أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنه إسفين بين الشعب و جيشه














المزيد.....

إنه إسفين بين الشعب و جيشه


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحديث عن الأفق المحدود لمبارك الأب، لن يكون جديدا، فالكثير إستفاض في ذلك منذ كان نائبا للرئيس، و لم يكن إسم البقرة الضاحكة الذي أطلق عليه من قبل الشعب المصري، إلا ترجمة لذلك، وتلك المحدودية التي تزداد إتضاحا عند مقارنة سيادته مع كل من عبد الناصر أو السادات، فكلاهما - قبلناهما أو رفضناهما- كانا من ذوي الرؤى سياسية، أو بتعبير أخر، لهما فلسفة في الحكم، تكونت عبر التحصيل الشخصي و تراكم الخبرات، و كان الحكم لهما بالإضافة إلى إنه موقع ذا منفعة، إلا إنه كان لهما أيضا وسيلة لتطبيق فلسفتهما في الحكم و أهدافهما من أجل مصر، لهذا تركا بصماتهما – الإيجابية و السلبية – على المجتمع المصري لليوم، و قد ترجم ذلك في وجود تيارين سياسيين مصريين اليوم يمثلا فلسفة عبد الناصر و السادات.
مبارك عكس كل هذا، ليس له رؤية شخصية يرى تطبيقها من أجل مصر، همه الوحيد هو البقاء في الحكم و تأسيس أسرة جمهورية وراثية حاكمة، فالحكم ليس لديه سوى مغنم، و كثيرا ما تباهى بإنه لا يحب القراءة الحرة، برغم تباهيه بأنه يعمل أكثر من أي فرد في الشعب المصري، حسب بعض تصريحاته، لدرجة أن قال أكثر من مرة: لو أن كل أفراد الشعب يعملون كما أعمل لما كان حال مصر كما هو، و لكن سيادته – و بالتأكيد لإنه شخص لا يهوى القراءة – جهل أن بعض الوظائف، لا يهم فيها عدد ساعات العمل، إذا قورنت بأهمية القدرة على توليد أفكار جديدة، و إستنباط حلول غير تقليدية لمشاكل مزمنة، كما فعل كل من محمد علي و عبد الناصر و السادات، و خير مثال من الأفضل ذكره في هذا المقام، هو مثال السادات لأنه إتصف بأمرين، إنه كان صاحب نظرية فضلا عن إشتهاره بالعمل لساعات محدودة في اليوم، حسبما كتب الكثير ممن تعاملوا معه، و لكن بكل تأكيد ستبقى بصمته، أحببناها أم رفضناها، أمدا طويلا على التاريخ المصري المعاصر.
لكن مبارك، و رغم كل هذا لا يجب أن يتعامل، بضم الياء، معه على إنه شخص غبي، فمن يستطيع أن يجلس كل تلك الفترة على كرسي الحكم المضطرب في مصر، و ينجو من ستة محاولات للإغتيال، و عدة محاولات إنقلابية عسكرية، و يحطم المعارضة المصرية المدنية، ليس بالشخص الغبي، أو النائم على أذنيه كما كانت بعض الهتافات تصفه في عام 2005.
مبارك يدرك الخطر القائم من الجيش، بعد أن كبل الشعب بالخوف، و ألهاه بالفضائح، و جعلنا في بحثنا عن الرزق، ندور كما يدور الثور - المغمى العينين - في الساقية أو الطاحونة، لم يبق إذا – حسبما يرى – سوى الجيش، و الشعب الذي هلل من قبل للجيش عندما خرج، مرتين، مع عرابي في القرن التاسع عشر، ومع و عبد الناصر منذ نصف قرن تقريبا، و كانت ظروفه الإقتصادية، في المرة الأخيرة أفضل بكثير مما هي عليه الأن، ربما لن يكتفي بالتهليل و الهتافات الحماسية هذه المرة، بل ربما حمل دبابات الإنقلابيين الجدد على كتفيه سعادة بقدومهم.
لهذا كان يجب – من وجهة نظره - الوقيعة بين الجيش و الشعب، بشرعنه مبدأ المحاكم العسكرية، و التي ستصبح بمثابة بذرة شجرة الكراهية و عدم الثقة بين الشعب المصري و جيشه، أو الإسفين الذي يباعد بين الطرفين، و بداية لتقويض سمعة الجيش المصري في نظر المواطن المصري، تلك السمعة الطيبة التي لازال يحظى بها الجيش، في مقابل السمعة السيئة التي تتمتع بها الشرطة، و كافة الأجهزة الأمنية.
مبارك بنى جيش خاص موازي للجيش المصري، إنه الحرس الجمهوري، و الذي لا يقل في تسليحه عن ألوية الجيش المصري المدرعة، و يتمركز في معسكرات تطوق مداخل القاهرة، ذلك الجيش الخاص، هو له و لافراد أسرته بمثابة الحائط الذي سيستند عليه في الملمات، حين يجد الجد، و يصبح العرش في خطر الضياع الجدي، إنه السلاح الذي به ستقمع به الأسرة المباركية أي محاولة إنقلابية جادة، أو ثورة شعبيه، هكذا يظنون.
مبارك لا يريد للشعب أن يدخل شريكا مناصرا للجيش، في أي معركة قد تدور في المستقبل بين الحرس الجمهوري و الجيش، خاصة مع حالة التوتر القائمة بين كل من الحرس المباركي و الجيش المصري، مبارك يريد للمواطن المصري أن يظل جالسا في بيته، معتبرا أن كل من الأعداء.
لهذا فإن على الجيش المصري اليوم، واجب، أن يرفض تسيسه، و أن يرفض أن يتخلى عن تقاليد العسكرية المصرية العريقة، فيرفض أن يتحول إلى كرباج يلهب ظهر الشعب، ليحمي لصوص الأمة.
إنها ليست دعوى لإنقلاب، كما يتمنى البعض، فالأمل الوحيد و الجاد هو في الشعب المصري، و إن تأخرت يقظته، و لكنها دعوة لحفظ دور الجيش و لحفظ صورته، كحامي للوطن.
الجيش المصري الذي حارب حرب التحرير الأولى مع أحمس الأول، و سطر روائع من المجد مع تحتمس الثالث، و شيشنق، و أبسماتيك الأول، و أحمس الثاني، و البطالمة، و صلاح الدين، و قطز، و بيبرس، و محمد علي، و السادات، و غيرهم كثيرين، و كان دائما درعا للوطن، لا يجب أن يتحول إلى حصن للطغاة.
إنها دعوة لرفض أن يحيد الجيش المصري عن دورة الحقيقي، فيتحول إلى مجرد جهاز أمني أخر، رديء السمعة، لينضم للأمن المركزي، و مباحث أمن الدولة، و المخابرات العامة، مثلما هي دعوة لأن يأخذ الشعب المصري دورة الحقيقي، كمحرر لنفسه.
البطل القادم – كما كان أبدا – هو المواطن المصري، أما ضباط الجيش فمكانهم ثكناتهم، لا القصر الجمهوري، و لا منصات المحاكم.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك
- مارية المغربية رأيتها، فأين المصرية؟
- زغلول شيعي، و كيرلس سني، هذا ما يحتاجه العراق
- لا لمكافأة الطغاة، و نعم للتحدي
- الخطوات اللازمة قبل إلغاء معاهدة 1979
- عندما يتوقف تعليم رئيس مبكرا
- هل من المصلحة إختفاء إيران كقوة؟
- بعث قانون العيب في ذات الملكية، إنتصارا لنا
- نريد محاكمة شعبية لمبارك
- أقتل ثم أدفع، مادام القتيل مصري
- حتى في أزمة الدواجن إبحث عن الديمقراطية الغائبة
- هل هذه هي الدولة التي نرغبها؟ الكفاءة في مصر
- الثورة ضرورة و ليست طاعون
- نعم تحرري مدني، و لكن لا أحب أمريكا
- جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنه إسفين بين الشعب و جيشه