أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - بين عيدين















المزيد.....


بين عيدين


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بدأت الأعياد في بابل وعن هذه الإحتفالات التي انتقلت الى الإغريق نشأ المسرح الإغريقي)
يحتفل الناس كلهم حتى الموظف البسيط والعامل الذي لا تكفيه الأجور.
مناسبة الأعياد هي المناسبة الوحيدة التي تشعر فيها العائلة العراقية بسعادة متناهية، تنوعت الأعياد العراقية وتأصلت طقوسها في نفوسهم رغم تباينهم في عقائدهم، فلكل الأديان مناسباتها الإحتفالية سواء كانوا مؤمنين أو علمانيين أو ملحدين فللعيد قدسيته ويُحتفل به رغم كل الظروف، فعيدي االفطر والأضحى، و عيدالفصح وعيد القيامة وعيد الخليقة وغيرها من الأعياد، يخرج الناس في أيامهم هذه بأحدث الملابس وأجمل الحلل، تنتشر الأراجيح ووسائل التسلية واللهو في الباحات المنتشرة بين البيوت، تُملِئُ وجوه أطفالنا بشرا و مسرة، وهناك أعياد يشترك أغلب الشعب العراقي في الإحتفال بها رغم إختلاف أديانهم وطوائفهم وقومياتهم، مثل عيد رأس السنة الميلاديه، وانسحبت هذه الأعياد لتشمل أعياد الميلاد الذي تقيمه العوائل لأبنائها، وعيد الشجرة أى نوروز وتحتفل به معظم العوائل العراقية وعند كل فئة يمثل رمزا مختلفا فعند الكورد يكون عيدا قوميا وعند العرب عيداً للربيع، وعيد زكريا وهو عيد تؤديه مجاميع وطوائف من كل الأديان وكذلك عيد الخضر، لكل عيد طقوسه الخاصة والعامة فالطقس العام هي اشاعة الفرح والبهجة والتواد والتزاورواقامة الولائم بين نسيج المجتمع فالمسلم يزور المسيحي في أعياده وكذا يفعل المسيحي مع المسلم أو الصابئي إذا ما صادف وكانوا من منطقة واحدة.
بضربة حظ وبقدرة قادر أُبتلى العراقيون بعيد لا ثان ٍ له نُسيت معه الإلفة بين الناس والمحبة والمودة ، وحلت الحيطة والحذر مكان الهدايا المتبادلة والأحاديث الشيقة والآمال المشتركة، لا بل بات الليل نهار، والنهار دموع ودماء، عيد ميلاد الريس الذي أصبح الإحتفال به فريضة مقدسة على كل الشعب العراقي حتى لوكان لديهم مأتم، أوكان أحد أبنائها شهيداً في حرب أو بأيدي جلاوزة النظام، ولم يقتصر الأمر على اعلان الابتهاج بل امتد ليشمل مشاركةً مادية واسعة تُجبى من الناس كتقديم الحنطة البيضاء النظيفة الصالحة لصنع الكيك من حنطة الحصة الشهرية السوداء المطحونة مع نواة التمر، واقامة الولائم العامة مما يجود به الناس من قوت يومهم، تنتشر الميكوفونات في الشوارع والساحات والمدارس تُعلن التقديس والتأليه والتبجيل للبطل الصنديد ووحيد عصره وتوزع ملايين من صوره، تعقد الندوات والاحتفالات وُتقام حلقات رقص (للكاوليات ) في كل زوايا الوطن المستلب من الشمال الى الجنوب، فأصبح للوطن وجهين شعب يرزح تحت العبودية والموت جوعا ومرضا وتخلفا، وحاكم متجبر ومرتزقة لا ذمة ولا ضمير تساندهم قوى من كل العالم متناسين الشعب الضحية، في غفلة من الزمان والناس نيام أو شبه نيام وقد هدهم تعب الحروب واختفاء الأحبة بلا عودة، وتسرب الأطفال من مدارسهم وراء لقمة الخبز وسد حاجات الأهل الضرورية ، واتساع رُقع الثياب التي لايمكن استبدالها، وسرقة نسغ الحياة تحت مسمى الحصار، كان الناس يبحثون عن طحين كيكة الريس، وعن خلاص من محنهم، عندما قررت الولايات المتحدة الأميركية إقامة الحد على النظام المقبور ورفع الوصايا عنه، لأنه لم يعد يستجب لمفهوم العولمة الجديد، لقد أوصى الريس المحنك جنوده السيئي الحظ أن يطحنوا الشوان بالحجر غذاءً لهم ، وأن يشعلوا صون الحيوانات بدل التدفئة الحديثة في سواترهم وأن يتلافوا ضربات الليزر بالرماد، فانقلب السحر على الساحر وهُزمت فلول الجيوش الجرارة ، لقد كان الريس سببا ومسببا للإحتلال، فتحت مظلة الأسلحة الكيمياوية وتحت مضلة انقاذ الشعب المضطهد قدمت الجيوش الجرارة من كل حدب وصوب، وعلت الأصوات بين مؤيد ومناهض، وكان الصوت الأقوى والأعم وحتى عند أعتى أعداء النظام الذين تخلوا عن مواقفهم المعادية للدكتاتور كي يقف بوجه الإحتلال ويوقفه، وتعالت الخطب الرنانة، وبرز وجه النظام الإعلامي الصحاف والذي كان قادرا على أن يكذب ويكذب كي يصدق نفسه ، وفي المحصلة النهائية قضت التكنولوجية على اعتى نظام استبدادي ، وفرح الناس رغم مخاوفهم من المحتل ، لما له من سوابق في دول أُخرى، ولما مارسه من اضطهاد و تسلط واستبداد وعدم معرفة بطبيعة الأرض التي وطأتها جيوشه في حروبه السابقة ، ولكن وبالرغم من كل تلك المخاوف، فرح الناس وشعروا بالسعادة لخلاصهم من أعتى دكتاتور عرفته البسيطة، لكن لم يدم فرحهم طويلا، لما حدث بعد( التحرير! ) من تخريب وقتل وخطف وإذلال ، وانقلب التحرير الى احتلال، وبدأ الإحتلال يرتكب الأخطاء تلو الأخطاء ،
• لماذا فرض حصار اقتصادي على قوت الشعب العراقي ولم يفرض الحصار على الطاغية وحاشيته .
• ألم تكن هناك وسيلة لإسقاط النظام غير الإحتلال ؟!
• لماذا وقف جيش المحتل مكتوف اليدين وهو يرى مؤسسات الدولة تُحرق وتُنهب بل برر بوش السرقة في بداية الأحداث بأنها رد فعل طبيعي يولده الحرمان .
• لماذا أُهمِل انسحاب الجيش وغيابه منذ اللحظات الأولى لاحتلال بغداد وذوبانه دون ملاحقة أو مساءلة.
• منذ أربع سنوات والشعب العراقي يعاني من تدهور الحياة بكل جوانبها بل ازدادت معاناته بازدياد حمامات الدم التي خلقها وأججها أزلام النظام المنحل والطائفيون الحالمون بالظفر بالفرص التي لا تعوض فالساحة مضطربة ولا صبر لهم في انتظار الجولات القادمة من الإنتخابات ، فشجعوا التفخيخ والتهجير والتدمير آملين بأن تثبت العروش على رؤوسهم المهزوزة .
• لم اتُخِذَ العراق المثقل بالجوع والمرض والقهر ساحة ل( الحرب على الإرهاب) تصفى به الحسابات .
• لم اتخذت دول الجوار عربية وغير عربية، الموقف اللا اخلاقي من شعب العراق واتُخذ الوطن رهينة و ساحة للتطاحن المذهبي والعرقي والذي لم يكن له وجود خلال كل سنواته الماضية بل أخذ بعض الأشقاء العرب يصرف مليارات الدولارات ليقضي على طائفة ما أو بالاحرى على امة تعداد نفوسها بالملايين .
• هل سيبقى العراق يدفع ثمن الصراعات اللا أخلاقية بين الدول بدماء أبنائه فالصراع الإيراني السعودي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع اللبناني السوري ، كل هذه التشابكات تنصب سلبا على الشعب العراقي ، هل هو ابتلاء لايمكن الخلاص منه أم امتحان الغاية منه إعلامهم وتعجيزهم وإيئاسهم من بناء وطن حر ديمقراطي تتساوى فيه كل فئات المجتمع ، أم هوانتقام منه لأنه رفض الطاغية.
• لماذا لا يدرك العرب وجامعتهم العربية بأنهم أكثر سوءا من صدام ومن المحتل.
• ستحل مناسبة سقوط الصنم في 9/4/ ومن المفروض أن يتحرر العراق من الإرهاب وأن يسود الأمن والقانون، وأن تُنجز المهام المطروحة أمام الحكومة فيُعاد الكهرباء والماء الى أفضل مما كان في العهود الغابرة ، وأن تعود المدارس الى فتح أبوابها بثقة واطمئنان ، وأن يقطع البلد مراحل في الإعمار والتنمية، وأن ُيسار في شوارع بغداد وفي كل منعطف وزقاق وليس هناك عبوة وحزام ناسف أو ارهابي سواء كان من بقايا النظام أو قادم من وراء الحدود .
• عنما نسير في شوارعنا ونصطدم بارجوحة عيد أو نمر على بيت شُرعت أبوابه وافتُرشت جنبات شوارعه للمعازيم في الأفراح حينذاك سيكون هناك عيد لاثاني له هو عيد الخلاص والتحرر .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكسات العرب أم نكسة حزيران
- العلمانية وسعة آفاقها
- العدد الأخير من طريق الشعب /آذار/ عام1979
- دلال سامي ووفاء سلطان وطبقة البيض
- الى سكنة الجحور وأسياده
- العلم العمل الحب /بين نوال السعداوي ووفاء سلطان
- الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم
- وا متنبياه
- العلمانية هي الحل
- نكتب من الجحيم
- بين مؤيدٍ لوفاء سلطان ومعارض ٍ والحلقة المفقودة
- لست معك يا وفاء والى الأبد
- المرأة والحجاب و آذار
- ماهذا الضجيج - بين راني خوري ووفاء سلطان وآخرين
- أفكار أود قولها
- وفاء سلطان والذباب
- الى متى نبكي شهداءنا !!!؟
- الى مريم نجمة مع التحية
- العراق وأميركا
- حذار من الاستمرارب 8 شباط.


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - بين عيدين