أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادر قريط - من قتل رفيق الحريري؟















المزيد.....

من قتل رفيق الحريري؟


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 09:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سخرت من نفسي ، وأنا احتال على هذا النص ( بالشطب واعادة الصياغة) وتساءلت عن جدوى الكتابة في قضية لا ناقة لي فيها ولا بعير؟وضحكت وأنا أحاول تفكيك خيوط هذا العالم المتشابكة، فيما أعجز فعليا عن فك سيور حذائي..ثم تساءلت عن جدوى الكتابة عن الحريري وأمثاله ممن شبعوا مجدا وسؤددا، في وقت لم أشبع فيه خبزا وبصلا؟أسئلة مريرة تواردت على خاطري، مع علمي أني أكتب شائيا أو ابيا، فالمشكلة هي الكتابة نفسها، وهي كما وصفها دريدا: عالم يكاد ينأى بنفسه عن اللغة الصوتية، ليخلق عوالمه لذاته..أي أن النصوص الكتابية هي إعادة لرسم واقع افتراضي ما، وفي لغتنا العربية الكلاسيكية(ذات البناء الميتافيزيقي) تصبح الكتابة منهجا لخطاب يضجّ بالتمويه والطمس ومكيجة الواقع، باستخدام تقنيات التورية والبلاغة .. أما في أحسن تجلياتها الشعرية فإنها تظل بحثا عن المعنى في ركام من اللامعنى....
وهكذا وبعد أن أفسدت عليكم متعة القراءة( بهذه السفسطة )، أدخل في صدد الموضوع، فاغتيال السيد الحريري شكّل لي في البداية صدمة، تحوّلت تدريجيا إلى استفزاز معرفي!! أقول هذا..مع إدانتي لأية جريمة يقترفها بنو البشر، سواء كان ضحيتها رفيق الحريري أو أبو عدس أو أي حمّال في سوق الشورجة البغدادي .. ورغم أننا جميعا ( على آلة حدباء محمول )إلا أن التاريخ لايقيم وزنا إلآ لصانعيه، والسيد الحريري هو أحدهم، فالرجل ترك رأسمالا رمزيا وماديا كبيرا، وخلّف رحيله زلزالا سياسيا حقيقيا..
وقبل الذهاب بعيدا لابد من القول أن سؤال الحقيقة، ( من يقف وراء الإغتيال؟ ) سيظل، رغم أهميته القصوى، متروكا لبرنامج ( من يربح المليون) وللأجهزة المخابراتية ولإرادات القوة، التي يبدو أنها ( راغبة وغير راغبة ) في كشف الحقيقة، لكونها لاتزال متأثرة بأغنية فيروز: تعا ولا تجي..والبرهان على ذلك نجده في محاولات أسطرة القضية، وادخالها مساحة من التأويل والتقويل وربطها بأحاديث العنعنة، التي قد تضطر العلاّمة المجتهد( برامرتس)إلى نهج ماذهب إليه الفقهاء في المشاكل العويصة والقول: والله أعلم!!لكننا لو استذكرنا الحدث بسرعة، ووقفنا عند بعض مفاصله، سنجد أننا نعود الهوينى إلى المربع الأول: ففي 14 شباط،2005 قتل رئيس الوزراء اللبناني، بتفجير هائل، فأشرأبت الأعناق نحو دمشق، متهمة إياها بالضلوع في الجريمة ( وهو اتهام مركب يرمي إلى طرد القوات السورية من لبنان، ولصق العملية بالنظام الأمني السوري اللبناني، وبحزب الله من خلال الإشارة إلى تفخيخ السيارة في المنطقة الجنوبية من بيروت) أي أن الإتهام موجه إلى مايسمى بالهلال الشيعي وأدواته؟؟وبالتالي تحميله وزر دم عثمان جديد؟؟باعتبار الضحية شخصية سنيّة مرموقة عربيا وعالميا ( بالإضافة إلى كونه شخصية نافذة وقريبة من البيت السعودي) .بعد قرابة عامين تكررت العملية في إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، على الهواء مباشرة وبواسطة حبل ( الهلال الشيعي) وموسيقى أوبرا ( مقتدى..مقتدى) ..صحيح أن الزعيمين السنييّن قتلا في سياق مختلف، وصحيح أنهما لم يكونا سنييّن( بالمفهوم الطائفي للكلمة) لكن الكيمياء الداخلية، والملاط المعنوي ( السيمانتي) للغة المتوارية، يشير إلى تماهي ما بين الحدثين؟؟أي أننا أمام مقتل عثمان آخر وآخر، بنفس الأيدي المتهمة ( تاريخيا) بالهرطقة ؟
بعيّد الإنفجار، الذي أودى بحياة الحريري، خرج للعلن شريط منسوب لجماعة جهادية سنية( جند الشام)، اعتبره المحللون، تمويها ساذجا، ضلعت الأجهزة الأمنية في فبركته. وبعدها جاء تقرير الألماني ميلتس الأول، ليوزع التهم على أحزاب وقوى سياسية عديدة ( بدت كما لوأنها حضرت مهرجانا في فندق الشام تحت شعار: قتل الحريري ضرورة تاريخية)ولاشك فإن وقوع ميلتس في كمائن ساذجة ( قضية هسام هسام)، قد حوّله بسرعة إلى همار همار، فاقتضى تسريحه، واستبداله بالسيد برامرتس، لكن الملفت أن تقارير الأخير، بدأت تأخذ فرضية الإنتحاري محمل الجد..لابل أن الآراء لم تكتف بوجود هذا الإنتحاري، بل منحته أوصافا محددة ، تشير إلى سمات وراثية وأمراض باثولوجية تدلل على جذوره الغير لبنانية( والغير شامية، إذ استبعد أن تكون حدود سايكس بيكو، قد أحدثت تحوّلا جينيا في المنطقة). وتجدر الإشارة إلى أن التحاليل الطبية المخبرية( أو المخابراتية) تشير إلى بيئة هذا الإنتحاري( الإفتراضي) ونشأته في مدينة ملوثة بأكاسيد الرصاص(وهو تلوث تسببه عوادم السيارات)، لهذا قامت لجنة التحقيق الدولية( حسبما قرأت في الصحف) بأخذ عينات من هواء المدن والمناطق (المتهمة)، والمريبة ( لاأدري إن شملت الفحوصات مدينة طهران؟؟)ويجب أن لا ننسى تحليل اللجنة السابقة لملايين المكالمات التلفونية؟؟ وهذا يعني إدخال القضية في متاهة هائلة، لأن أية مكالمة، ولو كانت بين عاشقين تبادلا لوعة الحب والغرام ، يمكن تأويلها واعتبارها ضلوعا مباشرا في الجريمة ( إذ يمكن اعتبار كلمة الحب في العربية، أحد ظلال الفعل الآرامي: حب، أحبين، ويعني ألهب أوقد!! ) والسؤال الآن هل استفدتم شيئا من مقالتي؟ بالطبع لا ، فهي كما يقول المثل العراقي ماتزال: ثرد ( الخبز) بجانب الماعون( الصحن )..لكن الأرجح أن أتّهم من البعض بممالأة النظام في سوريا ومداهنته ؟؟ وهذا جائز!! لكني حقا لا أفعل ذلك، بنيّة مبيّتة..
بعد اغتيال السيد الحريري بأيام قليلة، شاهدت السيد أنيس النقاش في حوار متلفز على الجزيرة( أو قناة لهلوبة الفضائية كما يسميها سامي بحيري )أنيس النقاش لمن لايعرفه، هو مدير شبكة أمان للدراسات، وهو مناضل ثوري سابق، وأحد فقهاء العمليات السريّة ( اشترك مع كارلوس في عملية خطف وزراء الأوبك في فيينا مطلع السبعينييات ) وأحد المقربين حاليا من الثورة الإيرانية، يقول ما مضمونه ان العملية يمكن تسجيلها على حساب إحدى فصائل المقاومة العراقية( فهي قادرة تقنيا على تفجير انتحاري بهذا الترويع) ثم ذكر أن السيد علاوي ( رئيس وزراء سابق في محمية الخضراء ) كان قد التقى السيد الحريري، قبل مصرعه بأيام، وهناك مايشير إلى أن الحريري قد حزم أمره ووضع بيضه في سلة ( الشرق الأوسط الجديد )..بعد فترة طويلة من التردد البراغماتي. في الحقيقة قد يثق المرء بالحس البوليسي للنقاش وحدسه المرهف، خصوصا بعدما تناسلت التقارير الصحفية قصة أموال عراقية أودعها النظام العراقي السابق ( عديّ) في مصارف لبنانية، كانت على صلة بأجهزة أمنية، وقريبة من نشاط شركات المرحوم الحريري، وبعضها متهم كواجهة لإدارة عمليات غسل أموال كبرى وعمولات مريبة ....فإذا كان الأمر كذلك وصدقت قراءة النقاش ..لماذا يصر السيد برامرتس، في تقريره الأخير، بأن قرار مجلس الأمن1559 هو السبب وراء حادثة الإغتيال، لماذا استبعد أحتمال دوافع اقتصادية مافيوزية للجريمة؟؟ وماهو تفسيره لمصرع السيدين تويني، والجميّل في لحظات اقرار مشروع المحكمة الدولية في مجلس الأمن ؟؟إن قراءة مابين السطور، تظهر أن إلقاء العملية على كاهل مفجّر انتحاري يخبئ الرغبة في دفن القضية ..فالعمليات في بغداد مثلا تنسب مباشرة وقبل وصول سيارات الإسعاف إلى انتحاري( حتى ولو كان الإنفجار ناجما عن قذيفة أو أسطوانة غاز)، لأن الأجهزة الخفية، تريد أن ترمي التهمة على أكتاف مجهول، ينتسب ألى منظمة وهمية ذات بيانات إنترنت مخادعة تساهم في تكريس ذلك الوهم...وبما أن الإرهاب مجهول وشبحي، وعابر للزمان والمكان، فلا بد أن تكون الحرب ضده شبحية وعابرة للجغرافيا واستباقية؟ لهذا اعتقد أن الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الحريري، ستظل لغزا وطلسما، مادامت الحرب على (الإرهاب) مستمرة..
ملاحظة: أعتذر ممن التبس عليهم هذا النص، فقد التبس عليّ أيضا !!



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن لا يهمه الأمر
- ياصابرين ...للصبر حدود
- ظاهرة اللسان الداشر
- ( أمة إقرأ ) عليها السلام
- العراق وكوميديا اللغة
- اللغة واللغو
- وفاء سلطان..مطرقة من خشب
- الصورة وإعدام الكلمات
- المطأطئون وذهب رغد
- رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة
- وداعا صدام!!
- هرطقات أبو سفيان 2
- هرطقات أبو سفيان
- أسئلة في لوح بابلي؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نادر قريط - من قتل رفيق الحريري؟