أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل الاطرقجي - غدا سأضع أمضائي في سجل الغجر














المزيد.....

غدا سأضع أمضائي في سجل الغجر


كامل الاطرقجي

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 07:10
المحور: كتابات ساخرة
    


نص
ما إن دخلت الدائرة من جهة الاستعلامات الغاصة برجال الحمايات الذين لا اعرف يحمون من فهم يتكدسون جماعات جماعات ويطالعون في أجهزة الهواتف ألنقاله ولا اعرف السر والترابط الحميم بين رجال الحمايات والسيطرات يالاجهزه ألنقاله وهم يرتدون أزياء ما أنزل الله بها من سلطان منها الأزرق والحاكي والفوات الخاصة تشعر انك في ثكنة عسكريه أو في جهاز للأمن في زمن الطاغية المقبور0

لا ادري كيف اجتمع كل هؤلاء في دائرة بسيطة لاتقدم إلا الخدمات0
وضعت توقيعي في سجل الدوام اليومي وأنا اشطب يوما من خدمتي الوظيفية وإنا في انتظار قانون التقاعد الذي يخصم عشرون في المئه من مرتبي والذي طال انتظاره 0

جلست على منضدتي ورحت أتطلع من الشباك الذي يطل على باحة الدائرة وجوه لا اعرفها بالرغم من مدة خدمتي الطويلة نساء تخرج رجال يطلون برؤوسهم علي ويرمقوني بنظرات باردة كأنهم يعرفون بأني لست ضالتهم المنشودة فيصدون عني بسرعة وأنا لا اعرف هل أني الموظف الجديد أم هم لكن ( من يعرف فطيم بسوق الغزل ) كما يقول المثل العراقي0

بعد وهله حدثت حركه غير طبيعية رأيت أناسا تقف بمحاذاة الجدار كأنهم يتحاشون شيئا ما أو إن قصفا بالهاونات سيحدث او ربما حدث وأناسا آخرون اخرجوا هواتفهم ألنقاله وهنا تذكرت من جديد ماهية العلاقة بينهم والهواتف ألنقاله لكني لم أجد جوابا شافيا0

آخرون هرعوا إلى الباب الخلفية ( الكراج) عرفت من هذه الحركة التي تتكرر يوميا إن السيد المدير العام قد دخل الدائرة ( وشدو روسكم يكر عان )

وكموكب رئيس الجمهورية سابقا تطل عليك الدراجات النارية أولا ثم الموكب ولا تعرف السيد الرئيس بأية سيارة هو جالس0

يطل أولا أولاد السيد المدير العام وهم رأس حرب’ الموكب ببدلاتهم الأنيقة والكنزات الجلدية وبوجوه قاسيه تعلوها نظارات سميكة داكنة يحملون باليد اليمنى الكلاشنكوف والأخرى رفيقهم الجهاز النقال0

يأتي بعدهم رجال الحماية وهم يتراكضون ويحيطون سيادته من كل حدب وصوب وهو يتوسطهم ( كالعريس) ببذلته الانيقه ينقصها ربطة العنق طبعا يمشي بهدوء لا مثيل له وخطوات بطيئة÷ تشبه÷ إيقاع‘ جنائزي وجه مذهول كأنه لا يصدق ما يحدث لحية رمادية محدده على وجنتيه بشكل متقن ويداه تعبثان بمسبحة سوداء ووجه يفتعل الورع والتقى ويتكلم بهدوء مبالغ فيه كانهالهمس بل أن بعضهم سحب يده لتقبيلها لكن الرجال والحق يقال تمتم استغفر الله وسحب يده بهدوء0

توسط الساحة ثم وقف كأنه يريد إن يقول شيئا وبخفة النمر وشراسته هرول إلى جانبه ولده البكر وهمس في أذنه شيئا وراح يدون ما يقوله السيد الوالد في دفتر ملاحظاته ثم مضى في طريقه وسط هاله من الأبناء والحراس حيث مكتبه0

بعدها بساعة تكدس الأبناء والحراس أمام غرفة مدير الحسابات والمحاسبون وهم يمسكون أوراقا وشيكات قسم يدخلون ثم يخرجون وهم يعدون أوراقا حمراء وخضراء وكثيرا ما يحدث ذلك بحضور عرابهم السيد مدير التجهيزات0

هناك موظفون محسوبين على السيد الرئيس عفوا المدير العام يتربصون كالفهود بالمراجعين اللذين يبحثون عن التعيين يدخلون معهم سجالات جاده لكن بلغة الاشاره ويتصاعد العرض والطلب حتى يتقاطعا في نقطة تحديد الرشوة وتتم ألصفقه بنجاح منقطع النظير0

ثم يبدأ الدوام الحقيقي علب كارتونيه من مختلف الإحجام تخرج وعلب أخرى تدخل ومدير المشتريات مشغولا إلى أذنيه في الشراء وإيصال المشتريات إلى المخازن ألمنزليه كل حسب استحقاقه حسب ولائه وأبناء المدير العام والمحاسبون ومديرهم منهمكين بإنجاز مهمة توقيع الشيكات وخصم عمولتهم المناسبه0

الموظف الذي لا يجد في بيته لترا من النفط المواطن الذي يقضي معظم نهاره في محطات تعبئه الوقود ويعد راتبه دينارا دينارا ليوصله إلى رأس الشهر والذي يناضل بعد خروجه من الدوام للحصول على اسطوانة من الغاز ليذهب إلى الجحيم في الوقت الذي يزداد ورع المدير العام الذي يتناسب طرديا مع نمو كرشه ورصيده0
هذا ما يحدث في مديريه
كيف يا ترى ما يحدث في وزارة
وكيف ما يحدث في0000000

عذرا سادتي سأشطب غدا يوما أخر من سنين خدمتي وسأضع إمضائي غدا ليس في الاستعلامات بل سأضعه في سجل الغجر



#كامل_الاطرقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزان أدم الى الشهيد الشيوعي عادل تركي
- احزان أدم
- ومضة كالبرق..الى (الراحل عزيز السماوي الشاعرالفذ)0
- مرة في سجن الطاغيه
- ولدي يساريا
- اسعد انسان في الجنه
- اصدقائي اليساريون
- أمرأه من حي الصفيح
- خسارة عراقية ....
- خساره عراقيه
- كزار حنتوش ستبدو الايام بعدك رديئه
- كزار..ستبدو بعدك الايام رديئه
- تداعيات لعام 2006 وداعا


المزيد.....




- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل الاطرقجي - غدا سأضع أمضائي في سجل الغجر