براءة اختراع سورية..!؟

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 12:57
المحور: كتابات ساخرة
    

حصلت بعض أجهزة الأمن السورية ـ ولا يجوز ( أمنياً ) تسميتها ـ من شعبة حماية ملكية الاختراعات في حزب ـ الكلكة ـ على براءة ابتكار غير مسبوق بالمرة بحيث يمكن إرفاقه بلصاقة تقول: صنع في سورية بعون الله..! تماماً كما هي حالة سيارة ـ شام السورية ـ مع الفارق الكبير بين الاختراعين فالسيارة العجب تم تجميع مكوناتها المستوردة في البلد لا أكثر ولا أقل في حين أن الاختراع الذي نتحدث عنه إنتاج بلدي % وقابل للتصدير وجلب الفرنكات الصعبة من كل الأنواع.!؟
صحيح أن هذه الأجهزة الكلكاوية صارت تستخدم في العام الماضي عصي الخيزران البلدية بدل الهراوات المستوردة لكنها في هذا العام طورت الاتكيت فمن باب تشجيع الصناعات المحلية المستجدة راحت تجرب سيارة شام الجديدة لاختبار مدى صلاحيتها وتبيان العدد الذي يمكنها حمله في النقلة الواحدة وهكذا راح الشباب يبحثون عن المشاغبين في بعض المناسبات وبكل لطف وكياسة يدعونهم لتجريب السيارة ومن ثم يسيرون بهم بعد تشغيل المكيف و إسدال الستائر.!
خطأ بسيط غير مقصود بالمرة كان يرتكبه الشباب المضيفون في كل مرة وهو أنهم كانوا بعد أن يقطعوا بعض الكيلومترات على طريق دمشق حمص ويصلوا إلى منطقة مهجورة يضمنون أنه لن يجد فيها أيها شخص أو شخصة وسيلة ركوب أخرى يقذفون بركابهم المشاغبين إلى قارعة الطريق ويعودوا أدراجهم.!
في الأمس جربوا السيارة من جديد لكن براكب واحد صدف أنه كان المشاغب ـ رياض سيف ـ
وهم يعرفون أنه يحب رياضة المشي وهكذا كان حيث انطلقوا خارج دمشق وعلى نفس الأوتوستراد الدولي وأنزلوه معززاً مكرماً في تلك المنطقة الخالية حتى من التغطية الخليوية كي يعود ماشياً بكل حرية ورياضة.!
السوريون كما هو معروف كلكاويين بغالبيتهم العلنية و( السرية ) لذلك تراهم مغرمين بالمزاح والفرفشة ولولا ذلك لما تفتق الذهن الأمني وأخرج هذا الأسلوب المبتكر في التعاطي مع الملاعين ولكن، ومع الأسف غير الشديد، الصيت ليس لهم بل للشعب المصري الشقيق حيث وصل حب المصريين للنكتة أنهم باتوا يخترعون واحدة بين كل نكتة وأخرى إلى درجة أن الإنتاج النكتي المصري صار فائضاً عن حاجة المستهلكين وهو غير قابل للتصدير بسبب اللهجة الصعيدية وهذا هو السبب بالتأكيد الذي دفع الأجهزة الأمنية الشقيقة لكي تتدخل على الفور حفاظاً على السلم الأهلي والأمن الوطني وكان أن منعت قبل يومين الباحث المعروف ـ عبد الوهاب المسيري ـ من إلقاء محاضرة عن النكتة في مصر.! وهذه واقعة حقيقية وليست نكتة كما قد يتبادر إلى أذهان الصيادين في الماء العكر والدليل على ذلك أن المسيري لم يعد ماشياً إلى بيته بل جلس على الرصيف وقدم محاضرته للجمهور فقهقه الجميع حتى انقلبوا على أقفيتهم .!
إذن، الكاتب المسيري لن يفرفش مصرياً بعد اليوم كما نفرفش نحن هنا سورياً في ربوع الأوتوسترادات وقد ندرس طلبه فيما إذا أراد تقديم طلب انتساب إلى حزبنا العتيد أقصد حزب الكلكة وليس الحزب القائد فهذا الحزب المسكين لا علاقة له ولا لأعوانه في الجبهة التقدمية العريضة بكل أنواع الفرفشة بما فيها تلك المستوردة التي يسميها أهل الحل والعقد: انتخابات برلمانية بالمعايير الزجاجية كانت أم بالخشبية لا فرق.!؟

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات