حوار مع ابو داود عضو لجنة العمل المشترك ليساريي وتقدميي العراق في مدينة كركوك

بلاغ الشيوعية

الحوار المتمدن-العدد: 563 - 2003 / 8 / 14 - 05:30
المحور: مقابلات و حوارات
    

س/ ماهي دوافعكم الرئيسية لعملكم في تشكيل لجنة العمل المشترك ليساريي وتقدميي العراق؟ وماهو هدف المظلة الذي ترونه مناسبة لعمل اليسار؟
ابوداود: ان الانتكاسات والهزائم التي اصابت الدولة البروليتارية في الاتحاد السوفيتي, كان لها اثرا بالغا على الاحزاب الشيوعية العالمية واثر سلبا على الحركة العمالية والشيوعية في المنطقة. ومنذ البدء اصبح الاحزاب الشيوعية في منطقة الشرق الاوسط والعالم الثالث تأخذ الاراء والافكار الاشتراكية البرجوازية السوفيتية المنحرفة عن مجرى الماركسية والشيوعية الثورية. بعد انقلاب الستالين على الحزب وعلى الدولة البروليتارية وتوجهه نحو انحرافات ادت الى تقوية رأسمالية الدولة وبروز وتنمية البيروقراطية في الاتحاد السوفيتي, أي ادت الى انحرافات في مجال الاقتصاد والسياسة والحزب واثرت على المعسكر الشيوعي وبالاخص المعسكر الشرقي للشيوعية.
وولد احزاب مماثلة في بلادنا وبلدان العالم الثالث أي احزاب ذيلية تتبع سياسة الاتحاد السوفيتي بدون مراعاة الظروف السياسية والاقتصادية لهذه البلدان, هذه الهزائم والانتكاسات ادت الى خلق عدة حلقات وتنظيمات يسارية ماركسية بهدف خلق بديل لهذه الاحزاب الشيوعية الرسمية التابعة لميل ونهج الاتحاد السوفيتي المبتعد عن الشيوعية الثورية. ولانه لايمثل الطبقة العاملة وانما اهداف وتطلعات برجوازية. في حينه لم تدرك الحركة العمالية بسرعة هذا الانحراف المدمر في الاتحاد السوفيتي القاضي على ديكتاتورية بروليتاريا و والمؤدي الى ارساء نظام راسمالية الدولة.
مرت الطبقة العاملة العراقية بظروف صعبة خلال فترة الثمانينات والتسعينات والى يومنا هذا, وذلك بسبب عدم وجود حزب شيوعي عمالي, يلم ويوحد صفوف الطبقة العاملة المنعزلة بسبب ابتعاد الطبقة العمالة في ميدان السياسة والعمل السياسي واستغلال الطبقة العاملة من قبل الاحزاب اليمينة سواء كان بأفكار قومية شوفينية أو بأفكار مذهبية رجعية, ان ملء الفراغ السياسي بتوجهات رجعية خلق رؤية تشاؤمية وسوداوية في صفوف الطبقة العاملة واصبحت ضحية في وقوعها تحت تأثيرات الاوامر والافكار اليمينية من القومية والمذهبية.
ان الظروف الصعبة التي مرت على العراق, من الحرب العراقية الايرانية الى حرب الكويت والى الحصار الظالم الذي دمر البنية التحية للعراق, كل هذه الامور كانت سببا في تدهور الاوضاع السياسية وخلق حالات سلبية في نفوس العراقيين.
ظهرت احزاب ومنظمات باسم اليسار, ولكنها كانت بعيدة عن الطبقة العاملة والكادحين وذلك بسبب الميول السلبية لدى اليسار من تعصبهم التنظيمي الى طروحاتهم الميكانيكية البعيدة عن الفهم الواقعي والصحيح للواقع العراقي.
الى ان جاءت الظروف تسقط فيها ابشع ديكتاتوريات العصر واصبحنا امام امر الواقع, اما الاستسلام للنظريات القومية والمذهبية الرجعية والخضوع والخنوع لهم, أو بدء بعمل يناسب الظرف الراهن حيث يخدم الجماهير العصيرة, من الطبقة العاملة والكادحين المثقفين الثوريين والعلمانيين.
ان الدافع الرئيسي لتشكيل لجنة العمل المشترك في كل محافظات القطر بما فيها بغداد العاصمة له ضرورة في تغيير الوضع نحو الاحسن، يحيث يخدم في النهاية الحركة الثورية الحقيقية.
ان مظلة لجنة العمل المشترك لم وكسب جميع المثقفين الثوريين واليساريين والعلمانيين, انسب عملٍ يخدم حركة اليسار في المستقبل, لان في ظل هذه المظلة ستنظم جميع القوى التقدمية والثورية. لكن الاراء والاطروحات اليسارية المنحرفة يبعد الجماهير في المشاركة في العمل السياسي, بسبب ابتعاده الطويل في المشاركات السياسية الايجابية.
س/ هل ان لجنة العمل المشترك هي بديل للعمل الحزبي ام انه تقوية لليسار بةجه عام؟
ان لجنة العمل المشترك في الظرف الراهن منشط لجميع القوى من اليسار والتقدميين والعلمانيين وتقربهم من البعض. ومن خلال الاتصال بجماهيرهم يستطيعون فهم الواقع ومدى استجابة الجماهير لارادتهم وطموحاتهم.
وان اللجان تستطيع عمل الكثير من النشاطات ومن رفع شعارات قريبة لطموحات الشعب والجماهير الكادحة, وتنظيم مسيرات ورفع شعارات ومطاليب تخصهم وتخص الظرف الراهن. ومن خلال هذا العمل يتم الاتصال بأفراد كفوئين ويشاركون في العمل الجدي. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية, تستيطع الاحزاب والمنظمات اليسارية الموجودة, من خلال العمل المشترك ان تتجاوز روح التعصب التنظيمي مع هذه اللجان او مع الاحزاب الاخرى, وستكون المحصلة تقريب اليوم الذي يطلبه الجميع, أي ارتقاء الحركة الاشتراكية الثورية في البلد وتشكيل حزبها الثوري.

#بلاغ_الشيوعية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات