أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!














المزيد.....

-قمة التضامن العربي-.. مع بوش!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1866 - 2007 / 3 / 26 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    



حاروا في تسميتها، فاستحسنوا، أخيرا، "قمَّة التضامن العربي"، تسميةً للقمة العربية المقبلة في الرياض، فـ "تضامُن العرب" ، ولو على مستوى الحكومات والزعماء، هو أمرٌ يقع في نفوس المواطنين العرب موقعا حسنا، وإنْ مُنِعوا دائما من أن يمارسوا هُمْ التضامن العربي، وكأنَّه، مع الشقاق العربي، حقٌّ لأولي الأمر منهم فحسب. على أنَّ "التضامن العربي"، على مستوى القِمَم، لا يمكن فهمه إلا بحسب "منطق التضامن"، فـ "مع مَنْ، وضدَّ مَنْ" هذا التضامن العربي؟ بعضٌ من إعلامنا العربي لم ينجُ من "تناقض المنطق" في موقفه من قمة الرياض، فَبَعْد "العنوان (الصحافي) العريض"، وهو "قمة التضامن العربي"، جاءت عناوين تفصيلية من قبيل "معسكر الاعتدال" يبلور موقفا موحَّدا.."!

وهذا إنَّما يعني أنَّ "قمة التضامن العربي" في الرياض تتألَّف من معسكرين ("معسكر الاعتدال" و"معسكر التطرف") وأنَّ أحد المعسكرين، وهو "معسكر الاعتدال"، قد بلور موقفا "موحَّدا".. في مواجهة "معسكر التطرف"!

أمران أعرف أحدهما الآن؛ وأنتظر نتائج قمة الرياض، النظرية والعملية، لمعرفة الآخر، فالأمر المعروف الآن هو أنَّ قمة الرياض هي قمة التضامن العربي مع الرئيس بوش الذي هو في أمسِّ الحاجة الآن، أو من الآن وصاعدا، إلى من يمد له يد العون والمساعدة؛ أمَّا الأمر الذي لم يُعْرَف بعد بما يكفي من الوضوح فهو "ضدَّ مَنْ" ينشأ هذا التضامن.

إدارة الرئيس بوش تُفَضِّل، على ما يبدو، اللعب في ملاعب "اللجان الرباعية"، التي علَّمَتْنا تجاربها التطيُّر بها، فبعد "اللجنة الرباعية الدولية"، التي أضافت "حصاراً" إلى "الاحتلال"، اسْتُحْدِثَت، أو اسْتُنْسِخَت "اللجنة الرباعية العربية السياسية ـ الأمنية"، التي تريد لها رايس أن تكون المطبخ الذي يطبخ فيه التضامن العربي السياسي ـ الأمني مع تلك الإدارة التي ستُغرِق معها كل مَنْ دَعَتْهُ إلى أن يحاول إنقاذها من الغرق في مستنقع، خلقته لنفسها بنفسها.

لقد نُفِثَ في روع الزعماء، حتى ينفثوا في روعنا، أنَّ إدارة الرئيس بوش هي الآن، حيث الغرق يشبه قدرا لا مهرب لها منه، كبقرةٍ حلوب، تَنْتَظِر من يحلبها له، فإذا أتقن الزعماء العرب "لعبة حلبها" فسوف يبلغون الغاية التي ينشدون، وهي حَمْل تلك الإدارة على أن تحلب إسرائيل لِمَا فيه مصلحة السلام الذي يسعى له الفلسطينيون والعرب.

ولكن، قبل الحَلْب العربي، ومن أجله، لا بدَّ أوَّلا من أن تعطي قمة الرياض لإدارة الرئيس بوش ما ترى فيه تلك الإدارة مساعدة حقيقية لها في أن تنجح حيث فشلت (العراق) وفي أن تنجح حيث تريد أن تنجح (إيران، ولبنان، وفلسطين). ومقياسها للنجاح إنَّما هو تغيير ميزان القوى الانتخابي والسياسي الداخلي بما يبقي البيت الأبيض جمهوريا بعد مغادرة الرئيس بوش له. وأحسب أن ليس من عاقل يمكن أن يشكَّ، أو يُشكِّكَ، في حقيقة أنَّ كل حلٍّ تستصلحه إسرائيل هو من الأشياء التي يمْكنها أن تساعِد في تغيير ميزان القوى ذاك بما يتَّفِق مع مصلحة الجمهوريين (وإدارة الرئيس بوش نفسها) في الإبقاء على البيت الأبيض جمهوريا.

ولكن، كيف يمكن أن تساعِد قمة الرياض في هذا؟ ليس من خلال "تعديلها" لـ "مبادرة السلام العربية"، فـ "النص" يبقى على ما هو عليه، فالزعماء العرب لن يتمكَّنوا من مساعدة إدارة الرئيس بوش إنْ هي لم تساعدهم في الحفاظ على "هيبة النص".

لقد دلَّتهم رايس على الطريق، فهُم أوَّلا يُظْهِرون "مزيداً من المرونة" في الموقف من بعض الشروط والمطالب الإسرائيلية، في خارج نص "المبادرة"، أي في "القرارات"، و"الإعلان"، و"البيان الختامي". وبَعْد هذه الإضافة لهذا القدر من "الدبلوماسية النشطة" إلى "المبادرة"، تتولى رايس إقناع الحكومة الإسرائيلية بأنْ تقف موقفا إيجابيا من "المبادرة"، فتبدأ، إلى جانب المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، محادثات عربية مع الدولة اليهودية، توصُّلاً إلى شيئين: الاتِّفاق على ما كان، أو ما زال، محل خلاف من "المبادرة"، و"تنشيط" التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، بشيء من "التطبيع" العربي للعلاقة مع الدولة اليهودية، فـ "التطبيع" يبدأ قبل (أي في أثناء التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين) تلبية إسرائيل لشرطه المنصوص عليه في "المبادرة"، على أن يكتمل بعد ذلك.

وفي أثناء التلهي العربي بهذه "العَظْمَة"، أي "عَظْمَة السلام"، تعطي الدول العربية لإدارة الرئيس بوش كل ما تحتاج إليه من مساعدة لتنجح حيث فشلت، وحيث تريد أن تنجح، فالعرب يدفعون عاجلا، وتلك الإدارة تدفع آجلا، إنْ بقي في مقدورها أن تدفع، فكلَّما اشتدت حاجة الولايات المتحدة إلى وقود عربي لحروبها صوَّرت لنا تلك الحروب على أنَّها الطريق إلى السلام الذي ننشد!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!
- جمهورية -العائلة المقدَّسة-!
- -مبادئ الرباعية- في -البيان الوزاري-
- من أجل هذا النمط من -الجماعية-!
- قطار سلامٍ سكَّته -التطبيع-!
- الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!