أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة














المزيد.....

تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس فقط لأن تشيخوف كاتبي المفضّل,وتربطني به علاقة عاطفية, بدأت مطلع شبابي في دمشق,ويستمر معي في اللاذقية وجبلة كصديق حميم,أستمدّ من كتاباته ونمط حياته الفريد بعاديّته وبساطته _ طاقة روحية ووجدانية_ تعينني على تحمّل فقر العيش وفقر العقول والأرواح ,التي تزدحم بها حياتي الخاصّة والعامّة. لقد وجدته فترة احتكاكي الخشن بالمرض والعجز الشامل, خلال تنقلي بين المشافي العمومية, حيث المناخ التشيخوفي بإطاره وتفاصيله هو نفسه في المدن والبلدات السورية طبق الأصل عنه في مثيلاتها الروسية.
ما يزال الموقف التشيخوفي حسب معايشتي وقراءاتي_رائدا وطليعيا وكاشفا_ في الوقت نفسه يحفظ الكرامة الإنسانية,إن كان للتعبير معنى محددا,من خلال احترام عالمي الداخل والخارج للكاتب وللقارئ معا. هو من بقي على الدوام في منتصف المسافة تماما,وبعبارة أوضح الموقف المعرفي الذي انتهجه ورسّخه عبر مئات النصوص, ما يزال متعذّرا على أحياء اليوم وكتاب اليوم, العاطفة والتفكير جناحا الإبداع والإنجاز, والطريق القويم إلى الاستنارة.
والسؤال الذي تطالبنا به حياة وكتابة تشيخوف:
كيف تتعامل مع الكآبة والضيق طوال الوقت, وتحافظ على الرصانة والاتزان العاطفي, ولا يكون ذلك على حساب المسؤولية الجوهرية في الحياة_المساهمة في صيانة الكرامة الإنسانية_ بشكل مباشر أو من خلال تجنّب المشاركة في الصراع الكلبي على الفتات, منبع الشعور بالخزي أو انتقاص التقدير الذاتي وفقر الخيال, والنتيجة التحقير الذاتي والمتبادل؟!
*
كيف تتعامل مع الكآبة والقلق؟
أتفق مع تصنيف الدوافع بالنسبة للبالغين, مع اختلاف الترتيب بين شخص وآخر:
_ العلاقة بالعمل والإنجاز
_ الحاجة للانتماء
_ العلاقة مع الصحّة الجسدية والنفسية
_العلاقة مع الجنس, الآخر أو الشبيه
_ العلاقة مع السلطة والثروة والنفوذ
_ العلاقة مع القوانين والأعراف
_العلاقة مع أوقات الفراغ واللهو والتسلية
.
.
.
لكنها ليست المحدّد, لا الأول ولا الأساسي, في نمط العيش الفردي والفريد الخاصّ بكل منا, ذلك يتحدّد بداية في العلاقة الشخصية مع الكآبة والقلق والخوف والمرارة والغضب_ أسس الشخصية ومراجعها الأعمق. لقد كان تشيخوف واعيا ومدركا بأن الدمى التي تلعب وتتحرك فوق المسرح المحلّي والعالمي,إن هي سوى لعبة ظلال وحركات, في تمجيدها أو إدانتها خداع بصري ومعرفي, على حساب الأصالة الفردية دوما, وكلمة السرّ أسطرة الذات..... وأقنعتها.
*

لا أعتقد تشيخوف كان ليتخيّل,أن يقرأ ويحترم ويحبّ إلى هذه الدرجة, هو الذي تجنّب دوما موضوعات الإثارة المباشرة في الجنس والدين والسياسة, وكان لديه دوما الوقت الكافي للاهتمام بقضايانا الصغيرة, مع ذلك الاحترام البوذي للحياة, بضعفها وهشاشتها وخروجها المستمر عن دوائر المنطق والنظم. لقد تجنّب التهكّم والوعظ واحتفظ ببسمة الطبيب ورقّته.

متى كانت الحياة(في الآن وهنا) مركز الاهتمام, في أي دين أو عقيدة أو مذهب فكري!؟
ما تزال الواجبات بصيغها الكثيرة,تسحق هذا الموجود البائس, الذي وضعه تشيخوف في المركز, عاريا, دون تزيين أو تزييف, مع قلقه ومخاوفه ورغباته المباشرة وجها لوجه.

التراتبية....الحالة الخاصّة في توزيع الأدوار. بعد نسيان أنه فرض اعتباطي حدث في الماضي,ولا مبرر للخضوع له,عدا الغفلة أو الخداع, تدعمه قوانين الوراثة(كابوس المعرفة) من أكثر ما فضحه الموقف التشيخوفي. بقي في الخارج وابتعد عن كلّ التحيّزات المسبقة, ذلك لا يحدث بطريق الصدفة أو بشكل اعتباطي, في عالم قائم على الثنائيات,وفي مقدمتها الجنسية والعرقية, وهي من الشمول والقدم, التي تمكنها من تحويل بعض معارضتها, إلى مصادر تغذية عكسية, ترسّخ النظم القائمة وتدعمها.

التمييز العنصري كابوس متجدد يخرج بممارسات غريبة وجديدة, لن تعدم غطائها الفكري, ما دام الجهل والتعصّب قاطرة مدنيتنا وحضارتنا.
أكثر ما يحسب لمجاذيب جبلة,الإعراض الكامل عن منطق الثنائيات, لا تمييز لا تحيّز مسبق, كأن اتفاقا مضمرا جرى تداوله وتبنّيه: تنتهي ظاهرة أو ممارسة ما بإهمالها.

*

السؤال والتساؤل الحي مع تشيخوف, فشل علاقته بالمرأة, من بعض جوانبها مصدر عزائي الشخصي, وهذا ما يجمعه بمجاذيب جبلة , ويرفعه إلى أعلى القائمة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجاذيب جبلة_ثرثرة
- عودة إلى العالم الواقعي_ثرثرة
- على هامش المدن المتعبة_ثرثرة
- يوم ياتي_ثرثرة
- صباح الخير يا بيروت_ ثرثرة
- في العصاب السوري أو الدفاعات السحرية_ثرثرة
- الخلفية والهوامش_ثرثرة
- الموت في عالم الداخل_ثرثرة
- حياة في المجهول_ثرثرة
- أيام مكررة ومليئة بالعدم_ثرثرة
- الحياة في اللامرئي_ثرثرة
- أدونيس أمامكم وأمشي في اتجاه آخر_ثرثرة
- في الحياة الماضية_ثرثرة
- ثرثرة_حديث الرغبات.... والعيش في الواقع
- عاد الربيع يا خديجة_ثرثرة
- موقع في العالم.....ثرثرة
- العربية وقتل الأبناء_ثرثرة
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(2_2)_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(1_2)ثرثرة


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تشيخوف في جبلة واللاذقية_ثرثرة