أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاديا سعد - عيد الأم.. الصورة المزيفة














المزيد.....

عيد الأم.. الصورة المزيفة


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 13:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يثير حفيظتي في مثل هكذا عيد الإعلانات، واليافطات العريضة عن تقديس المرأة الأم، وبنفس الوقت مجمل الفلسفة الثقافية المتناقضة التي نتكئ عليها عن المرأة الأم، ووضعها داخل إطار من الصعب كسره في أذهان أفراد المجتمع.
فأنا ومنذ الصغر رأيت بأم عيني بعض الاعتداءات من قبل أبناء تجاه والدتهم، وأزواج تجاه زوجاتهم، ثم كانوا هؤلاء أنفسهم ينافسونني بتقديم الهدايا في عيد الأم، والدتي التي وجدت فيها مثالاً عن:
- المرأة الذكية من غير سذاجة.
- معطاءة من غير بله.
- قادرة على بناء أسرة متماسكة من غير ضعف.
ما كان بيدي الحيلة ولا الوسيلة، أو المحاكمة العقلية، التي تفضح هذا النفاق الغير معلن عن الهدايا الثمينة وقيمتها.
إذاً لا بد قبل تقديم الهدايا، أن نطرح على أنفسنا عدد من الأسئلة:
- كم هم عدد الأشخاص، الذين فكروا بالمرأة إنساناً لها متطلباتها الروحية والجسدية قبل أن يرددوا كالببغاوات: "الجنة تحت أقدام الأمهات"
- كم هي أعدادنا من بين أقطار الوطن العربي، أطلق عليها أحكام التضحية النسبية لا المطلقة؟: تضحي بنفسها من أجل أطفالها، تعاني الأمرين حتى تكسب رضاهم، تقدّم الغالي والنفيس من أجل سعادتهم، تجبر على نفسها لو أصابها مرضاً من أجل حاجاتهم. رغباتهم. وبعض الأحيان نزواتهم.
- كم هم عدد الرجال، الذين تخلصوا من عقدة أن يكونوا وراء أمهاتهم بخطوة، وأن يلحقوا أسماءهم باسمها؟.
- كم عدد من استطاع أن يعتني بها لحظات عجزها الجسدي ولا يشعر بأن كرامته هدرت؟.
- كم هم عدد الذكور الذين تقبلوا أخطاء أمهاتهم التي قد تكون سطحية ولا تشكل جريمة ممن يقترفها الآباء ويشعرون أنهم لا يحقدون؟.

هي الأرضية الثقافية التي نشأنا عليها بأن الأنثى محكومة بمحور واحد في حياتها: الأمومة، مرافقة بالسير قرب الجدار تطلب من الله السترة. المرأة متى صارت أماً، فقدت كيانها الروحي والجسدي، لأجل أبنائها ويعفى من هذه الضريبة الذكور.
هي أرضيتنا الثقافية، وكتبنا المدرسية، تصور الأم في صورة الأنبياء وحول رأسها هالة من نور، مما يدفعنا للقصاص منها عند اختلال أي شرط من شروط الهالة النورانية.
فهي بريئة الوجه كطفل، ضفيرتها طويلة ملقاة على كتفها كطالبة في الإعدادي.
ابتسامتها هادئة، هدوء منظر طبيعي ساكن. نظرتها مفعمة بالسكينة، لا تهزها ريح. تحمل ابنها كقطعة ألماس لا يجب خدشه. لا تتعرض لتغيرات المجتمع وتبدل أحواله. لا تعرف المرض والخضات النفسية.

مناسبة عيد الأم، تزيد من وطأة المسؤولية فوق كاهل الأمهات، وتدفعهن للبحث عن سبل تماثل طريقة المجتمع، في النفاق لتغطية أخطائهن كبشر، واضطرارهن أن يحافظن على تلك الصورة التي كونها المجتمع عن الأم.

في مثل هذه المناسبة ورغم الدعوات المبالغ بها من أجل الأمهات للتذكير بتضحياتهن، التي لا تعد ولا تحصى. اقبلوا المرأة ككيان إنساني ومن ضمن هذا الكيان وظيفة الأمومة. لا تفكروا بها على أنها آلهة كي لا تعهروها، إن أخطأت.

في عيد الأم رفض صديق لنا تقديم تهاني العيد لأمه، كونها تزوجت من رجل غير والده. وكان هو قبل بعض الوقت، يفكر بالزواج من امرأة غير زوجته، ويستبدل أرواحاً غير التي يعتني بها. فأي عيد هذا الذي تنشدونه؟ عيد لآلهة، أم للمرأة الانسانة؟.



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفة المقال.. وثقل الانتخابات
- منحتموه جائزة؟.. أنا أيضاً
- بعد رحيلك
- عندما يكون.. اختياراً
- الرمي.. بالاتهامات
- هاتها.. من يد الحكومة السورية


المزيد.....




- استعلم من هنا عن تردد قناوات الاطفال بجودة HD ومتعي اطفالك م ...
- -ريا وسكينة- في الجزائر.. توقيف امرأة بعد سلسلة جرائم قتل
- الاحتلال يواصل استخدام سلاح التجويع ضد غزة
- جباليا تحاصر بالإبادة والتجويع
- خليل الحية: أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة ...
- كيف تباين موقف ترامب وهاريس من الإجهاض والرعاية الصحية؟
- النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
- ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء ...
- حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى ...
- -ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور) ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاديا سعد - عيد الأم.. الصورة المزيفة