أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل جاسم - ردود افعالهم .... ردود افعالنا














المزيد.....

ردود افعالهم .... ردود افعالنا


نبيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 07:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اعرف ان المشاهد التي نقلتها القنوات الفضائية للممثل الاممي وهو ينحني اثر سماعه اصوات سقوط القذائف ستلوكها وسائل الاعلام لايام عديدة، وربما ستتناقلها قريبا الهواتف المحمولة، وقنوات الضحك والفكاهة.
وربما سيخرج علينا البعض من مهووسي التاريخ العربي ليضرب بتلك الحادثة مثلا على تخاذل الآخر وجبنه وهشاشته.
ردود فعل الرجلين ( مون – المالكي) كانت طبيعية تبعا لخلفية كل منهما .. الفزع الذي اصاب مون لا يصلح للتندر والفكاهة او الغرابة ... الفزع الذي اصاب مون كان فزعا طبيعيا ، انسانيا ، عاديا، مبررا ، ومن الطبيعي ان يصاب الانسان بالذعر اذا فتحت عليه ابواب الجحيم او مخلفاتها
الرجل لم يعتد ان يقضي حياته مستنفرا بين خدمة العلم التي تبدأ من اول ريعان الشباب حتى خريف العمر من اجل حروب حمقاء ، والرجل لم يعتد ان تصب فوق رأسه التقنية الاميركية كل البلاء الذي صبته فوق رؤسنا يوم كانت تروم التحرير او الاحتلال – لا فرق عندي- وعليه فالتندر من الرجل او الضحك على رد فعله غير مبرر، بل هو سلوك همجي، وحري بنا ان نضحك على انفسنا لاننا لم نعد نختبر المشاعر الانسانية السوية ونرى كل ما هو سوي بعين الغرابة.
سلوك المالكي لم يكن غريبا، ولم يكن سويا، ولكنه سلوك (طبيعي) وسلوك (عادي) لرجل عاش بمثل ظروفه فاعتاد على ما لم يفترض ان يعتاد عليه.
سلوك مون عادي بالمقاييس الطبيعية... وسلوك المالكي (عادي) بمقاييسنا او بمقاييس الازمة التي الفناها وتعودناها وتعايشنا معها فأصبح كل غريب وكل مؤلم وكل مفجع وكل كريه جزءا من حياتنا اليومية.
ولكن اي الرجلين اقرب للسلوك الانساني السوي ومفاهيم الحياة المفترضة ؟؟!!
من الطبيعي ان نشعر بالذعر عند سماع الاصوات المخيفة.
ومن الطبيعي ان نشعر بالخوف لرؤية مشاهد الجثث.
لكن ما يحصل هو العكس ، ذلك اننا اعتدنا وتعودنا على ما لم يفترض ان نعتاد عليه ،
تبلدت احاسيسنا ، وتشوهت ذواتنا ، واختلت مفاهيمنا عن الحياة والموت
ضيعنا الخط الفاصل في التقييم بين كل منهما

* * *
كان الرجل يتبضع من سوق الشورجة عندما وقع الانفجار بقي الرجل يفاصل في سعر الرداء مرت بقربه عربة يدفعها رجل وفوقها رجل يحترق ورائحة الشواء البشري تعم المكان التفت اليه والقى بنظره على الضحية لثواني ادار رأسه مرة اخرى للبائع اليس لديك قياس xxl اجابه البائع كلا التفت مرة اخرى ليلقي نظرة على عربة اخرى فيها رجل يتدفق الدم من كافة انحاء جسده ينظر اليه ويتفكر في حجم الرداء عاد للبائع اليست لديك اردية باكمام طويلة اجاب البائع بالنفي ، ادار رأسه مرة اخرى فوقع نظره على عربة تنقل طفلا ميتا وامرأة في انفاسها الاخيرة ثبت نظره عليهما وقال بعد فترة صمت لولده : سنأخذ الرداء لخالك.... لم يكن المشهد برمته يعني لرجلنا اي شيء!!
* *


لا نصاب بالذعر في الوقت الذي يفترض فيه ان نموت من الخوف .
نتطلع ببلاهة ولا مبالاة الى ما يخلفه الموت دون الشعور بالغثيان
نضحك على ما يفزع الاخرين !!
نمارس الجنس بمزاج رائع بعد متابعة نشرة الاخبار التي يسيح الدم منها خارج الشاشة !!
لكل ذلك نضحك على مون وردة فعله.
تكرار المشهد من قبل وسائل الاعلام دليل على اننا نستغرب ما هو طبيعي
واستغرابنا دليل آخر على تطرفنا واعوجاجنا ولا سويتنا
عندما يكون رد الفعل موازيا للفعل امر لا يدعو للغرابة ... كما مع مون
وعندما لا يوازي رد الفعل.. الفعل الاصلي فمعنى ذلك اننا نواجه مشكلة ... بل مجموعة مشاكل
مشاكل اقلها اننا لا نصاب بالذعر ولا نشعر بالخوف؟؟؟!!!



#نبيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن اخصاء المومياء
- العراقية ...من دون شتائم او تملق (1)
- قندرة المشهداني
- صولاغ ابراهيم الحسن!!
- منظمات المجتمع المدني ومأزق الاعتراف
- ادعموا احمد منصور وتذكروا زملاءكم في العراق
- الصحافة العراقية...نجاح العملية وموت المريض
- اسئلة لظاهرة اسمها قناة الجزيرة


المزيد.....




- حل لغز المجالات المغناطيسية الغريبة لنبتون وأورانوس
- تأثير العناية بالمظهر على السلوك الاجتماعي
- العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
- دراسة تكشف عن أسباب نفسية لآلام الدورة الشهرية الشديدة
- صفقة -أوبك+- يمكن أن تنهار بسبب كازاخستان
- الجبهة الأوكرانية تنهار: إمّا أن يأمر زيلينسكي بالانسحاب أو ...
- ريابكوف: روسيا ستجعل الأمريكيين -يرتعشون- من نتائج تورطهم في ...
- إعلام عبري يتحدث عن -بنود سرية تتعلق بإيران- في اتفاق وقف ال ...
- بوليانسكي: روسيا قد تعيق عمل البرنامج الأمريكي في مجلس الأمن ...
- ترامب يعلن عن اتفاق مع رئيسة المكسيك بشأن الهجرة وسط تهديدات ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل جاسم - ردود افعالهم .... ردود افعالنا