أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....


في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتاب ذاكرة النخيل لعزيز الحاج والذي يتحدث فيه عن ذكرياته وايام نضاله في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، يروي انه كان معلماً في احدى المدارس بمدينة الكوت ، ويقع خلف المدرسة تماماً سجن الكوت الذي يُعتقل فيه مؤوسس الحزب ( فهـــد ) ، وكان قد حكم بالاعدام ابان الحكم الملكي اواخر العام 1948 وبانتظار تنفيذ الحكم ، واتفق رفاق فهد ومنهم عزيز الحاج ان ينقذوا رفيقهم من الاعدام الامر الذي جعلهم ان يفكروا بحفر نفق من المدرسة التي يدّرس فيها الحاج وبمساعدة بعض الطلاب وحتى زنزانة رفيقهم سكرتير الحزب العام ، واستمروا في عملهم اياما واسابيع من دون ان يعرف احدا بهم .

في تلك الاوقات كان مدير السجن وفي اوقات فراغه يرسل احد الحراس ليأتي له بالرفيق فهد ويجلسوا سوية يلعبوا الطاولة ويشربوا الشاي ويدخلوا في حوارات طويلة عن الكثير من القضايا ، حتى ان مدير السجن الذي كان مبهوراً بشخصية فهد سأله ذات يوم قائلا : لو اتيح لك الهروب من السجن بطريقة او باخرى فهل سوف تهرب ؟ وتجعلني اذهب الى السجن مكانك وافقد وظيفتي وعائلتي ستصبح فاقدة الاب ؟ .

فرد فهد قائلا : اقسم لك بشرفي السياسي اذا اتيحت ليّ مثل هذه الفرصة فسوف لا اهرب ابداً وانتظر تنفيذ الحكم عليّ ..

وبعد ايام تمت عملية استكمال حفر النفق والوصول الى زنزانة الرفيق فهد ، كان الوقت مساءً وكل شيء على ما يرام فثمة سيارة تنتظرهم في باب المدرسة لكي تقلهم الى مكان ما ، فعندما دخلوا على رفيقهم قالوا له : السيارة بانتظارك في الخارج لتنقلك الى المكان الآمن ايها الرفيق .

فقال لهم فهد : لقد اعطيك كلمة شرف بالقيم والمبادىء التي نحملها ونناضل من اجلها الى مدير السجن ان لا اهرب لو اتيحت لي الفرصة ..

فآثر الذهاب الى المشنقة بشجاعة وقوة ورجولة قلّ نظيرها ، وأبى ان يهرب ليترك مدير السجن عرضة الى الاعتقال وتحطيم مستقبله !!

بهذه الاخلاق الراقية وبهذه الشجاعة النادرة استطاع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ان يعيش بضمير العراق وان يبني مجده ويشيده داخل قلوب الفقراء من الطبقة العاملة ، لا ان يبني قصراً او جاهاً من اكتاف البسطاء ويفرضه بالقوة والجبروت الذي هو آيل للزوال لا محالة ..

وها هو شهر آذار الحالي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مولد الحزب الشيوعي العراقي يعيد لنا ذكريات فهد ورفاقه ونضالهم الذي لا يضاهيه نضال على مدى اكثر من سبعين عاما ..

ولا اعرف بالتحديد كيف ارتبط شهر نيسان بتاريخ ولادة حزب العفالقة القتلة , الحزب الذي جلب الويلات والمصائب للعراق وهذا الشهر هو موسم الربيع الجميل وتفتح الحياة بطريقة حقاً ينذهل لها الانسان ويحس ان الحياة فعلا جميلة وتستحق العيش ..

لكن عندما ولد البعث العفلقي اصبح الناس يكتفون بشهر أذار ربيعاً لهم كونه شهد في اخر يوم من ايامه ولادة الحزب الشيوعي العراقي , ذلك الحزب الذي اعطى من التضحيات الجسام التي لا تصدق على يد الحزب العفلقي الهمجي المولود في السابع من نيسان ولكن بعد ثلاثين عاماً من ولادة حزب " فهد "
او يوسف سلمان يوسف .

وكم حاول البعثيون ان يمحوا و يطمروا الشيوعي لكنهم فشلوا فشلاً ذريعا في ذلك , وكيف لا وقد قال عنه حسن محسن عوينه يوم اعدامه:

حصن حزب اشاده فهدُ فكيف تستطيع هدمه قردُ

واليوم نشاهد حزب فهد مازال عالياً ويحاول الامساك بنجوم السماء , كما كانت تنصب اليهم المشانق العاليات من قبل البعثيين السفلة الذين فضح الله عهرهم والبسهم ثيابا رثة ووجوه سوداء الى يوم يبعثون ..

وبعد ان هدمت التماثيل التي كانت ترعب فينا كل دواخلنا واحاسيسنا اصبح البعثيون يختبأون كالجرذان في كل زاوية وفي كل جحر , لكنهم اثبتوا عن حقارتهم وجيفهم الخسيسة بما ارتكبوه من فواجع مؤلمة بحق الشعب العراقي وقد شاهد العالم بأم عينه وحشية ما اقترفه النظام من سجون سرية ومقابر جماعية اقشعر لها بدن كل انسان يقطن هذا الكوكب المسمى بالارض..


والعراق اليوم اذ ينفتح على العالم بطريقة مذهلة ليواكب التطورات التكنلوجية بعد ان تاخر عنها ثلاثة عقود بسبب الممارسات القمعية التي كان محاطا بها من لدن النظام العفلقي الهمجي , اصبح الان يقفز قفزات سريعة اهلته لان يلحق بعجلة الزمن ’ بعد ان كنس بمكنسة كهربائية ومن النوع الكبير جداً وتعمل بقوة المحركات الجبارة من الساحة العراقية حزب البعث الذي جثم على صدورنا سنوات طويلة .. فبينما يحتفل الشيوعيون بعيد ميلادهم الثالث والسبعين امام الملأ بعد تلك القوافل الكبيرة من شهدائهم الذين سقطوا في غرف التعذيب والاعدام التي كانت تنصب اليهم من قبل البعثيين الاوغاد , تخرج علينا بؤر الارهاب الهمجية لتحاول خلخلة التوازن في الشارع العراقي من خلال احداث التفجيرات وقتل الابرياء من المدنيين في مناطق مختلف من العراق , كي تنتقم وتثأر لفلول البعث الذي كنا نسمع ونقرأ شعاراته دائما بانه البعث الصامد , لكنه لم يصمد ولو ليوم واحد , يا للمهزلة لهذا البعث ...

عندما كنا في المدارس الابتدائية كانوا يقرأوا علينا بيت الشعر التالي :

بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم

لقد صدق شاعرهم هذا في صدر البيت الشعري , حيث شيدوا هذا الحزب على جماجم الابرياء , باعداماتهم اليومية ومجازرهم الوحشية المستمرة ؟

لكن الشاعر البعثي صاحب هذا البيت والذي لا اتذكر اسمه الان قد خاب ظنه في عجز البيت , فالدنيا مازالت مستمرة ولم تتهدم , انما قد تهدم البعث واصبح في خبر كان ؟؟

يا للعار ايها البعث الصامد !
ويا للعار ايها البعثيون الاوغاد !
سحقاً لكم , وقد سحقتكم عجلة الزمن من دون رحمة

بينما يحتفل الشيوعيون اليوم بميلادهم الثالث والسبعين مرفوعي الروؤس
ليرشوا الورود فوق قبور فهد وحازم وصارم وغيرهم الالاف من المناضلين
وليكتبوا تهانيهم فوق قبر سلام عادل ، ذلك البطل الذي اذاق في زنزانته شتى انواع التعذيب ، حتى قلعوا عينيه ، وكان شامخاً ولم ينل منه احد ، حتى استشهد ليكون مثالا كبيراً على الصمود والتحدي من اجل القيم والمبادىء العليا السامية ، وسار الكثيرون على دربه ..

ويمضوا بدربهم درب الحرية
من اجل ان يتحقق السلام في هذه الارض
ومن اجل ان لا نمشي بدروب الظلام المستبد
الظلام الدامس
آه من الظلام , لقد انتهى الان ،
لكن ثمة عقبات ستزول حتماً ...



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة : سلاما على اهلكِ الفقراء
- فيزياء الاتجاه المعاكس
- رثاء الى شارع المتنبي
- المعلم
- فيزياء الطنطل
- العراق الى الهاوية
- هوفارد ريم / صوت النرويج الهامس
- مسكين يا وطني الجريح
- قلبي معكِ يا بغداد الحبيبة
- خليل الرفاعي وداعاً
- رجال الخردة
- من ينتصر لدماء الابرياء
- عقيل علي وشتاء النقود
- كمال سبتي والبلاد
- وهج الشعر
- فوبيا
- كمال سبتي ، فجعتنا برحيلك
- مصفحات / 5
- في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة
- عواءات العراق


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي