حتى أحلامهم فتنقلب كوابيساً تقض مضجعهم ليلا ونهارا..يصابون باكتئاب حاد تعجز عنه عقاقير الطب النفسي...ثم من قال أنهم مرضى؟ ليسوا كذلك ..ماذا.. مرضى نفسياً؟!! .. المرض النفسي في عرفنا جنون ..والجنون فنون...الجنون السوري من النوع الهادي والصامت ...بل جنون اخرس يشبه العته والبله...فالمواطن بواد والانتخابات تصيح وتزمر بأبواقها في واد آخر...وادي المواطن هو الجري ليلا نهارا لتحصيل اللقمة..وتقديم البخشيش والخوات ... ...والمحسوبيات حتى ينجح هذا النائب وذاك..ويعدنا بلقمة مغموسة بقليل من الزفر( أي الدسم )..لكنه مجرد أن يقبض من جديد على شباك النيابة ويتمسك بكرسيه المؤبد ...ينسى الوطن وأهل الحارة ويتذكر طبعا الأوفياء الذين ساهموا بنجاحه ...فيسعى لتنفيعهم ..ومنحهم بركاته النيابية مستقبلا في صفقات مضمونة في النهب والسلب ...رغم أنه لم يبق في الوطن ما ينهب لهذا نهدم القديم في التراث ليتحول بقدرة التعليب والتغليف الإصلاحي والتحديث والتطوير المعماري والإنشائي إلى مرتع خصب وبستان رحب للسلب والنهب... وحتى لا يقال أني متحاملة..ومجرد ناقدة ..و (معارضة) ...مع أن المعارضة توجد في الدول الديمقراطية ، والتي تخوض انتخابات متنافسة ضمن أحزاب، لكنها لا تحصل على مقاعد تكفي لتشكيل حكومة فتأخذ دور المعارضة، وهذا لا ينطبق على حالنا ...نحن أناس مغضوب عليهم لأنهم يصلون بطريقة غير طريقة أهل السلطة...ربما نتوجه للرب بدون قبلة معينة...أو نتحاور معه بشكل مباشر بدون وسيط...ونعتقد أننا نملك الجرأة فلا نخاف من نار جهنم ...التي يعدونا بها كلما قلنا أو كتبنا ما لا يرضون عنه ويختمون بختم مباركتهم عليه..... لهذا آخذ على عاتقي مهمة وضع القاريء بالصورة الصادقة وأشهد المواطن البسيط على ما أقول:....لأني أحملكم للتجوال معه وأترك لكم أن تتبادلوا معه الموقع.. موقع المواطن السوري وهو يطالع صور المرشحين الأبرار!!.. ليتقدم ويختار...من منهم الأصلح والأنظف والأشرف ليحتل المنصب وينال المأرب...؟؟؟؟؟ بل حتى لا يحتار عليه فقط أن، يغمض عينيه ويرمي بأي قائمة يجدها مصفوفة أمامه في دائرة الانتخاب...فان اليانصيب سيكون على الدوام من حظ نواب عرفهم وجربهم...وخبرته فيهم كخبرة جحا بحمارته ــ مع الفارق أن جحا وحمارته متفاهمين ويقدم كلا منهما خدمة للأخر وبينهما ألفة ومحبة ــ ولنبدأ بالصفات الواجب توافرها بالمرشح المستحق للنيابة حسب قانون الانتخابات ( العصري) لسورية :ـــ
1 ــ أن يكون المرشح ابن حزب البعث وعضو عامل على أقل تقدير . 2 ــ أو أن يكون ابن أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية( انتبهوا لكلمة تقدمية ولا تغفلوها) والمنضوية حكما تحت راية حزب البعث القائد للدولة والمجتمع. 3 ــ أو أن ينتمي لإحدى قطاعات التجار المرتزقة والبليعة والمُبَلعة لأصحاب النفوذ . 4 ــ أن يحصل المرشح على شهادة حسن سيرة وسلوك ولا حكم عليه سياسيا..من أحد مخاتير فرع من الفروع الأمنية. 5 ــ أن يكون بينه وبين الشعب المعتر والفقير مسافة أميال وفراسخ ، حتى لا تتوسخ ثيابه المنشاة والمكوية والمستوردة من أحدث دور الأزياء، أو كي لا تخدش سيارته المارسيدس وتصاب بالحسد من العيون" الفجعانة" لهؤلاء المعوزين من أبناء الأحياء الآسنة ، أو المهددة بالسقوط والتدمير. 6 ــ أن يكون مدرباً وخبيرا بقول نعم ولا يعرف قاموسه سوى الختم والتصفيق، وعند الضرورة يحمل في جعبته الكلامية أحدث وأنجع الوسائل الردحية لمن تسول له نفسه الخروج عن طريق السلطة والتمرد على طاعتها أو توجيه النقد إليها...من باب رفع الصوت أو تصوره أن من حقه الاعتراض والاختلاف... 7 ــ أن تكون أوراقه الثبوتية مختومة ومصدقة بأنه خبير في السواقة والفهلوية بالتشبيح لكن بالمخفي ويعتمد الستر ( على مبدأ وإذا بليتم بالمعاصي ..) ..ويملك قناعين على أقل تقدير ..واحد يستخدمه تحت قبة البرلمان، وآخر في الحياة العامة... في حقيقة الأمر هناك شروط أخرى من المعيب ذكرها لأنها تمس المصلحة العامة وأخشى أن أتهم بأني" انشر أخبار كاذبة توهن عزيمة الأمة"...وما أنا سوى مواطنة من درجة عاشرة ...تغني في الحمام على طريقة " غوار الطوشة" ولا تطرب سوى نفسها..حين يضيق بها الكون وتغلق أمامها سبل الحلم حتى بحقها في الصراخ ...أو البوح وهي ترى مهزلة الانتخابات وتقارنها بأكثر شعوب الأرض تخلفا ..وفقرا..فهاهي موريتانيا العربية ...تجعلنا نبكي بمرارة ونعض ألسنتنا التي نشفت في الحلق ..وأصابها الخرس..وأفواهنا التي لا تفتح إلا للطعام والشخير ليلا...لأنه السبيل الوحيد للتعبير... من اجل هذا ولكل هذه الأسباب خرج صوت جريء يعترض ويرفض خوض الانتخابات ويقاطعها..صدر عن إعلان دمشق وأهله...وبنفس الوقت طلعت علينا بعض الأصوات تنتقد مقاطعة الانتخابات وتعتبرها فرصة أمام ( المعارضة) وأنه حق الشعب في الاختيار وأنه واجبه أيضا!!، وأن من واجب المعارضة أن تعـــــري الخطأ وتضع أيديها على الهفوات....هنا أقف مندهشة وأسال هؤلاء الذين مازالوا يؤمنون بحق المواطن في الانتخاب والاعتراض وواجب المعارضة في تعرية مثالب الانتخابات وقوانينها العاجزة....كل هذا وتعتقدون أنها مازالت ترتدي ثياب العفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إنها عــــــــــاريــــــــــة عارية ... حتى من ورقة التوت. ومع هذا أسأل هؤلاء السكارى بوهم الانتخاب وتضييع الفرص والحق والواجب والاختيار وغيرها من مفردات الضحك على الذات وعلى الآخر...:ـــــ ـــ هل يتساوى المواطنون السوريون أمام قانون انتخابي ولهم الحق في الترشيح والانتخاب بعد سن الثامنة عشر؟ ـــ هل يحق لأي مواطن أن يترشح دون خلفية بعثية أو جبهوية أو تاجرية أو مذهبية تتبع هذا الشيخ المطبل أو ذاك المدجل، وفي أسوأ الأحوال عشائرية تتبع مختار يبيع الماء لأهله بالقطارة ويبيع المناصب كل حسب المكانة والسعر؟!!! ــ هل الانتخابات محمية بقانون انتخابي عصري يضمن حرية الاختيار بشكل حر وديمقراطي؟.. ــ هل هناك قانون وبرامج للأحزاب المتنافسة يمكنهم تنفيذها على الواقع لا على الورق؟ ــ هل من مصداقية للأحزاب المتواجدة والمسموح لها على الساحة لدى المواطن ، لو منح الأمان على أقل تقدير بحقه في الاختيار دون خوف عليه وعلى أهله ولقمة عيشه؟ ـــ هل يستحق هؤلاء المرشحون ثقة المواطن بهم، وهل خدموه وقدموا له الكثير في الدورات السابقة ، وحققوا له قوانين متطورة ؟ ـــ هل تمكن البرلمان ( مجلس الشعب السوري ) منذ أربعين عاما تقريبا، أن يتخذ قرارات ويعدل فرمانات صدرت عن السلطة التنفيذية ،دون أن يقوم بالتصويت عليها بالموافقة فقط؟ ـــ هل قدم هذا البرلمان خطوة أو خطة معينة من أجل تحرير الجولان بأي طريق كان سلميا أم عسكريا، وهل سعى أو تقدم بخطة لتبادل وتحرير أسرى الجولان؟ ـــ هل استطاع هذا المجلس أن يضع يده على الفاسدين والمفسدين ممن نهبوا البلد.ــ..هذا إن لم يشاركوا هم في النهب ــ أو حتى تمكنوا من تسمية أحد شبيحة البلد؟ ..اللهم إلا الدورة الخاصة بخدام، واكتفوا بجعله رأس الفساد الأوحد في البلاد، بعد أن جاءتهم الإشارة من السلطة التنفيذية...مع أنهم السلطة التشريعية ، والتي ينتظر المواطن منها إنصافا وقوانيناً عادلة تلغي الطواريء والمحاكم الاستثنائية ولا تصوت بالإبقاء عليها!
لو أردت أن أكثر من هذه ال هل، وأسأل فباعتقادي أني سأخط العديد من الصفحات...لكني أترك القاريء يوجه الأسئلة بينه وبين نفسه...لأنه لن يتوجه بالسؤال لرقم هاتف غير موجود، ولا لمرشح ولا لدائرة انتخابية...بل سيتوجه للمرآة ويبكي على نفسه ومن أجل وطنه.
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنت مسلماً ذات يوم!
-
مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!
-
الطاعون العراقي!
-
نعوة بوفاة الفنان التشكيلي السوري - صخر فرزات-
-
حجاب المرأة العربية والمسلمة..هو حجاب سياسي
-
يا أنور البني...سوريتك مشكوك بأمرها!!!
-
إساءة لسمعة البلاد!
-
كل الشكر والامتنان لكم من:
-
حوار مع أبي رشا قبل الرحيل
-
لماذا لا يوجد بين مشايخنا من يشبه ال(Abbé Pièrre
-
قصة زواج الفساد ابن بطة من السيدة سلطة
-
مقامرة بوش الجديدة في العراق
-
أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
-
عدالة نموذجية!
-
خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
-
نحن والتغيير
-
بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
-
هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
-
نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
-
في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن
...
المزيد.....
-
الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
-
فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
-
صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي
...
-
التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي
...
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|