معقل زهور عدي
الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:49
المحور:
الادب والفن
غريب أنت في العشق ...
متفرد مثل شجرة في صحراء ..
كيف وقعت في حب مدينتك ...
وأصبحت في خيالك كحورية ..
تتلفت حين تمشي في الشوارع ..
تكلمك الأزقة ، وحجارة القناطر ..
تدخل من باب النهر ..
لكنك لاتجد طريقا كي تخرج من أسر النهر ..
وعفاريت النهر ..
حين تضع رأسك فوق الوسادة ..يغدو ليل المدينة تحت جناحك ..
تستيقظ فتنساب اليك مع الصباح كل الذكريات المنسية ..
أشعر أني أمسك بقبضة يدي على لؤلؤة ..
وحين أكون خارج مدينتي ..
أشعر أني قذفت في الفضاء الفارغ ..
حيث لاشيء سوى العتمة ..
لا أعود أتعرف على أصابعي ..
وتتعثر نظراتي ..
تنكرني دروب المدن الأخرى ..
تعبس في وجهي ..
أما دروب مدينتي فتتمايل وترقص أمامي ..
تعرفني حجارة الأبنية العتيقة ..
وأشجار النهر ..
تعرفني التلال ..
والأزقة المتلاصقة حيث لاينتهي الحب ..
عالم من الحلم ...
يدخلني في نشوة غامرة ..
حين أسكن لمدينتي ..أدخل لمخدعها ..أبوح اليها بأسراري الصغيرة ...وأندس كطفل رضيع ..
يتلمس دفء صدر أمه ..ويشم رائحة الحليب الطازج .
سوف أموت حين أبتعد عن مدينتي ..ثم أموت ..ثم أغرق في عذاب لاينتهي ...
لكن اذا مت في مدينتي ..
ودفنت هناك في ربوة قريبة منها ..
حيث يحمل الهواء الي ..
صدى ضحكات الأطفال ..
وأصوات الباعة ..
وأذان الفجر ..
فروحي ستغرق في سعادة أبدية ..
#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟